home الرئيسيةpeople_outline الأعضاء vpn_key دخول


chatالمواضيع الأخيرة
new_releasesأفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
new_releasesأفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
bubble_chartالمتواجدون الآن ؟
ككل هناك 226 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 226 زائر :: 3 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

مُعاينة اللائحة بأكملها

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 2984 بتاريخ السبت أبريل 14, 2012 8:08 pm

طريقة عرض الأقسام

لونك المفضل

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

[b]لقد جاؤوا الى بلادنا من جبال وقرى متخلّفة وقد
استقبلناهم كأخوة
لنا ولكن كيف لنا أن نكرم اللئيم الحاقد


لقد خططوا لابادتنا واستغلوا
ثقتنا بهم صادروا
بيوتنا وأراضينا بحجة المومانعة والموقاومة وأقاموا على
انقاضها معتقلات
ومطارات وكتائب عسكرية وافرع مخابرات ليحصوا انفاسنا

ليتأكدوا
أنهم قتلوا فينا الكرامة ومسحوا من جباهنا
علامة السجود


لقد
وجب أن نفرد زاوية نذكر فيها تاريخ سورية الاسود
الذي صنعه
حقد
هؤلاء


علينا ان نحكي الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة

حقيقة
هؤلاء الرعاع ..الذين لم يرضوا ان يعيشوا
عيشتنا الكريمة وفضّلوا أن يكونا
بمصاف الخونة والفتلة


فتاريخهم يشهد لهم بوقوفهم مع كل غاز وطامع

بداية
مع المغول ومروراً بالصليبيين والانتداب
الفرنسي (الذين طالبوا بوثيقة استعطاف
يبدون فيها تعاطفهم مع اليهود ضد العرب
والمسلمين ويعترفون بها بانهم ليسوا
عرباً ولامسلمي وادعوا أنهم مظلومين كاليهود في فلسطينن )

ونأتي في نهاية المطاف السماح
لأعدائهم الأصليين الذين كفّروهم
وساموهم سوء العذاب الشيعة الاثني
عشرية لمناداتهم بالوهية علي ونبوة ابن نصير
باقامة دولة صفوية
موازية للدولة النصيرية ( العلوية
)


يجب
أن يتعلم ابناؤنا ان الثقة بهؤلاء
كالاطمئنان لأفعى رقطاء في جحر نبت في
اعلاه ورود
وزنابق



نعم ايها الناس لقد تم خداعنا باسم العروبة فابادوا
اخواننا
الفلسطينيين و الللبنانيين وروّضوا شعبنا الأبي بحجة تحرير فلسطين

لقد
تجرأوا على لحى شيوخنا .. واحجبة
نساءنا




وبكل وقاحة قالوا عن الله
رجعية



عن المساجد بيوت التخلف


اجبرونا ان نسجد لصورة ..

لقائد قالوا انه ضرورة
لذلك وجب علينا أن ننكأ جراحنا ونلعقها لكي لاننسى
كما نسى آباءنا
وصدّقوا ان هؤلاء البسطاء القادمون من هناك مع مصاصة

المتة

ولهجة بدائية .. باتوا يذبحون ويوؤدون ابناءهم
واحفادهم بكل
همجيّة


ولاحول ولاقوة الا بالله

اخوكم
الشمقمق


باسم الله نبدأ


[/b]

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

هذه اختك ..... نعم لا تتعجب .....
هذا ما يحدث في سوريا فقط حيث
لا مكان للجبناء
الرستن

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 541189_425179780873796_115526654_n

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 423794_464886293551603_2087758263_n

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 68738_445209275525253_1503216179_nعلى المسلمون ان لاينسوا جرائم التي ارتكبتها الطائفة النصيرية ( العلوية )
وكذلك الاقليات من ورائها ومنها الطائفة الشيعية الحقيرة التي بادرت بنكران الجميل عندما استقبلنا لاجئيهم في بيوتنا
انظروا الى هذا الحقد

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 7088966451_5e6f49c041

الشبيح التجاري مهران خونده

حرامي ابن حرامي

شريك الجزارالمجرم ماهر
أسد والشبيح المجرم رامي مخلوف والمجرم محمد ابن السفاح علي دوبا

سخر وسائط النقل التي يمتلكها ( نقليات القدموس) ومحطات الوقود التي يمتلكها
لتسهيل حركة ونقل الشبيحة وعصابات الأسد في الساحل السوري . أمر مطعمه بأعداد وجبات
الطعام للشبيحة ... تخلى عن مدير أعماله عبدالرحمن الشغري لأنه من قرية
الشبيح
التجاري مهران خونده
سخر وسائط النقل التي يمتلكها ( نقليات القدموس) ومحطات
الوقود التي يمتلكها لتسهيل حركة ونقل الشبيحة وعصابات الأسد في الساحل السوري
.
أمر مطعمه بأعداد وجبات الطعام للشبيحة
...
تخلى عن مدير أعماله
عبدالرحمن الشغري لأنه من قرية البيضا
حول بلدة القدموس على الساحل السوري إلى
مكان يعبد فيه بشار أسد ومن قبله أبيه...
واحد ممن ساهم وبقوة في تمويل
الش...بيحة التي دخلت لمدينة بانياس
ممول للشبيحة في مدينة طرطوس حتى
اللحظة
يتكفل بكافة نفقات المومسات اللاتي يخرجن مع المنحبكجية بطرطوس
وبانياس
* القنصل الفخري للهند في اللاذقية وطرطوس وحمص
رئيس مجلس أدارة مجموعة خوندة
* من أبرز المساهمين في شركة سوريا القابضة (
مخلوف )
* شريك في بنك سورية والخليج ( باسم ابنه كريم )
* شريك في بنك الشام
الأسلامي (بأسم أبنه علي )
* شريك وعضو مجلس إدارة بنك سورية والمهجر
* شريك
رئيسي للشركة الدولية للصرافة ( مقرها الرئيسي بالحريقة )
* شركة القدموس
للخدمات البريدية والحوالات المالية
* مالك شركة القدموس للنقل وأخرى للحوالات
وأخرى للشحن مرخصة في حلب
* خوندة وشركاه ( شحن وحوالات بشارع الحمراء بدمشق
)
* القدموس.. مهران خوندة وشركاه (في شارع الحمراء بدمشق )
* مهران خوندة و
شركاه طرطوس تعبئة وتجفيف الحبوب و المواد الغذائية
* مورد رئيسي للصناديق
السوداء المركبة على عربات النقل الكبيرة ماركة نورم
* شركة مهران خوندة وشريكيه
( القدموس حول سوريا )
* وكيل حصري لسيارات مازدا في سوريا .
* عدا عن تملكه
لمحطات الوقود والمطاعم والبيوت البلاستيكية
مهران خونده هو شريك القاتل المجرم
في عصابات الشبيحة .....علي دوبا
فرضت عليه عقوبات من الاتحاد الاوروبي في 26
كانون الثاني، 2012
أخر أخبار المجرم الشبيح من مواقع المنحبكجية:
فور تلقيه خبر فرض العقوبات
الأوروبية عليه سارع المجرم الشبيح مهران خونده بتوجيه كتاب استقالته من مجلس إدارة
بنك سورية والمهجر مقدماً الشكر لنعمان الأزهري و لرئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس
على"المحبة والرعاية

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 23
ويكيليكس سوري

ا ll الأثاث الجديد للقصر الصيفي لأسماء في اللاذقية
,

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 34

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 42

ظهر في ملف الكتروني مرسل الى ” بسام سخيطة ”
احد العاملين في وزارة الشؤون الرئاسية , صور للأثاث الجديد الذي اشرفت اسماء الأسد
على انتقائه , وهو مرسل من مكتب ” آرك ” للاستشارات الهندسية في اللاذقية . وبتاريخ
11/04/2011


ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 18

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

<p align="center">تل الزعتر بين السفاح حافظ اسد وطراطير
لبنان



مع دخول
القوات السورية في ليلة 31 مايو 1976 إنتشرت القوات المدرعة بشكل أدى لفك حصار
المناطق المسيحية و المقاتلين المحصورين بداخلها بصورة رسمت الجيش السوري كعدو
للطرف الاخر الفلسطيني

هنا تتعدد المآسي الإنسانية المتواتر ذكرها و الشاهد
عليها الناجين من الحصار ثم المجزرة ، لم تتوقف القوات السورية عن قصف المخيم
وتهديمه وتجويعه واذلال اهله تماماً كما تفعل مليشيات النصيرية الآن في سورية
عامة

كان المدنيون يفتقرون للطعام بشدة بحيث لم يكن يتناول الطعام تقريباً
إلا الأطفال ، كان تهريب المعونات الغذائية إلى المخيم يتم بعمليات إنتحارية مستمرة
من متسللين من و إلى المخيم لتوفير الطعام الذي كان بديله اكل الكلاب و القطط و
ربما اجساد الموتى أنفسهم ، من أقسى مشاهد الحصار ما ذكرته إحدى بنات الناجيات عن
مشهد مروع إذ كان الماء في المخيم نادر و قليل و هناك بئر بطرف المخيم لا بد من
الوصول إليه فكانت الأمهات يسرن لإحضار الماء و القناصة ينتظرون و ما إن تصل الأم
للبئر حتى تصبها رصاصة سورية أو كتائبيةأومن النمور و المؤلم حقاً أن الأمهات كن
يتكومن جثث بجوار البئر و مع هذا تتقدم مزيد من الامهات تحت وطأة إشراف أبنائهن على
الموت عطشاً و أيضاً يتم قنصهن.

* دخلت
قوات اليمين المسيحي للمخيم يوم 12 أغسطس لتقوم بأعمال تعد نموذج مبدئي لمجزرة
صابرا و شاتيلا لاحقاً حيث ساد القتل و الذبح داخل المخيم ، كان القتل عشوائياً بلا
تدقيق و لا تاكد من هوية المدني من العسكري المقاتل و سادت الفوضى
بالمخيم ، تقدر أعداد الضحايا أثناء الحصار الى 2000 و بعد إنتهاء الحصار إلى 4000
لتصل الأعداد إجمالاً إلى 6000
إيلي حبيقة الذي لاحقا كان بطل مذبحة
صبرا و شاتيلا و رجل إسرائيل الثاني بلبنان ثم لاحقا رجل دمشق -!- و وزير بحكومات
التسعينيات على قائمة حزب الله الممانع والمقاوم
.


لم يكن
التفاهم السوري-الاسرئيلي مرتبط بأن يضبط عميل فرنسة الأسد الفلسطينيين ويبعدهم عن
جبهة الجنوب والبقاع والجولان تماماً كما فعل العاهل الاردني بعد مذابح ايلول
الأسود مع عدم اهمال الأخطاء الفادحة التي

قامت بها الفصائل الفلسطينية
.

بل كانت أوامر امريكا لعميلها حافظ أسد السيطرة على كل شيء وله مايشاء بها
لذلك لم يستمع لمناشدة عرفات

يقول كمال جنبلاط في كتابه ( هذه وصيتي ) في الصفحة
( 105) : نقل عن ياسر عرفات قوله للأسد عند اجتماعه به في (27/3/1976م) إن قلب
المقاومة ومستقبلها موجود في لبنان ، وإن إرهاب الجيش السوري والصاعقة لن يفيد ،
وإنه يعز علينا أن نصطدم بالجيش السوري ونحن على مرمى مدفعية العدو الصهيوني
والأسطول السادس الأمريكي...

كما ان خوف
الاسد ومن وراءه من الاستخبارات الفرنسية والامريكية والبريطانية من سيطرة الاحرار
وخصوصاً السنة والمسيحيين والدروز لذلك أوعزت فرنسة للميلشيات اللبنانية المتطرفة
لاعانة النصيريين بعد أن تلقوا المعونة منهم وتنفيذ مذبحة تل
الزعتر.

ولابد أن نذكر تقسيمة الموارنة المتحالف معها الجيش السورى وهى
كالاتى :

كان الموارنة منقسمين لعدة
ميليشيات، منها حزب الكتائب بزعامة «بيير الجميل»، وميليشيا النمور التابعة لحزب
الوطنيين الأحرار بزعامة «كميل شمعون»، وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة «تونى
فرنجيه»، وميليشيا حراس الأرز، وحاصروا المخيم لمدة ٥٢ يومًا بمنتهى القسوة، ثم
قامت ميليشيا النمور بقيادة دانى كميل شمعون باقتحام المخيم فى ان بداية حصار
المخيم كانت فى اواخر شهر يونيو 76
واستمر 52 يوم انتهت فى ١٣ أغسطس ١٩٧٦
.

قصة عون معروفة بمشاركته
لحصار تل الزعتر من منطلق طائفي بحت وكيف انقلب عليه المجرم حافظ
اسد
وتناطح الاثنان فراح ضحية التناطح الآلاف والنتيجة هروب عون كالفأر الى
السفارة الفرنسية ظناً منه أنها سترمي

بعميلها حافظ اسد رغم أنها شجعته
للتنافخ وتحدي الاسد وبأنه سيدعس راس الاسد ويقطع يده.. ولم يعلم هذا المعتوه
أن

فرنسة تشجعه

لأن فرنسة
تريد دوماً تذكير الأسد أنها ولي نعمته ومتى ارادت تقوم بحرقه كأي كرت انتهى مفعوله
وبعد أن اكتشف ان أمريكا
وأخواتها هم من يحركون الاسد وجنوده ترك عون الخسيس جنوده لمصيرهم وهرب لمنفاه
المتفق عليه بباريس .

لقد نسي المعتوه عون أن دخول الاسد الى لبنان تم
بموافقة إسرائيل عام 1976 عبر الولايات المتحدة الأمريكية كشرطي تحت المذبة الغربية
والاسرائيلية ..وهاهو اليوم يتحالف مع اعداء الامس بعد أن روضته فرنسة وفهم من هم
الحاكمون في دمشق ولبنان ..


[right]أما دوافع
بيير جميل ومن بعده بشير جميل ومن لف لفهما فهو الطائفية البغيضة التي شجعتها
اسرائيل

بعد أن كرستها فرنسة بفصل لبنان عن سورية وتنصيب نفسها راعية له
لتتحول أمواله لبنوكها كما كل مستعمراتها السابقة التي تركت عملاءها بها ليحرسوا
ثروات البلدان ليقدموه خوة او اتاوة لها ولشراتها

بشير جميل الماروني الحاقد على كل شيء مسلم سني كان أو شيعي على قاعدة وضعها
الرئيس إلياس سركيس يقول فيها أن رياح الخومينية حين هبت على لبنان جعلت المسلمين
أكثر أصولية و المسيحيين أكثر صليبية

فكل هم الأحزاب اليمينية المسيحية
المتطرفة ان لايصبح المسلمين اكثرية ولذلك رضوا بالتحالف مع الشيعة فيما بعد على
أساس انهم اعداء السنة وبغباء شديد تحالفوا فوجدوا أنفسهم طراطير متى أراد خامنائي
يرفع قدمه عنهم ويرخيها عليهم وبمباركة أمريكية فرنسية وبريطانية
[/right]

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

مقتطفات من
كتاب انطوان بصبوص وهو بعنوان

"التسونامي
العربي "
انطوان بصبوص: هؤلاء هم السياسيون الذين حظوا بإحترام سوريا...
وثقافة آل الأسد هي التقيّة والكذب!



هناك صفحتين
في الكتاب عبارة عن نقاط جيّرها الكاتب لتحالف الراعي والغرب مع النصيريين الذي
يسميهم العلويون

وأسباب وقوف الراعي
ضد الربيع العربي عموما وضد الربيع السوري خصوصا، مما أخرج بكركي من موقعها
التاريخي.

ويكشف بعض
الحقائق منها مثلاٌ :

قول الخامنئي لميشال سليمان: سياسة سوريا هي خيانة على مدى 30
سنة

وقول نصرالله
لجنبلاط لوعلمنا أن السيارة المفخخة موجهة لحمادة لما سلمناها لجامع
جامع

والأسد رفض الخدمة في الجيش ليصبح قائداً عاماً خلال 6
ساعات

وقصة البطريرك الراعي وكاسيت المخابرات
السورية

ففي الصفحتين 282 و283 في الكتاب الصادر عن دار "فيار" رواية مزعومة عن
العلاقة القديمة التي كانت تربط الراعي باللواء الراحل غازي كنعان، وإقدام هذا
الأخير على زرع آلات تجسس في مطرانية جبيل، وبدء مقايضة الراعي بما حصلت عليه
المخابرات السورية.

ويزعم الكاتب ، وهو فرنسي من اصل لبناني ويدير مركز
للدراسات الإستراتيجية، أنه قبيل سفر الراعي الى باريس في زيارة رسمية ، إستدعي
مطران مقرب من الراعي الى دمشق، حيث طلب منه أن ينتبه البطريرك الماروني الى
طروحاته في باريس، مذكرا أن غازي كنعان "انتحر" لكن "إرثه"
موجود.

ووفق الرواية ، فإن بداية
العلاقة بين الراعي وكنعان تعود الى العام 1998 حين بدأ البطريرك الماروني
الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير معركة تحرير لبنان من الهيمنة السورية، إذ حاول ،
آنذاك، كنعان اختراق بكركي بثلاثة مطارنة، وهم : إميل سعادة، ويوسف بشارة وبشارة
الراعي.
ووفق بصبوص فإن إميل سعادة ويوسف بشارة كشفا ما يحصل للبطريرك صفير، ولكن الراعي واظب على
استقبال كنعان، في دار المطرانية في جبيل.

وقد حظي كتاب Le Tsunami Arabe
الصادر عن دار fayard الفرنسية لكاتبه انطوان بصبوص بضجة كبيرة في الأوساط الثقافية
والسياسية. فبصبوص، الذي يحمل الجنسية الفرنسية الى جانب اصوله اللبنانية، هو مدير
ومؤسس مركز دراسات Observatoire des Pays Arabe منذ عشرين سنة وهي مؤسسة فكرية تتخذ
من فرنسا مقراً لها, يورد أن معلوماته مستقاة من مصادر موثوقة تنتشر من طرابلس
الغرب الى طهران. وسنركز عبر 5 حلقات ينشرها موقع 14 آذار الإلكتروني، على الوضع في
سوريا خلال الربيع العربي مع تفرعاته اللبنانية والأقليمية.

بصبوص, وفي فصله الخاص بسوريا, يروي كيف أن طبيبتين كانتا
تتبادلا التهاني على الهاتف لسقوط نظام بن علي في تونس فوجئتا في اليوم التالي
بإعتقالهما وتعرضهما للترهيب بعد ان اتضح أنّ الهاتف مراقب بعد ان قالت احداهما
"عقبال عنا".

وإذ يشير بصبوص الى
حادثة اعتقال وتعذيب اطفال بين 12 و 15 من العمر عبر اطفاء السجائر بأجسادهم وسحب
أظافرهم لأنهم كتبوا على الحيطان عبارة "الشعب يريد اسقاط النظام"، يروي أيضاً كيف
قام أحد أبناء عمومة الرئيس بشار الأسد، مدير الأمن في درعا، عاطف نجيب بفتح النار
على "عشرات الآلاف من المحتجين في 18 آذار بحجة أنهم سلفيين وارهابيين يعملون
للخارج". نجيب الذي لم يستطع كبح جماح الجموع اضطر الى استدعاء قريبه الآخر ماهر
الأسد الذي أرسل الحرس الجمهوري (الذي يقوده) والفرقة الرابعة المدرعة، والفرقتين
يسيطر عليهما العلويون ويشغلون فيهما مراتب القيادة.
ويعود بصبوص في الصفحة 334 للقيام بإضاءة تاريخية على
تكوين الجيش السوري الذي شكله حافظ الأسد كي يمسك "بالأغلبية السنية في البلاد بهدف
حماية النظام بالدرجة الأولى والمراكز الحيوية له والعاصمة دمشق وشبكاته العصبية",
متطرقاً في هذا السياق الى بداية حكم هذه الأقلية لسوريا منذ انقلاب حافظ الأسد في
العام 1970 حيث حكمت أغلبية سنية تفضل الوحدة العربية في وقت كانت هذه الأقلية تعمل
أصلاً من أجل الإنفصال عن سوريا وتحمي نفسها عبر احتراف ممارسة التقية. فخلال نصف
قرن فقط عقد العلويون تحالفات مع 6 أطراف سياسية مختلفة كانت في بعض الأحيان تتناقض
مع بعضها حيث لم يكن التحالف يدوم طويلاً ولكن يبقى التحالف الأمتن وهو مع أنصاف
الأخوة أي الشيعة في ايران".

وفي الصفحة 235 يعتبر الكتاب أنّ "قوة سوريا الأسد
ترتكز على شبكة معقدة جداً من التحالفات مع قدرة هائلة على التخريب مما يمنحها
دوراً وتأثيراً يفوقان حجمها الجغرافي، وشعبها وثروتها".بالإضافة الى تحالفها مع
ايران أبان الحرب العراقية الإيرانية ضد رفاقهم البعثيين في عراق صدام حسين، كما
تستضيف سوريا "عدداً من المنظمات المتطرفة الفلسطينية بالإضافة الى حزب العمال
الكردستاني الذي تلجأ اليه دمشق بشكل دوري للضغط على تركيا. كما شكل لبنان وسيلة
اضافية لدى سوريا من اجل التهديم والتخريب بعد ان احتلته لمدة 30 عاماً. وقد عبر
نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام عن واقع العلاقة التي ربطت سوريا بلبنان
وسياسييه سواء خلال الوقت الذي قضاه في وزارة الخارجية او في نيابة الرئاسة لافتاً
إلى ان"3 أشخاص فقط قد انتزعوا احترامنا واستحقوه في لبنان وهم السياسي الليبرالي
ريمون اده، رئيس الوزراء السني الأسبق رشيد كرامي، وقائد القوات اللبنانية سمير
جعجع. فقد كانت لهم قناعاتهم التي ألتزموا بها ولم يغيروها حين توعدناهم". وبذلك
اصبح لدى سوريا, الصغيرة نسبياً, الكثير من الأوراق في يدها على المستوى الإقليمي
وبالتالي دور أكبر.
ويركز الكاتب
في كتابه على الثقافة الخاصة بالعلويين من أجل فهم أفضل لعقلية سوريا الأسد وكيف
تعمل ووفق أي منطق تتحرّك. وينقل الكاتب عن مؤرخ فرنسي اسمه هنري موندرل زار سوريا
في القرن 17 وألتقى بالعلويين فيصفهم بأنهم "كالحرباء التي تغير لونها, فهم يغيّرون
دينهم فنراهم مع المسيحيين يصبحون مسيحيين ومع الأتراك محمديين ومع اليهود يتحولون
الى يهود حيث يرون أننا "كنصريين (أي علويين)نحن بمثابة الجسد وباقي الديانات هي
الملابس فالملابس مهما تغيرت لا تغيّر حقيقة الجسد". لذا فهم كانوا يعمدوا الى
تشكيل دينهم بحسب أديان جيرانهم.

وبحسب ما ينقل محاميهم في اللاذقية عام 1934، نوفل
الياس، كان العلويون يخضعون لسلطة الآغا الذين أبقوا شعبهم في الحرمان والبؤس ،
وكان العنصر النسائي الأكثر بؤساً في المجتمع العلوي آنذاك حيث ظلت عائلاتهن ترسلهن
للعمل في منازل أهالي المدن السورية واللبنانية لسنوات متواصلة مقابل مبلغ معيّن من
المال يدفع لوالد الفتاة، نقلاً عن كتاب جيرار ميشو. (ص 239) وبحسب تعاليم ابو موسى
الحريري فإنّ الكذب لديهم أصبح فرضاً لازماً يقود الى الإزدواجية بالتعاطي، أي وجود
ظاهر وباطن. كما يورد صاحب الكتاب أنه وبتاريخ 7 أيار 1923 بعث وفد يمثّل العلويين
برسالة الى الرئيس الفرنسي الكسندر ماليران بخصوص الإتحاد السوري آنذاك وقد وقّع
بإسم العلويين المسيحيين. وفي العام 1930 اورد الأب جالابير وصفاً للعلويين قائلاً
ان الدف الذي يريده العلويون من ادعائهم المسيحية هو أن يحظوا بحماية السلطات
الفرنسية.
وفي حزيران 1930، وجه
العلوي محمد تامر خطاباً الى بابا الفاتيكان من خلال دير صافيتا يقول فيه: "نحن
نريد أن نكون من أبنائك أي مسيحيين لاتينيين".

غير انهم ما أن رأوا أن جبال العلويين ستلحق بسلطة
دمشق حتى عادوا الى إعلان انتمائهم للإسلام في رسالة وجهوها الى وزير الخارجية
الفرنسي بتاريخ 30 تموز يذكرونه فيها أنهم "قدموا من العراق مهد المذهب الشيعي
وجميع عاداتهم ولغتهم وتقاليدهم وثقافتهم تدلّ على أنهم عرب وأحفاد جيش الخليفة
علي", ومن ثم حظوا بفتوة من مفتي القدس أمين الحسيني أعلن أنهم
مسلمون.

يتابع بصبوص روايته للواقع السوري هذه المرة من خلال منظور
العلاقة التي جمعت ايران الملالي بسوريا الأسد. فبالعودة الى الصفحة 242 من كتاب
التسونامي العربي، نقرأ التالي تحت عنوان تحالف بنيوي مع ايران وطعنات في الظهر "مع
نجاح الثورة الخمينية في ايران عام 1979 وجد العلويون فرصتهم السانحة حين قروا ان
يصبحوا فرعاً من المذهب الشيعي. وكانوا قد استعانوا من قبل برجل الدين اللبناني
موسى الصدر من اجل الإعتراف بهم كشيعة. وكان جيرار ميشو قد كشف في العام 1983 أنه
تقرر في العام 1980 وخلال اجتماع جرى في القرداحة ارسال 200 طالب الى مدينة قم
الإيرانية من اجل تلقي الدراسة الدينية الحوزوية بحسب المذهب الجعفري. وقد عمد شقيق
الرئيس السوري حافظ الأسد، الموكل بشؤون العلويين في سوريا، الى الإشتراط على البدو
من سكان منطقة الجزيرة الذين يريدون الحصول على الجنسية السورية ان يتحولوا الى
شيعة".


وفي وقت اشتهر آل الأسد بخطبهم اللاذعة ضد الدولة
العبرية، كما جاء في الصفحة 243، فقد قتلوا من الفلسطينيين أكثر مما فعلت اسرائيل.
كما وقعت اتفاقيات مهمة بين الطرفين (السوري والإسرائيلي) تحت اشراف وزير خارجية
اميركا الأسبق هنري كيسنجر منها اتفاق الخطوط الحمر حيث جمعت بين اسرائيل وسوريا
الأسد العديد من المصالح المشتركة ضمن لعبة متفق عليها.
وفي حال حاولت سوريا ان تكسر شروط اللعبة فإن اسرائيل
تتدخل لوضع حدّ لهذا الغش؛ على سبيل المثال تدمير المشروع النووي السوري في دير
الزور بفعل غارة جوية اسرائيلية بعد ان اطلقت دمشق المشروع بمساعدة كورية شمالية
وايرانية حيث الغريب ان سوريا لم تردّ ابداً على هذا الإعتداء! وهذا الفعل بالتحديد
أثار الشكوك لدى حليفه الأقليمي الأكبر أي ايران حول تواطوء محتمل مع اسرائيل. وقد
كشف عن ذلك الموقف الذي أعلنه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران علي
الخامنئي أمام الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال زيارته لطهران في 24 تشرين الثاني
العام 2008 حين قال بالفارسية ثم العربية" ان السياسة الخارجية لسوريا تجاه اسرائيل
هي خيانة طوال الأعوام الثلاثين الماضية, فهم لم يسمحوا بأي مقاومة ضد اسرائيل في
الجولان ولكننا سنعمل على محو اسرائيل من الوجود وتحرير القدس من خلال حزب الله" مما اصاب الرئيس سليمان
بالدهشة! (راجع الصفحة 244 من الكتاب)
وقد تمّ التعبير عن هذه الشكوك بشكل مستمر من خلال
العبارات الدبلوماسية التي صرح بها احد السفراء الإيرانيين في دمشق يوم مغادرته
سوريا في التسعينات حين قال "خلال فترة مهمتي قمتم ببعينا وشرائنا أكثر من 100 مرة
ولكنكم لم تسلموا البضاعة أبداً" مما اثار ضحك السوريين المحيطين
به.

[right][size=21]الخلاف بين ايران وسوريا تجلى بشكل
اوضح مع اغتيال عماد مغنية في شباط 2008 بمنطقة كفرسوسة وسط دمشق على بعد خطوتين من
مراكز الأمن السورية. وكان اللواء محمد ناصيف خير بك، المولج بالتعاطي مع ايران
وحزب الله، قد اخبر الإيرانيين ان "مغنيّة كان يأتي كل مرة بجواز سفر مختلف الى
سوريا ونحن نعلم ذلك... فرجاءً كفوا عن الإستهزاء بنا لأننا نعلم ذلك!". ومن الملفت
أنه لم يشارك اي مسؤول سوري في حفل تأبين الشهيد الجهادي الكبير عماد
مغنية!

وقد يكون لدى جماعة الأسد
العديد من الأسباب للتخلص من مغنية (وفق بصبوص في الصفحة 246): المحكمة الدولية
الخاصة بلبنان التي قد تصل الى من كان وراء اغتيال رفيق الحريري. يؤكد ذلك الإغتيال
الغامض للواء محمد سلمان اليد اليمنى للرئيس بشار الأسد والمسؤول الأول عن الملفات
الأكثر حساسية ومنها النووي والعلاقات مع ايران، وغاية الأسد هي قطع جميع الخيوط
المؤدية الى معرفة المتهمين الحقيقيين.

وكان الأسد يتوقع أيضاً فائدة اخرى من وراء اغتيال مغنية, وهي تقديمه
للغرب وبالتحديد للأمريكيين رأس الإرهاب بالنسبة لهم من دون ان ننسى أن ذلك سيعتبر
هدية كبيرة لإسرائيل التي تعتبر ان مغنية كان وراء هزيمتها في العام 2006. وبرأي
الأسد فقد كان ذلك الثمن الذي سيدفعه من أجل قبول غربي به وهي الإستراتيجية الأسدية
التي لا تتغير بعد تصلب هذا التحالف مع انشاء حزب الله في لبنان في العام 1983
بقرار وقعه الخميني واكبه منح مالية بغاية الكرم وتسليح هائل(ص
247).

[/size][/right]

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

<p align="center">هكذا قتل رفيق الحريري: كان يحصل على موعد مع الرؤساء خلال ربع
الساعة وكان على الأسد انتظار أشهر... نصرالله لجنبلاط "لو علمنا أن السيارة
المفخخة موجهة لمروان حمادة لما سلمناها لجامع
جامع!"



في جزء آخر من كتاب (ص 250)
وتحت عنوان "الحريري أُهين، هُدّد ومن ثم أغتيل" يذكر الكاتب انطوان بصبوص أنه "في
تشرين الثاني 2003 أي عقب غزو العراق ارسل الرئيس الفرنسي جاك شيراك (منتدباً عن
أفرقاء اوروبيين) رسالة الى بشار الأسد مفادها "ضرورة التحرك في الوجهة الصحيحة
بأسلوب بناء وضامن للإستقرار ومنها سحب جيشكم من لبنان وليس اعادة تموضع", فردّ
الأسد الذي كان غاضباً بالقول: "أنتم تحملون رسالة
أميركية".

وبعد المساهمة الكبرى
للأسد في المواجهة ضد الأمريكيين في العراق من خلال الجهاديين واستقباله للبعثيين
العراقيين، توجه الأسد صوب لبنان من اجل قتال من يعارضون السياسة السورية
هناك.

بدأ الأمر بمحاولة اغتيال
اليد اليمنى لوليد جنبلاط، الوزير السابق مروان حمادة في تشرين الأول 2004 وقد
أعترف حسن نصرالله لاحقاً لوليد جنبلاط في جلسة مصالحة جمعت الإثنين أن السيارة
المفخخة التي انفجرت بمروان حمادة قد سلمها حزب الله للمخابرات السورية على أثر طلب
عاجل من قبل العقيد جامع جامع. وعلق نصرالله "لو علمنا أن هذه السيارة كانت موجهة
لحمادة لما سلّمناها أصلاً"(راجع ص 251).

وبحسب بصبوص فـ"في ذلك الوقت طالب شيراك السوريين بعدم استهداف صديقيه
الحريري وجنبلاط", وذلك على أثر الضغوط التي مارسها الأسد على الحريري لقطع عطلته
في سردينيا في 26 آب 2004 والتصويت لصالح التجديد للحود ومتوعداً اياه بتكسير لبنان
على رأسه ورأس جنبلاط اذا لم يفعلوا ذلك.

ويعود الكاتب بالذاكرة الى العام 1989 (ص 252) عندما كان رئيس الحكومة
الجزائرية آنذاك سيد احمد غزالي يقوم بمهمة وساطة لدى السوريين من أجل لبنان فخاطبه
حافظ الأسد قائلاً "أخ أحمد عندما تتكلم عن لبنان فأنت تمس أحد جوانب السياسة
الداخلية السورية!".

ولكن الكاتب
يؤشر الى أنّ بشار الأسد كان يخشى من القوة المتصاعدة لرفيق الحريري سواء في لبنان
او حتى في داخل سوريا لدى الغالبية السنية وكذلك في العالم حيث كان على الأسد
انتظار أشهراً للحصول على موعد مع شيراك او بوش أو بوتين في حين كان الحريري يحصل
على الموعد في ربع ساعة! لذا بدا الى دمشق انه من المفيد التخلص من الحريري الذي
كان يسلك في لبنان طريقاً مخالفة لطريقها.

ويعود الكاتب الى يوم 14 شباط 2005 عندما تم اغتيال الحريري كيف توجه
شيراك الذي سيطر عليه الغضب الى ساحة يينا في قلب باريس لتقديم التعازي الى أرملة رفيق الحريري السيدة نازك متوعداً بعدم
مرور هذه الجريمة من دون عقاب. وعلى أثر موجة العقوبات التي ووجهت بها سوريا، بدأ
النظام يحاول التخفيف منها (ص 253) فأرسل في صيف 2006 المنظّر الإستراتيجي لقصر
المهاجرين اللواء محمد ناصيف المعني بالقضايا الأمنية برسالة من الأسد الى شيراك
تتضمن 12 نقطة من اجل تطبيع العلاقات ولكنها لقيت رفضاً من الجانب الفرنسي. فتوجه
اللواء آصف شوكت أحد أبرز شخصيات النظام الأمنية وصهر الأسد، وقد أوصل الى زملائه
الفرنسيين معلومات تفصيلية عن 200 من الإرهابيين
الإسلاميين.
واذ يطوي الكاتب صفحة
شيراك ليفتح صفحة خلفه نيكولا ساركوزي، فيروي (في الصفحة 255) عن دور قطر في تطبيع
العلاقات بين فرنسا وسوريا حيث اهدى النظام السوري للشيخة موزة، زوجة أمير قطر
الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إعترافاً بجميل الدولة الخليجية، أحد أجمل قطع الأرض
المطلة على العاصمة دمشق على قمة جبل يعفور، والتي تطل بشكل رائع على دمشق من جهة
الشرق وعلى جبال لبنان من جهة الغرب، حيث تمّ بناء 3 فيلات من الأحلام. ويشير
الكاتب انه وخلال التحقيقات الخاصة بإغتيال الحريري، كان كل من آصف شوكت ومحمد
ناصيف يطلبان بشكل دائم من زملائهم الفرنسيين إعلامهم ما اذا كان المحققون
الدوليّون يملكون أدلة حسية على تورط بلادهم في الإغتيال.

كذلك حاول ساركوزي ان يدعم موقع الأسد الدولي سواء خلال
اجتماعات الإتحاد من اجل المتوسط او خلال مشاورات انابوليس في الولايات المتحدة
ولكن ما كان المقابل؟ المقابل (كما جلاء في الصفحة 256) يمكن فهمه من خلال اتصال
هاتفي اجراه احد رؤساء اجهزة الإستخبارات السورية في صيف 2008 الى باريس على خط
مراقب "اذا أصبح كل شيء على ما يرام، نحن نضمن عدم قيام اي ارهابي من أي مصدر جاء
بالتسبب بأذى لفرنسا". وهذه بحد ذاتها عبارة خطيرة للغاية لأنها تشير الى أنّه
مقابل ان تمنع سوريا الإرهاب الدولي من استهداف فرنسا فإنّ هذا يشير الى أنّ
الهجمات الارهابية السابقة التي تعرضت لها فرنسا كانت سوريا وراءها! واذ حاولت
الدبلوماسية الفرنسية أن تقوم بخرق في الجدار العربي لدى مصر مبارك ولدى الملك السعودية حيث أعلن الأخير خلال زيارته
البابا بينوا 16 في الفاتيكان عام 2007 على مسألة الأسد قائلاً "أنه كاذب ولا يمكن
أن أثق به". (ص 257)
<p align="center">[size=21]انطوان بصبوص: الأسد رفض الخدمة
في الجيش ليصبح قائداً عاماً خلال 6 ساعات... من رفع شعار "بشار الى العيادة، وماهر
الى القيادة"؟



في الصفحة 258 ضمن فصل معنون
بــ"القمع: كما الاب كذلك الابن" (وفي الصفحة 260) قال الكاتب أنّ "الأسد قد حاول
استيعاب مشاعر العداء في المجتمع السوري مع ادراكه اقتراب ساعة الحقيقة فعمد الى
إجرآءات اجتماعية لإستيعاب الموقف منها: فخلق فرص عمل للخريجين الجدد، انشأ صندوق
لمساعدة 2 مليون من الفقراء السوريين، تأمين مازوت مجاني للتدفئة، دعم المزارعين
الذين يعانون من الجفاف في اراضيهم. كما عاش الأسد بعض الأوهام ومنها أن الأغلبية
السنية في بلاده يكمن استيعاب نقمتها عبر سياسته التي تدعي الوحدة العربية، واطلاق
يد الاسلاميين في بعض الاماكن، واطلاق قناة دينية تلفزيونية، ومن ثم اعادة ألف من
المنقبات الى العمل أثر طردهن ومن ثم اقفال الكازينو الوحيد في ابلاد. لكن يبدو ان
الأغلبية السنية لم تنس مجازر حماه وتحالف النظام مع القوة الوحيدة غير العربية اي
ايران".

أما في درعا فقد حاول
النظام تطبيق الإجرآءات نفسها التي طبقها في حماه عام 1982 والتي ظلت مرجعاً في
عقلية السوريين خصوصاً وأن المجزرة ترافقت مع اقتطاع لأراضي حماه غصباً عن أهلها
وابعاد الحمويين عن المناصب الحساسة في الدولة. لكن درعا صمدت بالرغم من أن
الكهرباء والماء والإتصالات قطعت عنها ومن ثم منعت من الحصول على المواد الغذائية،
وحوصرت بالجيش والشبيحة والإستخبارات في منازلها ومساجدها، كما صمدت تحت وقع اطلاق
النار الكثيف الذي لم تسلم منه حتى سيارات الإسعاف, والمستشفيات حيث اعتقل الجرحى
وانتزعت منهم الإعترافات تحت التعذيب. وقد قدمت درعا بذلك امثولة لباقي السوريين في
سعيهم نحو الحرية. وكان الجنود الذين يرفضون اطلاق النار على المدنيين مصيرهم القتل
حيث تلصق تهمة قتلهم لاحقاً بالإرهابيين الإسلاميين.

ويعيد الكاتب رواية فظائع التعذيب التي رآها صحافيون أجانب
جرى اعتقالهم في أقبية المخابرات السورية وكذلك عمليات التعذيب التي طالت الأطفال,
معتبراً أن كل ما حدث هو "رسالة من النظام الى الشعب بشكل عام بأنه سيقوم حتى
بتعذيب الأطفال لو اقتضى الأمر".

ويذكر الكاتب في الصفحة 268 بعملية اختطاف والإعتداء التي تعرض لها رسام
الكاريكاتير السوري علي فرزات والذي تمكن في العام 2001 من الحصول على ترخيص لإنشاء
جريدته الخاصة "الدومري" من خلال بشار الأسد. ولكن الأسد عاد فسحب الترخيص من فرزات
بعد سنتين قائلاً " كان فرزات صديقي ولكنه طعنني في الظهر".

