حنك الشيطان
أكتب قصتي هذه
إلى كل مخدوع أو جاهل بالطوائف الباطنية التي تنهش سورية الحبيبة اليوم والتي يتحمّل آباؤنا المسؤولية الكاملة عن عدم توعية الأجيال عن حقيقة وماهية معتقدات والتاريخ الأسود الدامي لتلك الطوائف المجرمة
قصتي طويلة ولكن سأختصر قدر الامكان
نشأت في أسرة دمشقية فقيرة كنت مدمنة على مشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني
التي كان لها التأثير الخطير في ابتعادي عن الدين وتمييع المحرمات وهذا للأسف حال كثير من بنات وأبناء جيلي,دخلت الجامعة وكانت وكرا للرذيلة والعلاقات المحرمة وهناك
التقيت بقصي ..أخذ يتقرب إلي من خلال زميلة لي قريبته , وفجأة وجدت نفسي قد ملت له تماماً كما يحدث في المسلسلات التي عشتها بل كنت بطلتها ..ولم أكن أدرك أن دمشق الحبيبة ينخر في ضلوعها شياطين طائفيين يعبدون القبح والرذيلة.
كنت أسعى أن تتوج علاقتي بقصي بالزواج
كان قصي يتهرّب من موضوع الزواج فقال
: لن يرضوا اهلك بي فأنا علوي
: ماذا يعني علوي ؟
: يعني من الطائفة العلوية
: يعني حزب سياسي ( آه كم كنت جاهلة )
: لا بل دين اسلامي حقيقي
أخبرت أمي فجاء قصي مع أخته باسمة
فاستقبله والدي في حين استقبلت والدتي باسمة بالترحاب والحلويات والمكسرات
كانت باسمة متكلّفة جداً ويبدو أنها من عالم غير عالمنا
كانت تجيب على أسئلة أمي بأسئلة أو حتى بابتسامات وتنهنهات
وعند سؤالها عن أمها قالت : أنها متوفاة
ذهب قصي مع اخته ودخل أبي مستبشراً وقال الولد ممتاز بقي أن أسأل عنه وعن أهله وأخلاقه ودينه ونقول لك مبروك
وفي اليوم الثاني ذهب عمي كمال وسأل عن قصي في مساكن برزة
ودخل مع أبي إلى الغرفة وبعدها نادتني أمي ودخلنا فقال والدي :
الشاب ليس مسلماً بل نصيرياً
فقالت أمي : وماذا يعني نصيرياً
:يعني يقول أن الله هو علي بن أبي طالب بشكله الآدمي وتم قتله ليرجع بشكله الرباني وليسكن الشمس والقمر
النصيريون يقدّسون الخمر ويصنعونه في بيوتهم ولايؤمنون بالقرآن وعندهم كتب سرية ويكرهون المسلمين ورموزهم
: يعني دروز
فقال عمي : نعم مثل الدروز يخبّؤون دينهم ولايظهرونه ولكنهم همج ورعاع
وقتلوا من المسلمين في سورية ولبنان وفلسطين أكثر مما قتل الصهاينة
لقد دمروا مدينة حماه وأحياء بأكملها في حلب وجسر الغور ودمشق ودير الزور
كنّا نظنهم مسلمين فسلمناهم أمرنا فتمكّنوا منّا بتخطيط فرنسة وبريطانية
لقد كانوا دوماً خنجراً في خاصرة العروبة والاسلام فقد تعاونوا مع الصليبيين والتتار والمغول وقتلوا الملايين من المسلمين
فقالت أمي باستهزاء : ومادخل فرنسة وبريطانية والصليبيين بخطبة البنت
فأجاب أبي : الولد ليس مسلماً انتهى الموضوع ..
