لا يستطيع عقلي ان يستوعب
عن معتقل مفرج عنه يروري ...
قصة بتوجع القلب ...
أدخل الشرطي فأره في فم السجين، وأمره أن يبتلعه ابتلاعاً بدون أي مضغ.
حاول السجين في البداية قليلاً قليلاً... ولكن في منتصف الطريق بدأت عضلات وجهه تتقبّض وترتجف.
لو أي شيء غير هذا الفأر الميت!
لو كان مسلوخاً على الاقل!
أدار السجين رأسه بحركةٍ لولبيةٍ بطيئةٍ وهو يضغط على العنق.
كانت يداه... كأنما تشدان شيئاً ما، ولكن دون جدوى.
باعد قدميه... أو تباعدتا وهو يوازن حركته مخالفاً ما بين دفع عنقه إلى الأمام، ونتر يديه إلى الخلف.
أن يبتلع الفأر إنساناً... يبدو لي أسهل من أن يبتلع الإنسان فأراً!!
سكن السجين للحظات بدا فيها مستنزَفاً إلى آخره...
"يا ابن الشرموطة إياك أن تمضغ. ويلكزه الشرطي في خاصرته. قلت لك أن تزلطه زلطاً إلى النهاية".
فجأة عاد السجين يحاول، وقد أطبقت كفاه على عنقه وراح يضغط حيناً ويمسّد حيناً بحركات متشنجة ومتواترة.
بين كل حركة وأخرى تنفلت يداه وهما تلوبان على شيءٍ ما في الفراغ، ثم يعيد المحاولة وتنفلت يداه...
أين يقع مفترق الله مع الإنسان، مفترق الأرض مع السماء، الحياة مع الموت... أين؟
- يا منيوك لا تحرك فكيك... قلت لك زلطاً.
لم يزل السجين يحاول... مرة... اثنتين... ثلاثاً... اربعاً...
سقط على ركبتيه.
- انهض يا كلب يا خرا... قلت لك انهض... ترفض الأمر العسكري؟
بسيطة... إذا بقيت حياً نتحاسب.
نهض السجين. دار دورتين في المكان وهو يدق صدره بقبضتيه ثم ما لبث أن بدأ ينتفض ويترنح، إلى أن بلغ أقصاه وبدا واضحاً أن ضريبة إعلانُ عجزه، لن تكون أكثر سوءاً من الاختناق، نزل على ركبتيه مردفاً رأسه إلى الخلف، وهو يشير بيديه مستغيثاً يطلب الماء.
كان الجزء الاخير من ذيل الفأر، لا يزال متدلياً عند زاوية الفم.
عن الرجل الذي أطعموه فأراً ميتاً - Faraj Bayrakdar
#المعتقلون_أولا #DetaineesFirst
(نقذوا البقية ,, ميزر النعسان)