يورد الكاتب أن من يقومون بالتعذيب في مراكز الأمن
والمخابرات لا يتحملون أية مسؤولية لأنهم محميون بموجب
المرسوم 69 الصادر بتاريخ 30 ايلول 2008 والذي وقعه الأسد والذي يمنع اي ملاحقة
قضائية لجميع عملاء أمن الدولة، والمخابرات العسكرية وغيرها من اجهزة الأمن لأي
جريمة ارتكبوها خلال آدائهم لمهامهم".
في الصفحة 273، يستدعي بصبوص الى الذاكرة ما حدث في العام 1994 حين
استدعي بشار الأسد (28 سنة) على عجل أثر مقتل شقيقه باسل الأسد والخليفة الموعود
لحافظ الأسد. أما عن ماهر والذي كان من الممكن أن يحل خلفاً لباسل فإنّ ردات فعله
المجنونة قد تكون سبباً في ابعاده عن السلطة ومنها طلقة المسدس التي اصابت معدة
صهره اللواء آصف شوكت في القصر الجمهوري في العام 1999 والتي تطلبت نقل شوكت على
وجه السرعة الى مستشفى باريسي. لاحقاً في العام 2011 حصل ماهر الأسد على لقب جزار
درعا واتهمه رجب طيب اردوغان بأنه مسؤول عن الفظائع والأعمال البربرية التي تركتب
في سوريا.

وبالعودة الى بشار
الأسد، فإن الكاتب يذكر بأنّ بشار الأسد في شبابه كان بعيداً تماماً عن الحياة
العسكرية رافضاً الخدمة في الجيش ومفضلاً العاب الفيديو والدراجات النارية. ولكن
بعد موت باسل، كان على بشار الإلتحاق بالكلية العسكرية التي تخرج منها نقيباً خلال
سنة واحدة، وتمت ترقيته الى رتبة مقدم خلال شهرين ومن ثم إلى عقيد خلال 12 شهر. ولم
يكن عليه الا أن ينتظر 6 ساعات بعد موت والده ليصبح برتبة فريق أول، قائداً عاماً
للقوّات السورية وأميناً عاماً لحزب البعث متسائلا حول من يجروء على القول أن أبناء
الطغاة هم غير موهبين!

ومن جهته
ورث ماهر الحرس الجمهوري وابقى عينه على المخابرات وعلى لبنان وفوائده الإقتصادية،
من خلال قلعته في جبل يعفور. ماهر جمع 50 من الضباط الكبار وخاطبهم في نيسان من
العام 2011 قائلاً "هذا النظام لا يجب ان يسقط ولديكم حرية التصرف من اجل ضمان
ذلك". وهذا ما دفع الى ظهور بعض الشعارات ضمن فصائل الحرس الجمهوري "بشار الى
العيادة، وماهر الى القيادة"!، كما جاء في الصفحة 277
وبحسب بصبوص، فإن المرتكز الثاني للنظام هو رامي
مخلوف (42 سنة) ابن خالة الرئيس، الرجل الأكثر ثراءً في سوريا حيث انه يسيطر على 40
الى 60% من الإقتصاد السوري حيث ترتفتع ارباح شركة سيريتال الى اكثر من مليار دولار
سنوياً. وبحسب الراوي فإن النائب السابق رياض سيف قد تم سجنّه لمدة سبع سنوات وكذلك
اختطف ابنه ولم يظهر ابداً لأنه انتقد منح رخصة التلفون الخليوي لمخلوف من دون
استدراج عروض. وعلى مستوى الأعمال، لجأ مخلوف الى النظام كي يطيح بمنافسه المصري
رئيس شركة اوراسكوم نجيب سويرس. فقد قام باستخدام القضاء السوري للسيطرة على
ممتلاكات اوراسكوم وأوكل ادارتها الى شقيقه يحيى مخلوف. كما اتبع نفس الأسلوب مع
عمر سنكر وكيل بيع سيارات المرسيدس في سوريا والذي رفض الخضوع
لمخلوف.
فاستصدر الأخير قراراً من
الحكومة لضرب الوكلات الحصرية في البلاد. ولذا تعرض مخلوف في العام 2008 للعقوبات
الأمريكية فنقل ثروته الى الإمارات حيث يملك برجين في دبي. وقد اعلن مخلوف لاحقاً
في مؤتمر صحافي انه سيخصص ثروته للفقراء ...ولكن ذلك لم يوقف الثورة! "! (ص
274)

ومن كتاب التسونامي العربي، يتطرق انطوان بصبوص إلى
موقع المسيحيين تجاه الربيع العربي في سوريا وبالتحديد موقف البطريرك بشارة الراعي
تحت عنوان "البطريرك والكاسيت". في الصفحة 279 نقرأ التالي "لجأ الأسد الى استعمال
المجتمعات المسيحية في الشرق للدفاع عن نظامه في مواجهة الغرب. فمنذ لقاء الحواري
الأول في دمشق بتاريخ 7 تموز 2011 في دمشق تم وضع الأب الياس زحلاوزي في الواجهة
وعلى شاشات التلفزيون. ومن اجل اكمال انجازه، عيّن الأسد محامي الدفاع عنه امام
الغرب رئيس الطائفة المسيحية الرئيسية في الشرق أي البطريرك بشارة الراعي" بالرغم
مما عاناه المسيحيون من الاحتلال السوري للبنان. ولكن المفاجأة حدثت في 5 ايلول
2011 حين دافع عن قضية الديكتاتور السوري وحزب الله أمام ساركوزي في الأليزيه بحجة
"الخوف من توسع النزاع في سوريا واحتمال تطوره الى حرب اهلية تأتي بنظام اسلامي".
والغريب بالأمر ان البطريرك لا يمانع بقاء سلاح حزب الله حتى تحرير مزارع شبعا
وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى بلادهم "وبحسب تعبيره "علينا أن نفهم أن الجيش
لدينا ضعيف!".
وكان جواب الرئيس
الفرنسي على البطريرك " نحن لن نستطيع ان نقبل ديكتاتوريات باسم الاستقرار". وعندما
عاد الى بيروت استقبله حلفاؤه كأنه ىية الله العظمى (ص 281) وكان من اول زواره سفير
سوريا في لبنان ومفتي دمشق. كما حل البطريرك لاحقاً ضيفاً مكرماً في البقاع التابع
لحزب الله وتمت تسميته في الجنوب بأمام البطاركة...وبتحالفه هذا يكون البطريرك قد
أعلن الحرب على 80% من المسلمين ! (وفق الكاتب)

وظهرت علامات الاستفهام الكبيرة وراء هذا ا الموقف الذي
ربط رأس الكنيسة بنظام يتهاوى. (ص 282) خصوصاً ان ذلك كان انحرافاً عن الخط
التقليدي للبطاركة الموارنة "الذين منحوا مجد لبنان". وهنا يأتي التفسير وذلك من
خلال العودة الى زمن اللواء غازي كنعان الحاكم الفعلي للبنان حتى العام 2002 قبل ان
يستدعى الى سوريا لتعيينه وزيراً للداخلية وينتهي منتحراً في العام 2005! فقد قرر
السورويون في العام 1988
الاحاطة بالبطريرك صفير الذي يعمل من اجل استقلال لبنان من خلال ايجاد اعداء له
داخل الكنيسة المارونية وحاولوا في هذا الاطار استمالة 3 بطاركة هم: اميل سعادة،
يوسف بشارة وبشارة الراعي.
المطرانين الأولين أخبرا البطريرك بالمحاولة وأفشلت بالتالي مهمة
السوريين. أما الثالث أي الراعي فقد سار مع كنعان واستقبله في مقر المطرانية في
عمشيت قرب جبيل حيث اصطحب في احدى زياراته احدى مذيعات صوت لبنان مع كاميرات
وميكروفونات".

بعد أسابيع على هذه
الزيارة (كما جاء في الصفحة 283) وعلى أثر تصريح قام به الراعي، طلب كنعان من
المطران زيارة مقره في عنجر حيث وصلها الراعي مرفوع الرأس ليفاجأ هناك بتسجيلات
سرية من داخل مقر المطرانية عرضها عليه كنعان. وبحسب تعبير الكاتب فان محتواها كان
لا ريب مدمر بالنسبة للمطران المصدوم الذي شرع بالبكاء وهدد بالانتحار في حال أعلن
الأمر على الملأ وظل طوال 3 ايام لا يخرج من منزله! ويبدو ان الكاسيت الذي سجله
كنعان لا يزال موجوداً بالرغم من أن الأخير توفى وبقي محفوظاً لدى الارشيف السوري.
وهذا ما علم به أحد الأساقفة المقربين من الراعي والذي استدعي الى باريس لابلاغه
الأمر قبيل سفر البطريرك الى باريس. ويضيف الكاتب ان البطريرك أصبح رهينة قوة
اجنبية مما دفع الادارة الامريكية الى الغاء موعد للبطريرك في واشنطن خلال زيارته
الاخيرة في وقت رفض معظم المسيحيين الموارنة الانقلاب الذي قام به
البطريرك!

ويختم بصبوص (ص 284)
يورد الكاتب كيف تم استدعاء اللواء محمد ناصيف على وجه السرعة الى طهران في حزيران
2011 حيث ناقش امكانية انشاء قاعدة بحرية في اللاذقية في قلب بلاد العلويين من اجل
استقبل الباسدران فيها أي الحرس الثوري. وهذا يدل على القلق الذي يعتلي الفريقين
لجهة الحفاظ على خط الامدادات في حال سقوط بغداد والاضطرار الى الإنطواء الى جبال
العلويين. وبعد أن ابتعد عنه الجميع وأصبح ظهره الى الحائط متروكاً معزولاً على
الساحة العربية والدولية، ظلّ امام الأسد السير سيناريو دموي فوضوي تصاحبه كارثة
اقتصادية خصوصاً انه لم يتبق لديه سوى الدعم الايراني الثمين بالرغم من محدوديته في
وقت لا تبخل ايران على حليفها بالمساعدة
العسكرية والعملياتية الضرورية من اجل ايصال السلاح الى "حزب الله لاند" ضمن بلاد
الأرز.

انتهى

منقول عن المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات

[/size]

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

إخواني إن محاولة الفرس والنصيرية تغيير التركيبة
السكانية لم تنجح والحمد لله
نتائج الدراســـة :

·عدد المتشيعيين
السنة :
(1919- 2007) هو ( 15930) .50%
منهم تشيعوا في الفترة ( 1999-2007) ...وهي أكثر بعشرة أضعاف من نتيبجة النصيري
الأفاق نزار نيوف .

·مجموع المتشيعين في سوريا : (75878) السنة (21%) والإسماعيلية (9%) والعلويين ( 70%
) .

·التوزع
الجغرافي :
( الرقة والدير والحسكة )
فيها أكبر نسبة تشيع في الوسط السني ، وه (76% ) في عهد بشار ، و (38%) من الفترة
(1919- 2007) . وأكبر نسبة في دير الزور تليها إدلب ثم حلب ، ثم الحسكة فالرقة ،
دمشق وضواحيها ، ثم درعا وريفها ، اللاذقية وطرطوس ، حمص ، وأخيرا حماة
...

·تفسير
النتائج :
لم يتجاوز عدد المتشيعين ألف
شخص (1919 – 1970) . لأن الأقلية الشيعية تميل للانطواء ، ثم بعد (1970) تشكل تيار
تشيع في الطائفة العلوية بدفع من حافظ الاسد ، وفي عهد بشار تحول التشيع إلى تشييع
، فقد تضاعف بسبب التسهيلات التي قدمها بشار ، وبعد أن كان متمركزا في الساحل قفز
إلى الجزيرة السورية ...

نظرة
لمستقبل التشيع :

إذا بقي المعدل هذا فبعد
عشرين سنة يصل عدد المتشيعين إلى نصف مليون ويصبح سكان سوريا ثلاثين مليونا أي أن
خطر التغيير الديموغرافي غير وارد ...لكن المهم تركيز التشيع في الساحل السوري ودير
الزور حيث يأتي منهما أنصار النظام الأسدي ...

والحمد لله فقد انتفض الشعب السوري ودعسوا على رأس النصيرية والفرس
والشيعة العراقيين وحزب الشيطان والحمد لله لم يقدروا أن يكملوا مخططهم الشنيع
ولهذا يقاتلون ويدفعون المليارات لعدم تصديقهم بأن المخطط
سيسقط

الله أكبر ستعود الشام أرض المحشر والمنشر
لحضن الأمة الإسلامية

وستكون الدرع الحصين في وجه
أعدائها .

والله المستعان

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

إضعاف المؤسسة
الدينية السنية :
بعد تعيين محمد السيد المتشيع بشكل علني ، والمدعوم من
اللواء في المخابرات هشام الاختيار فقام بمنع إحداث ثانويات شرعية ( للسنة ) جديدة
...ومنع التمويل الخارجي ، ومنع قبول غير السوريين ..كما أمر بإحداث (10) ثانويات
شرعية ( شيعية ) تعترف بشهادتها وزارة التربية ...وأوكل إلى عبد الله نظام تنقية
المناهج من كل مايسيء للشيعة ...

كل هذا كان يحاك لأهل التوحيد في الشام
المباركة

ظاهرة العمائم
السود

إن الشعب السوري لم يشاهد في حياته عمامة
شيعية سوداء ,
كان وقف الحرب
العراقية الايرانية ، ثم موت الخميني ، أخر تصدير الثورة الايرانية ( نشر التشيع )
. وبعد صراع بين أمل وحزب الله راح ضحيته (500) قتيل في الضاحية الجنوبية من بيروت
، قبل 1989، ولما أصبحت سوريا صاحبة اليد الطولى في لبنان (1976) بتشجيع من أميركا
وإسرائيل حيث أتم حافظ النصيري القضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى كل شريف في
لبنان وجرد السلاح من أي حزب أو حركة مقاومة ومد الشيعة الطائفيين بكل شيء حتى
أصبحوا هم أسياد لبنان وبعد حرب تحرير الكويت زادت قوة الاسد الاقليمية ، وأعطي حزب
الله النشاط العسكري ، وحركة أمل النشاط السياسي ( ثم سيطر حزب اللات على كل شيء )
.

·(1990- 1993) انعطف حزب الله نحو سوريا ، وصار خطابه أقل
تشدداً ، وتوجه بنشاط التشييع للطائفة العلوية ، وكانت علاقة الأسد بالخير ممتازة ،
حتى قامت الثورة الايرانية ساءت علاقته معهم .

قدم المقبور
حسين فضل الله إلى السيدة زينب ، وأقام مكتبا للفتوى والخمس ، ثم قدم عدد كبير من
شيعة العراق بعد انتفاضة (1991) الفاشلة في الجنوب ، ومنهم المخبول عبد الحميد
المهاجر الذي طاف سوريا كلها ، تحت حراسة وتشجيع من المخابرات السورية وكانت له حصص
تلفزيونية اسبوعية في التلفزيون الرسمي السوري حيث أخذ ببث سمومه وخرافاته للسوريين
بالرغم من أن تعداد الشيعة في سورية لا يتجاوز ال20 ألف ومعظمهم من الإيرانيين
الحاصلين على الجنسية اللبنانية والعراقيين ..وأرسل المهاجر الأبله الشباب السوري
إلى قــم ووظف لذلك الأموال الطائلة.

ثم اتجه حزب الشيطان وبدعم من المخابرات السورية
تشييع العمال السوريون العاملون في لبنان عامة
والضاحية خاصة ، وجلهم من البدو أبناء القبائل المنحدرين من الرقة والبوكمال ودير
الزور المعدومي التعليم وبعضهم من الاكراد ( االبدون ) مع أن الشيعة يعتبرون الاكراد أنهم جنس من الجن ، ويكرهون صلاح الدين لأنه قضى على الدولة الفاطمية
...
·الشيعة الأصليون يحتفلون بمناسباتهم علناً ، مثل مجلس
السيدة زينب السنوي في (15 رجب 1993) .

·واحتل
الشيعة كثيرا من المقامات وهي قبور مندثرة ادعوا أنها لأهل البيت ، وأقاموا حولها
الحوزات منها مقام حجر بن عدي في عدرا ، واعتدوا على بيوت وأملاك أهل السنة تارة
بالإغراء المالي وتارة بالطرد من خلال المخابرات السورية وسطا الشيعة على الاوقاف
السنية ، وأزيلت بعض القبور من أجلهم وتغيرت ملامح حارات وسيطروا على البيوت
الدمشقية القديمة و استثمروا مئات الملايين من الدولارات في زخرفة القبور والأضرحة
وأصبحوا هم الذين يديرونها حيث تجد أن الإيرانيين هم سدنتها وحرسها ومثال على ذلك
مقام السيدة زينب و السيدة رقية في دمشق

وانتشرت الفنادق وبيوت الدعارة بصيغة زواج المتعة حول هذه الأضرحة وأصبح من المألوف
رؤية العمائم السوداء والنساء الإيرانيات في كل أنحاء سوريا الحبيبة
.
كان للثورة الايرانية أثر كبير في دفع تيار التشييع ،
وكان العمال السوريون في لبنان عماد الحركة ..

· قم الصغرى في
سوريا

:

كان في سوريا 1995 حوزتان ( الزينبية 1976، والخميني
1981) ...ثم كثرت خمس حسينيات خلال عام (1995) وامتد نشاط التشييع إلى القرى
والبلدات النائية أو الريفية الفقيرة بعد أن لم ينجحوا مع أبناء المدن المتعلمين
فمولوا حملات التشييع بمئات الملايين من الدولارات وكان كل من يتشيع يأخذ راتب شهري
وقدره 3 آلاف ليرة بالإضافة إلى العلاج في مراكز ومستشفيات تابعة للإيرانيين ومثال
على ذلك مستشفى الخميني في السيدة زينب , وكان الدعم الحكومي واضح والتسهيلات لا
حدود لها ومثال على ذلك فإن شقيق الجنرال رستم غزالة رجل المخابرات الحوراني

المنفذ لعملية اغتيال الحريري قد تشيع وقام بنشر التشيع في حوران الغالية وخير مثال
على ذلك قرية تسمى قرفة.
ورث بشار الأبله الضعيف
دولة سوريا الخاضعة والمذبوحة ... وبأوامر مباشرة منه لكافة أفرع المخابرات الجوية
والسياسية والعسكرية وأمن الدولة منح الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين وحتى
الباكستانيين والأفغان الشيعة تراخيص أمنية للحوزات الشيعية حتى أنهم أصبحوا يعملون
بدون ترخيص وقدم لهم تسهيلات للإقامة ومنح مايعادل النصف مليون إيراني الجنسية
السورية وكانوا غير ناطقين بالعربية حتى !!!!
...

· طلائع
الغزو الشيعي : كانت شيعة الكويت الخونة الداعم
الأول لحركة التشيع في سوريا ، ودفعوا الأموال الطائلة لتنفيذ ذلك وجميع الدعاة
والأئمة والمدرسين غير سوريين ... وطاف الطائفي عبد الحميد المهاجر سوريا طولا
وعرضا حتى سمح له بإلقاء المحاضرات في شعب الحزب وبعض المراكز الأمنية
!!!!...

·
الاستيطان : مع كل مقام يرافقه إقامة بيئة شيعية
فارسية ، وتنشر اللغة الفارسية للتعامل مع الزوار ...كما بنيت المقامات وماحولها
بالفن المعماري الفار سي ...ونشأت (مكتبة دار الحسين للنشر والتوزيع ) ...بعد هجرة
عراقية كبيرة (99- 2000).

ولا حول ولا قوة إلا
بالله

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

المنبوذون
:

كل
ثقافة الفكر الشيعي تتمركز حول أنهم طائفة أقلية ( مظلومة ) من قبل ( السنة
الأكثرية ) .

الوجود
الشيعي في سوريا (1919) أقلية منبوذة وآخذة بالذوبان ...

الشيعة في الدولة الوطنية (1919- 1969)
الشيعة في حي الأمين والجورة قرب الأموي ، في حي يفصل حي اليهود عن حي النصارى ،
وفي حي زين العابدين بالمهاجرين ، وفي الغوطة قرية عين ترما وقرية راوية ، وهذه
دخلها التشيع من القرن الثامن الهجري ، وقرية نبل (حلب ) والفوعة (ادلب) وحي
البياضة بمدينة حمص ، وقرية أم العمد... ويسمون(المتاولة) أو ( الأرفاض) ..وكانت
نسبتهم (1953) 4ر0% فقط .

: الشيخ محسن الأمين ( ت 1952)جاء سوريا من جبل عامل في
لبنان ، وأسس المدرسة العلوية أول مؤسسة تعليمية شيعية ليصحح انحرافات الشيعة
كالندب وطعن الأجساد في مآتم الحسين ، وتحول اسـم المدرسة إلى ( المحسنية ) وخلال
الستينات كان لهم وزير واحد في الحكومة البعثية ....

موطئ قدم
:
يعتبر
الشيعة الإثني عشرية النصيريين( العلويون ) كفارا ...

حاول عبد
الرحمن الخير ربط العلويين بالشيعة ، وكان شيعيا فعلا...

·من غير المعروف كيف تعرف حافظ السفاح على
موسى الصدر ؟ الذي انتزع منه فتوى بأن العلويين شيعة ... ليخدم حافظ الذي يبحث عن
دعم لرئاسته سوريا ( رئيس الجمهورية مسلم ) ...وأفتى الصدر بأن العلويين شيعة
مسلمون ..

·وفي
السـبعينات لجأ عدد من العمائم من العـراق هـربا من صدام ومنهم ( حسن مهدي الشيرازي
) المهرج الشيعي الكبير الذي اغتيل (1981) .بعد أن اسس أول حوزة شيعية في سورية
(1976).في السيدة زينب وكان طلابها سوريين وخليجيين ومن آسيا وافريقيا وكرر الفتوى
بأن العلويين شيعة مسلمون ..

·دعا حافظ
المقبور الشاذ الخميني للاقامة في سوريا عندما طرده صدام ، لكنه رفض ، وفضل الإقامة
والتنسيق مع المخابرات في فرنسا ، وعلى الرغم من قتل الاسد السفاح المسلمين في
سوريا أقام علاقات حميمة مع الخميني ...مع تكرار الخميني لإعلانه أن البعثيين كفار
( ويدعي حافظ أنه بعثي !!!)...

ومع ذلك وقف الأسد المقبور مع إيران
الفارسية في حربها مع العراق المجيد( ويدعي العروبة والعلمانية وأنه قومي وشعار حزب
البعث هو أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) بل وطلب مساعدة القذافي المجنون الذي
دفع من أموال الشعب الليبي الشقيق عشرات المليارات لشراء الصواريخ والأسلحة من
إسرائيل ليدك المجوس بها بغداد.. والغريب أن دول الخليج العربي لم تتخلى عن الأسد
بل مدته بالأموال والهبات وغالبا لخوفها منه وليقينها بأنه المدلل لأمريكا وإسرائيل
.
·عرف الاسد فضيحة
ايران كونترا وأن إسرائيل تزود ايران بالسلاح ، وكان يخاف من عمائم الملالي ويتوجس
الخوف منهم ، وبقي حذرا منهم ، وبقي نشاطهم محدودا ومقيدا قي سوريا ...وحتى (1990)
بدأ يسمح لحزب الله بدخول سوريا وهو يعرف أنهم خمينيون ... وضيق على معاهد ومؤسسات
ومستوصفات ممولة من إيران بعد تململ أهل السنة ( يشكلون الأغلبية 85% )

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

جمعية المرتضى : أنشأها جميل بدعم من رفعت (1981) وبسط نفوذها في سوريا
كلها ،وسلح أعضاءها ولقي دعما ماديا هائلا من شيعة العراق وايران ...وافتتحت عشرات
الحسينيات ...ثم حلت الجمعية بعد أن طغت على حزب البعث وبعد خلافات رفعت وحافظ
(1984) ...



تشييع الطائفة العلوية :
1- عودة الفرع إلى
أصله وفتح أول مسجد للعلويين في بيت الشيخ يونس ( صافيتا ) وصار يدعي بأنه تيار
إصلاحي مثل سليمان الاحمد وعبد الرحمن الخير يعملون جاهدين على تأكيد أن العلويين
شيعة ...(1925) ..

2- الديانة في
دولة العلويين (1936) عندما أقام الفرنسيون دويلات في سوريا ، كان تياران أحدهما
تمثله العريضة المرفوعة إلى ليون بلوم رئيس فرنسا تقول : النصيريون أقلية دينية
مستقلة تختلف عن الشعب المسلم ووقع على هذه العريضة جد المقبور حافظ ... وعندما لم
تساعدهم فرنسا على استمرار دولة العلويين ( اسمهم النصيريين ولكن فرنسا أسبغت عليهم
هذا اللقب ) وبعد سنتين (1938) رفعت عريضة تقول : العلويون شيعة مسلمون ومذهبهم
مذهب الامام جعفر الصادق ...

3- الظاهرة ( زيارات الدعاة الشيعة لجبل العلويين )
فقد زارهم (محمد جواد مغنية ) اللبناني (1961) ، ثم زارهم الشيرازي (1972) وأصدر
بيان أكد أن العلويين شيعة ...ويذكر في البيان أن عدد المساجد (13)
...

4- من الظاهرة إلى التيار : بنى الشيرازي الحاقد بعض المآتم
، واسس حوزة الامام الصادق ، لكن لم يقبل عليها العلويون ، فاكتفى بارسال الشباب
إلى قم ...

5-
كان حافظ الاسد يدعم كل هذه الانشطة التي
تريد تأكيد أن العلويين شيعة مسلمون ليستفيد منها كرئيس مسلم يحكم سوريا ، قبل نجاح
الثورة الخمينية (1979) ثم وقف من ذلك موقف الحذر والمقيد لنشر التشيع خوفا من نشاط
العمائم وتوجسا للحذر منهم على كرسيه ...

6- أرسل عشرات
الطلاب العلويين إلى الأزهر!!! ، ثم قرار السماح للبعثيين النصيريين بدخول كلية
الشريعة في دمشق بمعدل قليل ، فدخل عدد منهم وتخرج من دمشق ...ليكونوا دعاة لربط
العلويين بمذهب الشيعة الجعفرية ....

احتلال المركز (
الزحف 2000-2007)
وراثة الحلفاء : (2000-2003) بدأ حافظ يرسل ولده بشار إلى زيارات ، واهتم
به الايرانيون لأنه أمسك ملف حزب الله ولبنان .

وبات من الضروري أن يفهم بشار التيار الشيعي عند العلويين
..

متطلبات توريث
بشار :

·الملالي
أولاً : بعد أن همش البوطي ( أشعري المعتقد صوفي الممارسة ) ، الذي طلب مقابلة
الرئيس بشار أكثر من عشر مرات رفضت أو أجلت ثم نسيت .. ومثل ذلك لكفتارو( صوفي
المعتقد والممارسة كردي الأصل ) مفتي الجمهورية الأسدية.

·أراد بشار إخضاع المؤسسة الدينية لمصالحه ،
وليس تبادل مصالح ...وركز على الملالي ( حسين فضل الله ، مهدي شمس الدين ) وحزب
الله ، واستقبل حسن نصر اللات حزيران (2000) ووقفا متعانقين ...وكان يعجز عن تلبية
طلباتهم لأن والده يرفض ذلك فالكرسي له متطلباته ولكن بشار بغبائه لم يفهم
...

الامتيازات الاستثنائية للملالي : بعد وفاة حافظ حصل الملالي على موافقات للحسينيات
والحوزات ، دون موافقة رسمية ، وبنيت بأموالا ايرانية أو من شيعة الخليج أو
المرجعيات ...

·الصدع بالطقوس الشيعية : أقيمت الصلاة حسب المذهب الشيعي عند المقام ، ووضعت
التربة الحسينية ، وظهر عبد الحميد المهاجر على التلفزيون السوري الرسمي ، واحتل
مقام حجر بن عدي الكندي في عدرا ، وقاد مسيرة لطم وتطبير ، ولم يجرؤ أحد على نقدهم
..وصارت المسيرة عادة موسمية ، وفي الجمعة (8/4/2005) انطلقت مسيرة كربلائية في
شارع مدحت باشا في قلب دمشق ، جلد الايرانيون ظهورهم بالجنازير ، وانشدوا يهجون
الأمويين على مرأى من الدمشقيين من الباعة والتجار والمارة، وصوروا أهل دمشق قتلة
الحسين رضي الله عنه ، ومع تزايد تدفق الشيعة العراقيين زادت هذه الطقوس وشكلت
هيئات للنسشاط الشيعي دون تراخيص ...بينما أوقف ربيع دمشق واعتبر تنظيما يهدف إلى
قلب نظام الحكم ...وسجن بعض رموزه ...

·رسم الهلال الشيعي : مع تفاهم إيران مع أمريكا على إسقاط نظام صدام حسين
وتقاسم الكعكة العراقية فأطلق يد إيران المجوسية في العراق الحبيب وتمت إبادة
مايزيد عن 700 ألف عراقي سني على أيدي فرق الموت الشيعية وجيش المهدي ومليشيات
المجلس الإسلامي الأعلى ( بقيادة الطائفي عمار الحكيم ) والقوات الأمريكية
والأوربية، واستبيح العراق ثم طرح مفهوم الهلال الشيعي .. وانسحبت إسرائيل من
الجنوب كجزء من الاتفاقية ، ورفض حزب الله السماح للجيش اللبناني بدخول الجنوب
...وبعد اغتيال الحريري انقسم لبنان إلى مؤيد لسوريا ومعارض لها ..وفتح بشارلإيران
كل ماتريده في لبنان ... وبدأ المد الفارسي في اليمن وابتدء مع جماعة الحوثي وأصبحت
إيران تستقبلهم للدراسة في حوزاتها وتعيدهم لليمن لنشر التشيع على الطريقة المجوسيةحتى أصبحوا طعنة في
خاصرة المملكة العربية السعودية وكذالك في أفريقيا والمغرب العربي وكل ذلك دول
الخليج العربي تمارس هوايتها في المشاهدة الصامتة !!!
·حزب اللات : امتداد للخمينية ، وسمح له أن يتجول في سورياعلنيا
وبدعم كامل منذ (1997) وشارك في (30/5/2002) بقيادة نعيم قاسم في احتفال زواج جماعي
للشيعة (60) عروساً شيعياً ممولاً من إيران ... ...وخلال حرب تموز (2006) رفعت
أعلام حزب اللات في البيوت السورية ...واستخدم الحزب انتصاره المزعوم لنشر التشيع
وتحدث الملالي في السيدة عن استقبال عشرات السنة السورييسن يوميا يرغبون في التشيع
...حتى أعدم صدام حسين فشد انتباه السنة إلى الخطر ...



معركة الحوزات : (2001- 2006) :

أكثر من (12) حوزة في السيدة زينب (
تصوروا هذا الاهتمام )، وثلاث كليات ، حصلت على موافقة الأمن السياسي فقط خلال
ساعات (بينما يحتاج المواطن السوري مثلا لفتح محل بيع فلافل لشهر كامل بانتظار
موافقة الأمن السياسي ) ، وتم استثناؤها شفويا من قوانين التعليم العالي ، ودعت
وزارة التعليم العالي الحوزات للتعرف على المناهج والمدرسين وأعداد الطلاب
وجنسياتهم فلم يستجب أحد ...

ملالي خارجون عن القانون :
أغلب مؤسسي الحوزات غير سوريين ، ( هنود ، باكستانيون ،
أفغان ، إيرانيون ) ولايخضعون لقوانين التعليم العالي أو الأوقاف ...ولا أحد يعرف
مناهجهم وأسماء المدرسين وأعداد الطلاب وجنسياتهم ...(منهم كثير من شيعة الخليج
للأسف يعودون قنابل موقوتة لبلدهم الأم ) ..

ولا يقترب أي عنصر مخابرات أو شرطة من هذه الأنشطة إلا
لحمايتها !!!




<p align="center">
[size=21]بيان علماء الشام
:
عندما منع وزير الأوقاف ( دائما يكون بعثي علماني )
المعاهد الشرعية من قبول طلاب جدد في المرحلة الاعدادية لأنها صارت من التعليم
الأساسي ، وفي (6/7/2006) أصدر علماء الشام بيانا موجهاً للرئيس ...لأول مرة منذ
(35) عاماً . يطلبون إلغاء القرار ، ولم يخفوا حنقهم من المد الشيعي ، وترك الحوزات
على غاربها ...لاتنصاع حتى للقيادة القطرية فضلا عن الأجهزة الأمنية ، وربطوا بين
الحوزات والمدارس الأجنبية التبشيرية ...

· كسر جدار الصمت :

صدر كتاب ( تحذير
البرية من نشاط الشيعة في سوريا ) لصاحبه السلفي ، بدأت السلطة باعتقال السلفيين
والتعاون مع المخابرات الأمريكية على أنهم خلايا نائمة للقاعدة ..وفي مستهل (2005)
حذر الملك عبد الله الثاني من الهلال الشيعي وتبعه سموالأمير سعود الفيصل شفاه الله
، وانتقد شيخ الحقوقيين السوريين الأستاذ هيثم المالح افتتاح العديد من الحوزات
والنشاطات بدون مساءلة ، وكشف المالح عن الازدواجية في التعامل ...كما تكرر ذكر
الهلال الشيعي على ألسنة قيادات الإخوان المسلمين..ونشرت الوطن العربي تقريرا عن
نشر التشيع في سوريا ، وقال الدكتور وهبة الزحيلي أن مايجري في سوريا عدوان لابد من
إيقافه ، كما صرح الشيخ سلمان العودة أن المد الشيعي في سوريا خطر على المنطقة
...وعندئذ سارع النظام إلى صلاح الدين كفتارو ليعلن عن تأسيس جمعية التآخي بين
المذاهب ، وكان نائبه الشيعي عبد الله نظام . وسارع بتجنيس عشرات ألألوف من الشيعة
0 إيرانيون ، عراقيون ، لبنانيون , باكستانيون) لتغيير التركيبة الديموغرافية
لسوريا ، ثم دفع المفتي حسون ليعلن أمام الإعلام أنه لايوجد نشر للتشيع في سوريا ،
وفي ( 28 /1/2007) اعتقل الشاعر محمد علي درباك (72) عاماً من بانياس الذي نظم
قصيدة هاجم فيها جيش المهدي الذين قتلوا سوريين في العراق وتوفي في السجن ..وفي
(26/6/2007) اعتقل الدكتور تيسير العمر من درعا ، ومنع تلامذته من الخطابة
...وأجريت دراسة النصيري نزار نيوف عن ظاهرة التشيع لتقول أنه لايوجد تشيع بين
السنة وإنما هو محصور بين العلويين فقط ...كما انتقد البوطي من منبر الجمعة الفكر
الشيعي ، واحتج على اختراع المقامات الشيعية ...وتقدم البوطي بطلب لإيقاف الناشط
الشيعي (25/5/2007) لكن الطلب ضاع .. كما أنكر وزير الخارجية الإيراني ذلك خلال
الحوار معه في (24/2/2007) ...

يتبع
[/size]

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

·إضعاف المؤسسة الدينية السنية
:

بعد تعيين محمد السيد المتشيع بشكل علني ، والمدعوم من
اللواء في المخابرات هشام الاختيار فقام بمنع إحداث ثانويات شرعية ( للسنة ) جديدة
...ومنع التمويل الخارجي ، ومنع قبول غير السوريين ..كما أمر بإحداث (10) ثانويات
شرعية ( شيعية ) تعترف بشهادتها وزارة التربية ...وأوكل إلى عبد الله نظام تنقية
المناهج من كل مايسيء للشيعة ...

كل هذا كان يحاك لأهل التوحيد في الشام
المباركة

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

<p align="center">تل الزعتر بين السفاح حافظ اسد وطراطير
لبنان



مع دخول
القوات السورية في ليلة 31 مايو 1976 إنتشرت القوات المدرعة بشكل أدى لفك حصار
المناطق المسيحية و المقاتلين المحصورين بداخلها بصورة رسمت الجيش السوري كعدو
للطرف الاخر الفلسطيني

هنا تتعدد المآسي الإنسانية المتواتر ذكرها و الشاهد
عليها الناجين من الحصار ثم المجزرة ، لم تتوقف القوات السورية عن قصف المخيم
وتهديمه وتجويعه واذلال اهله تماماً كما تفعل مليشيات النصيرية الآن في سورية
عامة

كان المدنيون يفتقرون للطعام بشدة بحيث لم يكن يتناول الطعام تقريباً
إلا الأطفال ، كان تهريب المعونات الغذائية إلى المخيم يتم بعمليات إنتحارية مستمرة
من متسللين من و إلى المخيم لتوفير الطعام الذي كان بديله اكل الكلاب و القطط و
ربما اجساد الموتى أنفسهم ، من أقسى مشاهد الحصار ما ذكرته إحدى بنات الناجيات عن
مشهد مروع إذ كان الماء في المخيم نادر و قليل و هناك بئر بطرف المخيم لا بد من
الوصول إليه فكانت الأمهات يسرن لإحضار الماء و القناصة ينتظرون و ما إن تصل الأم
للبئر حتى تصبها رصاصة سورية أو كتائبيةأومن النمور و المؤلم حقاً أن الأمهات كن
يتكومن جثث بجوار البئر و مع هذا تتقدم مزيد من الامهات تحت وطأة إشراف أبنائهن على
الموت عطشاً و أيضاً يتم قنصهن.

* دخلت
قوات اليمين المسيحي للمخيم يوم 12 أغسطس لتقوم بأعمال تعد نموذج مبدئي لمجزرة
صابرا و شاتيلا لاحقاً حيث ساد القتل و الذبح داخل المخيم ، كان القتل عشوائياً بلا
تدقيق و لا تاكد من هوية المدني من العسكري المقاتل و سادت الفوضى بالمخيم ، تقدر
أعداد الضحايا أثناء الحصار الى 2000 و بعد إنتهاء الحصار إلى 4000 لتصل الأعداد
إجمالاً إلى 6000

إيلي حبيقة الذي لاحقا كان بطل مذبحة صبرا و شاتيلا و
رجل إسرائيل الثاني بلبنان ثم لاحقا رجل دمشق -!- و وزير بحكومات التسعينيات على
قائمة حزب الله الممانع والمقاوم .

لم يكن
التفاهم السوري-الاسرئيلي مرتبط بأن يضبط عميل فرنسة الأسد الفلسطينيين ويبعدهم عن
جبهة الجنوب والبقاع والجولان تماماً كما فعل العاهل الاردني بعد مذابح ايلول
الأسود مع عدم اهمال الأخطاء الفادحة التي

قامت بها الفصائل الفلسطينية
.

بل كانت أوامر امريكا لعميلها حافظ أسد السيطرة على كل شيء وله مايشاء بها
لذلك لم يستمع لمناشدة عرفات

يقول كمال جنبلاط في كتابه ( هذه وصيتي ) في الصفحة
( 105) : نقل عن ياسر عرفات قوله للأسد عند اجتماعه به في (27/3/1976م) إن قلب
المقاومة ومستقبلها موجود في لبنان ، وإن إرهاب الجيش السوري والصاعقة لن يفيد ،
وإنه يعز علينا أن نصطدم بالجيش السوري ونحن على مرمى مدفعية العدو الصهيوني
والأسطول السادس الأمريكي...

كما ان خوف
الاسد ومن وراءه من الاستخبارات الفرنسية والامريكية والبريطانية من سيطرة الاحرار
وخصوصاً السنة والمسيحيين والدروز لذلك أوعزت فرنسة للميلشيات اللبنانية المتطرفة
لاعانة النصيريين بعد أن تلقوا المعونة منهم وتنفيذ مذبحة تل
الزعتر.

ولابد أن نذكر تقسيمة الموارنة المتحالف معها الجيش السورى وهى
كالاتى :

كان الموارنة منقسمين لعدة ميليشيات، منها حزب الكتائب بزعامة «بيير
الجميل»، وميليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الأحرار بزعامة «كميل شمعون»،
وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة «تونى فرنجيه»، وميليشيا حراس الأرز، وحاصروا
المخيم لمدة ٥٢ يومًا بمنتهى القسوة، ثم قامت ميليشيا النمور بقيادة دانى كميل
شمعون باقتحام المخيم فى ان بداية حصار المخيم كانت فى اواخر شهر يونيو
76

واستمر 52 يوم انتهت فى ١٣ أغسطس ١٩٧٦
.

قصة عون معروفة بمشاركته لحصار تل الزعتر من منطلق طائفي بحت وكيف انقلب
عليه المجرم حافظ اسد

وتناطح الاثنان فراح ضحية التناطح الآلاف والنتيجة هروب
عون كالفأر الى السفارة الفرنسية ظناً منه أنها سترمي

بعميلها حافظ اسد رغم أنها شجعته للتنافخ وتحدي الاسد وبأنه سيدعس راس الاسد
ويقطع يده.. ولم يعلم هذا المعتوه أن

فرنسة تشجعه
لأن فرنسة تريد دوماً تذكير الأسد
أنها ولي نعمته ومتى ارادت تقوم بحرقه كأي كرت انتهى مفعوله وبعد أن اكتشف ان أمريكا
وأخواتها هم من يحركون الاسد وجنوده ترك عون الخسيس جنوده لمصيرهم وهرب لمنفاه
المتفق عليه بباريس .

لقد نسي المعتوه عون أن دخول الاسد الى لبنان تم
بموافقة إسرائيل عام 1976 عبر الولايات المتحدة الأمريكية كشرطي تحت المذبة الغربية
والاسرائيلية ..وهاهو اليوم يتحالف مع اعداء الامس بعد أن روضته فرنسة وفهم من هم
الحاكمون في دمشق ولبنان ..