معقول ماسمعته ماهذا ؟التقيت بقصي وسألته هل تشرب الخمر فقال لي :
بالمناسبات
:وهل تصلي
: أحياناً
هل رفضوا أهلك
: يقول عمي بأنك غير مسلم
: اليوم أنا قادم لبيتكم وسأثبت لوالدك أنني مسلم
جاء قصي ومعه اثنان غليظي المنظر ولهجتهم غريبة وكان حرف القاف
ظاهراً بطريقة فجة وبشعة في كلامهما والغريب أن قصي كان يتحدّث مثلهما
وخيل إلي أنه ليس الشاب الذي أعرفه ناداني والدي وهو يرتجف وقال لي :
الله لايوفقك راح تروحينا ...هدول مابيعرفو الله
روحي إلبسي بسرعة
فعلاً ارتديت ملابسي وتأبطني قصي أمام والدي بعد ان صعدنا بالسيارة
وكنت أحاول ابعاد يد قصي عن كتفي ولكنه كان يصرّ على أن يري أبي مايفعله
وصلنا الى جامع كبير في ساحة كفرسوسة ودخلنا إلى الجامع
حاول أبي خلع حذائه ليدخل الجامع ولكن قصي والشابان لم يفعلا وقالا له :
بدون ماتخلع نعليك فهما أطهر
فنظر والدي إليّ وهو يدخل مجبراً بحذائه إلى الجامع تخطّينا كل المصلين
ووصلنا إلى الإمام سأله قصي باللهجة النصيرية ( التي تبين لي بأنها ترعب كل الناس ) :
أنت شيخ المسجد صحيح ؟
ظهرت الدهشة الممزوجة بالخوف على وجه الشيخ ورد: نعم أنا
: نحن العلوية مسلمين أم كفّار
: ماالقصة ولماذا هذا السؤال ؟
: ليس من شأنك ..أجب على قدر السؤال
فأجاب الشيخ ليخرج من المأزق: العلوية مسلمين والنصيرية كفّار
: فنظر إليه قصي نظرة احتقار وشتم الله وهدّد الشيخ الذي قال له بصوت متقطّع :
أنت سألتني وأنا أجبتك هذا هو ديننا وهكذا قال الرسول
فقال أحد الشابين على الفور : يلعن دينك ورسولك
بدأ المصلين بالنفور والخروج مسرعين من المسجد
وطلب قصي من إمام المسجد الخروج معنا وادخلوه في السيارة الأخرى
راح الشيخ يحلف بانه لايقصد شيئاً وأنه كان يفتي بحسب تعاليم الشرع والقرآن
كان والدي يرتجف وكنت أحاول أن أمسك بيده ولكنه كان يبعدها بهدوء
فقلت لقصي : ماهذا الذي تفعله ؟
فرد بجنون : أنت اخرسي ..سأثبت لك أننا مسلمون وأنتم كفّار
وصلنا إلى جامع قريب ودخلنا واستدعينا خادم المسجد
فقال له قصي :
نحن العلوية مسلمين أم لا
فقال خادم المسجد بخوف: أنا لست شيخاً ولاأستطيع الفتوى
:أين الإمام ؟
: منذ نصف ساعة صلى بنا العشاء وذهب إلى بيته
ودلنا خادم الجامع على البيت ودخلنا فعاجله قصي بسؤال :
هل نحن العلوية أو النصيرية كما تقولون مسلمون أم كفّار ؟
فردّ الشيخ وهو يرتجف : مسلمون طبعاً
فنظر قصي إلى والدي منتصراً :
هل سمعت ..نحن العلوية مسلمون ؟
ونزلنا على عجل وبدأ صراخ خادم المسجد وتوسلاته إلا أنهم اعتقلوه
كالشيخ الأول وعلمت بعد ذلك أن المكان هو فرع أمن الدولة.
