العودة الكاملة للثورة
د.رفيق حبيب: إذا كان المسار التاريخي للثورات، يشهد نجاحا للثورة المضادة، ثم نجاح الثورة في النهاية؛ فإن القوى التي تقاوم الثورات، تعمل على تحقيق استعادة خادعة وغير حقيقية للثورة، حتى تبقى الثورة المضادة قائمة. وهو ما يحدث عندما تبدو الثورة وكأنها قد عادت، وهي لم تعد فعليا. فإذا افترضنا أن مسار الثورة يمكن أن يعود، ثم تعود الثورة المضادة بعد ذلك مرة أخرى، فإن هذا يعني أن الثورة، ليست ثورة كاملة، وإنها تعود أيضا كثورة غير كاملة.
وكلما عادت الثورة، كعمل غير مكتمل، لم تستطع تحقيق أهدافها، ولا تأمين مسارها، مما يجعل تلك العودة خادعة، وتجعلها عمليا، ليست عودة للثورة، بل استمرارا للثورة المضادة. وهو ما يمثل خطرا كبيرا على الثورة والربيع العربي. مما يعني، أن مسار الثورة يجب أن يعود مرة واحدة وأخيرة، حتى
وإن كان على مراحل أو خطوات متتالية، لأن التذبذب بين الثورة والثورة المضادة لعدة مرات، يمكن أن يجهض الثورة بصورة نهائية، ويؤجل تحققها لعدة عقود.
لذا فإن حركة مناهضة الانقلاب، لا تنجح، إلا إذا أعادت الثورة كاملة، وبشكل نهائي وحاسم، حتى وإن حدث هذا على عدة خطوات، أو على فترة زمنية ما. وهو ما يعني، أن المعركة بين الثورة والثورة المضادة، بعد الانقلاب العسكري، يجب أن تكون المعركة النهائية بينهما، والمعركة النهائية بين
الاستبداد والديمقراطية والحرية، والمعركة النهائية مع النظام السابق، أيا كانت مراحل تلك المعركة.