أما دوافع
بيير جميل ومن بعده بشير جميل ومن لف لفهما فهو الطائفية البغيضة التي شجعتها
اسرائيل

بعد أن كرستها فرنسة بفصل لبنان عن سورية وتنصيب نفسها راعية له
لتتحول أمواله لبنوكها كما كل مستعمراتها السابقة التي تركت عملاءها بها ليحرسوا
ثروات البلدان ليقدموه خوة او اتاوة لها ولشراتها

بشير جميل الماروني الحاقد على كل شيء مسلم سني كان أو شيعي على قاعدة وضعها
الرئيس إلياس سركيس يقول فيها أن رياح الخومينية حين هبت على لبنان جعلت المسلمين
أكثر أصولية و المسيحيين أكثر صليبية

فكل هم الأحزاب اليمينية المسيحية
المتطرفة ان لايصبح المسلمين اكثرية ولذلك رضوا بالتحالف مع الشيعة فيما بعد على
أساس انهم اعداء السنة وبغباء شديد تحالفوا فوجدوا أنفسهم طراطير متى أراد خامنائي
يرفع قدمه عنهم ويرخيها عليهم وبمباركة أمريكية فرنسية وبريطانية

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

نظام العصابة يدير عصابة البورصة في سوريا
و
استطيع ان اذكر اهم شخصات هذه العصابة و هم :

1_ مياس محمد
يونس

2_وسام الحليبي
يرجى الانتباه
فقد نصبو علي و على عشرات لاصدقاء و عالى الكثير من التجار و رجال الاعمال في
سوريا


يرجى الانتباه
مكتبهم
الحالي في : دمشق – شارع بغداد بعدما كان في القصور جادة الخطيب

و كان مركزهم الاول في : المزة – مقابل بقالية الروضة – في مكان كان مدرسة
سباحة و قد حوله مياس يونس و صديقه الوفي وسام الحليبي الى مركز نصب و
احتيال0

اصبح لديهم الكثير من الضحايا و انا من بين الضحايا

============================
المدعو مياس محمد يونس للعلم هو لا يحمل أي شهادة جامعية
و هو مسجل في التعليم المفتوح تجارة و اقتصاد حيث قام بالنصب على عملاء في
دمشق و من ثم نقل نشاطه اللاذقية

عمل فترة قصيرة و لم يعد
الى اللاذقية بعدها

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

من قتل مفتي لبنان حسن
خالد

تصريح لصحيفة
الشراع قال
سعد الدين
نجل الشهيد حسن خالد
:

إن والده كان يتعرض لضغوطات
من النظام السوري بقيادة
حافظ
الأسد
وفي أخر مرة قصفوا منزله في
ضاحية بيروت عرمون وعندما ذهب لدار الفتوى في بيروت تحول القصف عليها أي أن القصف
يتحول من مكان إلى أخر إلى حيث وجود المفتي ففهم المقصود وأرسل إليهم مبعوث يقول
إذا كنتم تريدوا قتلي فلماذا تقتلون الناس الأبرياء في الشوارع وودع زوجته وأعطاها
مفتاح للخزانة في المنزل وغير أسلوب تعامله مع أولاده وكأنه يعلم انه مفارق لهذه
الدنيا قتلا"
وكان أن قتله النظام
السوري في تفجير سيارته في بيروت في وضح النهار ولم يستنكر أي احد من القيادات
العربية مقتله لأنهم كانوا لا يريدوا إزعاج
حافظ
الأسد
مخافة أن يرد عليهم بوحشيته
المعهودة ولم تصدر أي عاصمة عربية ولو ملحق إخباري أو نعوه رسمية من شدة الخشية من
النظام السوري.
القصة الكاملة للتهديدات السورية
التي سبقت اغتيال المفتي الشهيد حسن خالد


نقلاً عن مجلة الشراع اللبنانية
حوار: حسن صبرا
أسرار بالغة الخطورة ووقائع تنشر لأول مرة يكشفها في هذا الحوار سعد
الدين حسن خالد، أخطرها وأهمها التهديدات السورية التي كانت وجهت للمفتي الشهيد حسن
خالد قبل جريمة اغتياله النكراء عام
1989.
حوار
((الشراع)) مع نجل المفتي الشهيد تناول وبالتفصيل مواقف لوالده الراحل أزعجت
السوريين ودفعتهم إلى إرسال رسائل تهديد وتحذير له، عبر الهاتف وعبر موفدين وعبر
قصف منزله في الرملة البيضاء أو مكتبه في دار الفتوى، إلى درجة دفعته إلى الطلب من
شخصيات عدة ومنهم السفير الكويتي بإبلاغ من يريد قتله: ((ليقتلوني إذا أرادوا
ولكن لماذا قصف الأبرياء والآمنين؟))

نجل المفتي الشهيد كشف كيف ان والده تصدى لنائب الرئيس السوري
عبد الحليم
خدام
في طرابلس عندما كان يؤنب
زعماء المسلمين لأنهم اختاروا الرئيس
سليم
الحص
خلفاً للرئيس الشهيد
رشيد
كرامي
من دون العودة إليه، مشيراً
إلى ان حالة من الانقطاع بين المفتي الشهيد
وسوريا
أعقبت هذه الواقعة، خصوصاً وان الشيخ الراحل حسن خالد كان يحتج على تخوين الناس
وقيام ضباط المخابرات بتوزيع الشهادات بالعروبة التي كان يرى انها لا تنحصر
بسوريا فقط بل تشمل كل
العرب.

سعد الدين خالد يعرض في هذا
الحوار شريطاً من المواقف الهامة للمفتي الشهيد الذي كان همه الأول وحدة اللبنانيين
ووقف الحرب، فحرص على إبقاء تواصله مع كل القيادات المسيحية خلال الحرب، معتبراً
انه مستهدف بالاغتيال هو والبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس
صفير


القول، ان المفتي خالد
رحمه الله كان على علم بأن هناك محاولات كثيرة
لاغتياله.


كان الشيخ الشهيد
يعيش التهديدات بالقتل من خلال مراسلات ومن خلال اتصالات عبر الهاتف، كتهديدات
مبطنة، ومن خلال اشخاص كانوا يوفدون اليه، وكان يستمع اليهم، بكل هدوء واصغاء
وايماناً منه بالله تعالى، أنه لن يغير موقفه مهما كلف الثمن، لان هذا الموقف ليس
موقف حسن خالد، وانما هو موقف يشعر من خلاله مع اللبنانيين، مع ديمومة
لبنان ومع الحفاظ على
الحق والعدالة والمساواة والمحافظة على البلد والمفاهيم التي تكلمنا
عنها.



  • ممن كانت تأتيه هذه
    التهديدات؟

كانت تأتيه
بواسطة اشخاص من بعض اجهزة المخابرات السورية واللبنانية. منها ((رأفة بك يا شيخ
حسن غيّر وبدِّل من مواقفك))
.. ((هذه الامور عدّل وغيِّر فيها)). وكان
رده الدائم ((ان هذا الموقف ليس ملكاً لي وانما هو ملك لله تعالى وانا مسؤول في
هذا المنصب، ولا استطيع ان اغير شيئاً من قول كلمة الحق، اذا اخطأت فأنا مستعد
للرجوع عن الخطأ انما فيما يخص الحق والعدل، فهذا لا يخصني وانما يخص الناس، ويخص
بالنهاية موقفي وموقعي كمسؤول عن الناس))
.


  • اجهزة الاستخبارات السورية، كانت يومها
    برئاسة اللواء غازي كنعان.. هل كانت تأتيه تهديدات بواسطة اللواء
    كنعان؟

لم تكن
تهديدات..



  • نصائح؟
هذه النصائح كانت تدور حول ((لماذا تأخذ هذا الموقف..
لماذا لا تتعلم من كذا.. وكذا..



  • ممن؟
من كمال جنبلاط، مثلاً، وممن سبقوك بالعمل السياسي.. من
هؤلاء المتشددين.. وكانوا يقولون له، تستطيع ان تصل الى ما تريد من خلال كونك
رحوماً، ان تخفف من وطأة هذا العمل.



  • من كان ينقل له هذه الرسائل هل كانوا
    لبنانيين؟

الكثير منهم
كان من اللبنانيين، والبعض كان حريصاً ومحباً، ويوصل له الكلام الذي
سمعه.



  • مثل من؟
الكثير من الشخصيات اللبنانية في المخابرات، وبعضهم اشخاص
عاديون، كانوا على علاقة مع الاجهزة السورية.



  • هل كانوا ينقلون كلاماً مباشراً من اللواء
    كنعان بان يكون حذراً؟

كانوا ينقلون كلاماً مباشراً من اللواء كنعان، وكلاماً عبر القنوات
السورية من الرئيس حافظ الاسد، ومن الوزير السوري عبدالحليم خدام.


  • رسائل من الرئيس الاسد ومن
    نائبه؟

نعم.


  • واعتبرت نوعاً من التهديد؟
وفي بعض اللقاءات التي حصلت بينه وبينهم،
كان يسمع بعض العبارات التي توجهه في ان لا يتحرك باتجاه ما، قبل ان تكون مدروسة
معهم.



  • هل تواصلت اللقاءات التي كانت تتم بينه وبين
    المسؤولين وخاصة الرئيس الاسد؟

عقدت عدة لقاءات بين المفتي الشهيد حسن خالد والرئيس حافظ
الأسد
، وآخرها وبعد انقطاع طويل،
هيىء له ودام لساعات عديدة. دار الحديث حول مواضيع مختلفة ليس لها علاقة بالقضية
اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد وكان الشيخ حسن خالد يومها، متضايقاً جداً لان
زيارته حسمبا خطط كانت مخصصة للتكلم والتباحث في المواضيع التي تهم اللبنانيين
والسوريين، وبعض الامور التي كانت تحدث على الساحة اللبنانية. انما كان الموضوع في
ذلك الوقت غائباً تماماً عن هذا اللقاء، وعند الوداع وعلى الباب امسك الرئيس
حافظ
الاسد
بيدي الشيخ حسن خالد قائلاً
له: ((بيسوى يا سماحة المفتي قبل ما تعمل أي خطوة تخبرنا))..



  • وكأنه تحذير بألا يفعل شيئاً
    بمفرده؟

نعم.. يومها
كان الشيخ حسن خالد في اسوأ ايامه، كان يتوقع ان يلقى صدراً واسعاً، لان الشيخ حسن
خالد، لم ينطلق بعلاقته ب
سوريا من منطلق مصلحة
شخصية وانما انطلق ايماناً من عروبته واسلامه، وبانفتاحه على هذا البلد
الشقيق.

<li>لماذا تحدثت عن ان هناك انقطاعاً بينه وبين
سوريا، ولماذا حصل هذا
الانقطاع؟ وكيف رتب هذا اللقاء؟
</li><li>الكل كان يعلم بالتجاوزات الكثيرة التي كانت تحصل في
الشارع اللبناني، ضد المواطنين في الاطار السياسي
</li>

  • انت تتحدث عن الفترة ما بين عامي
    1985
    و
    1989؟

<li>حتى ما
قبل ذلك، كانت العلاقة التي تربط الشيخ حسن خالد بالدولة السورية علاقة تحكمها
مصلحة الشعب ال
لبناني ومصلحة
العرب في تلك المرحلة.


  • وكان يرى ان هناك تجاوزات
    سورية؟

عندما كان يرى
ان هناك تجاوزات، كان يؤمن بأن عليه ان يبلغ عن هذه التجاوزات ويحاول الحد منها لان
المصلحة العامة لنجاح مساعي
سوريا لاعادة
الوحدة اللبنانية وعودة المؤسسات، كما كنا نعتقد ان دور
سوريا في
لبنان، هو دور
اسعافي لانقاذ
لبنان من
الطائفية ومن المناطقية، فإذا كان هذه هو المسعى او الغرض الرئيسي من الوجود السوري
في
لبنان فلماذا
هذه التجاوزات ولماذا هذه الانتهاكات التي كانت ترتكب باسم السعي في هذا
الاطار.


  • وهذا قبل نظام الوصاية؟
نتكلم عندما ناشدوا سوريا الدخول
بين القوات المتحاربة على الارض اللبنانية.
نتكلم عندما
ناشدوا
سوريا الدخول بين القوات المتحاربة
على الارض اللبنانية.


  • مع من كان يتكلم الشيخ حسن خالد، هل كان يخاطب اللواء غازي
    كنعان ام يلتقي مع ضباط سوريين في بيروت؟

كان
حريصاً جداً ان يكون لقاءه مع الرئيس
حافظ
الأسد
او نائبه عبدالحليم خدام. الشيخ حسن خالد
تركيبته لا تستطيع ان تتعامل مع اجهزة
</li><li>مخابرات، ولا تستطيع هذه الاجهزة ان تلزمه بكلمة او بحركة، وهو مرجع للمسلمين لم
يكن لديه مشكلة ان يقابلهم، ولكنه لم يكن يستطيع ان يساومهم او يفاوضهم او يتكلم
معهم بأمور يعتقد هو بأنها من مسؤولية الراعي الاول. انا اعتقد
بأن الكثير مما جرى في
لبنان في ذلك الوقت كان يصل الى
الرئيس
حافظ
الأسد
، وبأغلبيته كان يصل مشوهاً، كانت تركب
الامور. الشيخ حسن خالد عانى كثيراً من تركيب الامور كما نعاني منها اليوم، توصيف
الناس، وضعهم في خانة الخيانة، كا هذا يضايق الشيخ حسن كثيراً. واكثر ما كان يضايقه انه لا يستطيع ان يتحمل ان يتوسل الى شهادة بأنه عربي
المنبت من ضابط مخابرات او أي شخص آخر. لان تربيته الإسلامية وتربيته العربية
ومعاصرته ل
عبد
الناصر
وكل الثورات العربية في مواجهة الاستعمار
ومواجهة ما كان يسمى في ذلك الوقت الرأسمالية وغيرها، كانت حياته اليومية ومأكله
ومشربه، كل ساعة.. وعندما وصل الى منصب الافتاء، لم يصل الى
هذا المنصب كونه طالب مناصب، بل أُجبر على اخذ المنصب، لأنه كان حلاً وسطاً بين كل
المتنافرين على الساحة اللبنانية، ويومها رأى الرئيس
جمال عبد
الناصر
فيه ذلك الرجل الذي لم يتوسل الى ذلك
المنصب، فأرسل له سؤالاً لماذا لم تتقدم بترشيح نفسك لمنصب مفتي الجمهورية. فقال له
انها مسؤولية أُعفي نفسي منها لانها تحملني طاقة يمكن الا اطيقها.


  • هذا يعني أن جمال عبد
    الناصر
    استقبل الشيخ حسن خالد قبل ان يصبح
    مفتياً؟

  • الشيخ حسن خالد وجمال عبد
    الناصر



    نعم، والكثير من القيادات في
    بيروت رأت في الشيخ حسن خالد ذلك الانسان البيروتي المميز، الذي له بصماته في
    الشارع البيروتي والشارع الإسلامي، والشارع اللبناني، عبر المنطق، وعبر الجمع، وعبر
    وحدة الكلمة، فرأوا فيه هذا الرجل الذي يمكن ان يوحد الصف الإسلامي الذي يساهم في
    وحدة الصف الوطني، وفعلاً نجح.


    • يتبع
    </li>
</li>

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها


  • عودة الى حواره مع السوريين.. اللقاء الاخير، قال له الرئيس
    الاسد انه ((بيسوى قبل ان تعمل شيئاً ان تراجعنا)) كأنه ضابط مخابرات يوصي احد
    اتباعه، ألا يفعل شيئاً الا بأمره قبل هذا اللقاء حصل انقطاع، لماذا هذا الانقطاع
    بين المفتي الشهيد والرئيس
    حافظ
    الأسد
    ؟ هل طلب مواعيد ولم تحدد له مع الرئيس
    الاسد او مع نائبه؟

حقيقة، ان هذا الانقطاع بدأ
منذ اغتيال الرئيس
رشيد
كرامي
عام 1987.

  • ماذا حصل، يبدو وكأن هناك صداماً حصل مع عبدالحليم
    خدام؟

في حزيران يونيو عام 1987 اغتيل الرئيس رشيد
كرامي
في ايام عصيبة. كان لبنان يتوقع نوعاً من حالة
انتقالية الى الافضل.

الساحة كانت مؤهلة لحلٍ ما، لأن
اللبنانيين يومها كما يقول المثل العامي: ((يتمسكون بحبال الهواء))..

نعم
في العام
1982 أعلن الشهيد الثوابت
الإسلامية العشر، بعد انتخاب الرئيس امين الجميل، وكان هناك تجاوب من الرئيس امين
الجميل، بعد انقطاع طويل معه اصبح هناك فرصة للحوار وللحل في جو لبناني بمساعدة
سورية، هذا الجو المطمئن دعا الشيخ حسن خالد الى الخروج من

لبنان والقيام بجولة عربية
لتأمين الدعم لهذا الحل.


  • من زار؟
زار بعض الملوك
والرؤساء العرب، لوضعهم في هذا الجو الايجابي طالباً منهم ان يساهموا بكل امكاناتهم
لدفع هذا الحوار، حيث زار
السعودية ومصر والكويت والإمارات العربية
المتحدة.


لم يزر العراق نظراً للخلاف السوري
العراقي، وهذا قسم من المشكلة العربية، وتجنباً للحساسيات.
اغتيل رشيد كرامي، وكان المفتي خارج لبنان، قطع زيارته للسعودية وعاد الى
لبنان، وعند وصوله الى المطار، كانوا
يعلمون انه يريد الذهاب الى طرابلس للمشاركة في التشييع فطلب منه احد الاجهزة
اللبنانية نقلاً عن الاجهزة السورية عدم الذهاب الى طرابلس، وبعد اصراره كانت
النصيحة الثانية، انه يتم تأمين طائرة مروحية لنقله الى الشمال، فأصر على الذهاب
بالسيارة، ليقول لكل اللبنانيين بأن الاراضي اللبنانية هي اراض لكل اللبنانيين، وان
كل اللبنانيين المتقاتلين هم ابنائي وهم اخواني وانا على استعداد لمواجهتهم ولاثبت
للعالم اجمع بأن اللبنانيين هم في صف واحد انما بحاجة الى من يدفع هذه المسيرة الى
الوحدة.



  • كلامه جاء من وحي ما يعتقده اتفاقاً بين الراحلين رشيد كرامي
    وكميل شمعون؟

اعتقد ان هذا هو اولاً ايمانه لانه
لم يقطع مع كل القيادات المسيحية العقلانية منذ الحرب اللبنانية وحتى لحظة
استشهاده. دائماً كان على تواصل تام. كان يقول بأن الحرب عليّ وعلى البطريرك صفير،
وكان يقول لنا ان هناك محاولات لاغتياله ولاغتيال البطريرك صفير. ولماذا تقصف
((بكركي)) و((دار الفتوى)) في اليوم نفسه. انا افهم ان تقصف بكركي،
ولكن من يقصفها ويقصف دار الفتوى، هذا يعني بأن المصدر واحد.

فغادر الى طرابلس بسيارته، وفوجىء على الطريق بعكس ما صوروا له، في كل
منطقة كان يمر بها، كانت الميليشيات المتحاربة تقف وتؤدي له التحية وتنـزله بالقوة
من سيارته وتكرمه اشد التكريم. وهذا اثار نقمة الاجهزة الامنية. لان الشيخ المفتي
حسن خالد فتح موضوعاً كان مطوياً وهو موضوع الحوار. وكان سلعة ليتاجروا بها ولتأجيج
الحرب. وصل الشيخ حسن خالد الى طرابلس ودخل منـزل الشهيد
رشيد
كرامي
فوجىء بنائب الرئيس السوري عبد الحليم
خدام
واقفاً امام زعماء المسلمين في لبنان (اللقاء الإسلامي) وهم
قابعون في اماكنهم ورؤوسهم في الارض وهو يحاضر بهم ويهددهم ويؤنبهم، ويقول لهم كيف
تتجرأون على اختيار الرئيس سليم الحص رئيساً للحكومة من دون الرجوع
اليّ.وهنا جن جنون المفتي حسن خالد لانه رأى في هذا المنظر
الرهيب نهاية ليس ل
لبنان بل نهاية للمبادىء والاخلاق
والدين والعروبة ولكل مفهوم تربينا عليه، فوقف وبأعلى صوته حذر خدام ومن ارسله بأن
هذا الكلام لن يقبل به ابداً، وان هذا الموضوع هو موضوع داخلي، يخص المسلمين
واللبنانيين، وبأنهم سيختارون من يشاؤون لرئاسة الحكومة، وان هذا الكلام ليس موضعه
اليوم، ولأن بين يدينا شهيد كبير، يجب ان نعلم لماذا قُتل. ليس المهم ان نعرف من
قتله، بل يجب ان نعرف لماذا قتل الشيخ حسن خالد لم يكن يهاب من ذكر كلمة
الحق.



  • ماذا رد خدام؟
في هذه
الواقعة سأل خدام المفتي خالد.. بتهكم هل مررت على منطقة ((حالات)) يا شيخ
حسن؟ هل عبرت سيارتك على دماء الشهيد
رشيد
كرامي
؟ كان يريد ان يؤنب والدي كيف مر براً وفتح
باباً لم يكن يراد فتحه..

عندها
دخلت العلاقة بين الشيخ حسن خالد و
سوريا وكل اجهزتها، المظهر الصحيح
اظهرت سوريا موقفها الحقيقي من الشيخ حسن
خالد وان الشيخ حسن خالد رجل حوار، رجل عيش مشترك، رجل عربي ولكن عروبته هي
سوريا ومصر والسعودية أي انها شاملة، وهذا غير
مقبول، لان مفهوم العروبة عندهم ان تمر من
سوريا، وان تقف في سوريا، كان الشيخ حسن خالد رجلاً لا
يستطيع ان يضبط عروبته في مساحة ضيقة وهذا هو بعده الذي تربى عليه، البعد الذي
يتكلمون عنه البعد الجغرافي والبعد التاريخي، البعد العربي، وكانت هذه مهمته في
الحياة، كما كان يعتقد، وكان يعتقد ان ما فرقه الاجنبي في الحدود، كان يستطيع ان
يثبته بالتواصل والتعايش والمشاركة والحوار.


  • فماذا حصل من مظاهر العداء السوري للشيخ حسن خالد، ما الذي ظهر
    منها؟

يومها، ابتدأت التهديدات، واحدى النصائح
المؤكدة التي وصلت اليه قبل سنة او سنتين من الاغتيال، اننا ننصحك بمغادرة
لبنان وان تسكن في فرنسا وان تناضل
من اجل قضيتك من هناك.



  • من الذي كان يحمل هذه النصائح؟
المشتركون في الحوار معه، وكان احياناً يأتيه اتصال وعندما يسأل عن هوية
المتصل يرد: ((إحم.. إحم.. فهِّموه)) بلهجة سورية او لبنانية، واحياناً يرد
المتصل بالقول: ((قولوا له يغيِّر. والله نحنا بنحبه)) هذه رسائل.
وهناك رسائل اخرى، احياناً عندما يعود المفتي الى منـزله وقت
الغداء، كان يتم قصف المنـزل، في منطقة الرملة البيضاء، احياناً كان يذهب الى مكتبه
فتقصف دار الفتوى، فأراد ان يختبر هذا الامر، فترك المنـزل وذهب الى دار الفتوى،
فقصفت دار الفتوى، وترك دار الفتوى قبل موعد انتهاء عمله وتوجه الى بيته، فقصف
البيت. فعلم وقتها وتأكد انه كان مقصوداً، واعلن يومها ((اذا اردتم قتلي،
فاقتلوني لماذا قتل الابرياء))
.


  • هل ارسل الى سوريا من يبلغهم ان هذا هو رأي الشيخ
    حسن خالد؟

نعم.


  • من كان يرسل؟
ارسل وراء
قائد قوات الردع
سامي
الخطيب
، واصطحبه الى دار الفتوى، واطلعه على
القذائف التي منها ما هو منفجر ومنها ما هو غير منفجر في ساحة الدار، وأطلعه على
العبارات المكتوبة على القذائف، واثبت لسامي الخطيب ان هذه القذائف ليست مرسلة من
المنطقة الشرقية لبيروت، وانما هي قذائف سورية او ادوات سورية.



  • ما هي واقعة الحديث الذي نقل على لسان السفير الكويتي احمد
    الجاسم الذي قال فيه ان المفتي اخبرني، وقيل انها ادت الى اغتياله؟

في هذا الجو زار السفير الكويتي أحمد
الجاسم
سماحة المفتي في دار الفتوى، فأخبره بما
يحصل وبما حصل خلال الاسابيع الماضية وبأن القصف هو قصف مركز يطال دار الفتوى
ويطاله شخصياً، وقال له ان تقرير نوعية القذائف ومصدرها موجود ومعروف من اين
انطلقت، فأرجو ان تخبروا من هو بصدد قتلي بأنني مستعد للموت، ولكن الا يذهب معي
ضحايا ابرياء


  • كأنه يقول لهم، لا تقصفوا، بل اغتالوني وحدي؟
كأنه يقول انه حاضر للموت اذا كانت مشيئة رب العالمين ان
يموت..



  • ومع ذلك عندما استشهد، استشهد معه حوالى عشرة اشخاص وبينهم
    شقيق عماد الترك وابراهيم الترك من ابناء المنطقة وآخرين. عندما تبلغ الشهيد حسن
    خالد ان يرحل من
    لبنان، ماذا كان رده؟

كان رده قاسياً جداً. قال فيه، اولاً لن اغادر لبنان لأي سبب كان، لانني اذا اردت
ان اناضل كما تقولون فاذا كان نضالي من اجل الشعب، فيجب ان اكون بين الناس وأحس
معهم في مشاكلهم وفي المصائب التي يعيشونها حتى استطيع ان اعبر عنهم بكل
حرية.



  • اغتيال الشهيد في 16 ايار مايو1989 خلال ما اطلق عليه (حرب التحرير) من عون ضد السوريين، او الحرب التي سميت
    بـ(حرب عون)، هل كان هناك تواصل بين المفتي الشهيد وبين ميشال عون؟

بعد تعيين الرئيس أمين
الجميل
للعماد ميشال عون لتشكيل حكومة، نشأ كما
نعلم جميعاً وضع شاذ، وكان مؤسساً او منذراً بتقسيم
لبنان، وكان هذا العمل يضايق سماحة
المفتي كثيراً لان نضاله الاساسي هو اولاً عدم تدويل القضية اللبنانية، ثانياً عدم
القبول بتقسيم
لبنان، هذا نضاله منذ بداية
الحرب.
فعندما أُلفت هذه الحكومة، كان هو الإنسان العاقل الذي
يتعاطى مع وضع ميشال عون وسليم الحص (أي الحكومتان التي تم تشكيلهما) بشكل يساعد
على التخفيف من أي أزمة يمكن ان تحصل في بداية شرخ ما. أي انه رجل حوار بين
الاثنين.


  • هل اتصل بميشال عون؟
هناك
اتصالات بين الشهيد وبين ميشال عون. وكان هناك ترتيب ما لم يحصل بسبب اغتيال الشيخ
الشهيد.



  • هل كانت هناك محاولات للقاء؟
كانت هناك محاولات عديدة، كانت هناك اتصالات، كان هناك نوع من الارتياح لدى
الشهيد حسن خالد على ان ميشال عون يمكن ان يكون هذا الرجل الوطني العسكري، الذي
يمكن ان يلم الشمل ويكون رئيساً للجمهورية، لا مانع حيث انه ابن مؤسسة عسكرية يمكن
الحوار معه.
وعندما جاء عهد العماد ميشال عون، بدا له ان بيروت
الكبرى ربما أصبحت وشيكة، التزم الاعتدال وأخذ يدعو إلى إنهاء الحرب، ونشر السلام
خاصة في بيروت وإجراء الانتخابات الرئاسية. كان المفتي خالد يؤمن بالمؤسسات
والقانون.
كان حلمه أن يكون الإنسان اللبناني مرجعيته الدولة
وليس الزعيم فكان هذا متقارباً جداً مع العماد عون ولكن وللأسف فاجأته الحرب
الدائرة بين الجنرال والنظام السوري، وشعر بالارتباك والحيرة فلا يستطيع السير
بركاب
سوريا على حساب بيروت الكبرى، ولا هو
يمكنه تأييد الجنرال عون تأييداً واضحاً وصريحاً مع اقتناعه الضمني بطروحاته
وصدقيته.



  • هل كان يؤمن بدور المؤسسة العسكرية الوطنية اللبنانية في
    مواجهة الميليشيات؟

كان أول من أنذر في بداية
الحرب بالانتباه إلى المؤسسة العسكرية بأنها هي صمام الأمان الوحي لعدم انهيار لبنان، ويومها طالب بمجلس عسكري من
مختلف الطوائف حتى لا يصار إلى تقسيمه، ولكن في وقتها لم ينتبه أحد إلى هذه المشكلة


  • كان هناك مشروع فلسطيني لتقسيم الجيش وهذا ما حصل. بالمناسبة
    هل حصل صدام بين المفتي الشهيد وبين المنظمات التي كانت تسيطر على
    لبنان؟

لا شك بأن إيمان الشيخ حسن خالد بالقضية الفلسطينية هو الذي دفعه في البداية
إلى نصرة ومساندة العمل الفدائي الفلسطيني، انما عندما تجاوز العمل الفلسطيني حد
التدخل في القضايا اللبنانية الداخلية، اصطدم الشهيد حسن خالد مرات عديدة مع الرئيس
ياسر
عرفات
رحمه الله، شخصياً، وأنذره بأن ما يفعله هو
خطر ليس على
لبنان وانما على القضية الفلسطينية
بشكل عام.



  • هل هدده الفلسطينيون؟
الفلسطينيون ضايقوا الشهيد حسن خالد كثيراً.


  • كيف؟
في تحركاته وأعماله
وبعض الامور السياسية في
لبنان وضايقوه عملاً، كانوا يظهرون
له كل الود والاحترام، ولكن كانوا يرتبون له كل ما يضايقه في الخفاء.



  • كيف امضى الايام الاخيرة من حياته وهو يتنقل من مكان الى آخر،
    تحت القصف، هل جمعكم واوصاكم بشيء؟ هل نبهكم الى انه قد يغتال، وهل كتب وصية سياسية
    او شخصية على هذه القاعدة؟

رحمه الله، كان يعلم
ان هناك محاولة لاغتياله ولكنه في الوقت نفسه كان يعلم ان الموت يحدده رب العالمين،
وكان يعلم ايضاً بأن من سيحاول اغتياله سيكون شديداً لدرجة انه سيؤكد هذا
الاغتيال.


  • لن تكون محاولة.. بل اغتيال؟
لن تكون محاولة، وعندما تنفذ العملية ستنفذ بطريقة كاملة لدرجة ان لا تترك
اثراً.



  • تماماً كما فعلوا في عملية الشهيد الرئيس رفيق
    الحريري؟

تماماً.. كان هم الشيخ الشهيد حسن خالد
الا يذهب معه ضحايا، هذا كان همه الوحيد. لأنه كان يعتقد بما ان المحاولة يمكن أن
تنجح أو لا تنجح، ان تؤذي المواطن البريء. فكاد أن يستجديهم بأن يطلقوا عليه النار
بدل المحاولة التي قد تطال العشرات من الأبرياء.



  • الشهيد في هذه الحالة وهو مدرك وواثق انه سيقتل ألم يبحث عن
    نقطة لقاء، لقطع الطريق على محاولة اغتياله، مع السوريين مثلاً، أو ألم يطلب حماية
    عربية من
    المملكة العربية
    السعودية
    وأصدقائه هناك، من مصر من الكويت ألم يحاول فتح
    حوار؟

اعتقد بأنه وصل إلى نقطة لا نستطيع أن
نقول انه يئس، لا، لم ييأس من رحمة الله. كان متفائلاً بأنه سيكون هناك غد أفضل
للبنان. إنما كان يعلم بأن أي عمل في هذا الاتجاه لا يجدي. ولا يفيد، بل على العكس
سينشغل بأمور دنيوية ستبعده عن الواقع الذي يعيشه.



  • هل تعتقد انه كان يخشى في تلك اللحظة أن يقدم تنازلات عن
    أفكاره ومبادئه؟

أبداً.. لأنه كان يعلم كل العلم
انه إذا ما حاول الحوار كان الرد.. التنازل. وهو لم يكن ليتنازل قيد أنملة عن حق
اللبنانيين في عيشهم السليم.



  • ألم يتصل به مثلاً اللواء غازي كنعان؟
  • أبداً كان هناك شبه انقطاع بالعلاقة.

    • هل كان عندما تحصل تجاوزات يتصل بالسوريين ولا يجيبونه هاتفياً
      مثلاً؟ أو يرسل أحداً ولا يستقبلونه؟

    كان دائماً
    حريصاً على علاقته مع كل المسؤولين، سوريين وغيرهم، ويحكم هذه العلاقة، كما ذكرنا،
    الواقع اللبناني ومصالح اللبنانيين، لم يكن يتصل بالسوريين أو بغيرهم لمصلحة شخصية
    أو لمأرب خاص أو لوضع، لا سمح الله، خارج عن إطار مصلحة اللبنانيين جميعاً.


    • البلاد العربية كلها، تقريباً، حذرت الرئيس الشهيد رفيق
      الحريري قبل اغتياله، هل جرى تحذير المفتي الشهيد حسن خالد عربياً؟

    لا اعتقد. هناك معلومات وصلت إليه من جهات عربية، ولكن غير
    رسمية، بأن هناك محاولات لاغتياله.. وكانت الإشارات والدلائل مادية، لم يهم الاتصال
    ولا الرسائل ولا التحذير، كان المفروض على الشيخ حسن خالد أن يقطع اتصاله بأمين
    الجميل، وبالبطريرك صفير، ويقطع اتصاله بميشال عون وبالعيش المشترك..
    كان الشيخ حسن خالد يتعلق بحبال الهواء، من هو الإنسان الذي يستطيع أن يساهم
    معي في وحدة الصف الوطني، كان الشيخ حسن خالد لا يتردد في الاتصال به وفي الجلوس
    معه لينشىء حواراً ما أو حالة ما. كانوا يريدون من الشيخ حسن خالد أن يقبع في
    منـزله وأن يثبت أول أيام رمضان، وعيد الفطر وعيد الأضحى. وإذا قيل له أجِّل العيد
    ليومين كان المفروض عليه أن يسمع الكلام ويؤجله.
    وهذه ليست من
    شيمه وليست من تربيته. لذلك كان مؤهلاً ومستعداً للموت لأنه لن يتنازل عن هذا
    الإيمان. لأن هذه مسؤولية دينية. وأنا قلت لكم ان وصوله إلى منصب الافتاء في ذلك
    الوقت لم يحمل الفرحة له، كانت عبئاً عليه. كان يتأفف من بعض التصرفات التي كنا
    نعتبرها عابرة وكان هو يعتبرها مصيبة.


    • لنتكلم عن المفتي بين أسرته، هل جلس إليكم المفتي حسن خالد في
      تلك الفترة الحرجة التي كانت تصله فيها تهديدات هاتفية أو رسائل مباشرة، وقال لكم
      استودعكم لأنني معرض للاغتيال، هل قال لكم من الذي يهدده، هل ذكر ان
      سوريا التي ستغتاله؟

    • قلنا الإيمان يحتم على الإنسان أن يقدر ما سيحصل. فكان يقدر ان هناك
      محاولات وان إحداها ستكون نهائية، لأنه كان يزعج الكثيرين ممن لم يرغبوا بالصيغة
      التي ينادي بها. في أيامه الأخيرة كنا نشعر بأنه في صفاء تام مع نفسه ومع ربه
      ومعنا، كان يقوم بكثير من الأمور في البيت لإرضاء والدتي، لأول مرة كان يعمل أشياء
      غريبة، كأن يغسل الصحون مثلاً، هو هذا الرجل الذي لا يجد عيباً في أن يكون إنساناً
      عادياً.. ولكنه في ذلك الوقت أشغاله لم تكن تعينه على أن يقوم
      بمثل هذه الأعمال، ولكنه كان حريصاً في آخر ثلاثة أيام من حياته، وهذه لا أحد
      يعلمها، على ان يقوم بغسل الصحون لإرضاء والدتي، لتقول له ((أطال الله
      بعمرك))
      ، كان ينظف السجاد مثلاً، استغربنا جميعاً، ما هذا الذي يفعله، كان
      يتمشى بيننا ويذكرنا انه ربانا على الصدق وعلينا أن نحافظ على الصدق ويقول ربيتكم
      على الاخلاص فحافظوا على الإخلاص. ربيتكم على الإيمان فكونوا مؤمنين، كان يذكرنا
      بالصلاة وبمسيرته، ويسألنا هل أخطأت معكم في مكان ما. إذا أخطأت
      سامحوني


      • دمعت عيناك يا أبا حسن؟
      الحمد لله.. وكان يوصينا دائماً أدوا زكاة مالكم لأن هذا المال لن يساعدكم
      الا اذا نظفتموه، لدينا منـزل في منطقة عرمون، وكان حريصاً على ان يجمع العائلة يوم
      الاحد، وقبل اغتياله بيومين، جمع العائلة كلها، شقيقاتي وبعولهن، خالاتي وعماتي،
      جمعهم في عرمون وقام بصنع حلوى ((الكنافة)) بيديه ووقف معهم يتحدث في امور
      الحياة ودور الانسان في هذه الحياة، كيف يموت الانسان ويكون راضياً.


      • خطبة وداع ؟!
      وكأنها خطبة
      وداع، ردد كثيراً كيف يموت الانسان ويكون راضياً، واستشهد بالقرآن الكريم والحديث
      النبوي الشريف، وقف ناظراً الى بيروت وتأملها وقال هذه المدينة حافظوا عليها
      بمبادئها لا تغيروا فيها ولا تقاليدها، وهذا كان يوم الاحد.
      ويوم الاغتيال ترك مفاتيحه في خزانة والدتي وفيما بعد اكتشفتها.

      • عادة كان يأخذها معه؟
      مفاتيح منزله، وكان يضعها في جيبه، يوم الاغتيال ترك المفاتيح في
      البيت.


      • عامداً؟
      اكيد والا لماذا
      يتركها في المنـزل، بعد الاغتيال فتحت والدتي خزانتها فوجدت المفاتيح في مكانها،
      وعكس الكثير من الاقوال الشيخ حسن خالد لم يحترق في سيارته وجثته لم يطلها أي اذى،
      الا تلك الشظية التي اخترقت رأسه وكانت قاتلة، وأخرجناه من السيارة وما زلت احتفظ
      بساعته
      </li>
    • وحواز سفره.

      • لماذا كان جواز سفره في جيبه؟
      كان يستعد للذهاب الى المملكة العربية السعودية، لتوكيد ما طلبه من العاهل
      المغربي لاقامة قمة عربية من أجل
      لبنان. وبالمناسبة لقد اغتيل المفتي
      خالد قبل عشرة ايام من انعقاد القمة العربية التي انعقدت في الدار البيضاء وكان
      رئيس المؤتمر والداعي اليه العاهل المغربي الحسن الثاني من اكثر المؤتمرين حزناً
      على الشهيد الكبير اذ قيل لنا انه صعق عندما بلغه اغتيال المفتي الرجل السمح الذي
      كان احد ابرز رموز الاعتدال في
      لبنان، والداعية القوي لاعاة اللحمة
      الى شعبه وأرضه.
      كما حزن الملوك والرؤساء العرب، ان معظمهم اذا
      لم نقل كلهم، عرفوا الراحل الكبير، والتقوه مرات عديدة، وعرفوا فيه الاعتدال وبعد
      النظر في الامور الوطنية وساعياً قوياً الى اعادة السلام والوحدة في
      لبنان.وهذا ما
      كان يحكم علاقته بالجميع المبادىء التي ترسي دعائم
      لبنان وتقوّيه وهذه مهمته في الحياة
      لأنه لم يكن يطلب شيئاً لنفسه، وفي هذا الاطار كان يحاول دائماً المحافظة على
      علاقات جيدة مع الجميع الا ان علاقته ب
      سوريا وبقياداتها دخلت في تجارب
      كثيرة ومتنوعة.


      • هذه القمة التي حصلت وأدت الى اللجنة الثلاثية ثم اتفاق
        الطائف؟

      نعم، ووصلت الرسالة بعد اغتياله بيوم
      واحد، ووافق ملك المغرب على استقبال قمة عربية لهذا الغرض، ويومها وقف الملك الحسن
      الثاني، كما اذكر، وقال لقد خسرنا رجل الحوار ورجل محبة وداعي سلام وايمان في احلك
      الظروف التي يعيشها
      لبنان وتعيشها الامة العربية لذلك
      ندعو اللبنانيين ان يحذوا حذوه وان يمشوا على مسيرته وان يمشوا على خطاه لأن
      لبنان لن يستقيم الا بهكذا
      رجال.