في البيت راح أبي يضربني ويشتمني وامي تحاول تهدأته
كان يصرخ بهستيريا مفجوعا: كان يعانق ابنتك أمامي ودخل المسجد بحذائه وقال أن الحذاء أطهر من المسجد ويسب ويلعن الله بداخله
وقد أخذوا اثنان من المشايخ إلى فرع المخابرات
ذنبهم برقبة ابنتك ..لن يرواعائلاتهم بعد اليوم
فقلت له :غداً سأطلب من قصي اخراجهم
: انت لن تقابلي قصي ولن تذهبي إلى الجامعة
لقد أرسلتك لكي تتعلمي لا لكي تعشقي وتمشي في طريق الحرام ..الله لايوفقك
وسقط والدي مغميّاً عليه وأخبرنا الطبيب بأنه يعاني من ارتفاع حاد بصغط الدم
وبقيت ملازمة لقدمي والدي فقد كان رحمه الله انسان متواضع يعيش بعيداً عن المشاكل متديّن وأسرته تعيش حياة سعيدة بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى
والدي هو مثلي الأعلى ونبع من الحنان والعطف
نزلت عند رغبة والدي بترك الجامعة وحاولت أن أشغل وقتي كالعادة بالمسلسلات التلفزيونية والأغاني ولكني كنت أشعر بالغثيان والعفن الذي أراه وأسمعه
صار قصي يتصل بالهاتف فقلت له اتركنا وشأننا ولكنه كان يهدّد ويتوعّد وأنه لايستطيع العيش بدوني وأن الأديان لن تقف في طريقه
قطع والدي الخدمة عن الهاتف ولكن كان قصي يجبر شركة الهاتف بارجاعه
قرر والدي أن يرسلني إلى عمتي في حلب بعد أن جاءت فتاة تظاهرت انها زميلة لي في الجامعة ولكني قلت لوالدي أنني لاأعرفها فمقتتني بنظرة رهيبة وقالت لي : ستندمين ..
سافرت إلى حلب وبعد يومين اتصل أبي وأمي بي وهم يبكون ويقولون بأنهم اضطروا لاخبار قصي عن مكاني ويريدون مني الرجوع حسب أوامره
رجعت الى البيت فقال لي أبي على الفور :
يابنتي هؤلاء مابيعرفو الله ظالمين ومتوحشين وأنا خايف على أخويك
منه ومن بطشه فقلت له لاعليك ياأبي سأتصرف معه
جاء قصي فتوسلت اليه ليتركني
فقال غداً سآتي لتتعرفي على أهلي
فوافقت أملاً في الحديث لأسرته
ذهبت إلى منطقة مساكن برزة مسبق الصنع فرأيت أخته التي جاءت إلى بيتنا في احدى الشرف فقلت له هذه أختك باسمة فضحك وقال :
هذه ليست أختي
فوجدت أمام باب احدى الشقق تقف الفتاة التي جاءت الى بيتنا وادّعت أنها زميلتي في الجامعة وبادرتني بنظرة مخيفة
كانت خفقات قلبي تتسارع مع كل خطوة أقترب بها من بيت عائلة قصي
رأيت أخته بوجهها الشاحب وخاطبته أمه باشمئزاز :
روح قول لأبوك يعطيك مصروفك قبل ماتجيب بنات الناس ..اسمعي يابنتي ابني صايع وبخيل مثل أبوه
وقالت بحزم : أنا رايحة لعند خالتك ...لاتدخلي إلى حنك الشيطان معه
فابتسم قصي وقال لي :
يوجد مشاكل بينها وبين والدي
: وماهو حنك الشيطان الذي تتحدّث عنه أمك ؟
وقفت أخته في وجهنا وقالت :
أرجوك حنك الشيطان ليس لهذه الفتاة
بدأت خفقات قلبي تصل إلى حلقي فتراجعت فأمسك قصي بيدي وقال لاتخافي
وصرخ على أخته وقال لها تراجعي .ففعلت على مضض
فتح قصي باب الغرفة فنظرت فوراً بداخلها فوجدتها غرفة بسيطة ووسخة بها خزانة للملابس وسرير قذر وصور الممثلات شبه العاريات
فقال مبتسماً :