      • عند اغتياله هل خرجت تظاهرات تشييع وهل حمّل المتظاهرون
        مسؤولية علنية ل
        سوريا عنه؟

      • كان هناك غضب عارم ونحن نعلم ان اغتيال الشيخ حسن خالد في وقتها تم في
        ظل الوجود السوري، أي الوجود الامني السوري، الذي كان في ذروة سيطرته على
        الامور.


        • كانت هناك حرب علنية في بيروت بين عون وبين سوريا؟
        كان المفروض ان يحمل احدهما المسؤولية.

        • لماذا لم يحمّل الشارع المسلم الذي كان يشيع المفتي الشهيد،
          ميشال عون مسؤولية الاغتيال؟

        لأن التاريخ الذي
        كان يحكم علاقة الشيخ حسن خالد بالسوريين كان واضحاً، الشارع كله كان يعلم بأن
        السوري لا يتوافق مع مواقف الشيخ حسن، فلما حدث الاغتيال كان من الطبيعي جداً ان
        توجه اصابع الاتهام الى
        سوريا، وفعلاً يوم اغتيال الشيخ حسن
        خالد آلاف الاشخاص اعتقلوا، الذين مشوا وساروا في الجنازة، بعض الناس رفعوا اعلاماً
        لم توافق عليها
        سوريا مثل اعلام
        ((المرابطون)) والحركات السياسية التي كانت على الارض انما الكم الهائل من
        الناس الذي سار في الجنازة، ولكن يجب ان نتذكر ان الشيخ حسن خالد كان ضد الميليشيات
        السنية قبل غيرها، لأنه كان يعلم ان هذا السلاح هو سم قاتل يقتل صاحبه قبل ان يقتل
        غيره.


        • لعل هذه احدى نقاط اللقاء مع ميشال عون، الذي كان ضد
          الميليشيات؟

        لذلك كان يدعو الى عودة المؤسسات
        وعودة الجيش وعودة الشرعية، كان هو المغرد الوحيد خارج سربه من الطيور الهائمة
        والهائجة في مصالحها الشخصية.. فاعتقل الكثير من الاشخاص الذين هتفوا بحماس وهددوا
        وتوعدوا واتهموا .


        • هل تعتقد ان احداً منهم ما زال موجوداً في السجون
          السورية؟

        • لا اشك.. اعتقد ان هناك من هو معتقل في السجون السورية.

          • هل اتصل احد من المسؤولين الامنيين السوريين بكم بعد استشهاد
            المفتي حسن خالد؟

          لم يتصل احد.
          الى دار الفتوى جاء الكثير من الشخصيات
          السورية مثل غازي كنعان وغيره، اما الى منـزلنا فلم يأت احد.


          • كيف فسرتم هذا الامر، هل رفضتم استقبال احد من المسؤولين
            السوريين كما رفضت اسرة الرئيس الحريري استقبال احد من المسؤولين
            السوريين؟

          في الوقت الذي اغتيل فيه الشيخ حسن
          خالد كانت بيروت لا تتحمل أي حركة او أي ضغط، وكنا على دراية بأن لا نحمِّل بيروت
          اكثر، لأننا واجهنا يوم الجنازة اعتقال الكثيرين، واي موقف خطأ كان يمكن ان يسبب
          لاهالينا وعائلاتنا الكثير من المآسي التي كنا نريد ان نتجنبها.


          • خسرتم الشهيد المفتي وسكتم؟
          سكتنا لاننا علمنا بأن أي مطالبة بأي شيء لن تجدي نفعاً وانك كمن ينفخ في
          الهواء

          يتبع </li>
        </li>
      </li>
    </li>

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

<p align="center">ولكن حصل بعد ذلك اتصالات بينك وبين مسؤولين
سوريين، هل جربت ان تفتح حواراً حول هذا الموضوع معهم؟
الذي
جعل الموضوع السوري يظهر الى السطح انني دخلت الانتخابات عام
1992 وأخذت شعار ((قدرك الشهادة وقدرنا متابعة المسيرة))، هذا الشعار
ازعج الكثيرين.


  • اعتبر استفزازاً للسوريين؟
ووصلتني رسائل عديدة، ومنها كيف تعتقد انك ستكون نائباً وأنت تستفز
سوريا، فقلت لهم انا صادق بهذا
الشعار ولا اعني به شيئاً، لا شك بأن قدر الشيخ حسن خالد الشهادة، ولا شك بأنني
سأتابع المسيرة مهما كلف الثمن، مع توصية كبيرة لوالدي بأن لا ادخل عالم
السياسة، لأنه كان ينـزعج كثيراً من
العمل السياسي حيث انه وجد فيه الكثير من الممالأة والكذب والرياء، فكان يحذرني من
هذا، ويقول لي اذا كنت قادراً على ان تعمل في
السياسة من الباب المختلف تماماً،
فأنا معك، ولكن ستتعب كثيراً.
وهذه وصيته لي وانا ما زلت
محافظاً عليها، لذلك عندما دخلت المعترك السياسي عام
1992 وأسقطت جرت اتصالات عديدة معي وأرسل لي بعض الذين يرسلون عادة، انه لماذا
لا تحسن علاقتك مع الاخوة السوريين، وكانوا ينفون عنهم تهمة اغتيال والدي، ويذكرون
لي بأنني اثبت وجودي في بيروت وأنني من القيادات، فحسِّن العلاقة لانهم يستطيعون ان
يؤمنوا لي الانفتاح على الاخرين، وكان ردي دائماً انه لا مانع من التواصل مع الناس
ولكن ضمن اطار مفاهيمنا وتقاليدنا.. وفعلاً حصلت لقاءات عديدة مع نائب الرئيس
السوري عبد الحليم خدام.


  • هل حاول ان ينفي امامك مسألة اغتيال والدك الشهيد؟
عدة مرات نفى قطعاً علاقة سوريا باغتيال الشهيد حسن خالد،
وطمأنني.. ولكن كنت اشعر بأن هناك نوعاً من الامتعاض من كلمة بيروت، فعندما كنا
نقول له ((نحن البيارتة)) كان يرد لا يوجد شيء اسمه بيروت.


  • لم يكن يحب البيارتة؟
  • كان يعتقد ان كل انسان يسكن بيروت هو بيروتي، فأجبته ان البيروتي لا
    اعني انه الانسان السني المتعصب، وانما الذي يعتبر ان بيروت عاصمة له ويؤمن بقضية
    العيش المشترك والتواصل مع الآخرين، هذا ما اعنيه، وليس المتعصب الذي يفكر بشكل
    خارج عن الاطار العقلاني، البيروتي هو الانسان المثقف المتعلم المنفتح ولاحظت
    حساسيتهم بهذا الموضوع.

    قابلت
    الرئيس
    بشار
    الاسد
    قبل استلامه منصب رئاسة الجمهورية.

    • ألم يتم التطرق الى موضوع استشهاد الشيخ حسن خالد؟
    على العكس هو الذي بدأه، واعتبر ان الشهيد حسن خالد كان من
    الشخصيات اللبنانية العربية المميزة التي لم يخسرها
    لبنان وحسب وانما خسرتها سوريا وخسرها لبنان في الوقت الذي كان بحاجة الى
    هذا النوع من الشخصيات التي كانت تساعد، في هذا الوقت كان الوضع حساساً جداً وكان
    المطلوب اعادة الشخصيات التي خسرها
    لبنان واليوم مطلوبة اكثر.

    • هل جرت مقارنة يوماً ما في الحوار بينك وبين عبد الحليم خدام،
      بين اغتيال الشهيد كمال جنبلاط وكيف تعامل السوريون مع
      وليد
      جنبلاط
      وماذا قالوا له، وبين اغتيال الشيخ حسن خالد
      وماذا قال لك السوريون؟

    عبد الحليم
    خدام
    قال لي: انه ليس لسوريا علاقة باغتيال الشهيد حسن
    خالد، لكن خدام كان منـزعجاً من بعض التحركات التي يقوم بها وليد جنبلاط وكان يتهم
    فيها السوريين باغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط وكان هذا يزعج خدام كثيراً حتى انه
    في وقت من الاوقات قال لي خدام، انه ارسل لجنبلاط الذي كان يتهم السوريين باغتيال
    والده.. نعم قتلنا والدك وماذا تريد بعد، اسكت احسن لك..
    </li>

  • ربما
    بطريقة غير مباشرة.. وحقيقة انا لم افتح هذا الموضوع معه بتاتاً.

    • بالاجمال كيف تصف علاقة المفتي الشهيد بالسوريين؟
    كانت علاقته بالرئيس الاسد ونائب الرئيس السوري خدام قبل
    الاجتياح الإسرائيلي للبنان جيدة جداً وكانت علاقة جميع القوى السياسية الاخرى معهم
    سيئة، فعند حصول الاجتياح تم القضاء على الفلسطينيين، وتم سحب سلاح المرابطون وتم
    تزويد حركة امل والحزب الاشتراكي بالسلاح وابتدأوا بالهجوم على البيوت الآمنة في
    بيروت بدون أي منطق او سبب ومن هنا ساءت العلاقة بين المفتي خالد من جهة وبين
    السوريين والميليشيات من جهة اخرى.
    كان المفتي خالد يدافع عن
    الحق، حق المواطن وكرامته، حق المخطوفين والافراج عن المحتجزين، حق الطلب بفتح كل
    الملفات بلا تمييز والضرب بيد من حديد على يد كل غاصب وجانٍ، حق يرفع الظلم عن
    المواطنين الذين ما يزال بعض الممارسات الشاذة ترهق كواهلهم، فتهجر البعض وتكره
    البعض على بيع املاكه، حق رفع المظاهر المسلحة غير الشرعية التي تمتهن كرامة
    المواطن والوطن وتتحدى القوانين والاعراف.


    • أنت كإبن الشهيد وكسياسي وانسان لمن تحمّل مسؤولية اغتيال
      الشهيد حسن خالد؟

    الذين كانوا يريدون اللاعقل،
    اللامنطق، اللاحوار الذين كانوا يريدون وطناً ممزقاً ليس فيه مؤسسات ولا قوانين بل
    زعامات تتبع الغريزة وليس العقل، هم المسؤولون عن هذا الاغتيال، نحن باعتقادنا
    كعائلة بأن كل شخص هو بريء حتى يثبت العكس.
    لكن عند الاغتيال
    كان المسؤول المباشر عن امن بيروت هم الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة امل والمخابرات
    السورية ونحملهم كامل المسؤولية بعدم تأمين الحماية له، وعند استشهاده لاحظنا بأن
    كثيراً من الشباب المناصرين له تم اعتقالهم بدون أي تهمة، او سبب، وتم ارسال نصائح
    لنا بعدم الخوض في السياسة لأنهم كانوا يريدون ان ينسوا خطه، خط الحقيقة والمواجهة
    والمنطق والوحدة والاعتدال والمساواة والعدالة بين الناس، أليس هذا
    مستغرباً!


    • هل من كلمة توجهها الى روح الوالد؟
    بعد 16 عاماً من الاغتيال نقول للمفتي خالد وينك اليوم؟ نفتقد فيك الحكمة،
    نفتقد فيك انصاف المظلوم وانعاش الفقير نفتقد فيك المؤسسات والقوانين وليست الغرائز
    والمزاجات اللاعقلانية، ايها الشهيد الكبير كنت الشاهد الكبير على الجرح النازف،
    وصاحب المواقف الوطنية اليقظة، واغتيالك زحف بنا الى الهلاك والعار كل العار ان
    يبقى الوطن رهينة اهل الشر والحقد وان تبقى اعيننا معصوبة بالعمى عن الحقيقة،
    والبحث عن الذات.
    ان الذين اغتالوا شخصه لم يدركوا ان مثل هذا
    التراث الروحي والوطني هو حي في نفوسنا ولن يستطيع احد ان يغتاله ابداً، ونحن نشيد
    بهذا التراث، لا لنوفي فقيدنا العزيز بعض حقه علينا فحسب، بل لنذكِّر مواطنينا بأن
    وعيهم روح هذا التراث، والتزامهم بمبادئه يمكن ان يوجهاهم نحو بداية جديدة للبنان
    جديد.
    ي

    اريد وضع حلقات العنف التي ابتدأت بإخفاء السيد موسى
    الصدر، إمام المحرومين وأحد رواد الحوار الإسلامي المسيحي.
    وتبعه كمال جنبلاط المتطلع الى جمهورية لبنانية تقدمية اشتراكية، والمناضل
    لتحرير الشعب العربي وسائر شعوب العالم الثالث.
    ولحق بهما بشير
    الجميل، بعدما التزم جمهورية لبنانية موحدة ودولة عصرية لا سيادة فيها الا للشعب،
    ولا حكم الا للقانون.
    وأدركهم رشيد
    كرامي
    المتفاني في سبيل الجمهورية الديموقراطية
    الوطنية التي يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وتوج باغتيال حسن
    خالد وهو يبشر بجمهورية
    لبنان الواحد التي تسودها
    القيم العلوية الإسلامية المسيحية، قيم التراحب والتحاب، ويتكامل مواطنوها المسلمون
    والمسيحيون في ظل الحرية والعدل والمساواة التامة في الحقوق والواجبات.
    فهل تكون المصادفة وحدها هي التي جعلت قادة لبنان ذوي المشاريع
    الاحيائية، هم الذين يستهدفهم الاغتيال؟ وهل يكون من المصادفة ان الذين يحيق بهم
    الخطر، اشد الخطر هم القادة الذين يلتزمون العقل، ويستنكرون العنف، ويعتمدون
    التحاور ويستهجنون التقاتل منهجاً لتسوية الازمة اللبنانية.
    المفتي الشهيد
    واللقاء الصحافي الاخير مع ((الشراع))


    كانت
    ((الشراع)) آخر من التقى المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد في دار الفتوى قبل
    انتقاله من مكتبه الى منـزله في الرملة البيضاء حيث تعرض في الشارع الرئيسي قبالة
    جامع عائشة بكار لجريمة اغتيال ادت الى استشهاده.

    في اللقاء
    الاخير وهو آخر حوار صحافي اجري مع المفتي الشهيد ونشرته ((الشراع)) في
    العدد 374 بتاريخ 22
    مايو1989، كان الشهيد بادي القلق
    على مصير
    لبنان، الا انه كان يعلق
    آماله على القمة العربية التي كانت على وشك الانعقاد لبحث سبل وقف الحرب في
    لبنان وإعادة الامن
    والاستقرار والسلم الى
    لبنان، ومتفائلاً في الوقت
    نفسه بإرادة اللبنانيين في المنطقتين لتجاوز الحالة الشاذة.

    وبالفعل، انعقدت القمة العربية ولكن بعد استشهاد المفتي خالد وتقرر بناء
    لنتائجها تهيئة المناخات الدولية والعربية واللبنانية التي أمنت ولادة ((وثيقة
    الوفاق الوطني))
    في مدينة الطائف السعودية بجهود اللجنة العربية الثلاثية
    العليا التي ضمت
    السعودية والمغرب والجزائر.

    انتهى

    منقول عن موقع اخوان ويكي
    تبع </li>

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

مايقوله النصيريون اليوم عن فراس طلاس


فراس طلاس صاحب شركة (ماس) ومالك ما يقارب من 12
معملاً، فمعمل مرتديلا سومر كان يديره مساعد متفرغ من الشرطة العسكرية ومعظم عماله
من العساكر المتفرغين، وبجانبه معمل جبنة كان يديره مقدم طبيب متفرغ، وحين قرّرا
إنشاء مستودعات لمنتجات معامله طلب من سلاح الهندسة القيام بالحفريات، وتم استقدام
الأشغال العسكرية لتنفيذ البناء.


و بلدوزر لسلاح
الهندسة كان يعمل لصالح معامل فراس طلاس، وأن لحوم معمل مرتديلا سومر كان بعضها
يسرق من الجيش، ورغم ذلك يتم وضع كميات إضافية من البطاطا في
المرتديلا



ولكن هناك سؤال كيف
سمح لكل هذه التجاوزات وأين مخابراتكم القمعية لعنكم الله عندما يكون معكم تسكتون
وعندما ينحاز للشعب ولو بالكلام يهاجموه ياقتلة

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

مصطفى طلاس صرح لقناة "روسيا اليوم"
قائلاً: إن العماد حكمت الشهابي كان عميلاً أمريكياً, وكانت صلاحياته محدودة, أي
يحمل بذلة عسكرية ورتبة لا أكثر ولا أقل، وهاهو الشهابي اليوم مقيم في
واشنطن..



الله لايوفقكم
رئيس هيئة الأركان ورتبته عماد عميل امريكي ولماذا سكتم


عنه ياخونة ؟ أين المجرم
جميل حسن الذي لامانع عنده من قتل مليون سوري وان يذهب بعدها الى
لاهاي

اين المخابرات الجوية
والعسكرية والجنائية وامن الدولة وامن الضباط ووو كل الأفرع القمعية الخائنة التي
كان همها حماية اسرائيل ؟ وهي


امتداد للمخابرات
الامريكية والفرنسية
والبريطانية

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

ذكر موقع "عكس السير" أن المجرم
"مجد بهجت سليمان"، باع حوالي 85 % من أسهم شركة ug التي يملكها في سوق دمشق
للأوراق المالية . وتعد الصفقة التي جرت الثلاثاء الماضي واحدة من أكبر الصفقات
التي يشهدها السوق منذ انطلاقه.

و المجرم مجد سليمان هو نجل المجرم اللواء
بهجت سليمان الذي تسلم منصب رئيس الأمن الداخلي في المخابرات السورية، وعين فيما
بعد سفيراً لسوريا في الاردن .
ورجحت مصادر مقربة من سليمان أنه يستعد لمغادرة
البلاد ، و انه قام ببيع عدد من العقارات و الأملاك التي
يملكها.

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

قامت المجرمة الطائفية الممثلة سوزان نجم الدين
المتزوجة من سراج الدين الاتاسي الذي يحمل الجنسية الامريكية وتستغل هذا الامر
لدخول الولايات المتحدة بدون فيزا ، بزيارة للوس انجلوس الاسبوع الماضي لتلتقي مع
مجموعة من عملاء الارهابيين آصف شوكت وعبد الفتاح قدسية مدراء شقيقها الارهابي
العقيد في المخابرات العسكرية تمام الصالح الزوج السابق للشبيحة عبير منذر الاسد ،
حيث قامت بنقل الرسائل المهمة.

ووفقا لما تسرب ان
الزيارة نظمتها صحيفة "الاخبار" و (جمعية زيدل الخيرية) و (النادي العربي السوري
الأمريكي) فقد قامت باللقاء ايضا بمجموعة من مناطق ريف حمص اللذين اعلموها انه لا
يهمهم لو قتل بشار الاسد نصف السوريين المهم بالنسبة لهم انه عندما ياتون في الصيف
لقراهم للاصطياف تكون الامور مستقرة ويستطيعون الحياة بسهولة؟


يذكر ان المجرمة سوزان نجم الدين سورية من
مواليد 1964 ، من محافظة طرطوس ، دريكيش ، نصيرية الديانة طائفية حاقدة

علما ان والد زوجها حيان وشقيقه طارق من الداعمين للثورة السورية ضد
نظام الفاسد بشار الاسد وعصابته.

وقد أصلت رسائل

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

تحتم علينا المرحلة ان نوثق الحياة السياسية والعسكرية والاجتماعية
والطائفية في سورية التي كان يحكمها ثلة من عملاء فرنسة ولكي لانبخس كثير من الناس
حقهم بمحاكمة عادلة ولو بشكل نظري أقدم للسوريين خاصة وللعرب عامة كتاب مرآة حياتي
للرجل الذي كان يظن بأنه وزيراً للدفاع لعقود عدة بيد انه لايستطيع تحريك جندي الا
بعد تقبيل الايادي والأقدام كما يقول رفعت وعلي دوبا وعلي حيدر وسيرى القارىء ان من
كان يحكم سورية هم عبارة عن حثالة لم تدفعهم المناصب التي أعطتهم اياها فرنسة
لتثقيف وتهذيب ذاتهم لابل جعلوا من اولادهم امتداداً لهم بالتشبيح الاقتصادي
والهمجي والقمعي


مرآة حياتي


المؤلف مصطفى طلاس



استشعر الرئيس الأسد أن رفعت جاد في عملية السيطرة على دمشق فطلب مني
إحباطها واشعاره أن المواجهة ستكون عملية
انتحارية




في أوائل شهر
شباط (فبراير) من العام 1984 كنت متوجهاً الى مكتبي في القيادة العامة ولدى مروري
قرب حديقة الجاحظ لاحظت عدّة صور ملصقة على الحيطان لشقيق الرئيس «العميد رفعت
الأسد» وكانت الصورة تمثله وهو رافع قبضة يده كدليل على القوة والتحدّي,, ولم أكن
مرتاحاً نفسيّاً لهذه المناظر المؤذية والغبية وقلت بنفسي طالما أنّني انزعجت منها
فلابدّ أنّ الرئيس حافظ الأسد سيكون أشدّ انزعاجاً لأنّ هذا الموضوع يخصّه بالدرجة
الأولى قولاً واحداً.


كان
الرئيس الأسد الشخص الوحيد الذي يتابع المواضيع الأمنية داخل الوحدة /569/ (سرايا
الدفاع) ذلك أنّ العميد رفعت عندما كان يستشعر أنّ أحد ضبّاط الأمن في وحدته يتعامل
مع شعبة المخابرات كان يزجّ به في السجن الخاص بالوحدة ولا يعود أحد يعرف عنه شيئاً
لذلك أصبحت الوحدة تشكل (غيتو) خاصاً يصعب انتهاكه ومع هذا فقد كان للقائد الرئيس
حافظ الأسد بعض الضباط داخل الوحدة يزوّدونه بأخبارها الخاصة عبر قنوات سريّة
للغاية لم يستطع حتى رفعت نفسه أنْ يحيط بها, وبدأت تتشكّل القناعة لدى القائد
الأسد أنّ رفعت يبيّت شيئاً ما وأنّ الوحدة في حالة استنفار دائم مع أنّ الظروف
المحلية لم تكن تستوجب ذلك.





اقصاء قائد الكتيبة «170»

في منتصف شهر شباط فبراير عام 1984 وجّه القائد حافظ الأسد بنقل قائد
الكتيبة «170» (كان القائد الاسد يهدف من وراء عملية حماية القيادة العامة من سيطرة
العميد رفعت المباشرة عليها كما ان تغيير القائد المحسوب شخصيا على رفعت وبخاصة في
هذا المركز وفي هذا الظرف يعني ان صاحب القرار في تعيين الضباط ونقلهم هو الرئيس
الاسد قولا واحدا, كما ان نقل هذا الضابط يعتبر اول ثقب في قلعة رفعت الاسد) وهي
الوحدة المكلّفة بحراسة مبنى القيادة العامة ووزارة الدفاع وكان قائد الكتيبة
العقيد سليم بركات من أتباع العميد رفعت الأسد ومن المحسوبين عليه شخصيّاً وقد
تمكّن رفعت من اقناع الرئيس الأسد بتعيين هذا الضابط (رغم قلة كفاءته المسلكية) في
فترة نشاط الاخوان المسلمين في أواخر السبعينيات ورغم معرفتي بتفاهة هذا الضابط
ويشاركني في الرأي رئيس الأركان العماد حكمت الشهابي ورئيس شعبة المخابرات اللواء
علي دوبا فانّنا لم نُبدِ رأينا بصراحة وتركنا الأمر يصدر دونما لفت نظر للسيد
الرئيس لأننا كنّا نعلم أنّ رفعت كان هو وراء هذا التعيين وكان الهاجس الأمني هو
المسيطر على ذهن السيد الرئيس ولذلك كانت الكفاءة العسكرية تتراجع الى المرتبة
الثانية.


ولمّا كان أول الغيث
قطرة فقد صدر الأمر بنقل الضابط المذكور بتاريخ 19/2/1984وتعيين المقدّم علي يونس
عوضاً عنه وتمّ ابلاغ أمر النقل لقائد الكتيبة «170» من قِبل العماد حكمت الشّهابي
لأنه يتبع اليه مباشرة وكان ذلك في 18/2/1984 الساعة الحادية عشرة صباحاًَ كما تمّ
ابلاغ اللواء علي دوبا من قِبل العماد حكمت أيضاً بأنّ قائد الكتيبة المنقول محظر
عليه دخول مبنى القيادة العامة بتاتاً.


غادر قائد الكتيبة «170» مبنى القيادة العامة وهو بحالة غضب شديد وتوجّه
مباشرة الى مقر قيادة العميد رفعت الأسد في القابون وشكا له الأمر وكان توجيه رفعت
للضابط بأنّ يعود مساءً الى قيادة الكتيبة ويتسلّم قيادتها من جديد وكان العميد
رفعت يعتقد بداخل نفسه بأن القائد الأسد أصدر أمراً بنقل أربعة عشر ضابطاً من
المحسوبين على رفعت الأسد بتاريخ سابق ولم ينفذ منهم أحداً الأمر وسكت الرئيس الأسد
على مضض ولو لم يكن هؤلاء محسوبين على شقيقه رفعت لكان مصيرهم السجن أو العزل من
الجيش في أضعف الاحتمالات.


في
الساعة الخامسة بعد الظهر عاد قائد الكتيبة المنقول العقيد سليم بركات الى مقر
القيادة العامة ولم يمانع الحرس لأنّهم أساساً من عناصره وطلب الى قادة السرايا أنْ
يجمعوا له عناصر الكتيبة بلباس الميدان الكامل وبعد دقائق كان الاجتماع جاهزاً في
ساحة الأركان الخلفية فخطب بهم قائلاً: «لقد عيّنت قائداً للكتيبة بتوجيهات من
العميد رفعت الأسد ولن أغادر هذه الكتيبة الاّ بأوامر شخصية من القائد رفعت الأسد
(كان هذا التعبير يروق كثيرا للعميد رفعت ولذلك كان عناصر سرايا الدفاع كافة
يردّدون هذه العبارات وكذلك المنافقون من عسكريين
ومدنيين)».


وعَلِمَ اللواء علي
دوبا بالأمر من قائد الكتيبة الجديد فتوجّه مباشرةً بسيارته الى مقر قائد الكتيبة
وطلب الى العقيد أسعد صباغ والمرافقة أنْ تلحق به وصعد مباشرة الى حيث يتواجد
العقيد بركات وتوجّه نحوه قائلاً: لقد انتهى كل شيء ولم يعد لك مكان في هذه الكتيبة
وعليك أنْ تغادر فوراً, وصرخ العقيد بركات وهو شاهر مسدسه: سيدي اللواء لا تقترب
منّي رجاءً,, فقال له اللواء دوبا: بل سأقترب منك يا ابن
الكلب.


وفي هذه اللحظة وصل
العقيد صباغ وعناصر المرافقة (أربعة مساعدين مسلّحين بالبنادق الروسية) وقاموا
بتجريد العقيد بركات من سلاحه وهتف اللواء دوبا الى العماد حكمت بأنّ المسألة قد
حُلّت,, والتفت الى العقيد سليم قائلاً: أتشهر مسدّسك عليَّ يا سليم فقال له: معقول
يا أبا محمد أنْ أشهر مسدّسي عليك,, وهنا قام اللواء دوبا بصفع العقيد بركات على
خدّه: أنا اللواء علي دوبا ولست أبا محمد سأحاكمك يا سليم بركات, ثم أمر اللواء
دوبا باطفاء الأنوار في الكتيبة وأمر العقيد أسعد صباغ بانزال العقيد بركات في
سيارته وزجّه في سجن الشرطة العسكرية بموقع القابون وانتهت الحادثة دون ضجيج وبقي
الذين يعلمون بها محصورين في أشخاص معدودين.

بداية المواجهة
الحامية بين الطرفين
لم يهضم العميد رفعت الأسد هذا الاجراء، ولذلك قرّر
المواجهة بعد نصائح أصدقائه، في الداخل والخارج، التي أخفقت معها الأساليب كافة
للسيطرة على قرار الرئيس حافظ الأسد المستقل والذي يخدم المصلحة السورية ويتناغم مع
مصلحة الأمة العربية، ولهذا وجدت واشنطن الفرصة مناسبة لكي توجّه عملاءها نحو تصعيد
الأمور في وجه الرئيس الأسد، لأنّ شقيقه رفعت سيكون حتماً مطواعاً لسياسة البيت
الأبيض وعلى النقيض من شقيقه وفقاً لحساباتهم ومعلوماتهم ومعلومات أصدقائهم, وكما
ذكرت فانّ الرئيس الأسد كان الشخص الوحيد في القوات المسلحة الذي يمسك ببعض الخيوط
الأمنية في سرايا الدفاع وعندما تأكّد أنّ المواجهة قادمة لا محالة وأنّ رفعت الأسد
قد رفع الجاهزية القتالية في سرايا الدفاع منذ أسبوع أي أنّ العملية جديّة وليست
عملية اختبارية لتفقّد الجاهزية القتالية للتشكيل,

وفي الساعة الثانية الاّ
ربعاً من صباح 25/2/1984 هتف لي الرئيس الأسد الى المنـزل وأعطاني التوجيه التالي:
«ارتد لباسك العسكري وتوجّه مباشرة الى مكتبك في القيادة العامة واستنفر التشكيلات
الضاربة القريبة من دمشق وارفع درجة استعدادها القتالي الى الكامل لأنّ العميد رفعت
الأسد استنفر سرايا الدفاع بالكامل وهو يعدّ العدّة للسيطرة على دمشق لذلك يجب أنْ
تتّخذ الاجراءات كافة لاحباط خططه وليكن في علمك أنّ رفعت الآن جادٌّ هذه المرة في
موقفه وأنا أعرف أنّك لا تخاف من أحد ولكن يجب أنْ تضع في اعتبارك أنّ المواجهة
قائمة لا محالة ولذلك ليس أمامك من طريق سوى اشعاره بأنّ المواجهة مع الجيش ستكون
عملية انتحارية له ولأتباعه كافة».

وفي دقائق معدودة كنت
مرتدياً لباس الميدان ووصلت الى مبنى القيادة العامة الساعة الثانية وخمس دقائق
واستنفرت فوراً لواء الصواريخ المحمول على دبابات والذي تبلغ دقّته بضعة أمتار كما
استنفرت اللواء «65» المضاد للدبابات والذي يقوده العميد علي هرمز والوحدة «549»
(سرايا الصراع ضد الدبابات) والتي يقودها العميد عدنان الأسد (ابن شقيق السيد
الرئيس) كما استنفرت قائد الفرقة الأولى اللواء ابراهيم صافي وقائد الفرقة الثالثة
اللواء شفيق فياض وقائد الفرقة السابعة العميد علي حبيب و قائد الفرقة التاسعة
اللواء عدنان بدر الحسن وتمّ هذا الاجراء في أقل من خمس دقائق وبعد ذلك وصل الى
مكتبي تباعاً اللواء علي دوبا واللواء محمد الخولي وقال لي كلّ منهما: انّ الرئيس
الأسد وضعنا تحت تصرّفك لكي ننجز المهمّة التي كلفت بها، قلت لهما: لقد استنفرت
الوحدات والتشكيلات التي سبق ذكرها ودونكما الهواتف على مكتبي فقوما باستنفار
الوحدات القريبة من دمشق وبدا مكتبي كأنّه غرفة عمليات وكل واحد منّا يتكلّم مع
قائد تشكيل ويطلب اليه رفع الاستعداد القتالي الى الكامل,,, وهكذا تمّ استنفار
بقيّة ألوية الصواريخ و القوى الجوية والدفاع الجوي وألوية مدفعية احتياط القيادة
العامة وسرايا المهام الخاصة في شعبة المخابرات وسرايا الشرطة العسكرية ومفارز
مخابرات القوى الجوية,,, يعني لم نترك قائداً قريباً من دمشق وبأمرته وحدة مقاتلة
الاّ وتمّ رفع جاهزيّته القتالية الى الكاملة، مع تأكيدنا للضباط كافة أنّ الرئيس
الأسد يضع ثقته المطلقة بهم.

وأعلمت الرئيس الأسد
بالوضع في الجيش وأنّ الوحدات والتشكيلات القريبة من دمشق أصبحت جاهزة لتلقّي أيّة
مهمّة وشكرني على هذا الانجاز وأوصاني بالمتابعة,,, وهنا لابدّ من أنْ أقول كلمة
حول ذاكرة الرئيس الأسد بأسماء التشكيلات وأرقامها,,, فلم يترك سريّة أو كتيبة أو
لواء أو فرقة في القوات المسلحة الاّ وذكرها وطلب استنفارها وعندما كنت أقول له:
لقد تمّ الأمر سيدّي، وبعد خمس دقائق يرنّ جرس الهاتف والمتكلم كان بالطبع الرئيس
الأسد الذي كان يذكّرني بوحدة جديدة وكنت أقول له لقد تمّ استنفارها ولم تهدأ
المكالمات والاتصالات الاّ قرابة السابعة صباحاً حيث طلبت من الرئيس راجياً أن يخلد
الى الراحة ويأخذ قسطاً من النوم وقلت له مازحاً: «بقي رب العالمين لم نستنفره
بعد»!, فقال ضاحكاً: لأنّه معنا، طيّب الله يعطيك العافية (اجرى القائد الاسد معي
في تلك الليلة اكثر من مئة اتصال هاتفي ولو انني استخدمت آلة التسجيل لحصلت على
وثيقة نادرة تبرهن مدى قوة واتساع ذاكرة الرئيس الاسد ولكن يبدو ان هذا الموضوع
اصبح يتمتع باجماع عربي ودولي).

كان اللواء علي دوبا
واللواء محمد الخولي قد استأذنا في الساعة الرابعة صباحاً للنوم في مكاتبهما و بقيت
وحدي في المكتب أتلقى اتصالات السيد الرئيس, وفي احدى المكالمات قلت للرئيس: صحيح
أنّنا غيّرنا قائد كتيبة الحراسة لكنّنا لا نعرف الألغام التي وضعها رفعت في
الكتيبة كما أنّ حراسة القيادة القطرية (1) القريبة من مبنى القيادة العامة هي من
سرايا الدفاع ولذلك فان أمننا القريب لا يوحي بالاطمئنان فهل تسمح لي بأن أنقل
فوجاً من الوحدات الخاصة ليكون احتياطاً قريباً في يدي,, فقال لي: هل تستطيع ذلك
دون أن تخبر اللواء علي حيدر (وكان الرئيس الأسد يعلم بأنّ هناك تنسيقاً كاملاً بين
شقيقه رفعت وعلي حيدر) فأجبته أنّني قادر على ذلك ولمّا سألني أي فوج مغاوير سوف
تُحضر من لبنان؟,, أجبته: الفوج «35» الذي يقوده العميد صبحي الطيب ورئيس أركانه
العقيد محسن سليمان, فأجاب: أشك في أنّك سوف تنجح في هذه المهمة!,, فقلت له أنا على
يقين من النجاح طالما أنّني مغطّى بأوامرك,, فقال: استخدم صلاحيّاتي المطلقة في هذا
المجال وتمنّى لي التوفيق.



الوحدات الخاصة تبدّل
ولاءها

في الساعة التاسعة صباحاً كان في مكتبي العميد صبحي الطيب ورئيس أركانه
العقيد محسن سليمان وأعطيتهما فكرة عن الموقف وقلت لهما لابدّ من قلب معادلة الأمن
القريب وهذا لا يكون بعناصر الشرطة العسكرية وانّما برجال من المغاوير المتمرّسين
على القتال ولذلك »أطلب اليكما باسم الرئيس حافظ الأسد أن تأمرا الجنود والضباط
كافة الذين بأمرتكم أن يتوجهوا فوراً من مكان تمركزهم الى معرض دمشق الدولي وهو
المكان الذي حدّدته كنقطة ازدلاف للجميع، وذلك لقربه من القيادة العامة ولأنّ
أجنحته المتعددة والواسعة تسمح بمبيت الرجال دون أنْ نلفت انتباه أحد, وعندما سألني
العقيد محسن: كيف نتصرّف اذا حاولت مفارز سرايا الدفاع من الألوية المحيطة بدمشق
منعنا؟,, وكان جوابي: انّ الحركة يجب أن تكون افرادية على السيارات العابرة وبوساطة
عربات المبيت شريطة ألا تشكّل العربات أي رتل اطلاقاً وعندما تواجهون عناصر سرايا
الدفاع عليكم بضربهم بأخمص البندقية واذا استمرّوا في الممانعة فما عليكم الاّ أن
تقلبوا لهم ظهر المجن ووجّهوا نحوهم فوهة البندقية التي تنبع منها السلطة السياسية
في الحالات الثورية كما قال الرفيق «ماوتسي تونغ»، عند ذلك سوف تجدونهم يفرّون من
المجابهة لأنّ ارادة القتال لديكم أقوى بكثير وأنتم حُماة السلطة وهم الخارجون على
القانون.

وأخيراً سألني العميد صبحي الطيب والعقيد محسن سليمان:
طيّب ماذا سنقول للّواء علي حيدر اذا سألنا عن سبب ارسال قواتنا الى دمشق من دون
علمه؟,, فقلت لهم: الجواب في منتهى البساطة لقد سأل عنك العماد طلاس فلم يجدك
ونظراً لخطورة الحالة فقد استدعانا الى مكتبه و طلب الينا تنفيذ توجيهات الرئيس
الأسد وهكذا صار,,, وصافحتهما متمنيّاً لهما التوفيق, وتوجّه قائد الفوج ورئيس
أركانه الى منطقة عنجر وقاما بتنفيذ المهمة على أكمل
وجه.

في الساعة التاسعة والنصف صباحاً حضر الى مكتبي العماد حكمت الشهابي
والعماد علي أصلان حيث وضعتهما في صورة الموقف وقلت لهما انّ سبب عدم استدعائهما
كان أولاً من أجل تنفيذ عملية الاستنفار بشكل سرّي بحيث لا تعرف به شعبة العمليات
الا لاحقاً حتى لا يعرف العميد رفعت الأسد بالموضوع، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لم
يكلّفني ذلك سوى بضعة اتصالات هاتفية مع قادة الفرق وقادة التشكيلات وأنتما معتبران
حكماً مع الرئيس حافظ الأسد قولاً واحداً, وكان جوابهما: انّ هذا الموضوع لا يحتاج
أبداً الى نقاش فنحن مع القائد حافظ الأسد على السرّاء
والضرّاء.

في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر حاولت أنْ أخلد الى
النوم بعد عمل أربع عشرة ساعة متواصلة ولكن مدير مكتبي بعث اليّ بقصاصة يُعلمني بها
بأن اللواء علي حيدر يرغب في مقابلتي، قلت له: دعه يدخل، واستقبلته كالعادة لكنّني
لاحظت علائم الاضطراب على وجهه فبادرني قائلاً: سيدي ماذا صنعت أنا لكم وللرئيس حتى
تعاملوني كالزوج المخدوع أي آخر من يعلم؟,,, وكان الرئيس الأسد قد رسم لي خطّة
لمعالجة هذا الموقف الطارئ, قلت له بوضوح: اذا كنت حقّاً معنا فما عليك الاّ أن
تطلب من مكتبي العميد رفعت الأسد وتقول له بصراحة موقفك وعند ذلك فقط سوف أتّصل
أمامك بالرئيس وسوف أرسلك لمقابلته فوراً لجلاء أي موقف غامض في قناعة السيد
الرئيس، فقال لي: اطلب لي العميد رفعت حالاً، وطلبت العميد رفعت على الهاتف المباشر
وكان على الخط في أقل من ثوانٍ وقلت له: أخي أبو دريد اللواء علي حيدر يريد أن
يكلمك فسألني: هل هو عندك!، فأجبته طبعاً، فقال لي: صار لي من الصبح وأنا أفتش عنه
دونما جدوى (في الوقت الذي كان رجال الوحدات الخاصة يتوجهون الى دمشق من كل فج عميق
كان اللواء علي حيدر يتناول الغداء في منزل علي حمية في حور تعلا بالبقاع، وعندما
علم بالموضوع قال لعامل المقسم: اريد صبحي الطيب حيا,,, او ميتا,,, وعندما اخذ
الهاتف العميد صبحي الطيب قال للواء علي حيدر: لقد استدعاني العماد طلاس الى مكتبه
مع العقيد محسن سليمان وطلب الينا نقل الفوج /35/ الى المعرض لمواجهة عناصر رفعت
الاسد وان هذه الاوامر عكس توجيهات الرئيس الاسد شخصيا فماذا تريدنا ان نفعل؟,,,
فقال له: نفذ اوامر نائب القائد العام) وناولته سمّاعة الهاتف فقال له اللواء علي
حيدر: «أبو دريد ما بتعرف أنه في هذا البلد لا يوجد سوى قائد واحد هو الرئيس حافظ
الأسد,,, كيف يقوم عناصر من سرايا الدفاع بهذه الأعمال المشينة التي تسيء الى
انضباط القـوات المسلحة وكان جواب العميد رفعت: أنت الآن تريد أن تعطيني درساً في
الوطنية يلعن أبوك ابن كلب», وأغلق السماعة في وجهه فقال لي اللواء علي حيدر
«عجبك»، لقد شتمني وأغلق الهاتف بوجهي، قلت له: الآن حقّ الحق,, واتّصلت بالسيد
الرئيس وأعلمته بالحادثة فقال لي: أرسله فوراً الى القصر
الجمهوري،


وتوجّه من مكتبي
الى القصر وتمّ التأكيد على ولاء الوحدات الخاصة للرئيس الأسد، وطبّق اللواء علي
حيدر حكمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب «الرجوع الى الحق خير من التّمادي في
الباطل», وفي الساعة السابعة مساءً أخذت الاعلام بأن ألفي ضابط وصف ضابط وجندي من
الوحدات الخاصة أصبحوا متمركزين في معرض دمشق الدولي، وبذلك أصبح الأمن القريب
لمبنى القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة جيداً وانقلبت المعادلة لصالحنا كنسبة
وتناسب في القوى والوسائط.
ولم أكتف بذلك فطلبت
الى العميد عدنان الأسد أن يرسل سّريتي م/د واحدة «مالوتكا» حقائب والثانية من طراز
«فاغوت» وتم تمركزهما على سطح مبنى القيادة العامة، وبذلك غدت القيادة العامة قلعة
محصّنة لا تُنتهك.

اتفقت مع عدنان الأسد على تهريب
الصواريخ إلى منزل الرئيس في سيارة الإسعاف لأن سرايا الدفاع كانت تحيط
بدمشق.


كان لابدّ من اصدار الأمر بتشكيل الحرس الجمهوري لافهام
القوات المسلحة بخاصة وبقية فئات الشعب بعامّة بأنّ القصر الجمهوري يحرسه الحرس
الجمهوري ولم يعد لسرايا الدفاع أي دور في حماية السيد الرئيس, واتّفقنا على أنْ
يكون قوام الحرس الجمهوري فرقة مدرّعة يضاف اليها ثلاثة أفواج حراسة تماثل ملاكاتها
أفواج المغاوير في الوحدات الخاصة, وحتى يولد الحرس الجمهوري واقفاً على رجليه من
لحظة تشكيله اقترحت على سيادة الرئيس أن نأتي بوحدات جاهزة من الفرق والتشكيلات
مباشرة، وضربت مثلاً اذا أخذنا كتيبة مشاة أو دبابات أو مدفعية من أي فرقة فلن
تتأثر جاهزيتها ومن السهل عليها تشكيل كتيبة أخرى من قوام الفرقة وهكذا ظهر في أمر
التشكيل للمرّة الاولى اسم الوحدة التي ستنضم الى الحرس الجمهوري,,, وقد حاول رفعت
الأسد عرقلة هذا التشكيل الذي اعتبره حربة موجّهة الى عنقه، ومنع بالقوة بعض
الكتائب من الالتحاق بالحرس الجمهوري الاّ أنّ وحدات الدبابات تمكنت من خرق الحصار
له والتحقت بالتشكيل الجديد، وكان في المقدمة الكتيبة «259» من اللواء «81» الفرقة
الثالثة أول الملتحقين وانّي لأشعر بالزّهو والاعتزاز بأنّ هذه الكتيبة هي أول
كتيبة دبابات تسلّمت قيادتها في حمص بعد ثورة الثامن من آذار المجيدة, وهكذا بدأ
الحرس الجمهوري يقف تدريجياً على قدميه ليقوم بمهمّته
النّبيلة.


تهريـب الأسلحـة المضـادة للدبابات في العربـة الصحية
:


كان
منـزل الرئيس الأسد هو الهدف الأول لسرايا الدفاع ولذلك فقد كان يشكل بالنسبة لي
هاجساً أمنيّاً يؤرّقني ليل نهار,, ولكن هذا الهاجس كان بالنسبة للعميد عدنان مخلوف
(الذي عُين قائداً للحرس الجمهوري) كابوساً لا يطاق, ولمّا كانت وحدة سرايا الصراع
التي يقودها عدنان الأسد مرشّحة للاصطدام فوراً بعناصر سرايا الدفاع التي سوف تتحرك
باتجاه دمشق، فقد رأيت من الأفضل أنّ نسحب صواريخ «الفاغوت» من اللواء «65» (مضاد
للدروع), ولمّا كان العميد رفعت قد نشر ألويته المحيطة بدمشق وأصبح مسيطراً على
المداخل فقد اتفقت مع العميد عدنان بأنّنا سوف نلجأ لتهريب الصواريخ الى منـزل
الرئيس حافظ الأسد بالعربات الصحيّة (سيارات الاسعاف) وعليه أن يفرّغ حمولة العربات
ويعيدها الى مصدرها، واتصلت بالعميد هرمز قائد اللواء أن يحضر ثماني عشرة قاعدة
صاروخية من طراز «فاغوت» مع ثلاث وحدات نارية لكل قاعدة ويرسلها الى منـزل الرئيس
الأسد على دفعات (عربات منفردة) وأن يربط جندياً بالشاش الأبيض من يديه ورأسه ويكون
(الميكروكروم) بديلاً للدم النازف، وفهم قائد اللواء الغاية من العملية التمثيلية
وقلت له: يجب أنْ توصي سائق الصحية بأن يفتح (زمور الخطر) قبل الحاجز بمدة كافية
وأن يسابق الريح في الوصول الى دمشق، وهكذا انطلت اللعبة على العميد رفعت وتم نقل
القواعد الصاروخية المطلوبة كافة وأصبحت حول منـزل الرئيس حافظ الأسد، ولكن هذا
الموضوع لم يبق سرّاً بيننا نحن الثلاثة وانّما شاركنا العميد رفعت بالمعلومات عن
طريق وشاية قام بها أحد عملائه في اللواء «65» وهو الرائد يوسف العلي، وقد كشف هذا
المغفّل عن نفسه بسرعة ولذلك وضعه العميد هرمز تحت الرقابة المشددة، وما أن سافر
العميد رفعت الى موسكو حتى تم نقله الى مكان ثانوي لا يستطيع به أن يعضّ أو يخرمش,,
وتم تصنيفه في عداد الضباط غير الجديرين بثقة القيادة العامة، كما تم وضع حواجز
حديدية قنفذية حول بيت الرئيس الأمر الذي يعوق حركة الدبابات ويجعلها هدفاً ثابتاً
للأسلحة المضادة، وبهذا العمل تمّت عملية تحصين بيت قائد الأمّة ورمزها
المفدّى.


الشيخ أحمـد الرفاعـي يتراءى لي فـي المنام
:


كان
الرئيس الأسد أحرص مني على نفسي وقال لي في بداية الأزمة: ليس من الضروري أن تنام
كل يوم في مكتبك,,, بل يمكن أن تناور وتبيت كل يوم في أحد مكاتب القيادة العامة
وتعلمني عن رقم هاتف المكتب, وكان جوابي: انني مصمم على المبيت في مكتبي مهما كانت
النتائج وحتى أعطي مثلاً للآخرين بأنّ القائد يموت دفاعاً عن وطنه حتى ولو كان في
مكتبه,,, فقال: اذا كان هذا رأيك فأنا موافق لأنّه من الضروري أن تترك أمثولات
ومآثر للتاريخ.


و في 12 آذار (مارس) 1984 كنت نائماً في مكتبي واذا بي
أسمع بعد منتصف الليل جلجلة كبيرة في ساحة الأمويين وقدّرت أنّه يوجد في الساحة نحو
ألف رجل يرقصون رقصة الحرب وكان على رأسهم الشيخ الجليل أحمد الرفاعي,,, كانت سيوف
الجنود تلامس الأرض الاّ قليلاً وكانت الرماح تتطاول حتى لتنوف على شرفة مبنى
القيادة العامة وكانت الأيدي تمسك بالأيدي والأكتاف متراصّة كأنّها بنيان مرصوص
وقائد الدبكة الحربية يقول بصوت جهوري يشق عنان السماء: «يـا أيهـا النبـي والكوكـب
الـدرّي أنت امام الحضرة سلطانها القوي» (قال لي الشيخ عربي قباني (رحمه الله):
اننا ننتاقل هذا النشيد في المدائح النبوية ونقول: سلطانها الغيبي فأجبته هذا ما
سمعته من الشيخ احمد الرفاعي دونما تحريف او تصحيف). وعندما يصل الشيخ أحمد الرفاعي
الى كلمة (سلطانها القوي) تهوي ألف قدم على الأرض فترتج ساحة بني أمية وكأنّ
زلزالاً ضربها.


استيقظت من نومي وأطليت من النافذة فلم أجد شيئاً وخرجت
الى الشرفة ومعي مرافقي المساعد سيف الدين سعدة فلم أجد شيئاً وعدتُّ الى النوم من
جديد وما هي الاّ نصف ساعة حتى عاودني المنام ونهضتُّ من السرير وكرّرت المحاولة
ولم أجد شيئاً وهكذا حصل معي في الرؤيا الثالثة وسجلت تاريخ الليلة على مفكرة
المكتب، وبعد انتهاء الأزمة اعترف النقيب مالك مصطفى من سرايا الدفاع بأنَّ العميد
رفعت الأسد أمره ثلاث مرات بأن يطلق قذيفة مدفعيّة محمولة من طراز «غفوزديكا
kvozdika» على مكتبي وبعد خمس دقائق كان يأتيه أمر معاكس بأن ينـزع القذيفة, وهكذا
كانت العناية الالهية تحرس مبنى القيادة العامة.


خطّة العميد رفعت
للسيطرة على دمشق :


كان العميد رفعت الأسد يستغل فترات ضغط الاخوان المسلمين
على مرافق الدولة المختلفة ويطلب في ذروة الأزمة ضباطاً ومجندين الى الوحدة، وكانت
ادارة شؤون الضباط تستجيب له وكذلك شعبة التنظيم والادارة الأمر الذي رفع تعداد
الوحدة من ستة عشر ألفاً الى أربعين ألفاً من مختلف الرتب, وقد ساعده في ذلك أن
التطوّع كان مفتوحاً لديه ولهذا فانَّ كل مجند يأتي الى الوحدة يكون زيادة على
الملاك, وحتى تستوعب سرايا الدفاع، التي هي في الأساس (فرقة مدرعة) + لواء مشاة
جبلي + ثلاثة أفواج انزال + كتيبة «مغاوير خاصة» + كتيبة دبابات مستقلة، هذه
الأعداد الكبيرة من الجنود، شكّل العميد رفعت بصورة غير نظامية أربعة ألوية مشاة
أطلق عليها «الألوية المحيطة» وأعطاها أرقاماً من عنده وكلّف كل لواء منها بمهمة
السيطرة على المحاور المؤدّية الى دمشق وفقاً لما يلي:

ـ اللواء الأول: محور حمص ـ
دمشق.

ـ اللواء
الثاني: محور بيروت ـ دمشق.

ـ اللواء الثالث: محور القنيطرة ـ
دمشق.

ـ اللواء
الرابع: محور درعا والسويداء ـ دمشق.

كانت الفكرة الأساسية للسيطرة على دمشق تقضي باغلاق
المحاور الأساسية فيوجه الوحدات والتشكيلات الضاربة المتمركزة خارج دمشق والتي
ولاءها معقود للقائد حافظ الأسد، وفي اللحظة نفسها تتحرّك ثلاث مفارز قوامها سرية
دبابات + سرية مشاة ميكانيكية + فصيلة هندسة عسكرية بمهمة السيطرة على منـزل رئيس
الجمهورية من قبل المفرزة الأولى، بينما تقوم المفرزة الثانية بالسيطرة على مقر
القيادة العامة، والمفرزة الثالثة تقوم باحتلال مقر الاذاعة والتلفزيون وتعلن
مباشرةً على العالم نبأ استلام «رفعت الأسد» مقاليد السلطة في البلاد, ولاشعار سكان
العاصمة دمشق بأنّ القبضة التي استلمت الحكم هي قبضة فولاذية، تقوم كتائب المدفعية
«ب م ـ 21» بقصف دمشق عشوائياً لارهاب السكان وقطع أنفاس الناس حتى يصبح أهل الشام
مثل أهل بغداد أيام «الحجّاج» سابقاً وأيام «صدّام»
لاحقاً.


بعد ذلك
تقوم مفارز المشاة من سرايا الدفاع بعملية نهب وسلب للمدينة المنكوبة وقد أبلغ
العميد رفعت ضبّاطه وجنوده أنّ المدينة ستكون لهم حلالاً زلالاً مدّة ثلاثة أيام
بلياليها، وبعدها لا يجوز أبداً أن يظلّ فقير واحد في سرايا الدفاع, واذا طلب أي
جندي بعدها مساعدة أو اكرامية ستقطع يده, ولذلك على من يكتبوا تاريخ سورية الحديثة
أن يقدّروا مدى وأهميّة الحكمة البالغة التي استخدمها الرئيس حافظ الأسد بنـزع فتيل
الأزمة على نار هادئة.


رفعت يتأسف على قصف
دمشق


يمكن لكتيبة واحدة من ان تطلق 720 طلقة في دقيقة وعشرين
ثانية وهي الجيل المطوّر عن قذائف (الكاتيوشا) التي ابتكرها المهندسون الحربيون
الروس في الحرب العالمية الثانية وكان لها دور مؤثر في الضربات النارية, وفي حديث
هامس لابي دريد «رفعت الاسد» مع مستشاره السياسي «محمد حيدر» وكانا يمشيان في ضوء
القمر بمعسكرات القابون: «مو حرام واسافه ان تهدف هذه المدينة الجميلة», فأجابه
محمد حيدر: «والله صحيح حرام واسافة ولكن شو طالع بأيدينا غير
هيك».


علي عيد يرسل مفرزة من اللصوص لنهب مدينة دمشق :


في
أوائل نيسان (ابريل) من العام 1984 وقرابة الساعة الرابعة بعد الظهر تلقيت اتصالاً
هاتفياً من قائد قواتنا في طرابلس العميد سليمان حسن وأعلمني أنّ علي عيد جهّز
مفرزة من اللصوص قوامها نحو مئتي عنصر مع عشرين سيارة متنوعة وهم مسلحون ببنادق
كلاشينيكوف ومدافع مضادة للدروع (ر,ب,ج,7) وقنابل يدوية ومسدسات,,

=============
يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع
=============








ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

=============
تتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــة =============

وهناك اتفاق ضمني مع أبو دريد يعني العميد رفعت الأسد بأنّ
هذه المجموعة سوف تشارك في نهب محلات المجوهرات وخصوصا في دمشق عندما تحين ساعة
الصفر لاستباحة المدينة ثم يهربون بالمسروقات الى لبنان (طرابلس الشام) وهناك تتم
عملية الاقتسام.
اتصلت فوراً بقائد فرقة الدفاع الجوي في المنطقة الوسطى اللواء
أحمد غميض وأسندتُّ اليه مهمة القبض على اللصوص وقلت له: اذا كنت غير قادر على
مجابهتهم فأنا على استعداد لأن أعطي أمراً لمدير كلية المدرعات العميد فاروق عيسى
لكي يضع تحت تصرّفك سرية دبابات من فوج البيانات العملية، فأجابني لا لزوم لذلك
فأنا قادر على مجابهتهم والقاء القبض عليهم,,, وبعد ربع ساعة اتصل بي اللواء غميض
وقال لي: «لقد زمق» (زمق في اللغة العربية تعني فتح القفل، وفي العامية السورية
تعني هرب من مكان ضيق) اللصوص الى دمشق ولم نستطع الامساك بهم، قلت لقائد الفرقة:
ألم أقل لك اذا كنت غير قادر على التنفيذ أعلمني حتى أسند المهمة لغيرك!, فأجابني:
سيدي «زمقوا»,,, «زمقوا» لم نستطع أن نعمل لهم شيئاً.
أنهيت المكالمة واتصلت على
الفور باللواء شفيق فياض قائد الفرقة المدرعة الثالثة والمتمركزة في القطيفة وأسندت
له مهمة القبض على اللصوص وطلبت اليه أن يحرّك سرية مشاة ميكانيكية من اللواء عشرين
وأن يضع عربة مدرعة على مفرق معلولا وعربة ثانية على المحور القديم، وبقية العربات
على المحور الأساس, وأن يكون الاتصال بالنظر بين الجميع, وكان جوابه: سيدي اتركوا
لي التفاصيل وسوف تسمعون الأخبار الطيّبة بعد أقل من ساعتين.
كان وصول اللصوص
الى دمشق سيشكل اهانة لسمعة القوات المسلحة اذ انهم تمكنوا من خرق الحواجز الأمنية
كافة على الطرقات, صحيح أنّهم يرفعون أعلام الحزب وشعاراته على سياراتهم وصور رفعت
الأسد ولكن هذا لا يغيّر من حقيقتهم، وهو أنّهم لصوص لا يجوز أبداً أن نسمح لهم
بدخول دمشق وممارسة مهام التخريب والسلب التي كانوا يمارسونها سابقاً في بيروت
عندما أطلقوا على أنفسهم «فرسان البعث» وهم خليط من سرايا الدفاع وعناصر علي عيد،
وقد انسحبوا من بيروت الى طرابلس الشام ولم يتصدّوا للقوات الاسرائيلية أثناء
اجتياحها للعاصمة اللبنانية في صيف العام 1982. لذلك فانّ قواتنا المسلحة الباسلة
لا تحترمهم أبداً، بل تحتقرهم، وبعد ساعة ونصف الساعة تماماً اتصل اللواء شفيق فياض
ليعلمني بنجاح المهمة وأنّ اللصوص أصبحوا رهن الاعتقال بعد أنْ تم تجريدهم من
أسلحتهم وذخائرهم وسياراتهم، قلت للّواء شفيق: يجب أن يعاملوا باحتقار كما يعامل
البدوي الجمل الأجرب، وكما يعامل الفلاحون الكلاب الشاردة, فقال: لا توص حريصاً فهم
موضوعون في العناية الثورية المشددة, وسينالون عقاباً وضرباً شديداً على مؤخراتهم
بعد رشّهم بخراطيم المياه، حتى لا ينسوا هذا الحدث في حياتهم, وتم احتجاز اللصوص
شهراً ونيف ولم يطلق سراحهم الاّ بعد أن انتهت الأزمة وسافر العميد رفعت الى
موسكو.


[size=21]الطائفة المرشدية تعلن
ولاءها للسيد الرئيس :


كان الرفيق محمد ابراهيم العلي قائد الجيش
الشعبي قد وضع أوراقه مبكّراً مع العميد رفعت ولم يكن هذا الموضوع ذا قيمة اطلاقاً
قُبيل الأزمة لأنّ كثيراً من المنافقين وبخاصة منتسبو «رابطة الدراسات العليا»
كانوا يحومون حول العميد رفعت كما تحوم الغربان على بقايا الحيوان.
وكان من عادة
الرفيق قائد الجيش الشعبي أنّه كثير التجوال متطلّع دائماً للجديد من الأخبار بعد
ثورة الثامن من آذار (مارس)، ولم تزل هذه العادة تسكنه حتى الآن على الرغم من مرور
أربعة عشر عاماً ونيّف على الحركة التصحيحية, وكان يمرُّ على مكتبي بمعدّل مرة
واحدة في الأسبوع وكان يسأل دائماً عن أحوال الدنيا وكنت أطمئنه أنّها بخير وهي
مازالت تدور وللأمانة التاريخية فانّ ضباط القيادة العامة لم يكونوا يقدّرون الرفيق
أبو ندى حقّ قدره ولم يكن في القيادة سوى الرئيس الأسد وأنا نعرف نضال محمد ابراهيم
العلي وتضحياته في سبيل الحزب والثورة من حركة الضباط الأحرار في حلب الى حركة 23
شباط (فبراير) وكان هذا الموقف يؤلم الرفيق محمد ولذلك لم يكن يزورهم الاّ
لماماً.
بعد الحدث الجلل أقفلت مكتبي في وجه قائد الجيش الشعبي، وطلب مقابلتي
مرات عدّة وكنت أعتذر دائماً غير أنّه ألحّ على المقابلة فوافقت أخيراً, ولمّا حضر
سألني مستغرباً هذا الموقف منه، وقلت له في مثل هذه الأمور لا توجد حلول وسط فامّا
أن تكون مع الرئيس الأسد أو أن تكون في الجهة الأخرى: فقال: أنا مع الرئيس حافظ
الأسد (شيله,,, بيله) وحتى أقطع الشك باليقين فانّني جاهز لكي آتي بأبناء سليمان
مرشد من «حمص» ومن «جوبة البرغال» لمقابلة السيد الرئيس، فقلت له: وما أهميّة
الطائفة المرشدية في الأزمة؟، قال لي: ألا تعلم أنّ العميد رفعت الأسد يعطي أهميّة
خاصة لهذه الطائفة فبالاضافة لشراكته مع النور المضيء والمهندس فؤاد تقلا بالأعمال
التجارية فانّ عدداً كبيراً من أبناء الطائفة انخرطوا في سرايا الدفاع تنفيذاً
لتعليمات قيادتهم الروحية وهم يشكلون العمود الفقري لسرايا الدفاع ويأتي ترتيبهم
بالأهمية بعد الشريحة العلوية مباشرة، قلت له توكّل على الله ويجب أن أسمع في
القريب العاجل أخباراً طيّبة، فأجاب: لا قريب ولا بعيد غداً سوف يكونون خلال ساعات
عدّة في القصر الجمهوري.
وصدق محمد ابراهيم العلي في وعده واستقبل الرئيس حافظ
الأسد في مكتبه ابناء الطائفة وفي مقدّمتهم النور المضيء واستغرقت المقابلة ثلاث
ساعات ونيّف وما تسرّب منها كان الآتي:
قال أولاد سليمان المرشد للسيد الرئيس:
نحن لا يمكن أن نكرّس الخيانة كمبدأ للطائفة، ففي الماضي اتّهمنا الانكليز بأننا
عملاء فرنسا، واليوم يتّهمنا الوطنيون القوميون في سورية بأننا عملاء اميركا نحن
باختصار رجال حافظ الأسد وقد أحببنا أخاك رفعت لشعورنا بأنّه جناحك الأيمن أمّا
وأنّه قد شقَّ عصا الطاعة عليك فلا ولاية له علينا ونحن جاهزون منذ هذه اللحظة لأن
نتسلم مهمة الحراسة على مكتبك أو بيتك، وكان جواب السيد الرئيس: لا لزوم لكلّ
ذلك,,, المهم أن تُفهموا أبناء الطائفة بهذا التوجّه الجديد «واليوم قبل بُكرة»,,
وانصرف الاخوة الثلاثة من مكتب رئيس الجمهورية، وبطريقة تشبه السحر تم الاتصال
بأبناء الطائفة كافة وأخذوا جميعهم التّوجّه الجديد,,, وبدلاً من قلعة الأسرار التي
لا تنتهك أصبحت سرايا الدفاع مثل الغربال يتسرّب منها كل ما يحدث فيها,,, وشعر رفعت
بالحدث واستدعى الى مكتبه كبيرهم النور المضيء وبقي يتحاور معه زُهاء سبع ساعات لم
يأخذ منه لا حقاً ولا باطلاً.
وأخيراً قال له رفعت بعد أن سئم من المناقشة
والمماحكة: أتعرف أنّك لن تكلّفني سوى رصاصة واحدة في رأسك!، فأجابه النور المضيء
أعرف ذلك ولكن هل تعرف أنّ الطلقة الثانية ستكون في رأسك أنت، ولمعلوماتك أنّ
الحاجب الذي قدّم لنا القهوة والشاي الآن هو من عشيرتي أي باختصار هو مرشدي وليس
علويا, هنا أنهى رفعت المناقشة على أمل اللقاء مرّة ثانية للمتابعة، ولكنّه بدا كمن
أُصيب في مقتل,,, وطلب الى المسؤول عن التوجيه السياسي في سرايا الدفاع بأن يُجري
سبراً عشوائياً لمئة جندي مرشدي ويسألهم سؤالاً وحيداً: هل أنتم معي أم مع أخي
الرئيس حافظ الأسد؟، وفي اليوم التالي صُعق رفعت الأسد عندما جاءه الجواب بأن نسبة
المؤيّدين للرئيس الأسد مئة من مئة وليس تسعة وتسعين, وبلغ الغضب أشدَّه لدى رفعت
ومحازبيه وصمّم على أن ينتقم من الطائفة المرشدية وأمر عناصره بأن يفتشوا عنهم في
كل مكان وفي أي تشكيل وجمعهم قرب قلعة «برقش» شمال غرب مدينة قطنا وقام بتجريدهم من
أسلحتهم الفردية وأركبهم عربات نقل عسكرية كبيرة وقذفهم على الحدود السورية
اللبنانية ـ الفلسطينية وفي مواجهة الجيش الاسرائيلي مباشرةً، ولم ترد اسرائيل على
هذا الاجراء لأنّ الجنود الذين في مواجهتم شبه عراة وكان الوقت ليلاً, وعلى الفور
أعلمت الرئيس الأسد بالأمر وأرسلت لكل واحد منهم بندقية ووحدة نارية مع كيس بحارة
وتعيين عمليّاتي يكفي ثلاثة أيام,,, وطلبت الى اللواء جميل حسن رئيس شعبة التنظيم
والادارة أن يوزّعهم على وحدات الجيش كافة، من القامشلي الى صلخد، وكان عددهم ثلاثة
آلاف ومئتين وخمسة وعشرين ضابطاً وجندياً.
وخلال ثلاثة أيام تم تصفية ذيول هذه
المشكلة، ولكنّ العميد رفعت كان قد أصيب بجرح بليغ، صحيح أنّ نسبة القوى والوسائط
لم تكن في الأساس لصالحه لأنّ سرايا الدفاع كانت في ذروة الأزمة تعادل نحو أربعين
ألف عسكري (كان العدد الحقيقي لسرايا الدفاع حسب يومية الوحدة «كشف القوة الشهري»
بتاريخ 15/2/1984 (40094) بينما بقية وحدات الجيش نحو 360 ألفاً ولكن خروج الطائفة
المرشدية منها بهذا الشكل زعزع كيانها وهزّ بنيانها, ومن هذا الموقف المتشكّل قرّر
العميد رفعـت أن يؤدّب أولاد سـليمان المرشـد في عقر دارهم أعني جوبة البرغال, فجهز
لهذه المهمة كتيبة مغاوير وأركبها في سبع حافلات ووجّهها باتّجاه اللاذقية,,,
وعندما علمت بهذا النبأ اتصلت برئيس فرع المخابرات العسكرية في اللاذقية العقيد
أسامة سعيد وأعلمته بالأمر وقلت له عليك أن تومّن حماية النور المضيء بمفارز سريعة
من عندك أو من الشرطة العسكرية واذا لزم الأمر يمكن أن تطلب العدد الذي تحتاجه من
الجنود من قائد القوى البحرية فقال لي: سيدي لا نحتاج لأي مساعدة لأنّ نحو خمسمئة
مسلّح من الطائفة المرشدية أصبحوا متواجدين في جوبة البرغال حول قصر أبناء سليمان
المرشد، ومرّة ثانية تؤكّد الحقائق والوقائع أنّ أسلوب الاتصال لهذه الجماعة أرقى
من أسلوب اتّصال أي مخابرات في العالم حتى بعد استخدامها لأقنية الاتصالات في
الأقمار الاصطناعية.
وصلت طلائع سرايا الدفاع الى جوبة البرغال فوجدت أنّ
الحراسة كثيفة حول بيت سليمان المرشد وأنّ المعركة لن تكون في صالحهم أبداً، وبعد
أن اتصلوا بالعميد رفعت طلب اليهم أن يهبطوا الى الساحل ويتمركزوا في معسكر تلة
الصنوبر التي تبعد عن اللاذقية الى الجنوب بنحو سبعة كيلومترات, ولم يحتاج حلفاؤنا
الجدد لأي دعم مادي أو عسكري, وبعودة الطائفة المرشدية الى حمى الرئيس الأسد بدأت
تتآكل سرايا الدفاع من الداخل ولم يعد لها تلك الهيبة التي كانت لها أيام
زمان.

محاولة فتح جبهة ثانية في
اللاذقية :

كانت سرايا الدفاع تملك مركز تدريب لعناصر اللواء الجبلي
في منطقة جوبة البرغال, واضافةً لذلك فقد احتلّ العميد رفعت تلة الصنوبر التي تقع
على البحر مباشرة وكان يتمركز في هذه المنطقة كتيبة أو أكثر من أفواج الانزال
الجوي، ولمّا أخفقت التدابير التي نفذّها العميد رفعت ضد الطائفة المرشدية أمر
عناصره المرسلة من دمشق لهذه الغاية أن تتمركز في الموقع المذكور لتعزيزه ولأهميّته
البالغة لقربه من مركز المحافظة وأعني بذلك مدينة اللاذقية.


[size=21]العميد رفعت الأسد وعد المتعصبين من الطائفة
العلوية بإقامة الدولة العلوية في المنطقة المحيطة باللاذقية إذا
ساندوه

ولمّا كان العميد رفعت يعتمد بشكل جدّي على أبناء الطائفة العلوية
قرّر نقل الصراع الى هناك لأنّ المنطقة حسّاسة وكان يتصوّر أنّه من الصعب على السيد
الرئيس أنْ يأمر سلاح الطيران بقصف الأماكن التي ينشب فيها النـزاع وكذلك الأمر
بالنسبة للمدفعية والصواريخ ومن هذا الاحساس الخاطئ بدأت حركات رفعت تتعثّر خطوةً
خطوة لأنّ ما بني على باطل فهو باطل,,, كان رفعت يدغدغ أحلام المتعصّبين طائفياً
بأن وعدهم أنّه سيقيم الدولة العلوية هناك كما أقام اليهود الدولة العبرية في
فلسطين، وكما كان غلاة المتعصبين من الموارنة يحلمون باقامة الدويلات الطائفية التي
ستدور بفلك اسرائيل قولاً واحداً, وشجّع رفعت أنّ اميركا سوف ترحّب بالفكرة لأنّها
مع أي تفكّك للأمة العربية لأنّ هذا يخدم مصالحها الوطنية ومصلحة حليفتها
الاستراتيجية اسرائيل، ونسي العميد رفعت أنّ والده الراحل سليمان الأسد ـ رحمه الله
ـ كان من أشدِّ المقاومين الشرسين لانشاء الدولة العلوية وكان في طليعة المناضلين
الوطنيين في أواسط الثلاثينيات لمقاومة هذه الفكرة واجتثاثها من
جذورها.

بدأ تحرّش العميد رفعت بالنّظام هناك بأن أوعز الى
أنصاره في اللاذقية بأن يكتبوا على الجدران عبارات تمجّد بشخصه دون غيره مثل (رفعت
الأسد الشمس التي لا تغيب)، كما بدأوا بنصب الحواجز الطيّارة لاشعار المواطنين
أنّهم موجودون بقوّة على الساحة في محافظتي الساحل (اللاذقية وطرطوس), واتصلت
بالرئيس الأسد وأعطيته المعلومات المتوفرة لدينا عن نوايا العميد رفعت باللاذقية
وانّه حاول السيطرة على مسقط رأس الرئيس الأسد حتى يقول للعالم: اذا كان أخي لا
يستطيع السيطرة على المحافظة التي ولد فيها فهو بالأحرى غير قادر على السيطرة في
باقي المحافظات,,.

كانت
توجيهات القائد الأسد واضحة وضوح الشمس: لا مهادنة أبداً مع الخارجين على النظام،
اضربهم اليوم قبل الغد لأننا كلّما تأخرنا بضربهم وتصفية الحسابات معهم كلّما
ازدادوا شططاً في أعمالهم وتصرّفاتهم وتمادوا في ايذاء الناس والمواطنين وأعطوا
العالم العربي والخارجي فكرة مغلوطة عن واقع الحال في
سورية.

اتصلت بقائد القوى البحرية
اللواء فضل حسـين وقلت له: عليك أن تنـذر المتمرّدين في معسكر سرايا الدفاع
بالاستسلام خلال ساعة واحدة وبعد ذلك اذا لم يستجيبوا عليك أن تضربهم بالمدفعية
الساحلية وأن تحرّك باتّجاههم كتيبة المشاة البحرية مدعومة بالفوج »826» دبابات،
كما طلبت اليه أن يحرك كاسحتي ألغام وستة زوارق صواريخ وأن يتم الرمي على
المتمرّدين بالمدافع المضادة للطائرات (رمي مباشر) وأن يتم تقرب هذه القوات الى
الساحل لضربهم بقذائف الأعماق (المضادة للغواصات) وبالأسلحة الرشاشة الثقيلة
المضادة للطائرات والمركبّة على زوارق الصواريخ, وعندما لاحظتُ عليه امارات التردّد
والخوف وعدم الحسمية أكدتُّ عليه بأنّني أعطي الأوامر نيابة عن القائد العام واذا
كان غير قادر على تنفيذ المهمّة فنحن جاهزون لارسال فوج مغاوير (انزال جوّي)
ليتكفّل بتصفية المتمردّين، وأعطيته الأمر أنّه بعد ساعة واحدة تنتهي مهلة الانذار
وعليه أنْ يبدأ بقصف المعسكر بالمدفعية, وبعد ساعة من هذا الأمر اتصلت بقائد القوى
البحرية وقلت له هل بدأت الرمي، فقال لي: لقد رشقناهم رشقة ونحن الآن نحصي
خسائرهم.

وتيقّنت من لهجته أنّه
كاذب (عندما انتهت الازمة وجهّ القائد رئيس الجمهورية بانهاء خدمات هذا الضابط من
الجيش السوري رمت تعيين اللواء مصطفى طيارة قائدا لسلاح البحرية في نشرة 1/7/1984)
ومراوغ وغير جدّي في معالجة الموضوع,,, وخائف,,, قلت له: أين المقدّم علي خضّور
قائد الفوج المدرّع؟, فقال لي: انه بجانبي,,, وطلبته على الهاتف وقلت له: اصعد
بنفسك على أول دبابة في الفوج واطلب الى الرماة أن يسددوا مدافعهم على العربات
المصفّحة (ب,م,ب) التي يضعها المتمردّون على مدخل المعسكر وتدمّرها تماماً بصلية
تركيز من سرية دبابات، أي أريد أن ترمي عشر دبابات بآن واحد، وكانت غايتي الأساسية
احداث صدمة معنوية ضد القوى المناوئة, وبعد دقائق نفّذ الأمر وتم تدمير ثلاث ناقلات
وجرى اخلاء القتلى والجرحى، واستنجد العميد رفعت متوسّلاً الرئيس الأسد بأن نوقف
النار لأنّه قرّر أن يُخلي المعسكر وينفّذ تعليمات القيادة العامة, وهكذا تم حسم
المشكلة في المنطقة الساحلية وتم استرداد المعسكر وعادت العناصر التابعة لسرايا
الدفاع الى دمشق.

ولابدّ من اعلام
القارئ بجوِّ احدى المناقشات التي جرت في القيادة العامة بعد الاشتباك مباشرة، قال
العماد حكمت الشهابي وأيّده في ذلك العماد علي أصلان: بعد أن رجع الى حمص وطرابلس
أكثر من خمسمئة سيارة أصبحت المشكلة مكشوفة للناس جميعاً ولا نستطيع بعد اليوم أن
نتستر عليها,, وكان جوابي: لن تُقدم أيّ وكالة أنباء على اذاعة هذا الخبر اطلاقاً
وذلك لسببين:


الأول: أنّ
وكالات الأنباء الغربية والموجّهة من اميركا لن تذيع النبأ لأنّه يبرز انتصار
الرئيس الأسد وهم لا يرغبون بذلك.


الثاني : وكالات الأنباء التي تدور في فلك موسكو لن تذيع هي الأخرى هذا
النبأ حتى لا تسبب لنا أي احراج لأنّنا نحن لم نقم
باذاعته.


وصدقت نبوءتي ولم تقم
أيّ وكالة أنباء أو صحافة أجنبية باذاعة هذا النبأ، بما في ذلك الصحف اللبنانية
المحسوبة على الخط الاميركي.


تزامنات تدل على أنّ المعلّم واحد :

كان من أبرز خصائص هذه الأزمة العاصفة أن يتزامن تصعيد
الموقف العسكري من قبل العميد رفعت كلّما زارنا الرئيس اللبناني أمين الجميّل ومع
أنّ السياسيين في لبنان بعامة لا يحبّون أبداً قطع شعرة معاوية مع اميركا ولكن
المنتسبين منهم الى حزب الكتائب اللبنانية وعلى رأسهم أمين الجميّل يعتبرون الولاء
لاميركا قضية مقدّسة لا يعلو عليها شيء, ومع أنّهم يزعمون أنّ فرنسا هي أمّهم
الحنون ولكنّهم كاذبون لأنّ عينهم دائماً على اميركا,, وخلال ثلاثة شهور ونيّف من
عمر الأزمة زارنا الرئيس اللبناني ثلاث مرات ولم يحدث في تاريخ العلاقات المميزة مع
أي دولة في العالم أن يقوم رئيسها بزيارة بلد آخر بمثل هذه الكثافة، وهذا ما يؤكّد
أنّ الزيارات كانت تتم بايحاء وتوجيه من الادارة الاميركية، ولأنّ اميركا تعرف ما
يدور في سرايا الدفاع عن طريق عميلها النقيب جوزيف صنصيل ولكنّها تجهل تماماً ما
يجري في دائرة الرئيس الأسد، ومن هنا جاء الطلب الى الرئيس أمين الجميّل بأن يشدَّ
الرّحال الى دمشق ليعرف ماذا يدور خلف الأكمة، وللأمانة التاريخية كان الرئيس
اللبناني يعود الى بيروت صفر اليدين لأنّ الرئيس الأسد يتمتّع بموهبة خارقة في
اخفاء نواياه على خصومه, ومع أنّه لم يلعب «البوكر» ولا مرّة واحدة في حياته فانّ
وجهه بالنسبة لمن يقابله وبخاصّة من المحسوبين على اميركا أو الدائرين في فلكها
يبدو كوجه لاعب «البوكر» لا يمكن لأحد أن يأخذ منه شيئاً لا بحق ولا بباطل، وهكذا
كانت التقارير ترسل الى واشنطن وكلّها تشير الى أنّ الرئيس الأسد في أحسن حالاته،
وخاب فأل الادارة الاميركية وأهدافها الخبيثة.



رفعت الأسد قال لرئيس جامعة دمشق أثناء
الامتحانات: العمى في قلبكم ابعثوا لنا أستاذا يدلنا أين توجد أجوبة
الأسئلة


ما كاد العميد رفعت
الأسد يحصل على الاجازة في التاريخ في العام 1974 (عندما كان العميد رفعت منتسبا
الى الجامعة (قسم التاريخ) شكا لي رئيس القسم الدكتور محمد خير فارس بان رفعت يأتي
مع مفرزة من الحرس الى الجامعة ايام الامتحان ولا احد يجرؤ من المراقبين ان يقول له
شيئا فماذا افعل؟,,,


قلت له:
لا تفعل شيئا لانه لن يعمل لديكم استاذ تاريخ!,,, وما كاد رفعت ينهي الاجازة في
التاريخ حتى سجل في كلية الحقوق هو وزوجته «لين» وابنه «دريد» وكانوا يقدمون
الامتحان سوية في غرفة رئيس الجامعة «الدكتور زياد شويكي» حرصا على امن الطلاب وامن
المعلومات، وعندما جاءتهم الاسئلة مع فناجين القهوة وكتب السنة الاولى قال لهم
رفعت: العمى في قلبكم,,, ابعثوا لنا استاذا يدلنا اين توجد الاجوبة لهذه الاسئلة)
حتى أسّس (رابطة خرّيجي الدراسات العليا) وأخذ موافقة وزارة العمل والشؤون
الاجتماعية (تأسست الرابطة استنادا الى الامر رقم (985) تاريخ 26/9/1974 وحلت
استنادا الى الامر رقم (1212) تاريخ 10/9/1984) على ذلك لكي يكون عمله تحت المظلّة
القانونية، وأعطى تبريراً لعمله بأنّ مصلحة الرئيس الأسد أن يكون خريجو الدراسات
العليا موالين للنظام على اعتبار أن شقيقه رفعت هو رأس الهرم في هذه الرابطة،
وانتشر الخبر بسرعة البرق ولم يبق انتهازي أو متسلّق أو متطلّع الى السلطة أو
التقرّب من وهجها الاّ وانخرط في هذه الرابطة (كخرط الدب على
العنب).


وتمّ توزيع السيارات
والهدايا غير الرمزية على كبار المريدين والمسبّحين بحمد رئيس الرابطة وفضله،
واختير السيد غسان شلهوب نائباً لرئيس الرابطة (كانت الدكتورة «لين الاسد» زوجة
العميد رفعت هي النائب الاول وكانت القرارات التي تصدر بغياب «ابو دريد» وقرينته
باطلة, ورغم ذلك قبل غسان شلهوب بهذه الوظيفة الشكلية),, وجاءت أحداث الاخوان
المسلمين في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات لتعطي الدليل القاطع أنّ الرابطة لا
وجود لها وأنّ هذا العدد الضخم كان كغثاء السيل أو حزمة من القش لا تغني عن الحق
شيئاً.