أترين هذه ماتسميه أمي والعائلة حنك الشيطان ... والسبب أنني كنت أجلب الفتيات إلى هنا ونمرح ونلعب .. أمي متدينة قليلاً وقد امتنعت عن باقي الفتيات بعد أن تعرفت بك
اقترب قصي مني كي يلمسني .. فتراجعت وخرجت إلى الصالة فوقفت وراء أخته التي قالت لي : مالذي جاء بك إلى هنا ؟
فقلت لقد تقدم لخطبتي ..فقاطعتني وقالت :
ثم اكتشف أهلك أنه علوي ..فقام بتهديد والدك وجاء بك إلى هنا كي يريك عائلته
ذبحتني الدهشه فلم أجيبها
فقلت : قصي ..من أنت ؟
فضحك وقال حلوة منك هذه العبارة ..أنا قصي وأريد الزواج منك
هيا بنا لأطلبك من والدك بشكل رسمي فقلت له :
يجب أن تأتي أمك و أختك معنا
: أختي ستأتي ولكن أمي لاأعتقد أنها ستوافق فهي تظنك بنت من بنات حنك الشيطان فأومأ برأسه الى الغرفة مبتسماً
صدقيني يازبيدة أنا مسلم وأقرأ القرآن وأصوم رمضان وحتى أنني لاأشرب العرق أبداًَ
وماهو العرق ؟
: دواء يصنعه أهلنا في بيوتهم وصار له عدة مصانع في الشام ولكنه يفقد التركيز ويجعل شاربه يثمل من تخمّره الشديد
سآخذك يوماً ما إلى الضيعة لتشاهدي كيف يصنعونه هناك وسوف تحبينه
: لكنه خمر وهو محرم
: أنت تأكلين العنب وهذا مجرد عنب معصور
استقبلنا والدي على مضض واشترط والدي على قصي أن ينطق الشهادتين وأن يعقد القران عن طريق شيخ المحكمة الشرعية
فوافق قصي وتم الموضوع وكنت ضائعة بين دموع أبي وأمي وبين كلام قصي المعسول
تزوجت بدون حفلة وبدون ثوب الزفاف وبدون زغاريد وبدون زفّة
أمسك أبي يدي وهو يبكي وقال
زواجك باطل فهو بالاكراه
أريد أن أراك في بيتي مجدداً بدون هذا الشيطان
ودعتني أمي بدعائها : الله يخلصك من أنياب هذا الشيطان
خاطب قصي رندة :
سنذهب إلى قاسيون وأريد منك ترتيب الأمور في حنك الشيطان
ألحيت على قدوم رندة معنا فقد كنت خائفة
في قاسيون مد يده قصي لكي يخلع حجابي قائلاً :
اخلعيه ..فأنت جميلة أكثر بدونه
فقلت له : لاأستطيع لا أخلعه إلا في البيت فأنا لك وحدك
: أنا موافق أن تكوني للجميع ..أقصد أن يراك الجميع
:أرجوك لاتفعل ..أنا مسلمة وأشعر بالكرامة به
: يعني أنت بدونه بلا كرامة
:نعم
: ومادخل الكرامة بالحجاب ومد يده لكي ينزعه فخرجت مني كلمة على شكل صرخة بدون أن أشعر
فتقدّمت منّا امرأة عجوز ومعها ابنها كانت تجلس بجانبنا فقالت مابك :
فقلت : إنه زوجي يمزح بشكل سيء معي
فقال قصي بسخرية تفضلوا اجلسوا معنا اشربوا شاي
فجلست العجوز وجلس الشاب على مضض
فقال قصي للمرأة العجوز أنت محجبة أريد أن اسألك مادخل الحجاب بالكرامة
راحت أم علي تشرح له أن المرأة كالجوهرة يجب حفظها بالحجاب كي لاتصبح شيء عادي في حياة الرجال وأن الرخيص يتركه الناس أما الغالي يحافظون عليه
كانت عيني ابنها تتفرسان جسد رندة الشبه عاري
فقالت العجوز:انظر الى ابني كيف ينظر إلى هذه الفتاة
قصي : شيء طبيعي
: وهل من الطبيعي أن تكون المرأة بعذا الرخص..صار صدرها وقفوتها وساعديها وفخذاها كوجهها شيء عادي ينظر اليه الناس
انتهى الحديث بطرد العجوز وابنها
رجعنا من قاسيون ودخلنا الى حنك الشيطان فدخلت أمه علينا بسرعة وقالت :
هل تعلمين أنه علوي ؟
فقلت : لقد دخل الاسلام
: لقد دخلتي حنك الشيطان
:صدقيني ياأمي لقد أسلمت
: انها المرة التاسعة التي تسلم فيها ..ثم أنت وأبيك اعتقلتم محمود وقتلتموه لأنه مسلم
فنظرت إلى قصي الذي قال بسرعة :
موضوع رندة شأن آخر
فقالت لي أم قصي : اخرجي وارجعي الى أهلك
فقال قصي : اتركيني معها لساعة فقط بالغرفة وبعدها فلتذهب الى أهلها في الصباح
فقالت الأم بحزم : تعالي نامي معي في غرفتي مع رندة بعيداً عن هذا الوحش وفي الصباح سأوصلك الى بيت أبويك فبكيت وعانقتها بينما كان قصي يشتم ويتوعّد وصوته كصوت الثور الهائج
حنك الشيطان كما روته لي المظلومة رندة
تكوّرت تحت النافذة مع رندة التي التصقت بي ودموعها تسبق حركة شفتيها
كانت تنظر الى احدى الشرفات وتتنهّد قائلة :
لقد قتلوه .. قتلوا محمود
: محمود خطيبك
: زوجي ..أبو ابني الشهيد
حاولت ان اخفي دهشتي ولكنها قالت :
لقد تزوجت أنا ومحمود بموافقة أمي لأن والدي لاتأثير له في حياتي
أبي مساعد أول متقاعد في المخابرات العسكرية
بخيل وعجوز من داخله بما يكفي لتضربه أمي وتشتمه حتى عندما كنّا صغاراً
كان أبي يتلقى الضربات والصفعات من أمي فهي بنت شيخ بالضيعة وهو فقير معدوم الحيلة
: هل تعني أن جدك شيخ مسجد ..
: لا لا يوجد مساجد أو جوامع في ضيعنا نحن العلويين بل مقامات لشيوخ وأموات ومضافات لشيوخ أحياء يأخذون الأموال ويدّعون أنهم أبواب أوعلى صلة بعلي بن أبي طالب
: ولكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه استشهد منذ مئات السنين
: هذا عندكم أنتم المسلمون ولكن نحن العلويين نقول أنه إله نزل بهيئة علي بن أبي طالب وقتله ابن ملجم ليخلصه من هيأته البشرية ليرجع إلهاً في السماء
: يعني أنتم لستم مسلمين مثلنا تعبدون الله وتصلون خمس صلوات وتصومون وتحجّون
: نحن النساء لادين لنا فنحن مخلوقات شيطانية ويخفون أسرار الطائفة عنّا
لأننا نملك عقل أكثر منهم برأيي ونحن فقط للمتعة وحنك الشيطان
: وماقصة حنك الشيطان ؟
قصي وصديقيه علاء وبسام يتناوبون على جلب الفتيات المسلمات المحجبات إلى الغرفة وقامت أمي بتخليص الكثيرات غيرك من بين أيديهم ومن ضمنهم شقيقة زوجي محمود ..لقد اعتدى عليها بسام انتقاماً من محمود
: ومن هو بسام ؟
ابن عمي ..حقير من حقراء الطائفة الذين لم ينسوا الهمجية بعد أن عاشوا الحياة المدنية هنا
: أين والدك ؟
: والدي لاعمل له إلا كتابة التقارير لفرع المخابرات
ولعب الورق مع المسلمين ليتجسس عليهم والنوم والرجوع سكران أغلب الأحيان
يغيب أيام ويظهر فجأة
: هل أمك مسلمة ؟
: أمي لادين لها ..يخيل إلي أنها تعبد المال فمنذ الصغر كان شجارها مع أبي عن
ضعفه الجنسي وبخله ..لاتستغربي فأسرنا متفككة لايوجد قانون يربطنا
نعيش حياة بوهيمية كل مين ايدو إلو
: وماذا يعني بوهيمية ؟
يعني منذ يومين كانت ابنة عمي تمارس الرذيلة مع أخي قصي في حنك الشيطان وأخوها بسام يلعب الورق معي في الصالون
: ماهذا وكأنه فعلاً وكراً للشيطان ؟
: حتى أمي اضطرت لتبيع شرفها كي نكمل دراستنا ونعيش في الشام
: ولكن قصي قال لي أنكم تملكون منزلاً في ضاحية الأسد ومنطقة المزة