وعندما حدثت الأزمة ظنّ
أعضاء الرابطة بأنّ الوقت قد حان لقطف ثمار جهودهم فبدأوا يهاجمون جهراً الرئيس
حافظ الأسد في مجالسهم الخاصة ويتّهمونه بالديكتاتورية، وأنّ العميد رفعت راعي
الديموقراطية في هذا البلد وعقدوا مؤتمراً لهم في فندق «الشيراتون» حضره ما هبَّ
ودبَّ (من الجنادب والخنافس والقراد) (قال الشاعر العربي «نديم محمد» يصف المنتسبين
الى الاتحاد القومي ايام الوحدة: من هؤلاء؟,,, من الجنادب والخنافس والقراد,,,,
ابهم بهم,,, تزهو وتنتصر البلاد), ولم تسعف القريحة العميد رفعت فبدأ حديثاً
سياسيّاً مشوّشاً عن الديموقراطية والأوضاع العامة في سورية بحيث لا يمكن لأحد أنْ
يفهم منه شيئاً حتى ولو حاول ذلك وبذل قصارى جهده وانفضّ المؤتمرون وهم في حيص بيص
وأدركوا أنّ أيام الرابطة غدت قريبة وأنّ أحلامهم ذهبت أدراج الرياح لأنّ ما بني
على باطل فهو باطل.


وعلى الرغم
من ادراكي المسبق أنّ الرابطة أصبحت في حكم المنتهية فقد اتصلت بعدد من الأصدقاء
المتورّطين بالانتساب الى الرابطة وطلبت اليهم الانسحاب وبذلك قد أسهمت في تهديمها
من الداخل والخارج.


وفي زحمة
العمل على الاتّجاهات كافة اتّصل بي هاتفياً الرفيق وفيق عرنوس عضو الرابطة وقال
لي: هل تضمن لي سلامتي؟,, فأجبته »بأنّي سوف أضمن لك عدم دخولك السجن اطلاقاً,,
أمّا موضوع فصلك من الحزب فلا أستطيع أبداً أنْ أعد في ذلك، ومقابل هذا الضمان
وعدني بأنّه سيوافيني بالسجلات كافة الموجودة في الرابطة وأنْ يأتي بها الى البيت
حتى لا يشاهده أحد, وفي الساعة الواحدة ليلاً أعلمتني زوجتي بأنّ الأمانة وصلت,,
قلت: أرسليها فوراً الى المكتب وقضيت ليلةً كاملةً وأنا أراجع ملفّات رابطة خريّجي
الدراسات.


المهم أرسلت الوثائق
الى القصر الجمهوري فأمر السيد الرئيس بوضع رابطة خرّيجي الدراسات العليا تحت
الرقابة المشدّدة, وبعد أن انتهت الأزمة، أصدرت القيادة القطرية قرارها رقم /574/
تاريخ 5/7/1984 طلبت فيه الى الرفاق المنتسبين الى الرابطة أنْ يتخلّوا عن هذا
الالتزام ويكرّسوا كلّ نشاطهم السياسي للحزب وأنذر القرار بفصل كل رفيق يخالف هذا
التوجيه، وبذلك اختفت من الساحة رابطة خرّيجي الدراسات العليا التي كان ظاهرها
الرحمة وباطنها العذاب.


زيارة
الوحدات والتشكيلات


بعد أنْ
أصبحت القيادة العامة للقوات المسلحة في وضع آمن وكذلك القصر الجمهوري ومنـزل السيد
الرئيس قرّرتُ أنْ أنطلق بزيارات ميدانية لأنواع وصنوف وتشكيلات قوّاتنا المسلّحة
كافة، وكان يرافقني بهذه الزيارات العماد علي أصلان نائب رئيس الأركان, وفي كلمتي
التوجيهية العامّة التي كان يحضرها الضباط وصف الضباط والجنود كنت أهاجم بقسوة
الهيمنة الاميركية وعملاءَها في المنطقة ودعم اميركا غير المحدود للعدو الصهيوني
وتحيّزها المكشوف له ومعاداة كل هدف يخدم مصلحة الأمة العربية, وكنت أنوّه بالمآثر
القيادية للرئيس حافظ الأسد ودوره في بناء سورية الحديثة وحرب تشرين (اكتوبر) وحرب
الاستنـزاف والحرب التي خضناها ببسالة منذ أقل من عامين للدفاع عن استقلال لبنان
ليبقى دائماً عربيّ الوجه واليد واللسان، كما كنت أشيد بالدور الوطني الذي لعبته
المقاومة اللبنانية ضد الجيش الاسرائيلي وضد الجيوش الأجنبية التي جاءت لتشدّ من
أزرِ اسرائيل ضد أمّتنا العربية، وكانت هذه الكلمات تلاقي صدىً ايجابياً لدى
المستمعين كافّة.


وفي اللقاءات
الخاصة مع الضباط حتى مستوى قائد كتيبة كنت أضعهم في صورة المؤامرة كاملةً وأسمّي
الأسماء على المكشوف بصراحتي المعهودة، وفي نهاية الجولة كان التشكيل الذي أزوره
يقدّم لي وثيقة عهد بالدم ولاءً للسيد الرئيس.


وكانت أخبار اللقاءات تصل للسيد الرئيس حافظ الأسد سواء عن
طريق القنوات الرسمية أو الخاصة، وكان سعيداً بالنتائج وأنّ الجولات بدأت تعطي
ثمارها ميدانياً وقد سحبت البساط من تحت أقدام رفعت ولم يعد أحد في القوات المسلحة
ينخدع بأنّه الحارس الأمين لشقيقه سيادة الرئيس، وسألني القائد الأسد فيما اذا كنت
أقوم بهذه الجولات يوميّاً، واعترفت للرفيق الأمين العام للحزب بأنّ العماد مصطفى
طلاس لم يعد مثل المقدّم طلاس أيام زمان عندما كان يفلح الأرض شرقاً وغرباً في
أوائل ثورة الثامن من آذار (مارس) وابّان الحركة التصحيحية وفي أيام الاعداد لحرب
تشرين المجيدة!, فقال: اذن كيف تبرمج وتيرة العمل؟,, فأجبت أقوم بزيارة التشكيلات
يوماً وأرتاح في العمل المكتبي يوماً آخر، فقال: هذا جيد تابع العمل على الوتيرة
نفسها والنّهج ذاته.


وكان موعد
السابع عشر من نيسان (ابريل) 1984 مكرّساً للقاء مع الفرقة الخامسة في موقع ازرع،
وطلبت الى قائد الفرقة اللواء أحمد عبد النبي أنْ يدعو قيادة الفرع في درعا وأمناء
الشعب الحزبية كما يدعو الوجهاء والمثقفين والمخاتير وزعماء العشائر كافة في حوران
لأنّ السابع عشر من نيسان (ابريل) هو عيد وطني لشرائح المجتمع كافة ويجب أنْ يعكس
الاحتفال هذه الحقيقة، ولبّى المدعوون جميعاً الدعوة وازدان المكان بصور الرئيس
حافظ الأسد وأعلام الحزب وأعلام الجمهورية غير أنّ أمين الفرع أحمد زنبوعة،
والمحافظ محمد مصطفى ميرو اعتذرا عن الحضور بحجّة أنّ لديهم جولة حزبية في وادي
اليرموك، قلت لقائد الفرقة : ألم تقل لهم إنّني قادم الى المحافظة بتوجيه من السيد
رئيس الجمهورية حافظ الأسد وإنّ اللقاء رسمي وليس جولة عسكرية أو حزبية، فقال:
والله لقد قلت لهم ذلك ولكنّهما آثرا التملّص لسبب ما أجهله، فقلت له: انّهما من
المنافقين المرتبطين مع العميد رفعت الأسد وسوف أجعلهما يدفعان ثمن الهروب مهما طال
الزمن (قمت برد الجميل لهذين الرفيقين اثناء الانتخابات للمؤتمر القطري الثامن التي
جرت في خريف العام 1984 وكلفت اللواء عدنان بدر حسن ان يتابع الموضوع، ورشح
المذكوران نفسيهما في شعبة الصنمين هروبا من المواجهة في مركز المحافظة (درعا)، ولم
يعلما ان ايدينا واصلة لانحاء سورية كافة في الحزب والسلطة، وما هي الا جولة
انتخابات واحدة حتى تهاوى الرفيقان ساقطين على الارض مثل المشمش الكلابي وخرج
الرفاق المقترعون من الشعبة واصطفوا حلقة دبكة فرح وكأنهم في عرس وطني، اما
الرفيقان الساقطان على دروب النضال فقد خرجا وهما مطأطئي الرأسين وعلى محيا كل
منهما ترتسم كل معاني الهزيمة والخيبة والاعتراف بالذنب، وقد تأكد لي بعد ذلك ان
الرفيق (ميرو) كان ضحية (زنبوعة) الذي اوحى له بان الاخوة لن يتقاتلوا خلينا على
الحياد, وبعد عتاب رقيق للاخ ابو مصطفى قلت له: صافي يا لبن خلي كل اوراقك مع
الرئيس حافظ الاسد).


علم
العميد رفعت الأسد بهذه الزيارات الميدانية فحاول أنْ يستبق الموضوع وبعث الى سيادة
الرئيس عهداً كاذباً بالدم من سرايا الدفاع ولكن الكلام الذي يخرج من القلب يدخل
الى القلب أمّا الكلام الذي يخرج من اللسان فلا يكاد يتجاوز الآذان ومن هذا المنطلق
لم يجد (عهد النّفاق بالدم) الذي أرسله العميد رفعت أي صدىً لدى سيادة
الرئيس.

وبعد اثنتين وستين جولة
ميدانية في المناطق العسكرية كافة وتشكيلات قوّاتنا المسلّحة بأنواعها وصنوفها تمّت
صياغة كتاب (عهد بالدم) الذي قدّمته لسيادة الرئيس في عيد ميلادي الثاني والخمسين
أي في 11/5/1984. وكانت المقدّمة التي تصدّرت وثائق العهد بالدم من أروع ما كتبت في
النواحي السياسية والقومية, ولذلك رأيت أنْ أذكرها تفصيلاً في نهاية هذا الفصل
ليعيش معي القارئ الأجواء التي كانت تدور فيها لعبة الصراع على
السلطة.

يوم الجمعة الحزينة

في الساعة الخامسة بعد الظهر اتصل اللواء علي حيدر من مقرّه في معسكرات
القابون وأبلغني بأنّ المعلومات المتوافرة لديه أنّ سرايا الدفاع بدأت بالتحرّك من
بين أشجار الزيتون باتجاه دمشق، وبعد لحظات اتصل العميد عدنان الأسد قائد سرايا
الصراع ضد الدبابات وقال إن سرايا الدفاع تحرّكت باتجاه دمشق وانّه يراها من معسكر
«المعضّميّة» بالعين المجرّدة، كما أعلمت مفارز المخابرات العسكرية المنتشرة على
محاور الطرق كافة المتّجهة الى دمشق بهذا التحرّك، وهتفت الى الرئيس الأسد وأعلمته
بالأمر وبعد أقل من دقيقة هتف الرئيس الأسد وقال لي: لقد اتصلت بالعميد رفعت وأكّد
لي أنّ المعلومات التي أعلموك بها كاذبة ولا أساس لها من الصحّة, وقلت للرئيس الأسد
انّني على يقين كامل بأنّ العميد رفعت قد أمر عناصره بالتحرّك وهو يريد أنْ يكسب
الوقت، وقال لي: سأتّصل من جديد وأعلمك, وبعد خمس دقائق لم يتّصل وانّما اتصل
العميد عدنان مخلوف قائد الحرس الجمهوري وقال إن السيد الرئيس قد توجّه بمفرده الى
مقر شقيقه رفعت الأسد (في ضواحي المزّة) وأعطاه التوجيه التالي: اذا لم أعد بعد
ساعة من الآن قل للعماد طلاس أنْ ينفّذ الخطّة وعليك في الوقت نفسه أنْ تعطي
التعليمات لقادة الفرق ألا ينفّذوا أيّ أمرٍ الاّ اذا كان صادراً عن العماد
طلاس.

كانت الساعة التي غاب فيها الأسد عن عرينه تعادل
دهراً بكامله (وأنّ يوماً عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون) (سورة الحج الاية 47)
كانت القيادة تعيش على أعصابها وكذلك قادة التشكيلات الضاربة لأنّ المعركة ستكون
ضارية ولا أحد منّا يريد أنْ يصاب مواطن بريء بأذى، وكان العميد رفعت يطبّق تكتيكات
صديقه ياسر عرفات (أبو عمار) لأنّ من عادة المذكور الاختباء بين المدنيين حتى لا
تطاله الضربة مباشرةً, وجاءنا الفرج قبل خمس دقائق من الموعد المحدد لتنفيذ الخطّة،
فقد تمكّن الأسد بحكمته وشجاعته وحنكته من أنْ ينـزع فتيل الأزمة وتمّ سحب الدبابات
من المواقع التي وصلت اليها في جنوب وشمال دمشق, وحتى يعيش القارئ في جوّ الأحداث
سأروي له ما جرى في تلك الجمعة الحزينة.


اتّفق الرئيس
الأسد مع شقيقه رفعت على أنْ ينتظره رفعت في نهاية طريق «أوتستراد المزّة» ومن هذه
النقطة توجّها الى الطريق المحلّق الذي يؤدّي الى المطار والى دوّار «كفر سوسة»,
وفي دوار «كفر سوسة» ترجل الرئيس وشقيقه وقال له: انظر بعينيك الى الدبابات التي
كنت تزعم أنها لم تتحرك وطلب الرئيس الأسد الى قائد السرية الملازم أول معين بدران
أن يعيد الدبابات الى مكان تمركزها، ولكن قائد السرية بقي في مكانه متجاهلاً أوامر
سيادة الرئيس وكأنه آخذ سيجارة حشيش: وكان رفعت مسروراً من هذا المنظر لكي يوحي الى
السيد الرئيس بأن الأمور خرجت من يده و أنه غير قادر على لجم اندفاع الضباط
وحماستهم في مؤازرته للاستيلاء على السلطة، هنا خرج الرئيس الأسد عن هدوئه المعهود
وقال لقائد السرية بصوت قصم ظهره: أنا قلت لك أرجع الدبابات يعني أرجع الدبابات الى
أماكنها فوراً، عندها صعد العميد رفعت بحركة مسرحيّة على ظهر الدبابة وصفع الملازم
معين كفاً على خدّه قائلاً له نفّذ أوامر الرئيس هل أنت أطرش لا تسمع (في الليلة
نفسها ارسل العميد رفعت الى قائد السرية المذكور مبلغ عشرين الف ليرة (تعادل خمسة
الاف دولار في ذلك الحين) كترضية عن الكف الذي صفعه اياه, ولما مات هذا الضابط بعد
سبع سنوات من الحادثة رثاه العميد رفعت بكتاب يدل على عمق ارتباطه به) وعادت
الدبابات الى أماكنها وعاد الرئيس الأسد والعميد رفعت كلّ الى مقر قيادته, وهكذا
انزاحت الغيمة السوداء عن صدورنا، وعن صدر الوطن.


خطة القيادة فـي مجابهة سرايا الدفاع

لم نضع خطّة عمليّاتيّة لمجابهة المشكلة التي نواجهها لسبب بسيط وهو اختلال
ميزان القوى وميلانه بشكلٍ راجح الى جانب الرئيس حافظ الأسد، وكانت سرايا الدفاع
تعادل واحدا الى عشرة بالنسبة لقوّة الجيش البريّة بالاضافة الى سلاح الطيران وقوات
الدفاع الجوي وسلاح المدفعية والصواريخ والاستطلاع والهندسة والتسليح، ووحدات
وتشكيلات القيادة العامة كافة هي مع الرئيس الأسد حُكماً واذا كان هناك بعض
الخروقات فقد انقلب المنافقون على أعقابهم بمجرّد الاعلان أنّ رفعت الأسد أصبح
مناهضاً للنظام وقد سُحِبت عنه مظلّة أخيه الرئيس حافظ الأسد وغدا بمفرده يحيط به
بعض أصحاب المصالح مثل محمد حيدر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، والعماد ناجي جميل
رئيس مكتب الأمن القومي والقوى الجويّة السابق، وحفنة من المرتزقة تذكّرنا بقول
الشاعر سليمان العيسى يصف جماهير المنافقين والانبطاحيين والامعات من الاتحاد
القومي في حلب الذين هرعوا الى المطار وتزاحموا مثل الكلاب على الطريدة الميتة ولم
يتركوا مجالاً للمثقّفين وأصحاب الشأن للقيام بواجبهم.

والتفت شاعرنا وقد أضاع «شاروخه» في الزحمة الى زميله المقدّم مروان السباعي
المسؤول الأمني في المنطقة الشمالية وقال له : وحولك رَكَّةٌ تدعى اتّحاداً
.......... فَخُذْ نعلاً ودق بها وآجر».


ومع كل هذه
الحقائق والتوضيحات فقد وضعنا تصوّراً لمجابهة التمرّد على الشكل التالي
:


لدى تحرّك وحدات سرايا الدفاع لاحتلال الأهداف
الرئيسية في مدينة دمشق يقوم سلاح الطيران بتوجيه ضربة كثيفة بالقنابل الارتجاجية
والصواريخ المضادة للدبابات مدّتها ثلاثون دقيقة, بعد ذلك تقوم صواريخ أرض ـ أرض
بتوجيه ضربة نارية الى مواقع الخصم وفي الوقت نفسه تقوم طائرات «الغازيل» والـ «مي
25» التي تحمل صواريخ «جو ـ أرض» بالتحليق فوق التشكيلات المناوئة لضرب أي تحرّك!,
كما تقوم بالمهمة نفسها وحدات سرايا الصراع ضد الدبابات واللواء «65» (احتياط
القيادة العامة المضاد للدبابات).


في اللحظة نفسها ومع
بداية الضربة الجوية يكون الرئيس الأسد والعماد رئيس الأركان ونائب رئيس الأركان
لشؤون العمليات والتدريب وعدد من الضباط الأمراء والمساعدين من الاختصاصات كافة قد
غادروا دمشق الى موقع قيادة تبادلي في معسكرات الجلاء (الكسوة)، ويبقى اللواء «91»
دبابات كحراسة مباشرة لمقر القيادة بينما تتوجّه بقية ألوية الفرقة لتشتبك مباشرة
مع ما تبقّى من سرايا الدفاع في معسكر »المعضّميّة«، وتكون الفرقة التاسعة نسقاً
ثانياً للفرقة الأولى لمتابعة مهمّتها اذا لزم الأمر.


كما تقوم الفرقة الثالثة بالاستيلاء على مقرّات وحدات سرايا الدفاع في موقع
«يعفور»، وكان موقع تمركزها الميداني في وادي القرن يساعدها على انجاز المهمة وتكون
الفرقة السابعة كاحتياط للفرقة الثالثة اذا لزم الأمر.

وتم
الاتفاق على أنْ أظلَّ في مقر القيادة الرئيسي ومعي رئيس هيئة العمليات وقائد القوى
الجوية وقائد الدفاع الجوي ورؤساء الهيئات التي لها علاقة بالتأمين القتالي (المادي
والفني والطبي).


كان قادة التشكيلات يحثّونني على اقناع
الرئيس الأسد بتنفيذ الخطة وكذلك أجهزة القيادة العامة جميعاً، وكان أكثر
المتحمّسين العماد حكمت الشهابي والعماد أصلان واللواء علي دوبا وقادة الفرق كافة،
وكنت أقول لهم:

لقد كلّمت الرئيس ثلاث مرّات حول الموضوع
وكان جوابه الوحيد: أبو فراس اتركوا لي هذا الموضوع فأنا أعالجه بحكمة وعلى نارٍ
هادئة، يجب أن تظلّوا في حالة الجاهزية الكاملة وعيونكم مفتوحة,, فقلت له: انّ
أعصاب الرفاق محروقة, فقال: أعطيهم مهدّئات، وكنت أنقل للرفاق في القيادة
والتشكيلات المقاتلة توجيهات السيد الرئيس، ومع ذلك كانوا يلحّون عليّ يومياً
ويقولون: متى نبدأ؟، وكنت أجيب ظلّوا هكذا والاصبع على الزناد، على أنّ ضغط ضباط
القيادة والتشكيلات كان بكفّة وضغط زوجتي أم فراس كان بكفّة ثانية، فزوجتي بطبعها
محروقة ولذلك كل يوم وعبر القناة الهاتفية تطالبني بالحسم وكان جوابي دائماً اتركي
لنا هذا الموضوع، ولكنّها لم تيأس فكانت دائماً تلجأ الى ولديَّ (فراس ومناف) لكي
يعزفا على اللحن نفسه ولكن النتيجة كانت واحدة في جميع الحالات, ولم تهدأ الأعصاب
وتستقر النفوس الاّ بعد أنْ بدأت المفاوضات الجديّة بين الرئيس الأسد وشقيقه الأصغر
لحلِّ الأزمة.


فشل كمين مطعم
العندليب


كان قادة الفرق والتشكيلات يتكلّمون
مع العميد رفعت الأسد بقصد اخافته وارهابه بأنّ أي تحرّك معاد ضد الرئيس الأسد سوف
يجابه بالقوة، وكانوا ينقلون ردود فعله الى سيادة الرئيس أولاً ثم الى القيادة
العامة ثانياً، وفي احدى المرات، قال له اللواء ابراهيم صافي قائد الفرقة المدرعة
الأولى : أخي أبو دريد شو رأيك بأنْ أدعوك الى الغداء في مطعم العندليب وهناك تلتقي
مع قادة الفرق وتحدّثهم بنفسك عن أسباب الأزمة الناشبة بينك وبين سيادة الرئيس دون
مراسلين؟، وكان جواب العميد رفعت بالموافقة وتم تحديد التوقيت الساعة الثانية بعد
الظهر.

أعلمني اللواء ابراهيم صافي بذلك وقال لي لقد وضعت
الرئيس الأسد بالصورة وكذلك العماد حكمت واللواء علي دوبا, والشباب محضّرون وجاهزون
لاعتقاله مع مرافقته.

اتّصلت بالرئيس الأسد وقلت له: اذا
رفض العميد رفعت الاستسلام وأصرّ على المقاومة، ماذا نفعل؟, فأجاب: انّها شريعة
الحرب امّا غالب وامّا مغلوب وأنا لا أريدك الاّ غالباً.

جاء نهار الغد ونحن ننتظر ساعة الصفر، ولكن العميد رفعت كان حذراً مثل القاق
الأسود (يرى العماد حكمت الشهابي ان اللواء شفيق فياض قائد الفرقة الثالثة نصح
العميد رفعت بعدم تلبية الدعوة حقنا للدماء ولاعتقاده الجازم بان رفعت سوف يستسلم
من تلقاء نفسه فلماذا العجلة لاسيما وكانت هناك اخبار مصاهرة بين علاء فياض ابن
اللواء شفيق وابنة العميد رفعت «تماضر الاسد») فلم يحضر الى المكان المذكور وأرسل
بدلاً منه ست عربات (g,m,c) بيك آب مزوّدة بزجاج دخاني تسمح لمن بداخلها فقط بأنْ
يرى ولا يُرى، وهي مملوءة بالعناصر المرقّطة والمبرقعة.

وبدلاً من أنْ تتوقّف أخذت تمرّ من أمام المطعم لتقول نحن جئنا حسب الموعد،
فماذا تنتظرون؟، وسألني اللواء صافي ماذا نفعل؟, فأجبته: اتركهم وشأنهم وسيعودون
الى وكرهم اذا أبديتم عدم اهتمامكم, وأعلمت الرئيس الأسد بالأمر، فقال: حسناً
تصرّفت.

مآثـر لا تُنسى

وقبل أنْ أُنهي هذا الحديث لابدّ لي أنْ أتكلّم عن بعض المآثر التي نفّذها
ضباط وصف ضباط وجنود من رجال جيشنا ومواطنون أثناء الأزمة ليكون ذلك عبرةً للأجيال
القادمة.

ـ عندما جدّ الجد وتبيّن للعالم كلّه أنّ العميد
رفعت الأسد ليس الحامي لشقيقه الأكبر وانّما الطامع في السلطة دونما وجه حق، هرب
عدد من ضباط سرايا الدفاع وانضمّوا الى قواتنا وكان في مقدمهم العقيد علي ديب، حيث
التحق بالفرقة الثالثة المدرّعة (وذلك لقرابة بينه وبين قائد الفرقة اللواء شفيق
فياض) كما التحق عدد من من ابناء بلدتي «الرستن» بمكتبي وأبقيتهم في مفرزة الحراسة
حتى نهاية الأزمة.

ـ ورغم حرص الأم على أولادها فانّ زوجتي
لم تمنع ولدينا (فراس ومناف) من حمل السلاح الفردي والمبيت في مبنى القيادة العامة
كحرس مباشر لأمني القريب مع أنّني أكثر الناس ايماناً بالقضاء والقدر وأنّ صاحب
العمر الطويل لا تقتله المصائب، ومع ذلك عندما أتذكّر هذه المآثرة تعود بي الذاكرة
الى أيام العرب الأولى كيف كانت القبيلة طرفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه
بعضاً.

- قام عدد من صف الضباط في سرايا الدفاع بِنـزعِ ابر
مدافع دباباتهم من كتلة المغلاق ووضعوها في سلّة وقدموها هدية شخصية لسيادة الرئيس،
وهذا ما أعطانا الاطمئنان بأنّ جاهزيّة الدبابات في سرايا الدفاع قد هبطت الى النصف
بعد هذه العملية الجريئة والمفاجئة والتي تستحقُّ كلَّ تكريم.

ـ كان التفاف المواطنين بفئاتهم كافة حول القائد الأسد ذا معنى كبير جعل
معسكر الخصوم في (حيص بيص) لا يدرون ماذا يفعلون وكان كلّ يوم يمضي تزداد قوّتنا
وتتضاءل قواهم حتى وصلوا الى حد القناعة المطلقة بأنّ أي صِدام بين الطرفين سيكون
وبالاً عليهم لا محالة.

حقّاً انّ شعبنا العربي السوري من
أفضل شعوب الأرض قاطبةً والشعوب والأمم لا تُعرفُ الاّ عند الشدائد، وقد أثبت شعبنا
جدارته بالحياة والمجد حين تعلّق بالرئيس الأسد وترك المغريات الأخرى كافة التي
طرحها الطرف الآخر ومن جملتها الانفتاح الاقتصادي.

أجل لقد
جاء الانفتاح الاقتصادي ولكن في عهد الرئيس الأسد جاء لمصلحة الشعب كلّه، ولو تمّ
في عهد سواه لكان نصيب القطط السمان هو نصيب الأسد ونصيب الشعب كلّ الفُتات الذي لا
يُسمن ولا يُغني عن جوع.


رفعت
الأسد قال لأخيه حافظ في جلسة المصالحة: أقسم بالله لولا مصطفى طلاس كل جماعتك في
الأركان لا يساوون فرنك

لعب الرفيق محمد حيدر دوراً
قذراً في هذه الأزمة على الرغم من دماثـته الشخصية وخفّة دمه الظاهرة، وكان موعوداً
أنْ يعود كنائب لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية مع تشغيل الشفّاطة (هوفر) الى الحد
الأقصى وبعد ذلك تتم المقاسمة حيث يأخذ أبو اياد 5 في المئة وأبو دريد 95 في المئة
ولذلك فقد التصق بالعميد رفعت منذ بداية الأزمة وكان يغريه بالاقدام على تسلّم
السلطة لقناعته الذاتية بأنّه في حال فشل رفعت فانّ الرئيس الأسد لا يمكن أنْ يبطش
بأخيه، ومن هذا المنطلق وهذه القناعة الراسخة تمادى المذكور في غيّه وغَدَا ينفخ في
نار الفتـنة, وما كان يدري أنّ نظريته خطأ من أساسها وأنّ النار التي حاول اشعالها
كانت ستكوي جلده وجلود من حوله.

وبالاضافة الى الرفيق محمد
حيدر فانّ الرفيق ناجي جميل قد دخل أيضاً على الخط وأصبح من مريدي العميد رفعت ومن
المطبّلين والمزمّرين له مع أنّه أسقطه في انتخابات العام 1976 مع الرفيق محمود
الأيوبي,, وحتى يحفظ العماد ناجي خط الرجعة فقد كان يتّصل من حين الى آخر بالرئيس
الأسد ليوحي له بأنّه يلعب دور حمامة السلام بين الأخوين ولم يَدُرْ في خلده أنّ
شياطين الأرض و السماء لا تستطيع أنْ تضحك على الرئيس الأسد,, وفهم الرئيس غايته
وكان يستمع اليه ويوحي له بآنٍ معاً أنه يقدّر هذا الدور الذي يقوم به, ووعد العميد
رفعت في بداية الازمة العماد ناجي جميل بتسليمه رئاسة مجلس الوزراء، ومن هذه
الزاوية كانت حماية «أبوعامر» شديدة للغاية لأن تسلمه للمنصب الكبير يعيد اليه
اعتباره الذي فقد عندما أقاله الرئيس الأسد من قيادة القوى الجوية ومكتب الأمن
القومي في وقت سابق.

وفي 1/8/1984 شرب الرفيق عبد الله
الأحمر حليب السباع وقرّر أنْ يمسح الأرض بمحمد حيدر وناجي جميل وسهيل السهيل (من
القطر العراقي) فدعا الى اجتماع طارئ للقيادة القومية وطلب من الرفاق المجتمعين
اتخاذ القرار بوقف ممارستهم العمل السياسي والحزبي (1) حتى يُشعر المتمرّدين على
شرعية الحزب بأنّ العصا طويلة ومرنة, وشعر المجتمعون بأنّ هناك ضوءاً أخضر لعبد
الله الأحمر، فاتّخذ القرار بالاجماع و كان هذا مؤشرا بارزا للحزب وللرأي

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

============= تتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــة
=============

كما تمّ الاتفاق على أنْ يسافر معه الى
موسكو اثنان من الضباط الأمراء طلبهما العميد رفعت شخصياً وهما اللواء شفيق فياض
واللواء علي حيدر كما سافر معهم اللواء محمد الخولي وكان ذلك بطلب خاص من العميد
رفعت حتى يطمئنّ الى أنّ الطائرة لن تنفجر بعد اقلاعها بالجو, وصدر أمر الايفاد
بتاريخ 28/5/1984 وسافر العماد ناجي جميل مع حاشية العميد رفعت, وظلّ الرفاق قرابة
شهر في موسكو, وكان العميد رفعت ومجموعته قد ودّعوا موسكو بعد سلسلة من المقابلات
البروتوكولية الشكلية مع المسؤولين السوفيات، وبهذه المناسبة لابدّ من شهادة حق
للتاريخ فقد كان موقف أصدقائنا في موسكو مع الرئيس الأسد قولاً واحداً وكلّفوا
رسميّاً مستشار قائد الوحدة /569/ (سرايا الدفاع) بأنْ ينقل اليّ عن طريق كبير
المستشارين الجنرال »غوردينكو« معلومات عن الحالة النفسية للعميد رفعت وضبّاطه،
وكنت أنقل هذه المعلومات لسيادة الرئيس كما كنت أضع الرفاق في القيادة العامة
بالصورة وكانت هذه المعلومات مفيدة للغاية بالنسبة لنا لأنّه أمر أساس لتقدير
الموقف أنْ تعرف حالة الخصم النفسية.
وضاق اللواء شفيق واللواء علي حيدر ذرعاً
بالاقامة في موسكو وخشيا أنّ زحمة أعمال الرئيس الأسد قد تؤخّر صدور الأمر الخاص
بعودتها الى أرض الوطن وأرسل اليّ اللواء شفيق رسالة مؤثّرة واتّصلت هاتفياً بهما
الى موسكو وطمأنتهما بأنّ الرئيس لن ينسى أبداً أبناءه، وعندما أعلمت الرئيس
بالموضوع استغرب وقال لي: هل أمضيا شهراً في موسكو؟، وعندما أجبته: نعم,, قال:
أَصْدِرْ نيابةً عنّي الأوامر بعودتهما الى أرض الوطن,.
وهكذا عاد أبو علاء وأبو
ياسر من بلاد الغربة، مع أنّ الاقامة في موسكو ذلك الحين كانت تعتبر مثل الاقامة في
باريس باستثناء أنّ الاقامة في موسكو كانت تكلّف أقل بخمس مرّات, ولكن شعور المرء
بأنّه يعيش الغربة وأنّه ليس ذاهباً باجازة أو نزهة تجعل الحياة صعبة لا
تطاق.
وهكذا أسقط الأسد جميع الرّهانات المعادية المحلية والعربية والأجنبية
التي كانت ترى بوصول العميد رفعت الأسد الى السلطة هو انضواء سورية تحت المظلّة
الأميركية ونهاية لوقفة العز والشموخ التي اتّسمت بها المسيرة التي قادها أمين هذه
الأمة.

والحق ما شهدت به الأعداء:

بعد
جلسة المصالحة التي تمّت بين الرئيس الأسد وشقيقه رفعت قال رفعت للسيد الرئيس: أريد
أنْ أقول لك شيئاً حقيقةً لا يعرفها أحد ولا يجوز أنْ تظلّ في عالم الغيب,, وأقسم
لك بالله أنّه لولا العماد مصطفى طلاس كل جماعتك في الأركان لا يساوون (فرنك)
(الفرنك: أصل الكلمة (France) وهي عملة كانت تعادل خمسة قروش سورية زمن الانتداب
الفرنسي 1920-1945). وقد حاولت عدّة مرات الدخول الى مبنى القيادة العامة ومعي ست
سيارات مرافقـة بهدف السيطرة على المبنى وكنت أفاجأ دائماً بوجود العماد طلاس في
مكتبه,, وهذا ما كان يضعني في موقف صعب,, وكان الوحيد المستعد للقتال حتى الموت
دفاعاً عن النظام وكنت أخشى اذا تمكنت من التغلّب عليه أنّني لن أفلت من غضبك الى
يوم القيامة,, كما كنت أخشى أنّه لو تغلّب عليَّ بواسطة حرس الأركان المدعمة
بالقوات الخاصة وسرايا الصراع سوف أسقط من عيون الناس الى الأبد,, فأجابه الرئيس
الأسد: انّ العماد طلاس من أشجع ضباطنا و أثناء مشاركته في حركة الضباط الأحرار
بحلب (نيسان (ابريل) 1962) بقي في مركزه كمدير لشعبة الأمن السياسي مدّة سبع ساعات
بعد هروب رفاقنا كافة الى ادلب وحمص وحماة واللاذقية، وكان اللواء الخامس المدرّع
يحاصر المدينة ويضرب حولها طوقاً من الدبابات والمشاة المحمولة,, علماً بأنّ المنصب
الذي كان يشغله لم يكن بشكل رسمي ونظامي لأنّه كان مفتـّشاً في وزارة التموين, فكيف
تريد منه أنْ يترك مكانه في القيادة العامة وهو يشغل وظيفة نائب القائد العام
ووزيراً للدفاع بمرسوم جمهوري, انّه بالتأكيد سوف يقاتل من أجل النظام حتى آخر طلقة
وآخر رجل.

عهـد بالـدم يا ليت,,
هناك أغلى!

«عهد بالدم؟!,, يا ليت,, هناك أغلى!,, عهد بالدم يقطعه
له، رفاقه في السلاح والعقيدة,, فبماذا يجب أنْ يكون عهد رفيقه في الموطن
الخشن؟».
ليتها تتكرّر لعبة التاريخ، لأريك كيف أنام على فراشك يا حافظ.
أجل،
فبعد هذا العمى الذي ضرب زعماء هذه الأمة، وبعد هذا التيه الذي يتخبّطون فيه,,
ويستدرجون اليه الآخرين,, لم يبق أمام هذه الأجيال المعاصرة والمحاصرة، سوى
الالتفاف حول هذه الراية العربية السورية، المُمْسكة بها قبضته الفولاذية، والرافعة
لها منارة تقول للناس كافة، تعالوا اليَّ,, تعالوا، والحقوا بي، فأنا أقودكم الى
طريق الخلاص,, لأنّ الرائد لا يكذب أهله.
وبعد، فهذا الكتاب، ليس مهرجان أضواء،
ليدخل في أبواب الدعاية المبهرة.
ولا هو من وسائل الاعلام، ليدخل في حلقة
تلفزيونية ملوّنة,.
وغنيٌّ عن البيان والايضاح، أنّه ليس من كتب التبشير الحزبي،
وانْ كان بمثله يتعمّد خط الحزب ويقوى.
هذا الكتاب، يلوح لي وقد دخل أبواب
التاريخ,,, بل فُتِحَت له أبواب التاريخ، والمعلّمون الكبار هناك
يتساءلون:
أصحيح أنّ التاريخ يصنع الرجال؟,.
أم أنّ الرجال، هم الذين يصنعون
التاريخ؟,.
وربّما جاء السؤال، في أجواء معادلة أخرى: هل الفرد هو صانع
الجماهير، أم الجماعة هي التي تصنع الفرد؟.
وسلفاً أعتذر للقارئ، فلن أُدخِلَهُ
أو أَدْخُل معه في المماحكة التاريخية ولا في جدليّتها المادية، ولن أطوّح به في
أبعادها الضاربة حدود الفكر والمادة، ولن أتساءل أي منها هو الأساس، وأي منهما، هو
الانعكاس، بل سأبقى مع القارئ، في المناطق الآهلة كي لا يُصاب أحد بخوف من عدم
الفهم، أو حرج وحتى نبقى جميعاً على الخط,, »عهد بالدم»؟.
ستٌّ وخمسون وثيقة،
حبّرها القادرون على الوفاء بها، ووقّعوها بدمائهم، عاهدوا بها القائد على ولائهم
الأبدي له,.
والمعاهدون بالدم هم حملة البنادق، والأقلام، والمحاريث والمطارق
وسائر وسائل وأدوات الانتاج للمجتمعات الجديدة القوية,.
وبعد,, فماذا سيقول
الناس عنها، وعنهم في غد؟.
ماذا ستقول الأمم؟.
ماذا ستقول عنها فرنسا
بالذات؟.
بل لماذا خصّصت فرنسا بالذات؟, وسمّيتها دون غيرها من أمم
الأرض؟.
انّ لهذا التخصيص سبباً أنا ذاكره فوراً:
في فرنسا برنامج تلفزيوني
اسمه (7 على 7)، وهو يقدّم للمشاهد الأمور والأحداث الخارقة ليتصيّدها له من سائر
أنحاء العالم، وكأنّه يقول له:
خذْ وانظر,, ثم صدّق، أو لا تصدّق.
وفي أحد
الأيام، عرض البرنامج هذا، صورة من دمشق وفيها ظهرت سيارة الرئيس، وهو فيها، مرفوعة
على الراحات والأكتاف.
جميعنا يعرف هذا,, وقد رآه، ومنّا مَنْ ساهم فيه، ومنّا
مَنْ تمنّى لو كان, ليساهم,, لكنّ فرنسا وجدته غريباً، فأفردت له مكاناً في
برنامجها الغريب!.
وغداً ماذا سيقول البرنامج عن ست وخمسين وثيقة، كلّها بالأحمر
القاني؟.
وليس غرضنا هنا أنْ نردَّ، أو نعلِّل، أو نفسّر أسباب هذا الاستغراب،
فمن الطبيعي أنْ يندهش الغرب لسيارةٍ محمولة على الأعناق، بعد أنْ كانوا أشبعوا
شعوبهم كذباً وحشوهم تضليلاً، عن الوضع المتردّي، والنقمة العارمة، وخصوصاً عن
المرض,, الذي زعموا أنّه خطير,,
ونعود لطرح السؤال من جديد:
لماذا «عهدٌ
بالدّم»؟.
ويأتي الجواب هذه المرّة أيضاً,, من فرنسا.
يقول [اُوْلاد (Olad)]
أستاذ التاريخ الكبير في جامعة السوربون، وهو يتحدّث عن الثورة عموماً:
[ليس
الظلم هو الذي يولد الثورة، وانّما الشّعور به]
وعهد بالدم هو ثورة بين
العهود,.
فالمعروف أنّ العهد يعطى باللسان، أو تشد به قبضة على كف، أو ينطلق من
خطبة منبر، ويشهد عليه جماعة، أو يشترك به لفيف متجانس، في قسم مشترك,, أو يوثق
بكتاب, الاّ في سورية، ومع حافظ الأسد.
أجل فسورية، بالدم عهدها كان,, وببذله
سيكون,, والسبب، شعور الجماهير الحاد، وأنّ القائد هو أملها، وأنّ القائد هو
كرامتها، وأنّ القائد هو خبزها اليومي الشريف، فالقائد اذنْ هو المنارة التي تهدي
سواء السبيل، وأيّ علامة استفهام ترسم حول هذا الموضوع، فستمحوها الجماهير
بالدماء,.
ولماذا كل هذا الانفعال؟,.
للسبب ذاته,, الشّعور الحادّ.
أجل!,,
فعندما تطلّعت سورية، فوجدت نفسها داخلة في حدود المعادلة المتعلّقة بحساب القوى،
وهي تعرف جيّداً، أنّها لم تكن قبلاً كذلك,, لأنّها كانت فعلاً خارجها,, لابدّ أنها
تساءلت:
كيف حدث هذا؟ ومتى؟,.
وبفعل مَنْ، دخلت سورية في
الحساب؟,.

وقال التاريخ:

لا شكَّ أنّ
ثورة الثامن من آذار (مارس) في العام 1963، وضعت سورية على الطريق,, وقد كان تسلّم
حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم، وثبة نوعيّة مهمة في هذا المجال.
ولكن مَن
الذي أرسى قواعد هذه الوثبة؟.
بل مَنْ هو الذي صحّح مسارها؟,.
بل مَنْ الذي
جعلها شيئاً فشيئاً أمل الجماهير؟, ثم كيف أدركت الجماهير قداستها، وسحرها،
فأنزلتها في ضميرهـا، ثم قام الشعب معلناً أنّ بقاءه ببقائها، وأنّه مستعد لأنْ
يفديها بالروح؟.
وفي الجواب على ذلك، لابدّ من استعراض الأحداث والمواقف،
والأفعال وردود الفعل عليها، والردود على الردود,.
ومن خلال هذا الاستقراء،
لزمان الوثبة، واعادة القراءة لكلِّ حدود السلسلة، نعرف سرّ هذه الثورة العارمة في
التأييد، ولماذا ارتفعت الى مستوى الفداء,, الذي لا حدود له، لولا الشّعور المتكامل
بكبر الأحداث التي مرّت بالقطر والوطن والعصر، وعظمة الردِّ عليها، أي ردِّ حافظ
الأسد بالذات.

ولنفتح قليلاً الستارة
:


فبين نكسة حرب حزيران (يونيو) 1967، وبين ردِّ الاعتبار في السادس
من تشرين (أول اكتوبر) 1973، لم يكن في كلِّ هذا الوطن مِنْ خليجه الى محيطه، رجل
في ضميره الخوف على سقوط الأمة، واضمحلال هذا العنصر العربي سوى حافظ
الأسد.
صحيح أنّ الشعار الذي أطلقه عبد الناصر بعد رجوعه عن الاستقالة عشيّة
الهزيمة، تحت وطأة الرفض الشعبي العارم لهذه الاستقالة، وهو شعار ازالة آثار
العدوان بقي هاجس الشعب والجيش، في مصر، حتى عبور سيناء وغسل عار حزيران
(يونيو).
لكنّ الذي ثبت فيما بعد أنّ الذي ينفع الأمّة يمكث في الأرض، وتبيّن
أنّ الجيش العقائدي الذي بناه حافظ الأسد، كان مستعدّاً أنْ يقاتل الى الأبد هنا
وهناك، وأنّ قائده هو وحده صاحب النَّفَس الطويل، والنظرة الثاقبة التي ترى ما وراء
الأفق.
ومنذ الزلزال الذي عصف بالوطن العربي وبجبهته الغربية بعد الزيارة
الفضيحة الى القدس، ظنّت الامبريالية أنّ ظهر الصمود انقصم، وانقصم أيضاً ظهر
الجبهة الشرقية، وظنّ عرب أميركا، وعرب النّفاق والتربّص، وعرب اللعب على الحبال،
أنّ كلّ شيء انتهى وأنّ شبح الوعي الشعبي المرعب لن يرعبهم بعد اليوم وأنّ
التقدّمية أخذت طريقها الى الخلف، وأنّ تكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية
والاشتراكية هي كلمات تصلح للمعاجم اللغوية الاّ حافظ الأسد، به ضُرِبَ المثل في
الأناة والصبر والحكمة والفلسفة، وحتى لكأنّه هادي السفن في أعالي البحار.
وقد
صار جاورجيوس القدّيس النازل الى مبارزة تنّين الامبريالية، ذي الرؤوس السبعة،
يسدّد لها الطعنات النجلاء حتى كاد يزهق الرمح، ولم يزهق الزند.

ونقرأ في احدى صفحات التاريخ:

وحده حافظ الأسد زربهم
في كامب ديفيد، وأغلق عليهم باب الخان فما عاد يجرؤ على الدخول اليه خارج بل صار
يفكّر بالخروج منه داخل، وهال القوى الامبريالية، والصهيونية العالمية، والرجعية
العربية، انقلاب حساباتها، فعمدت الى ثعبان الطائفية النائم، فأيقظته,, وحقنته
بسمومها الخاصة، وأطلقته في الأرض اللبنانية، حيّةً تسعى,, وكانت حرباً سُمّيَتْ
بحرب السنتين، لم يعرف التاريخ ما هو أقدر منها في كل ما عُرِفَ من حروب!.
وواجه
حافظ الأسد، الزلزال الجديد بمفرده واتّخذ القرار التاريخي بدخول لبنان، فأوقف
النّزيف وأحبط المؤامرة، وأسقط التقسيم وقلب التاريخ فصلاً، وكتب عنواناً جديداً
.



التي قصمت ظهر البعير صدام حسين كانت
الفقرة الأولى من بيان الوحدة السورية ـ العراقية التي قالت بتولي البكر رئاسة
الجمهورية


بتاريخ 16 / 6 / 1979 توجهنا بصحبة
الرئيس الأسد إلى بغداد لإجراء مباحثات تدفع القطرين الشقيقين إلى مزيد من التقارب
حتى يتمّ تفادي الانهيار الكبير في الموقف العربي بعد أن خرجت مصر من جبهة المواجهة
مع إسرائيل إثر اتفاق «كامب ديفيد».


وجاء هذا الاجتماع
في إطار الدورة الثالثة للهيئة السياسية العليا المشتركة للقطرين السوري والعراقي،
وكان الوفد يضم الرفيق عبد الحليم خدام وزير الخارجية، والرفيق فهمي اليوسفي نائب
رئيس الوزراء لشؤون الخدمات, وفي الساعة السادسة مساءً عُقد الاجتماع وكان الطرف
العراقي يتألف من الرئيس أحمد حسن البكر رئيس الجمهورية، ونائبه صدام حسين، ووزير
الخارجية طارق عزيز، وعندما قدّم النادل كأس الشاي للرئيس الأسد نهره صدام حسين
وقال له: «اذهب واغسل الإبريق جيداً ثم اعمل لنا طبخة شاي جديدة، وبعد ذلك اسكب
عشرين كأساً وقدّم الصينية للرئيس الأسد ليختار منها الذي يرغب (هناك مثل شعبي
يقول: «اللي برقبتو مسلة بتنخزو» وهكذا كان صدام مهووسا بالسموم وكان سم (الثاليوم)
هو المفضل لديه وقد ابتكره له مخبر سموم من المانيا الديموقراطية ويحوي هذا السم
المركب على سبعة انواع من السموم وكلما تمكن الجسم من افراز مادة مضادة لهذا السم
تحرك السم الثاني للعمل، وهكذا حتى يرهق الجسم وتتلاشى المقاومة)».

بعد تناول الشاي وبدء المحادثات لاحظت أنّ الرئيس أحمد حسن البكر متحمس
لوحدة القطرين بعكس نائبه صدام، وكان وجه البكر يتهلل بالفرح والسرور كلما جرى بحث
موضوع الوحدة بينما كان صدام يكفهر وجهه, وأخيراً تمّ الاتفاق على صيغة مقبولة وإن
كانت أقل مما يطمح إليه الرئيسان الأسد والبكر، ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير
(وكان البعير صدام) كانت الفقرة الأولى من البيان: يتولى أحمد حسن البكر رئاسة
الجمهورية ويكون الرئيس حافظ الأسد نائباً له، وبهذه الصيغة يكون صدام حسين قد خرج
من المولد دون حبة ملبس, وكظم غيظه وقرر أن يُنهي هذا الموضوع وإلى
الأبد.

ولأن البكر كان أحد أهم المتحمسين لإقامة الاتحاد
لأنه سينهي حياته السياسية كرئيس لدولة عربية تضم سورية والعراق، خصوصا وأنّ حزب
البعث العربي الاشتراكي في القطرين كان القاسم المشترك لتحقيق هذا الإنجاز
التاريخي، قرر صدام حسين أن يفجعه بابنه الأوسط محمد الذي كان يردّد دائماً وبحضور
صدام حسين: والله سيكون مقتلك على يدي إذا لم تعد إلى جادة الصواب وتقلع عن هذا
السلوك الأهوج الذي لا يخدم أبداً مصلحة الحزب, وبينما كان محمد حسن البكر يقود
سيّارته على طريق بغداد ـ البصرة وإذا بسيارة قلاب تخرج عليه من طريق جانبي وتسببت
بتدهور السيارة ومقتل كل من فيها من الركاب.

ولابدَّ من أن
أضع القارئ في صورة الحدث حتى يكون لديه رؤية شاملة للموضوع، فبعد إعلان بيان
الاتحاد العراقي ــ السوري عبرت الحدود ستة عشر ألف سيارة عراقية باتجاه سورية،
وعرف صدام حسين أنّ هذا التقارب بين القطرين وهذا التيار الوحدوي الجارف سوف يقضي
على كل أحلامه باستلام السلطة, وعاد إلى التلفزيون من جديد وأخذ يتأمل بالرفاق
العراقيين الذين سلموا على الرئيس الأسد بحرارة ومحبة ظاهرة فقرر أن يقتلهم جميعاً
بلا شفقة ولا رحمة.

بعد أن انتهت المباحثات السياسية
وتوصلنا إلى الصيغة النهائية للبيان، استأذنت الرئيس الأسد بأن أزور أقاربي في
بغداد، وكان الأسد يعلم أنّ لي عديلاً من العراق هو المهندس عبادي أركان العبادي
الذي درس الهندسة في جامعة حلب، وتعرف هنالك على المهندسة سعدية الجابري، وحصل
التعارف والتحابب والزواج، اتصلت بالدكتورة ندى العبادي الأُستاذة في كلية الطب
بجامعة بغداد وسألتها إذا كان بالإمكان أن نشرب قهوة سويّة في أي مكان تريده: «فأنا
لا أعرف بغداد كما تعرفينها أنتِ», فقالت: «إذاً نلتقي الساعة التاسعة في نادي
الصيد والضابط المرافق لكم بالتأكيد سوف يعرفه» قلت لها: «إنّ معي زملائي الوزراء»،
فقالت: «ولا يهمك وأنا معي زوجي», كانت ندى في منتهى الذوق باستقبالي مع رفاقي،
وطلبت لنا القهوة التي أُحبها (مغلية جيداً,,, وسكر زيادة)، وبعد أن نقلت إليها
محبة أُم فراس ودعوتها لزيارة دمشق لاجتماع شمل المحبين، ووعدت بتلبية الزيارة في
أول مناسبة, وبينما كنا مسحورين بهذا الجو الرومانسي إذ سمعنا دربكة من حولنا
وسألتُ النادل فأجابني أنّ وزير الدفاع اللواء عدنان خير الله، ووزير الداخلية،
ورئيس المخابرات العامة، قادمون إلى هنا من أجل دعوتكم لتناول طعام العشاء، وما هي
إلا دقائق إلا والطاولة المجاورة إلينا قد اكتملت بالمدعوين كافة, قال اللواء
عدنان: «تفضل أنت وضيوفك», وسألتُ الدكتورة ندى إذا كانت توافق على تلبية الدعوة
فأجابت: «اذهب أنتَ مع رفاقك السوريين فأنتم بعثيون بعضكم مع بعض ونحن نرى أنّ
هؤلاء (,,,) بغداد ونحن لا نعترف بهم أبداً، وسوف نكمل قهوتنا ونمضي إلى
بيتنا».

كان اللواء عدنان خير الله قد عرف مكان وجودي بعد
أن التقطت أجهزة التنصت مخابرتي الهاتفية من فندق الرشيد إلى جامعة بغداد، ودّعتُ
الدكتورة ندى وزوجها الذي نسيت اسمه وهذه عادة سيئة لديّ مازالت مستمرة حتى الآن
وتوجهت إلى طاولة مضيفي وزير الدفاع العراقي ومعي رفاقي الوزراء السوريون وما أن
جلسنا الى الطاولة حتى بدأ المطربون يغنون الأغاني الخاصة بتمجيد الرئيسين حافظ
الأسد وأحمد حسن البكر، ودبت النشوة في رأس الزميل عدنان وتناول مسدسه وأطلق عدة
عيارات نارية في الهواء ابتهاجاً، وناوله الضابط المرافق بندقية كلاشينكوف أخمص طي
ملقَّمة، وقام بتفريغ المخزن بضغطة واحدة على الزناد، الأمر الذي جعل رواد النادي
يهربون بجلودهم وحمدنا الله لعدم وقوع ضحايا بين المواطنين الأبرياء (قال اللواء
عدنان لمرافقيه: اذا كان هناك جرحى خذوهم الى المستشفى العسكري,,, واذا كان هناك
قتلى ضعوهم في البراد وعندما تتعرفون على اسمائهم تسلمون الجثث لذويهم
لدفنهم).

بعد أن اطمأن اللواء عدنان بعدم وقوع خسائر أخذ
يُطلق النار من مسدسه وكانت الرصاصات تمر من فوق رأس الرفيق فهمي اليوسفي، الذي
قرّر تغيير مكانه بعيداً عن هذا العبث الناري، وهنا لم يبق في الميدان سواي وبدأ
اللواء عدنان بإطلاق الرصاص من فوق رأسي مباشرة وقد أمّن له المرافق خمسة مسدسات
مشط وبكرة، وكان كلما يفرغ مسدس يناوله واحداً آخر,,, قلت في نفسي إذا غيّرت مكاني
على الطاولة سوف يُصبح الموضوع قصة يتندَّر بها المسؤولون العراقيون في مجالسهم،
ومن هذا المنطلق قررت أن أُخرّب هذه اللعبة وسأبقى في مكاني حتى تفرغ آخر رصاصة في
مخزون الجيش العراقي.

كان الرصاص يمر من فوق رأسي وكنت أشعر
بلهيب البارود الساخن عندما يتم الإطلاق بالمسدس البكرة، وبعد أن أطلق اللواء عدنان
نحو مئة وخمسين طلقة توقف عن اللعبة وقال نحن جئنا إلى هنا لتبادل الحديث وليس
لإطلاق الرصاص», فأجبته: «كما تريدون ونحن لا نحمل مسدسات لمشاركتكم بهذا الابتهاج»
انضم إلى الطاولة طبيب لم أعد أذكر اسمه ولكنه قال لي: «إنه نديم الرئيس البكر
ونائبه صدام», فقلت له: «يعني هام طبيب وهام؟»(,,,) فأجابني: «منك مقبولة كنكتة,,,
ولكن أنا بالفعل طبيب ونديم».

قلت له معنى نديم في عرفنا
أنه رجل يحبُّ الشعر والتاريخ وأخبار الملوك والسلاطين، فقال لي: «وأنا كما ذكرت»
قلت له: «إسمع أنا صديق الشعراء والأُدباء منذ طفولتي والشعر ليس عصيّاً عليَّ إذا
شمَّرتُ عن ساعدي,,, ولكن هناك موّال بغدادي سمعته من شاعر حمصي كان يشرب العرق
الزحلاوي في مقصف ديك الجن على ضفاف العاصي لم يعلق بذاكرتي منه سوى مقطعين وأنا
أرغب إليكم بإكمالها إلى سبعة», فأجابني: «سوف أنجز المهمة اليوم ونحن على
الطاولة,, قلت له: طوّل بالك المهمة ليست سهلة» فأجابني: «سوف تأتيك الإجابة إلى
فندق الرشيد قبل سفرك إلى دمشق وإلا سوف تأتيك بالبريد المضمون إلى مبنى القيادة
العامة في ساحة الأمويين, قلت له حباً وكرامة وإليك المقطع الأول:

«من يوم فرقاك عَـبِّينا العَسَل بتناك
قلت له:
بتناك يعني التنك» قال: أفتهم,.

وتابعت: وعهدي فيك يا رفيق
الصّبا (,,,)»!,.

وضحك الجميع وحتى اليوم لم يصلني
الرد.

صدام حسين ينفذ
المجزرة

يظل الكثير من أسرار تسلُّم صدام حسين،
الموقع الأول في الدولة والحزب الحاكم، منتصف تموز (يوليو) 1979 في العراق طي
الكتمان، لاعتبارات وأسباب عدة، أبرزها أنّ الرجل الذي أُزيح، وهو الرئيس السابق
أحمد حسن البكر، عاش وحيداً منبوذاً منذ عزله إلى أن غاب أو غُيِّب عن الحياة، بعد
ثلاث سنوات من إقصائه، وكذلك قتل وتصفية الشهود الذين عايشوا الأيام الثلاثة
الصاخبة، من 14 تموز (يوليو) إلى 17 منه، وفيه تمّ كل شيء، وفق مخطط مرسوم بدقة
وعناية، ولقي وزراءٌ وقوادٌ ومسؤولون كبار مصرعهم بعد أن استُدرجوا إلى الفخ، وعاش
آخرون في خرس، لا يقوون على قول الحقيقة وما جرى في تلك الساعات
العاصفة.

أسئلة كثيرة، وتساؤلات أكثر عمّا حدث في تلك
المجزرة التي اصطُلح على تسميتها بـ (القطرية) وراح ضحيتها نحو ثلاثين قيادياً
بعثياً ووزيراً وضابطاً وكادراً حزبياً بين معدوم ومشنوق ومخنوق قُتِلوا بأيدي
رفاقهم في الحزب، تنفيذاً لقرار أصدره الرئيس الجديد صدام حسين، وشكل سابقةً من
نوعها وفي طريقتها، عندما استُدعي مندوبون عن منظمات الحزب كافة، ليطلقوا الرصاص
على رفاقهم وأساتذتهم ومسؤوليهم، ليضيع دم المقتولين ويتوزع على المئات من (الرفاق)
الذين حُشِروا في حدائق القصر الجمهوري، وهم ينتكبون البنادق والرشاشات لتنفيذ
مذبحة دموية، القتلة والقتلى فيها من البعثيين، في مفارقة تاريخية وسياسية، وتركت
آثاراً ونتائج ظلّت تتفاعل، واتخذت مسارات خطيرة لاحقاً.

لقد ملّ صدام حسين نائب الرئيس الانتظار، وهو الذي كان يأمل أن يتنحى أحمد
حسن البكر، قبل عام مضى، خلال الاحتفال بالذكرى العاشرة لحركة 30-17 تموز (يوليو)
1978، وسط طفرة من الموارد والثروات ونوع من الاستقرار، لم يخدشه غير الصِّدام
المفتعل مع الحزب الشيوعي الحليف (قام صدام حسين باعدام الفي مناضل شيوعي، ووضعهم
في خوابي فخارية، ورماهم في نهر دجلة (هذه المعلومة من احد الزعماء العرب شخصيا)
وقد همس بها صدام له عندما كان يزمع السفر الى الولايات المتحدة الاميركية وتابع
صدام: قوله للجماعة,,, ان من يقتل الفي شيوعي ويرميهم في النهر لا يمكن ان يكون
اشتراكيا او ماركسيا) مع الحزب الحاكم في الجبهة الوطنية والقومية، وكان صدّام
يتطلع إلى الجلوس على «كرسي الرئاسة وزعامة الحزب بعد مرور عشرة أعوام على الثورة
بعد أن سئم من صيغة المناصفة في السلطة، التي أضفت على أجهزة الدولة والحزب آثاراً
سلبية، وقسّمتها إلى جناحين يتعايشان ظاهرياً بودٍ وسلام، فيما يخوضان صراعاً
وتنافساً في الخفاء, وحينما أقبل شهر تموز (يوليو) من عام 1979، وهو العام الذي عزم
صدّام حسين على حسمه لصالحه، برزت أحداث وتطورات، أقلقته تماماً، ولاح له أنّ
الحُلم الذي رافقه طيلة عشرة أعوام مضت، في طريقه إلى التلاشي، خصوصاً بعد أن صدرت
تلميحات في بعض الأحيان، وتصريحات في أحيان أُخرى، تشير إلى أن الرئيس البكر، لن
يغادر موقعه في قيادة الدولة والحزب الحاكم، إلا بعد ولادة دولة الوحدة بين العراق
وسورية التي يحكمها جناحان من حزب البعث خصوصاً وإنّ خطوات باتجاه التوحيد بدأت بين
البلدين، إثر توقيع ميثاق العمل القومي وتحسين العلاقات بينهما منذ تشرين الثاني
(نوفمبر) 1978. وقد اعتقد صدام حسين، أو خُيل له، أن البكر في لجوئه إلى الوحدة مع
سورية، التي تحظى بقبول وتأييد الأكثرية من قيادات وأعضاء حزب البعث، إنما يحاول
استبعاده عن طريق الحلم والأمل، اللذين كرس لهما حياته لتولي رئاسة الحكم، في أعقاب
تلويح الرئيس البكر بأنّ نظيره السوري حافظ الأسد، الأكفأ لقيادة دولة الوحدة،
وتصريحه لتلفزيون بغداد في مطلع حزيران (يونيو) 1979:

(بأنني واثق من قدرات أخي الرئيس الأسد، وما يتمتع به من حيوية وبُعد نظر في
العمل على تدعيم وحدة القطرين «العراق وسورية» بما يخدم الأمة العربية وحلمها
المنشود في لمّ شملها ورصّ صفوفها).

وسواءً أكان البكر،
صادقاً في دعواته الوحدوية، أم أنه عمد إلى هز نائبه واستفزازه عبر التلويح بالورقة
السورية، إلا أنه لم يمض طويلاً في خطته التي لو أحكم خيوطها بدقة، لنجح فعلاً في
إدارتها إلى نتيجتها المرجوه، ويبدو أن المرض (الاكتئاب الحاد) الذي أُصيب به بعد
وفاة زوجته، ومصرع نجله الأوسط محمد وقبلهما مقتل زوج ابنته، مظهر المطلق، تفاقم في
تلك الفترة إلى جانب معاكسات كبير مرافقيه العميد طارق حمد العبد الله، الذي يعرف
بأنه (عين) صدام في القصر الجمهوري، كل هذه الحوادث أثرت على قدراته في صياغة
أفكاره وبلورة خطواته بهذا الاتجاه.

فقد عُرِف ومنذ نهاية
عام 1977، أنّ صراعاً خفيّاً بدأ يبرز بين الرئيس أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين،
على بسط النفوذ والقوة، الذي اتخذ شكلاً مستتراً بادئ الأمر، ثم تحوّل إلى العلن
وظهر واضحاً في النجاح الذي أحرزه صدام في الضغط على البكر للتخلي عن الدكتور عزة
مصطفى عضو مجلس قيادة الثورة، الذي كان من أقوى المحسوبين على جناح الرئيس، والرجل
الثالث في تسلسل القيادة الحاكمة بعد البكر وصدام، وإقالته من مناصبه الرسمية
والحزبية، بحجة تخاذله في إصدار عقوبات ضدّ متظاهرين شيعة في كربلاء والنجف احتفلوا
بمناسبة دينية، ورغم أن البكر كان حتى مطلع عام 1979 يحظى بتأييد القيادات العسكرية
(قادة الفيالق والفرق) ولم يجرؤ (ابن خال) صدام الفريق عدنان خير الله، على تصفية
الوحدات الضاربة من آمريها المعروفين بولائهم وعلاقاتهم الوطيدة معه رغم تحريضات
صدام حسين، إلا أنّ الرئيس بدأ يفقد القياديين في الحزب واحداً بعد الآخر، ولم يبق
في صفه لغاية ذلك الوقت غير طه ياسين رمضان، وجعفر قاسم حمودي، من أعضاء القيادة
القطرية للحزب، فيما كان ستة من أعضاء مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية يتأرجحون
في ولاءاتهم بين الرئيس ونائبه، لاعتبارات خاصة بهم وهم عزة الدوري ونعيم حداد،
وعبد الفتاح الياسين، ومحيي الشمري، ومحمد محجوب، ومحمد عايش، في الوقت الذي حسم
فيه الآخرون وهم الأغلبية موقفهم، وعُرِفوا بتأييدهم للنائب صدام حسين ودعمهم له
وفي المقدمة منهم: عدنان الحمداني، وطارق عزيز، وغانم عبد الجليل، وتايه عبد
الكريم، وسعدون شاكر، وحسن العامري، وعدنان خير الله.

وعندما أقبل شهر تموز (يوليو) 1979، كانت الأجواء في العراق متوترة تماماً
ولاحظ المعنيون والمراقبون للأوضاع العامة في البلاد، تناقضات في الشعارات السياسية
التي طُرحت للاحتفال في الذكرى الحادية عشرة للثورة، ورُفعت لافتات استُبعد اسم
البكر منها للمرة الاولى، فيما رفعت لافتات عُلّقت في بعض شوارع العاصمة الرئيسية،
تشير إلى دور القيادة الشابة في الحزب والثورة، دون تحديد أو تنويه باسم محدد، وبدا
واضحاً أنّ صدام حسين بدأ يلعب لعبته بذكاء دون أن ينتبه البكر إلى
ذلك.


البكر فـي عينـي
صدام


ويعترف صدام حسين لكاتب سيرته الصحافي
اللبناني فؤاد مطر (لم يكن أحمد حسن البكر في وضع صحي ميئوس منه، ولكنه كان لا
يحتمل أن يأتي يوم يقرأ في أعين العراقيين وغيرهم تساؤلات عن وضعه,, من نوع، ماذا
ينتظر لكي يرتاح؟ وهل إنه يريد أن يكون مثل الجنرال فرانكو الذي اختار من يخلفه،
لكنه رفض حتى لحظة رحيله أن يتخلى عن الحكم) (كتاب: صدام حسين, السيرة الذاتية
والحزبية ص(69 ـ 70).

كان صدام حسين، يدرك أن البكر ليس من
النوع الذي يتخلى عن وجاهة الحكم والسلطة بسهولة، لكنه كان واثقاً من إجباره على
الاعتزال بالقوة من خلال انقلاب داخلي يعتمد على جهاز المخابرات الذي أصبح في ذلك
الوقت، دولة داخل دولة، وهو مضمون الولاء له بكامله، قادة ومسؤولين وفي مقدمتهم
رئيسه سعدون شاكر صديقه الحميم، ومعاونه الأخ غير الشقيق لصدام برزان إبراهيم
التكريتي، غير أنه لم يكن مطمئناً لتعلق عدد من قيادات الحزب والجيش بالبكر، وحبهم
له لاعتبارات عاطفية وتاريخية، كما أنه عرف منذ زمن، أن الأمين العام المساعد لحزب
البعث، الدكتور منيف الرزاز الأُردني الجنسية، الذي كان يقود القيادة القومية للحزب
بعد تواري السوريين ميشيل عفلق، وشبلي العيسمي، وأمين الحافظ، عن الأنظار منذ توقيع
ميثاق العمل القومي بين العراق وسورية، يقف بقوة إلى جانب البكر ويشجعه على إتمام
إجراءات الوحدة أو الاتحاد بين بغداد ودمشق، ولم يكن أمام صدام إزاء هذه التحديات
إلا العمل بسرعة وحرق المراحل، خصوصاً وأنّ خلافاً نشأ بين الرئيس وصدام وقتئذ حول
تشريع أمر البكر بإعداده لإعلانه في احتفالات 17 تموز (يوليو)، يقضي بزيادة رواتب
الضباط والجنود والمعلمين وموظفي الدولة، كان يرى صدام إرجاء صدوره إلى موعد آخر
لحسابات خاصة به وخشية التفاف عسكري وشعبي حول الرئيس.


عندما علم صدام حسين باعتزال البكر ابتكر
مسرحية الاستقالة ودعا القيادة الى اجتماع واعتقل بعضها وتآمر مع الدوري ورمضان
للاستيلاء على الحكم


ينقل عن مرافق البكر،
المقدم إبراهيم الدليمي (اغتيل فيما بعد) أنّ البكر، غضب من اعتراضات نائبه على
إصدار قانون زيادة الرواتب، وذهب إلى منـزله مساء التاسع من تموز (يوليو) معتزلاً
مكتبه في القصر الجمهوري موصياً حراسه ومرافقيه بعدم السماح لأحد بزيارته، وامتنع
عن التحدث عبر الهاتف مع النداءات التي كانت تصل إليه، وسرت شائعات في الأوساط
العسكرية بأنّ قطعات الجيش العراقي دخلت درجة الإنذار بعد أن نجح في إيصال برقية
إلى قائد الفيلق الأول اللواء الركن وليد محمود سيرت في كركوك (أُعدم فيما بعد) بأن
يضع قواته، على أُهبة الاستعداد والتحرك عند وصول إشعار إليه من البكر
شخصياً.

وأسقط في يد صدام وشعر أنّ البكر وهو في اعتزاله
المفاجئ يوحي إليه بأنه لا يريده إلى جانبه، بل فهم الأمر بأنه رسالة تدعوه
للاستقالة والابتعاد عن مناصبه كرجلٍ ثانٍ في الدولة والحزب، وهي مسألة من الصعب بل
المستحيل على شخص مثل صدام أن يهضمها ويتقبلها في أي ظرفٍ من الظروف, واستغل صدام
غياب البكر عن القصر الجمهوري، واعتزاله في بيته، فاستدعى صباح العاشر من تموز
(يوليو) 1979 الأمين العام المساعد منيف الرزاز وأبلغه: أنّ الرئيس البكر (زعلان)
في منـزله وأنّ المعلومات التي تسرّبت من أوساطه والحلقات المحيطة به، تُفيد بأنه
قرر الاستقالة، وينتظر حلول ذكرى الثورة لإعلان ذلك، وأنه (أي صدام) لا يستطيع ملء
الفراغ الذي ستخلفه تلك الاستقالة في حال انتخابه رئيساً للجمهورية وزعيماً للحزب،
لذلك فقد اتخذ قراره هو الآخر بالاستقالة أيضاً وعلى قيادة الحزب أن تختار من تراه
مناسباً للمنصبين, ويبدو أن الرزاز الشخصية الرصينة وصاحب (التجربة المرّة) مع
الرفاق السوريين خلال منتصف الستينات، صدّق كلام صدام، خصوصا وأنّ الاتصالات مع
البكر مقطوعة، فأجرى اتصالاً مع غانم عبد الجليل وطلب منه أن يدعو إلى اجتماع
لأعضاء القيادة في منـزله ذلك اليوم، وفعلاً عُقد اجتماع ترأسه الرزاز، وضمّ كلاً
من عزة الدوري، وعدنان الحمداني، وطه ياسين رمضان، ومحمد عايش، ومحيي الشمري (كان
قد غادر المستشفى في نقاهة من مرض عصبي ألم به)، وطارق عزيز، وحسن العامري، وجعفر
قاسم حمودي، ونعيم حداد، ولم يتيسر للأعضاء الآخرين الحضور وهم: عدنان خير الله،
وسعدون شاكر، وعبد الفتاح الياسين، فيما كان محمد محجوب في زيارة إلى دمشق في ذلك
الوقت, وفي الاجتماع طرح الرزاز حديث صدام حسين، وطلب منهم تدارك الأمر والبحث في
صيغة تكفل استمرار وحدة القيادة وعدم تعرضها إلى شرخ في هذه المرحلة، وانقسم أعضاء
القيادة إلى فريقين، الأول برز فيه محمد عايش ويطالب بعقد اجتماع لمجلس قيادة
الثورة والقيادة القطرية للحزب، يحضره البكر وصدام وجميع الأعضاء وتُناقش المشكلة
من جميع جوانبها، بغية الوصول إلى حل لها.

فيما طالب الفريق
الثاني، والمفارقة أنّ أغلب أعضائه من مناصري البكر وفي مقدمهم طه ياسين رمضان،
وعزة الدوري بأنه مادام الرئيس مصراً على الاستقالة فيجب العمل على إقناع نائبه
صدام حسين، بتولي الرئاسة موقتاً لحين الانتهاء من الاحتفالات بذكرى الثورة والدعوة
إلى عقد مؤتمر قطري باعتباره أعلى هيئة في العراق لحسم هذه
المشكلة.

وعلم صدام بما تمّ خلال الاجتماع الحزبي، وعرف من
هم أصحاب الرأي الأول (محمد عايش، ومحيي الشمري، وغانم عبد الجليل)، وأدرك الغرض
الذي يضمرونه في أنفسهم، وارتاح لطروحات الفريق الثاني، التي جاءت منسجمة مع رغبته،
فلجأ إلى طارق عزيز، وحسن العامري اللذين أوفدهما للاجتماع مع عايش، والشمري، وغانم
عبد الجليل، بغية إقناعهم بتأييد اقتراح طه ياسين رمضان، وعزة الدوري، غير أن
الثلاثة أصروا على موقفهم وفشلت جميع الجهود التي بُذلت معهم على تغيير
آرائهم.


الاجتماع
الحاسم


دعا صدام إلى اجتماع لمجلس قيادة الثورة
والقيادة القطرية للحزب، صباح 14 تموز (يوليو) في مبنى المجلس الوطني الذي يتخذ منه
مقراً رسمياً له، حضره جميع الأعضاء باستثناء محمد محجوب الذي كان لايزال غائباً عن
بغداد وشارك في الاجتماع منيف الرزاز للتوفيق بين أعضاء القيادة المختلفين, وجرت في
هذا الاجتماع الذي لم يحضره البكر، معاتبات في بادئ الأمر حسب ما تذكره الروايات
التي روَّجتها أوساط صدام فيما بعد تلتها مشادات كلامية بين صدام من جهة، وكل من
عايش، والشمري، وعبد الجليل، وفي هذا الاجتماع عرض الرزاز وهو يشاهد الخلاف قد اشتد
بين أعضاء القيادة، الإسراع بعقد مؤتمر قطري على وجه السرعة وخلال اليومين
المقبلين، بحيث عندما يُطل يوم السابع عشر من تموز (يوليو) (ذكرى الثورة) تكون
المشكلة قد حُلت (شرعياً) دون ظهور تعقيدات أو أزمات.

وهنا
ضرب صدام على الحديد وهو ساخن، فلم يُجب بلا أو نعم على مقترح الرزاز، وانفضَّ
الاجتماع دون اتخاذ قرار محدد، غير أنّ الذي حدث أنّ حراساً ومرافقين لصدام، منعوا
محمد عايش، ومحيي الدين الشمري، من مغادرة مبنى المجلس الوطني، واقتيدا إلى قاعة
جانبية، وتدخل غانم عبد الجليل مستفهماً عن هذا الإجراء، فدفعه الحراس إلى القاعة
نفسها وحاول الرزاز العودة إلى مكتب صدام لمقابلته والشكوى إليه، فمُنِعَ بشدة
وطُلبَ منه التوجه إلى منـزله وعدم مغادرته، فخرج من المجلس الوطني وهو يسحب رجليه
بعناء بعد أن هاجت عليه آلام الروماتيزم، وخرج الأعضاء الآخرون على أثره، باستثناء
عدنان الحمداني، وطارق عزيز، وعزة الدوري، وطه ياسين رمضان، الذين استُبْقوا في
المجلس، واتضح فيما بعد أنهم عقدوا اجتماعاً مع صدام وضعت فيه خطة عزل البكر
والإجراءات المتخذة بهذا الشأن، وكانت حجة صدام في اعتقال عايش، والشمري أنهما
تبادلا خلال الاجتماع قصاصات ورقية صغيرة، تضمنت تبادلاً للآراء وتنسيقاً فيما
بينهما، بشأن إعاقة وصول (السيد النائب) إلى سدة الحكم والسلطة.

وفي عصر السادس عشر من تموز (يوليو) اقتحمت منـزل البكر الواقع في منطقة
(أُم العظام) المطلة على نهر دجلة، بجانب الجسر المعلّق وحدات عسكرية من قوات
المغاوير، قادها برزان التكريتي، والعميد الركن طارق حمد العبد الله (اغتيل فيما
بعد) المرافق الأقدم للرئيس وأُجبر البكر على ارتداء ملابسه واقتيد إلى المجلس
الوطني.

ونُقل عن مرافق البكر، المقدم إبراهيم الدليمي، أنّ
القوات التي هاجمت قصر الرئيس، تدفقت عليه من الباب الرئيسي القريب من بوابة القصر
الجمهوري، وأبواب الحديقة المطلّة على النهر، ولم يكن بالإمكان مقاومتها لكثرة
المهاجمين، ويبدو أنّ البكر، أحس في تلك اللحظات أنه قد هُزم، ولا قدرة له وأتباعه،
على المقاومة، ورضخ للأمر الواقع، واقتيد إلى المجلس الوطني ومن ثم اصطحبه صدام إلى
دار الإذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية، وألقى خطاب التنحي.


نهاية عهد,,, وبداية آخر

ويتذكر الذين شاهدوا البكر وهو يلقي خطابه، أنه كان زائغ النظرات، يتلفت
يمنة ويسرة، ويحاول السيطرة على أعصابه، وكثيراً ما توقف أو تلعثم في الخطاب، مما
يعزز الاعتقاد بأنه يتدرب جيداً على حفظ مفرداته كما كان يحرص في خطبه السابقة، وقد
ظهرت صورة الرئيس على شاشة التلفزيون، وقد تغيرت ملامح وجهه، واضطر أكثر من مرة،
إلى بلع ريقه وهو يردد بلسان مرتبك تلك الكلمات التي جاء فيها: «ومنذ فترة ليست
بالقصيرة كنت أُحدث رفاقي في القيادة وبخاصة الرفيق العزيز حسين عن حالتي الصحية
التي لم تعد تسمح لي بتحمل المسؤوليات»، إلى أن ينتهي بقوله: «وإنني أُهنئ الأخ
والرفيق صدام على تحمله شرف المسؤولية في قيادة الحزب والثورة»، وغادر البكر مبنى
التلفزيون وقد لصق به الرئيس الجديد صدام حسين من جانبه الأيمن، فيما كان برزان
التكريتي في ناحيته اليسرى، ومضى إلى بيته وهو يحمل غصة في قلبه من غدر نائبه,
وبدأت مجزرة دموية راح ضحيتها 30 قائداً بعثياً وعسكرياً ووزيراً ومسؤولاً كبيراً،
ومن المفارقات أن يكون ضمن الضحايا عدنان الحمداني الذي كان يوصف بأنه (مدلل صدام)
وقد عُين في العهد الجديد نائباً لرئيس الوزراء ورئيساً لديوان الرئاسة وقد اعتقل
بعد عودته من دمشق في 22 تموز (يوليو)، بعد أن أوفده صدام إلى القيادة السورية
لوضعها في صورة الأحداث الأخيرة، ونقل المعلومات التي ذكر أنها تتعلق بتآمر القيادة
السورية مع عايش ومجموعته, ومما يُذكر بهذا الصدد أنّ الرئيس حافظ الأسد (كان
الرئيس حافظ الاسد اكثر المستائين من تصرفات صدام حسين الذي ينتهج منهجا قطريا بناء
على نصيحة وزير خارجية بريطانيا الاسبق جون براون ومع ذلك اوفد الرفيق عبدالحليم
خدام والعماد حكمت الشهابي الى بغداد ليؤكد لصدام براءة سورية من المؤامرة
المزعومة، وكان رد صدام غير ايجابي بل يمثل وقاحة ديبلوماسية لا تحتمل ولا يمكن باي
حال اعتباره من الرفاق المناضلين) وبعد أن استمع إلى مضمون رسالة صدام إليه التي
نقلها الحمداني، سأل الأخير، هل أنت مقتنع بأننا في دمشق شاركنا في المؤامرة
المزعومة؟ فرد الحمداني: «لا أدري,, أنا حامل رسالة وعليَّ توصيلها»، فصمت الرئيس
الأسد قليلاً، وقال: «إنني أخشى عليك يا رفيق عدنان,, ابق بضعة أيام في دمشق وسترى
العجب في العراق»، فضحك الحمداني ساخراً من كلام الرئيس الأسد، قائلاً: «إنّ مهمات
كثيرة تـنتظرني في بغداد، أنا عائد اليوم,, لأنّ وظيفتي الحقيقية يا سيادة الرئيس
هي رئيس وزراء».

وتبين بعد ذلك أنّ سبب اعتقاله ومن ثمّ
إعدامه، أنه كان الوحيد الذي يعرف تفاصيل أرصدة صدام وحساباته في المصارف الأجنبية
باعتباره المسؤول عن الاتفاقيات التجارية وصفقات النفط، وأُعدم أيضاً محمد محجوب
الذي كان طيلة فترة الخلافات خارج العراق وقيل أنه احتج على اعتقال عايش، والشمري،
وغانم عبد الجليل، وطالب بمحاكمة حزبية لهم، كما ينص النظام الداخلي لحزب البعث،
ويبدو أن هذا الاحتجاج قاده إلى حتفه، مع صهره العقيد رياض القدو عضو المكتب
العسكري للحزب، وأُعدم أيضاً اللواء وليد سيرت بعد أن ضبطت الأجهزة ما عُرف بأنها
اتصالات بينه وبين البكر.