: كاذب فحتى بيتنا هذا لم نكن لنحصل عليه لولا أننا كناّ مستأجرين بيت من بيوت الشام القديمة وقاموا بهدمه واعطائنا هذا المنزل وبالتقسيط
أما منزل الضاحية فهو لابن عمي بسام فأبوه عميد بالمخابرات الجوية
ومنزل المزة لأخته التي تزوجت من شيعي غصباً عنهم وهربت إلى لبنان
يعني دينكم لايحرم الزواج بغير العلوي
: لايوجد حرام في ديننا ..قبل زواجي بمحمود كنت أحسدكم عللا دينكم وقيمة المرأة عندكم
لقد قتلوا أكثر من 150 مسلم ومنهم أطفال ونساء هنا في برزة ومن بينهم زوجي محمود وضربوني حتى نزفت فأجروا عملية اسقاط لي في المشفى وقتلوا طفلي
: وماذا ستفعلين ؟
: كل يوم أفكر بالهروب ولكن إلى أين لاأعرف ؟
ولماذا تظهرين مفاتنك وفخذيك وشعرك لطالما أنت مسلمة ؟
هم أجبروني على ذلك نكاية بأهل محمود انهم في ذلك المنزل وأشارت من النافذة لم يبقى منهم إلا النساء لقد تم اعتقال وقتل كل الرجال والشباب في البيت
في الصباح أمسكت رندة بيدي ومشينا بجانب والدتها وعندما وصلنا الى بيت عائلتي
أخذت رقم جوال رندة واتفقنا على التواصل
وقلت لأم قصي : سأطلب منك أن تسعي لاطلاق سراح الشيخين من فرع المخابرات فقالت لي : هؤلاء برأيهم أخطأوا بحق إلههم بشار أسد فهو علوي ويجب أن تنسيهم وتهربي مع أسرتك بعيداً
بالفعل هربنا من القصف بالطائرات والمدافع على منطقتنا دف الشوك ..تاركين خلفنا كل مانملك وعشرات العائلات تحت ركام المنازل وشهداء قد رميت جثثهم في المزابل من قبل عصابات النصيري بشار أسد والشيعي حسن نصر الله ومرتزقة خامنائي ونوري المالكي ..كانوا يذبحزن الأطفال قبل الكبار
وبعد تخطّي عشرات الحواجز فدمشق هي مدينة الحواجز التي يقف يديرها
الأفغان والباكستانيون والعراقيون والايرانيون واللبنانيون الشيعة
وتوجهنا إلى ريف حلب لندخل الى تركية ولكن استوقفنا حاجز بريف حمص
وأنزلونا من الحافلة وطلبوا من جميع الرجال الانبطاح على الأرض
فأقدم أحدهم وهو قائد الحاجز على جمع الهواتف النقالة والمصوغات الذهبية ومحافظ النقود كنت أعرف هذه اللهجة التي يتكلمون بها لهجة قصي وعصابته
وراح العناصر يركلون بوحشية ويشتمون الله والأعراض ويمشون بحقد فوق أجساد المنبطحين
وسمحوا لنا بالركوب بعد أن أخذوا احدى الفتيات التي استحلفتهم بأن يتركوا والديها وبالفعل ظلت الفتاة السبية بيدهم وعيون أبويها وأخاها المفجوعين تبتعد عنها بالحافلة
ولكن والدي قد استفحل الوجع به فقد داس هؤلاء الأوغاد على رقبته وظهره
وصلنا ريف حلب فاستقبلنا صديق لعمي ووافت أبي المنية هناك بعد معاناة كسر بالعمود الفقري
وتوجهنا الى الاراضي التركية بعد دفنه ومن ثم خضنا رحلة موت جديدة في عرض البحر لنجد أنفسنا بين يدي الشرطة الألمانية
وأنا أكتب لكم من هنا من برلين الباردة كبرودة أهلها التي قبلت بوضعنا في مراكز لجوء مذلّة بعد أن أخبرناهم بما يريدون سماعه بأننا هاربون من داعش وليس من القتلة الحقيقيين النصيريون ومن يساعدهم من الشيعة وجيوش الغرب الجرارة وجحيم قصف طائراته وبوارجه المجرمة
أختكم زبيدة
برلين 16-آب 2016