وطويت صفحة، وبدأت صفحة، في تاريخ
صدام حسين، الذي استهل عهده الجديد بقتل رفاقه ومساعديه في مجزرة تستحق أن يُطلق
عليها بامتياز (مجزرة القوميين في بغداد).


=============
يتبــــــــــــــــــــــــع =========

ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها - صفحة 8 Empty رد: ملفات الفساد واللصوصية للعصابة النصيرية وتوابعها

حافظ الاسد قال لجورج شولتز عن تسليح «الاخوان
المسلمين» في سورية: لو كانت المسدسات واجهزة اللاسلكي تحمل ارقاما مختلفة لعذرناكم
ولكنها من معدات الجيش الاميركي

لقد أخذت وتائر
النشاط الإمبريالي للهيمنة على المنطقة العربية منحى تصاعدياً، بعد حرب تشرين أول
(اكتوبر) التحريرية 1973 التي أحدثت زلزالاً مدمراً في الكيان الصهيوني في فلسطين
المحتلة، ووضعت العرب على الطريق الصحيح لتحرير الأراضي العربية المحتلة، واسترجاع
الحقوق المغتصبة.

وكانت سورية بقيادة الرئيس المناضل حافظ
الأسد، تقود النضال العربي التحرري، ضدّ التحديات التي تواجهها الجماهير العربية
ومحاولات الهيمنة على المنطقة العربية، وتتصدى للمخططات التآمرية التي تحوكها
الإدارة الاميركية والصهيونية العنصرية ضدّ الأمة العربية, فأصبحت سورية الأسد قلعة
الصمود والتصدي وكعبة الأحرار العرب في زمن التخاذل العربي، وخندق المواجهة الذي
يدافع عن شرف الأمة العربية وعزتها وكرامتها وكبريائها، وقبلة المناضلين العرب
كافة.

فقد أدخلت سورية الأسد اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية،
التي وقعها أنور السادات مع العدو الصهيوني، في طريق مسدود في الوقت الذي كان يسعى
فيه الاميركيون والصهاينة لتعميم هذه الاتفاقيات على المنطقة العربية
بأسرها.

كما أسقطت سورية مشروع الإدارة الاميركية المسمى
بمشروع ريغان وقطعت الطريق على اللاهثين وراءه من دعاة الحلول الاستسلامية
والمشاريع التصفوية.

إنّ جملة هذه المواقف المبدئية الثابتة
التي تقفها سورية بقيادة الرئيس المناضل حافظ الأسد جعلت الإدارة الاميركية
والصهيونية العنصرية تقدران الخطر الكبير الذي تشكله سورية على مشاريعهما التصفوية
ومخططاتهما التآمرية, وأدركتا بأنّ سورية بمواقفها هذه تشكل عقبة كأداء تحول دون
تنفيذ مخططاتهما وتحقيق نواياهما المبيتة ضدّ المنطقة.

وكان
القرار الاميركي ـ الصهيوني بإزالة هذه العقبة من الطريق في إطار السعي للهيمنة على
المنطقة العربية وفرض الحلول الاستسلامية عليها.

فكانت
المخططات التآمرية الخارجية التي كانت أحداث لبنان منذ نيسان (ابريل) عام 1975 إحدى
أهم مظاهرها، وكانت المبادرة الأخوية من سورية تجاه لبنان حقناً للدماء التي كانت
تراق من منطلقات طائفية، ومحافظة على وحدة لبنان أرضاً وشعباً، بعد أن كانت مخططات
تقسيم لبنان إلى كيانات طائفية هزيلة قد أُعدت بشكل مسبق، كما حافظت المبادرة
السورية على وجود المقاومة الفلسطينية لأنّ تصفيتها كانت من بين أهداف المخطط
التآمري تمهيداً لتصفية قضية فلسطين من جذورها.

وفي أوائل
حزيران (يونيو) عام 1982 تصدّت سورية للمعتدين الصهاينة عندما تعرض لبنان الشقيق
للغزو الصهيوني ووقفت وحدها من بين كل العرب تدافع عن لبنان وعن الأمة العربية
وشرفها وعزتها وكرامتها، وضرب رجال قواتنا المسلحة البواسل أروع الأمثلة في
البطولات والتضحية والفداء براً وجواً، وضمَّخ شهداؤنا البررة بدمائهم الزكيّة ثرى
لبنان الطاهر دفاعاً عن الأمة العربية والحق العربي, وحينما أراد الأعداء، من
اميركيين وصهاينة، استثمار نتائج الحرب بفرض اتفاق الإذعان على لبنان، وقفت سورية
بقيادة الرئيس المناضل حافظ الأسد بقوة وحزم ضدّ هذا الاتفاق، وقالت ـ لا ـ لاتفاق
الذُّل الذي يُحيل لبنان إلى محمية إسرائيلية لا أكثر ولا أقل ويقطع أواصر لبنان
بمحيطه وبأُمته العربية.

وانتصرت إرادة الحق، إرادة
الجماهير والقوى الوطنية التقدمية على الساحة اللبنانية وكان نصراً تاريخياً مؤزراً
لسورية في أوائل عام 1984 بإسقاطها اتفاق الإذعان ـ اتفاق 17 أيار (مايو) الاميركي
ـ الإسرائيلي ـ الكتائبي, الذي أُريد فرضه على لبنان, ثمّ واصلت سورية بذل جهودها
الأخوية لتحقيق الوفاق الوطني على الساحة اللبنانية عبر الحوار الوطني بين مختلف
الأطراف في لبنان على الرغم من محاولات الأعداء قطع الحوار وعرقلة
الوفاق.

وكانت المخططات التآمرية الداخلية في مسعى من
الأعداء الاميركيين والصهاينة العنصريين لأخذ سورية الأسد من الداخل، ظناً منهم
بأنّ سورية سهلة المنال.

وراحوا يفتشون عن احتياطييهم من
الخونة والعملاء لتنفيذ مؤامرتهم القذرة، فوجدوا في تنظيم عصابة «الإخوان المسلمين»
ذات التاريخ العريق في العمالة ضالتهم المنشودة, فالإخوان المسلمون عصابة عميلة
مجرمة، لا علاقة لها بالدين، وهي بعيدة عن الإسلام وتعاليم الإسلام، بُعد السماء عن
الأرض، وعندما يحاولون التستر بالدين فذلك ليتخذوا منه غطاءً يخفي حقيقتهم
الإجرامية الحاقدة، فالأديان كافةً تحمل قيماً ومعاني سامية للشعب وللوطن فيها
الإخاء والمحبّة والتسامح والتضحية، أما هُم فقد تنكّروا لكل قيم وأخلاق الشعب
والوطن، بل ارتكبوا أفظع الجرائم.

وهكذا قام الأعداء (قال
الرئيس حافظ الاسد لوزير الخارجية الاميركي جورج شولتز: لو كانت المسدسات وهواتف
اللاسلكي تحمل ارقاما مختلفة لعذرناكم ولكنها مع الاسف تحمل ارقاما متسلسلة ومن
معدات الجيش الاميركي) الاميركيون والصهاينة العنصريون بتدريب عناصر مجرمة من عصابة
»الإخوان المسلمون« على أعمال القتل والاغتيال وتخريب المؤسسات في معسكرات أُقيمت
لهم خصيصاً في الأُردن والعراق وغيرهما، وأمدوهم بكميات كبيرة من الأسلحة من مختلف
الأنواع، ومتفجرات ووسائل اتصال متطورة، وغير ذلك مما يحتاجه النشاط الإجرامي
التآمري التخريبـي على صعيد القطر، ووضعوا بتصرفهم مبالغ طائلة (قال لهم نائب
الرئيس العراقي طه ياسين رمضان: نحن مستعدون لان نزودكم بانواع الاسلحة كافة التي
تريدونها باستثناء الطائرة والدبابة)، وأمنوا لهم الأوكار لتكون مستقراً لهم
ومنطلقاً لتنفيذ جرائمهم ثمّ أطلقوهم ليعبثوا بأمن الوطن والمواطنين، فيقتلون الطفل
والمرأة، الشيخ والعامل والفلاح، الطبيب والضابط، المحامي والموظف والعامل ورجل
الدين وغيرهم من فئات المواطنين.

وامتدت جرائمهم لتتناول
المؤسسات الاقتصادية، تلك المؤسسات التي بنتها جماهيرنا الشعبية الكادحة بجدها
وعرقها، كلّ ذلك خدمة للمخطط التآمري الذي حاكه أسيادهم الصهاينة
العنصريون.

كما ارتكب هؤلاء المجرمون مجازر جماعية فاقت في
بشاعتها ووحشيتها ما ارتكبته النازية الهتلرية أو الصهيونية العنصرية من مجازر
ستبقى أبداً علامة سوداء ووصمة عارٍ على جباههم ترمز إلى كفرهم وإلحادهم وكراهيتهم
وحقدهم على العروبة والإسلام, من هذه المجازر نذكر مجزرة الأزبكية في دمشق،
ومجازرهم في حماة، ومجزرة مدرسة المدفعية في حلب التي سنأتي على ذكرها
بالتفصيل.


وقائـع حــادث الإجــرام
فـي «مدرسة المدفعية»


قام بتنفيذ هذه الجريمة
النكراء المجرم السفاح النقيب إبراهيم اليوسف بالاشتراك مع عددٍ من القتلة ممن
باعوا أنفسهم وضمائرهم لأعداء الوطن والإسلام.

حيث استغل
المجرم الخائن إبراهيم اليوسف وجوده في المدرسة بمهمة ضابط مناوب فمارس صلاحياته
بدناءة وخسّة ممهداً لتنفيذ جريمة يندى لها جبين الإنسانية بحق طلاب المدرسة الذين
من المفترض أن يعاملهم كأخوة وأبناء، ورفاق سلاح، ولكنه خان الأمانة وداس الشرف
ونسي قسَم الولاء للشعب والوطن، منفذاً أوامر أسياده الاميركيين وإخوان الشياطين
ومقدِّماً خدمة لا تقدر بثمن للعدو الصهيوني، المعروف بحقده على سلاح المدفعية
السورية، الذي أنهكه وأقضّ مضاجعه في حرب تشرين اول (اكتوبر) التحريرية, وهكذا قام
المجرم إبراهيم اليوسف وأفراد عصابته بحصد طلاب المدرسة العُزّل من السلاح
برشاشاتهم وقنابلهم، وهم الذين كان يعدّهم الوطن لخوض معارك الشرف والبطولة والفداء
ضدّ العدو الصهيوني، محققين بذلك أهداف عدونا الغاشم لقاء أموالٍ بخسة قادتهم إلى
حتفهم.


كيف دخل المجرمون إلى مدرسة
المدفعية؟


قرابة الساعة السادسة والنصف من مساء
يوم السبت 16 حزيران (يونيو) 1979 تحرّك النقيب المجرم إبراهيم اليوسف بسيارة «زيل»
عسكرية يقودها العريف المجرم عبد الراشد الحسين الذي تمّ الاتفاق معه مسبقاً،
مغادراً المدرسة إلى مسافة قريبة تبعد نحو الكيلومتر، حيث اجتمع إلى مجموعة من
القتلة والمجرمين المأجورين الذين كانوا بانتظاره، وقد قام السفاح إبراهيم اليوسف
بإعطاء أفراد العصابة لباساً عسكرياً برتبٍ مختلفة وزودهم بكلمة السر وأدخلهم إلى
المدرسة معه بالسيارة، ثمّ اجتمع بهم وتشاور مع المسؤولين عنهم أمثال المجرم حسني
عابو والمجرم عدنان عقلة ضمن قاعة منعزلة داخل المدرسة, بعدها خرج المجرم إبراهيم
اليوسف وأمر بجمع الطلاب من دورتي الكلية الحربية «الصف المتوسط والصف المتقدم» في
ندوة المدرسة بحجة الاجتماع إلى مدير الكلية لإعطائهم بعض التعليمات، وبخاصة أنّ
الصف المتقدم يقف على عتبة التخرج، وأنّ دورة الصف المتوسط ستتسلّم قيادة الدورات
في المدرسة بعد تخرجهم, وقد أعطى المجرم الخائن أمره بالاجتماع شفهياً من خلال
الطلبة الأوائل في الدورتين ولم يعطه عبر إذاعة المدرسة حتى لا يعلم الضابط القائد
الأقدم بأمر الاجتماع ومنعاً لإثارة الشكوك علماً بأنها قليلة ونادرة المرات التي
يجتمع فيها مدير المدرسة «الكلية» مع دورتين بآنٍ معاً.


ماذا حدث في الندوة قبل بداية
الجريمة؟


عندما اطمأنّ النقيب المجرم إبراهيم
اليوسف إلى أنّ جميع طلاب الكلية البالغ عددهم نحو 300 طالب قد دخلوا مقر الندوة،
دخل عليهم برفقة كل من المجرمين حسني عابو وعدنان عقلة في حين كان المجرمون زهير
زقلوطة ورامز عيسى، وأيمن الخطيب، يأخذون أماكنهم على النوافذ وأمام باب الندوة
ينتظرون أوامر المجرم إبراهيم اليوسف، بعدها أخذ المجرم إبراهيم اليوسف بقراءة
أسماء عدد من الطلاب وأخرجهم خارج الندوة, وللتاريخ نقول بأنّ معظم الطلاب الذين
أُخرجوا من الندوة لا علاقة لهم بتنظيم «الإخوان المسلمين» ولا بجرائمهم إنما
استخدموا للتغطية والتمويه على بعض العناصر من ضعاف النفوس ممن استطاع المجرم
إبراهيم اليوسف بحكم عمله كمدرب في المدرسة من التغرير بهم وإدخالهم ضمن هذه
العصابة الإجرامية التي تعادي الله والوطن، حيث تأكد بالدليل القاطع وبعد التحقيق
أنه قد سبق له واجتمع مع هذه العناصر المغرر بها قبل ساعات قليلة من تنفيذ هذه
المجزرة الرهيبة وناقش معهم خطة التنفيذ, وعلى رأس هؤلاء الطالب المجرم يحيى كامل
النجار، والطالب المجرم ماني محمود الخلف الذي تقدم من المجرم إبراهيم اليوسف
وتكلّم معه على مرأى من جميع الطلاب أثناء قراءته الأسماء, إضافة للمجرم العريف
السائق عبد الراشد الحسين ولما تأكد من خروج الطلبة الذين تليت أسماؤهم خارج الندوة
وخصوصا العناصر الذين تربطهم به علاقة الإجرام والخيانة أعلن للطلاب المتبقين في
الندوة أنهم رهائن، والندوة ملغومة من أطرافها كافة، ومن يحاول الخروج سيقتل فوراً،
وأي عمل جماعي من الطلبة سيؤدي إلى هدم الندوة فوق رؤوسهم، ثمّ قال لهم بأنّ عليه
أن يُجري اتصالاً ضرورياً مع القيادة وسيعود إليهم بعد قليل.

مهاجمة مقر الحرس
بعد ذلك توجه هذا المجرم برفقة الخونة المجرمين مصطفى قصار، وماهر عطار،
وعادل دلال، باتجاه مقر الحرس, وتقدم المجرم إبراهيم اليوسف إلى عنصر الحرس
/الخفير/ المجند هوسيب مانوكيان محاولاً نزع بندقيته, وتوسل الخفير المسكين لهذا
المجرم مستجيراً بالله وقائلاً له «يا سيدي ستسبب لي عقوبة»، فكل ما دار في خلد هذا
المجند الطيب الذي يؤدي واجبه تجاه وطنه وشعبه بأنّ الضابط المناوب إبراهيم اليوسف
يحاول أن يختبر حراسته، ولم يفكر لحظتها بأنّ هذا المجرم الأفاك قد باع نفسه
للشيطان وخان الشرف والأمانة.

في الوقت نفسه تقدم من الخفير
عميلٌ مأجور من العصابة وأرداه قتيلاً بمسدس حربي كاتم للصوت وفي اللحظة التي كان
يتخبط فيها الشهيد هوسيب بدمائه رآه أحد زملائه من عناصر الحرس وهو المجند عبد
العزيز خليف فقام بتلقيم بندقيته علماً بأنها فارغة من «الذخيرة» حيث كانت أوامر
المجرم إبراهيم اليوسف أن لا توزع الذخيرة على عناصر الحرس قبل الساعة الثامنة
مساءً وبأمر منه شخصياً, فما كان من أحد المجرمين الذين يرافقون المتآمر إبراهيم
اليوسف إلا أن أطلق رشةً من بندقيته باتجاه المجند عبد العزيز سقط على أثرها
جريحاً, ثمّ قام المجرمون باعتقال رئيس وعريف الحرس واستولوا على كمية من البنادق
والذخيرة حملوها معهم بالسيارة بعد تنفيذ جريمتهم.


الجريمـة

بعد سماعهم صوت إطلاق الرصاص من
جهة المحرس، وكانت الساعة تقترب من الثامنة إلا ثلث مساءً وخوفاً من انفضاح أمرهم
بدأ المجرمون الذين يطوقون الندوة بإطلاق النار بغزارة ورمي القنابل بكثافة من
الجهات كافة على الطلاب الأبرياء المحصورين في الندوة والعزل من أي سلاح، ممّا أدى
إلى استشهاد 34 طالباً وتشويه وجرح قسم كبير بإصابات مختلفة, وكان هدف العصابة
الحاقدة المجرمة قتل الجميع دون استثناء، لكنها إرادة الله ورعايته التي هي دائماً
فوق إرادة الخونة والعملاء والقتلة (اثناء وقوع المجزرة كنت برفقة الرئيس حافظ
الاسد في بغداد لتوقيع الميثاق العربي، واتصل اللواء حكمت الشهابي رئيس الاركان
بالسيد الرئيس واعلمه عن الحادث وحاول ان يقلل من عدد الضحايا حتى لا تتأثر
المحادثات الجارية بين البلدين).

مهاجمة مقسم
الهاتف


في اللحظة التي كانت جريمة عناصر «الإخوان المسلمين» تُنفذ في
الندوة، وبعد الاستيلاء على المحرس، قام إبراهيم اليوسف وعميل آخر بالدخول إلى مقسم
الهاتف وبحوزتهم صفيحة من البنـزين، حيث قاموا برش ما فيها على المقسم وقد أدار
عامل المقسم ظهره خوفاً من إصابته بوجهه وأخذ يستجير بالله ورسوله، ويقول له «كرمال
الله، كرمال الرسول، لا تقتلني يا سيدي» ومن أين لهؤلاء الخونة السفاحين الذين قست
قلوبهم وتحجرت، وتنكروا لله ورسوله أن يسمعوا استغاثة هذا المجند البريء الطيب، حيث
حرقوا المقسم وفجروه، وأخذوا يركضون خلف عامل المقسم الذي فرّ من وجههم والنار
تشتعل في ظهره وأنحاء جسمه، وقد أُصيب بحروق بليغة.
بعدها تحرك المجرم إبراهيم
اليوسف باتجاه الندوة ماراً بطريقه بمكان إقامة بعض الضباط المقيمين في المدرسة
ليودعهم على طريقته الإجرامية الخاصة, وهذا ما كان في خطته، ولكنّ إرادة الله تدخلت
مرة أخرى حيث لم يتواجد أحد منهم في هذه اللحظة.
ثمّ قام إبراهيم اليوسف وعناصره
بإطلاق رصاص الغدر والخيانة على الجرحى من الطلاب للإجهاز عليهم، وقاموا بملاحقة
الطلبة الأبرياء الذين فروا خارج الندوة طلباً للنجاة.
وخلال هروب أحد الطلاب من
الندوة التقى بالمجرم إبراهيم اليوسف وعميل آخر معه، فاستجار به قائلاً: »سيدي ألا
ترى ماذا فعل بنا هؤلاء المجرمون«، وإذا بالمجرم إبراهيم اليوسف الذي فقد كل شيء
وحتى إنسانيته متحولاً إلى وحش، وأي وحش يعطي أمراً لرفيقه في الإجرام والخيانة
فيطلق النار على هذا الطالب ليصيبه بجروح بليغة، حيث تمّ إرساله ورفاقاً له من
ضحايا عصابة الغدر للعلاج خارج القطر, وبعد انتهاء العملية الإجرامية خرج أفراد
العصابة برفقة المجرم الخائن إبراهيم اليوسف خارج المدرسة بالسيارة «زيل» نفسها
التي يقودها المجرم عبد الراشد الحسين.

ومضات
بطوليـة


من قلب الموت، من قلب المجزرة المأساة ظهرت نفحات بطولية
رائعة لرفاقنا الشهداء سيذكرها التاريخ طويلاً بفخر واعتزاز يذكر منها:
1 ـ قيام
الرفيق البطل الطالب أحمد زهيري باحتضان قنبلة ألقاها أحد العملاء وضمها إلى صدره
محاولاً الخروج بها ليفدي بنفسه وروحه الطاهرة الزكية أُخوة له ورفاق عقيدة وسلاح،
ولم يتركها على الرغم من تحذير رفاقه له، وانفجرت القنبلة وتناثرت أشلاؤه وروداً
وأزاهيرَ تزين صدر الوطن.
2 ـ اقتحم البطل الطالب سليمان رشيد إسماعيل غمار
الموت وهجم على أحد العملاء في الندوة ممسكاً ببندقيته ضاغطاً بها على عنقه محاولاً
خنقه وانتزاعها منه، ولم يستطع أحدٌ من زملائه مساعدته في تلك اللحظة، وبقي يشدد
الخناق على المجرم حتى تقدم مجرمٌ آخر من هذا البطل وأفرغ مسدسه وحقده الأعمى في
رأسه فتهاوى شهيداً بعد أن سَطَّر بدمائه الطاهرة صفحة من صفحات البطولة
والفداء.
3 ـ رفض الشهيدان البطلان محسن عامر، ومحمد عدوية، الخروج من الندوة
على الرغم من إعلان اسميهما من قبل المجرم إبراهيم اليوسف وربطا مصيرهما بمصير
رفاقهما في العقيدة والسلاح فامتزجت دماؤهم جميعاً لتروي تراب الوطن
الطاهر.

ماذا جنى القتلة المجرمون؟

لقد
ظن العملاء بأنهم بجريمتهم هذه وما تلاها من جرائم يستطيعون أن يحققوا غايتهم
وينالوا رضى أسيادهم الاميركيين والصهاينة، وذلك بإخضاع سورية وجرها إلى ركب الخنوع
والاستسلام.
بجريمتهم هذه استطاعوا أن ينشروا الحزن والأسى في عموم أرجاء قطرنا
الحبيب.
نفذ العملاء جريمتهم ولم يدر في أذهانهم بأنهم عندما وزعوا الموت على
قرانا ومدننا الحبيبة قد فتحوا قبورهم بأيديهم الآثمة، وأثاروا غضبة الجماهير
وحقدها المقدس، فكانت جريمتهم هذه بداية نهايتهم.
ففي كل قرية وفي كل بيت كان
أبناء وطننا الغالي يرددون بأسى وحزن قائلين بأنهم لم يربوا أولادهم ويرضعوهم حليب
البطولة والشهادة إلا ليموتوا فداءً للوطن ويكونوا عدة الأُمة وأملها في النصر
والتحرير.
لم يربوهم لتأتي عصابة مجرمة خائنة تقتلهم في دارهم وأماكن تحصيلهم
وإعدادهم وتحرم الوطن من طاقاتهم وبطولاتهم وهذا ما يحزُّ في نفوسهم.
إنّ عصابة
الغدر والخيانة وهي تغتال الأبرياء والشرفاء والعلماء متسترة وراء الدين نسيت قول
الله تعالى الذي يؤكد بأنّ ( من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل
الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً,,,) (سورة المائدة: الآية 32)
نعم أيها الأُخوة لقد وجهت هذه العصابة الآثمة تحدياً خطيراً لشعبنا، واستخفت
بقدرته واستهانت بوعيه وشموخه العملاق، وتراءى لها أنها تستطيع عبر عملياتها
الإرهابية إخماد صوت الشعب وإسكات إرادة الجماهير، غير أنّ العصابة الخائنة أخطأت
الحساب وفتحت مع الجماهير معركة كان واضحاً من البداية أنها خاسرة، كما كانت دائماً
المعارك كافة التي خاضها المجرمون العملاء ضدّ الشعوب.
وخرجت جماهيرنا الشعبية
في حلب، وحمص، وحماة، وإدلب، ودمشق، وبقية المحافظات، في وقفةٍ تاريخية رائعة خلف
قائدها المفدّى الرئيس المناضل حافظ الأسد، مطالبة بتصفية العصابة وتصفية أشكال
وأدوات التآمر الاميركي ـ الصهيوني كافة, نعم، لقد انتفض شعبنا، إرادةً واحدةً،
ووعياً مشتركاً وقدرة تاريخية فذة وواجه العصابة المجرمة بقراره التاريخي «تصفية
العصابة ـ تصفية نهائية».

إعدام المجرمين

بعد أن قام المجرم
العريف عبد الراشد الحسين بنقل أفراد العصابة خارج المدرسة بعد تنفيذ جريمتهم عاد
إلى المدرسة بسيارته وكأن شيئاً لم يكن، محاولاً إيهام الجميع بأنّ لا علاقة له
بالأمر، وأنه نفذ ما نفذ تحت قوة السلاح، وقد ألقي القبض عليه فوراً ووجد في سيارته
بعض الألبسة العسكرية والأسلحة والذخيرة من مخلفات العصابة المجرمة وقد أثبتت
التحقيقات اللاحقة إدانته تماماً وتورطه مع العصابة المجرمة.
كما تمّ إلقاء
القبض سريعاً على المجرمين ماني الخلف، ويحيى النجار، بعد أن أدلى بعض الرفاق من
الطلبة الناجين بشهادتهم مؤكدين اشتراك هؤلاء بالجريمة, وقد تمّ إعدام هؤلاء الخونة
في حقل رمي مدرسة المدفعية لاحقاً بعد انتهاء التحقيقات معهم فنالوا جزاء ما اقترفت
أيديهم الآثمة.

مقتل المجرم السفاح إبراهيم
اليوسف


عندما ارتكب المجرم إبراهيم اليوسف جريمته في مدرسة المدفعية
ظن أنه سينجو من يد العدالة، فواصل جرائمه وخطط لأفراد عصابة الغدر والإجرام
«الإخوان المسلمين» التي عاثت فساداً في الأرض وتسترت باسم الدين لتغتال الأبرياء
وتنال من أمن الوطن والمواطنين, وكانت أعين أجهزة الأمن الساهرة بالمرصاد لهذا
المجرم العميل الذي قام بهذه الجريمة الدنيئة وخان الله والوطن وشرفه العسكري, حيث
تمكنت في الثالث من حزيران (يونيو) عام 1980 من قتله (بعد مقتل المجرم ابراهيم
اليوسف نقلت جثته الى مدرسة المدفعية ومرت امام صف من طلابها,,, فما كان من الطلبة
الا ان ينقضوا باسنانهم محاولين تمزيق جثة هذا الخائن) في أحد أوكار العصابة في
مدينة حلب، فنال المجرم جزاءَه وارتاحت أرواح شهدائنا في جنان النعيم, وكانت فرحة
الشعب غامرة ونابعة من القلب، حيث راح المواطنون في كل مكان يتبادلون التهاني بقتل
هذا المجرم الذي اغتال زهرات من شبابنا نذروا أنفسهم للوطن وجاءوا يتعلمون ويستعدون
لخوض معركة المصير مع العدو الصهيوني, وتابعت جماهير شعبنا في سورية البطلة بكل
فئاتها مطاردة فلول هذه العصابة التي عاثت في الأرض فساداً ونشرت الموت والدمار
وألقت الرعب في قلوب المواطنين الأبرياء فاستأصلتها من جذورها.
وصدق الله العظيم
الذي يقول: (وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (سورة العنكبوت: الآية
40).
وختاماً إن العمالة للعدو الأجنبي من أبشع الجرائم بحق الوطن والمقدسات،
بحق الشرف والأرض، ومن خان الشعب والأرض فقد خان الله، وهذا ما فعله «الإخوان
المسلمون» الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: (وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا
الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم) (سورية الانفال: الآية 71).
نعم لقد
خانت عصابة «الإخوان المسلمين» الوطن واعتدت على شعبنا النبيل الذي كرس حياته
للدفاع عن الدين والوطن والمقدسات، ومن أجل تحرير المسجد الأقصى من براثن الصهاينة
المعتدين فكان طبيعياً أن تتصدى جماهيرنا الشعبية للمؤامرة الإمبريالية الصهيونية
الرجعية فتحبطها، ولأدواتها الرخيصة فتسحقها، وتجعل تنظيم العصابة المجرمة أثراً
بعد عين, وهكذا لقي المجرمون الجزاء العادل الذي يستحقونه.
إنّ نار الفتنة التي
أشعلوها قد حرقتهم، والمعاول التي أرادوا أن يهدموا بها صرح هذا الوطن قد حفرت لهم
قبورهم ولم تنل من سورية شيئاً.
وانتصرت إرادة الشعب, وأعلنتها جماهيرنا مدوية
بأنّ سورية الأسد لن تركع وستظل أبداً رافعة الرأس، شامخة الجبين قوية بشعبها
وقائدها، وستندحر كل المؤامرات الاميركية والصهيونية.
الرحمة على أرواح شهدائنا
الأبرار واللعنة والموت للقتلة المارقين وللخونة المأجورين من الإخوان
المسلمين.



لعبة خلط الأوراق التي مارسها
جيمي كارتر لا يمكن أن تنطلي إلاّ على المسطولين الذين يشربون حشيشة الكيف في
الغليون

الكتابة عن الرئيس كارتر تأخذ طابعاً مأسوياً خصوصاً في هذه
الأيام، فكما يقول المثل الشعبي السائر «ماذا أذكر منك يا سفرجلة, كل مصّة,,,
بغصّة».

عندما تسلّم الرئيس كارتر مفتاح البيت الأبيض في خريف العام 1976م
تفاءل العرب خيراً علّ الرئيس الجديد يكون أقل سوءاً من سلفه بالنسبة للقضايا التي
تهم الأمة العربية، وفي مقدمتها فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى، إذ ليس
أمر على النفس من أن يرى الإنسان العربي رئيس دولة عظمى يناصبه العداء دونما سبب،
ودون أن يكون للشعب الاميركي أي مصلحة في ذلك, ومما زاد في تفاؤلنا أن الرئيس كارتر
لبس مسوح الرهبان، وأخذ دور المؤمن بمبادئ السيد المسيح، وأخذ يتكلم بالطول والعرض
عن حقوق الإنسان، وعن العدالة، وعن كل القيم الروحية الفاضلة في المجتمع
الدولي.
وتوالت الأحداث,,, وإذا بالرئيس كارتر صهيوني أكثر من الصهيونيين،
وتوالت التصريحات، الواحد إثر الآخر، وكلها تؤكد أن الرئيس كارتر ملتزم وإلى الأبد
بأمن إسرائيل ومساعدتها على الباطل والعدوان، وعلى انتهاك الحقوق العربية والمقدسات
الإسلامية, وبدأ بإغراقها بالأسلحة المتطورة والمساعدات الاقتصادية، ليثبت
للصهيونية نواياه الطيبة تجاهها.
ولما طفح الكيل واستاء الرأي العام العالمي من
ممالأة كارتر للصهيونية وإسرائيل، أطلق تصريحاً فيه بصيص من النور باتجاه الحق
العربي وحق الشعب الفلسطيني, وهنا أيضاً عدنا إلى الأمل من جديد علّ وعسى أن يكون
ضمير هذا الرجل قد استيقظ.
وما هو إلا يوم وليلة وإذا بنا نفاجأ أن رئيس
الولايات المتحدة قد لحس تصريحه السابق, وإذا أردنا الدقة اللغوية في التعبير نقول:
قد مسخ تصريحه السابق وعاد إلى بطانته وإلى رفقة السوء مناحيم بيغن وأنور
السادات.
قديماً كان يقال: «كلام الملوك ملوك الكلام», ماهي الترجمة العلمية
لهذه المقولة التاريخية؟ إنها ببساطة أن الملك أو الرئيس إذا تكلم لايكذب, ومن هنا
تأتي أهمية المصداقية في كلامه, ولكن كارتر بدلاً من تمثل نهج السلف الصالح تبنى
طريقاً آخر وهو طريق الكذب مع معرفته الأكيدة أن حبل الكذب قصير، حتى أن أحد أساتذة
التاريخ في جامعات الولايات المتحدة قال بما معناه: «أن الرئيس كارتر لا يصلح أن
يكون رئيس دولة لأنه يكذب ولأنه يغير رأيه باستمرار», وسلوك كارتر هذا لا يخص
التصريحات الصحافية والإذاعية فقط، وإنما يتعداها إلى العلاقات الدولية, فهو
لايلتزم أبداً بشرف الكلمة التي يعطيها, وعلى سبيل المثال لا الحصر: عندما وقَّع
الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية على مشروع قرار لحل القضية
الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة في خريف العام 1977، وعلى الرغم من أن هذا
المشروع لايلبي كل طموحات الأمة العربية وآمالها، فإن الرئيس كارتر اتصل بأنور
السادات وبرئيس وزراء الكيان الصهيوني مناحيم بيغن وطلب إليهما العمل سوية لإيجاد
قاسم مشترك لتسوية هزيلة تمهد لعقد صلح منفرد يكون هدفه الأول خدمة إسرائيل
ومطامعها التوسعية العدوانية، وشق الصف العربي الذي بدا متماسكاً صلباً في أعقاب
حرب تشرين اول (اكتوبر) المجيدة.

وهكذا طعن كارتر العرب من البطن وطعن
السوفيات من الظهر, وكان كاذباً ومخاتلاً ولا يحترم قدسية الاتفاقات الدولية في
الحالين.
وفي جنيف، عندما التقى الرئيس كارتر بالرئيس المناضل حافظ الأسد,,,
ولنا كلمة في هذا الموضوع قبل الدخول في التفاصيل وهي أننا في حزب البعث العربي
الاشتراكي أولاً، وكمواطنين سوريين عرب ثانياً، رفعنا رأسنا عالياً عندما رفض رئيس
جمهوريتنا أن يهرع إلى اميركا كما يفعل غيره من الرؤساء العرب والأجانب عندما يوجه
إليهم رئيس دولة عظمى مثل اميركا دعوة للزيارة, أقول: لقد رفض رئيسنا الذهاب إلى
اميركا مجسداً في ذلك شرف الأمة العربية وكبرياءها، وطلب إلى الإدارة الاميركية إذا
كانت حريصة على اللقاء أن يتم هذا في بلد محايد وكانت سويسرا هي المكان المختار
بالنسبة للطرفين.
وفي صيف العام 1977 حدث اللقاء بين الرئيسين وتابعناه أولاً مع
وسائل الإعلام, ولما عاد الرئيس القائد من جنيف وضع القيادة القطرية لحزب البعث
العربي الاشتراكي في الصورة وكان انطباع الرئيس الأسد عن كارتر جيداً، وكان يؤكد
لنا في كل مرة أنه «إذا صدق هذا الرجل فهو إنسان عظيم».
كان الرئيس الأسد
متأثراً بالدرجة الأولى بالمناقب العربية التي يتحلى بها، وبالدرجة الثانية،
بأخلاقه الشخصية لذلك لم يكن لديه أي انطباع أو شك في أن الرئيس كارتر يمكن أن
يكذب,,, ولكن هذه الأحلام الجميلة تبخرت في ربيع العام التالي, فقد ذاب الثلج وبان
المرج، واتضح للرئيس الأسد أن كارتر لا يحترم وعوده، ولا يثبت عند قول, وأن الكذب
لديه أصبح طبعاً وليس تطبعاً.
على أن كراهية الرئيس كارتر للأمة العربية وحقده
عليها بدا أكثر وضوحاً عندما شجع عملية أنور السادات ببدء زيارة الخيانة للقدس
المحتلة, والتحرك باتجاه عقد الصلح المنفرد مع إسرائيل، وضرب التضامن العربي الذي
كان الركيزة الأساسية لحرب تشرين اول (اكتوبر) المجيدة, وهنا، وأقول للأمانة: أنه
لم يكن يخطر ببال أي عربي أن يكون كارتر منحازاً للصهيونية ولإسرائيل بهذه الدرجة
من الوضوح لدرجة التفريط في المصالح العليا للولايات المتحدة الاميركية, ولكي أثبت
هذه الناحية أقول: «أنه من المعروف تاريخياً أن هناك علاقة صداقة تربط بين المملكة
العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية,, منذ أواخر الثلاثينيات ولكن
المتعارف عليه أيضاً أن الصداقة لا يجوز أن تكون من طرف واحد وإلا فلا يمكنها أن
تستمر طويلاً».
وعانت المملكة العربية السعودية من هذه الصداقة ما لم تعانه دولة
على وجه الأرض، وعمدت الولايات المتحدة، كما ذكرنا، إلى شق الصف العربي وضرب
التضامن العربي عن طريق عميلها الذليل أنور السادات, فهل هناك مصلحة لاميركا في
مخاصمة المملكة العربية السعودية، بل هل هناك مصلحة وطنية لاميركا في تمزيق الأمة
العربية؟
إن بقاء الأمة العربية قوية متضامنة عامل مهم في السلام العالمي والأمن
الأوروبي بصورة خاصة, ولكن وجود اميركا العسكري في مصر وفلسطين بكثافة سيدفع
الاتحاد السوفياتي دفعاً لكي يثبت هو الآخر أنه موجود على الساحة الدولية، ولن يسمح
لاميركا بأن تمضي في لعبتها إلى النهاية المرسومة لها في البنتاغون مقر وزارة
الدفاع الاميركية, وإذا كانت اميركا تعتبر أن العالم هو غابة من الوحوش فعليها أن
تعلم أنها ليست الوحش الأقوى.
نعود إلى موضوعنا الأساسي وهو غيرة كارتر الكاذبة
على الإسلام، عندما قامت ثورة إيران في شباط (فبراير) من العام (1979) لم تكن
اميركا مرتاحة لهذه الانتفاضة الشعبية العارمة, صحيح أنها في الآونة الأخيرة قررت
التخلي عن شاه إيران كعادتها الدائمة, في ترك عملائها عندما لا يبقى فيهم أي رمق
فتقذف بهم إلى مزبلة التاريخ أو تتركهم يسقطون إلى الهاوية وهي تتفرج عليهم وتقول
لهم ليس في الأمر حيلة.
ولكن التخطيط لم ينجح هذه المرة مع الإدارة الاميركية إذ
كانت تمني النفس بقيام انقلاب عسكري في إيران يقبض على زمام الأمور بيد من حديد،
ويجري بعض الإصلاحات الداخلية لكي يمتص النقمة الشعبية، ولكي يبقى النظام العسكري
في نهاية المطاف يدور في فلك السياسة الاميركية، وكانت يد الله فوق أيديهم، وتمكن
الإمام آية الله الخميني وأعوانه من السيطرة على الأمور، ووضع الثورة الإسلامية
الإيرانية في الموقف الصحيح المعادي للإمبريالية الاميركية والمدافع عن حقوق الشعوب
المضطهدة وفي مقدمتها حق الشعب العربي الفلسطيني,,, وقامت قيامة الصحافة الغربية
بتوجيه من اميركا والصهيونية وحملت على رسالة الإسلام، ودعت إلى شن حرب صليبية
جديدة ضد الأمة العربية التي تمثل ركيزة الإسلام الأساسية في العالم أجمع.
ثم
جاءت أحداث احتجاز الطلاب الإيرانيين لأعضاء السفارة الاميركية في طهران مناسبة
عظيمة لتكشف اميركا على حقيقتها وتعريها أمام المجتمع الدولي، وكانت ردود فعل
الرئيس كارتر أشبه بردود راعي البقر أكثر منها بردود رئيس دولة, فقد أقام الدنيا
ولم يقعدها على رأس إيران، وطالب بفرض عقوبات اقتصادية، وحشد أساطيله العدوانية في
بحر العرب على مقربة من الخليج العربي, كل ذلك ليفت في عضد الثورة الإيرانية, ولكن
الإمام الخميني لم يأبه بكل هذه التهديدات، ودعم بصلابة، موقف الطلاب، وحوّله إلى
موقف وطني ضد الإمبريالية الاميركية.
على أن الأمر الذي يعد من أكبر الأمور
المستهجنة، ما أقدم عليه الرئيس كارتر من مصادرة الودائع الإيرانية في البنوك
والمصارف الاميركية.
والوديعة في العرف الحقوقي، أمانة, فكيف تقدم اميركا على
سرقة هذه الودائع التي لا تخص فرداً بعينه وإنما تخص كل الشعب
الإيراني؟


=============
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع =============
ارسال رد

هــــــام

ندعوك للتسجيل في المنتدى لتتمكن من ترك رد أو تسجيل الدخول اذا كنت من اسرة المنتدى

صلاحيات هذا الموضوع
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى