أعظم 8 رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم .. !
تبادل الحكام والأمراء المسلمون على مر التاريخ الإسلامي مع أعدائهم أو أصدقائهم من الملوك الأجانب رسائل كثيرة ، منها رسائل اشتهرت وذاع صيتها حتى صارت مثلا يضرب في العزة والتاريخ المشرق ، وإليكم أبرز 8 رسائل كما وردت في كتب التاريخ الإسلامي
1 - رسالة نقفور إلى الرشيد ورده عليها
« من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ، أمَّا بَعْدُ ؛ فإنَّ الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ ، وأقامت نفسها مكان البيدق ، فحملت إليك من أموالها ما كنتَ حقيقًا بحمل أضعافها إليها ، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل لك من أموالها ، وَافْتَدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك ، وإلاَّ فالسيف بيننا وبينك » .
فلما قرأ «الرشيد» الكتاب استفزَّه الغضب ، حتى لم يقدر أحدٌ أن ينظر إليه دون أن يخاطبه ، وتفرَّق جلساؤه ، فدعا بدواة ، وكتب على ظهر الكتاب: «بسم الله الرحمن الرحيم ، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ؛ قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة ، والجواب ما تراه دون ما تسمعه ، والسلام ».
وخرج «هارون» بنفسه في 187 هـ 803م ، حتى وصل هرقلة وهي مدينة بالقرب من القسطنطينية ، واضطر «نقفور» إلى الصلح والموادعة ، وحمل مال الجزية إلى الخليفة كما كانت تفعل «إيريني» من قبل ، ولكنه نقض المعاهدة بعد عودة الرشيد ، فعاد «الرشيد» إلى قتاله في 188هـ 804م ، وهزمه هزيمة منكرة ، وقتل من جيشه أربعون ألفا ، وجُرح «نقفور».
2 - رسالة المعتصم إلى ملك الروم
تبدأ القصة بامرأة مسلمة ظلمت في بلاد الروم فنادت «وا معتصماه» فاستجاب لها المعتصم وأرسل جيشا إلى عمورية ، فأرسل تيودور إمبراطور الروم إلى المعتصم رسالة يهدده فيها ، وقال المعتصم للكاتب أكتب : «بسم الله الرحمن الرحيم ، أمَّا بَعْدُ؛ فقد قرأتُ كتابكَ ، وسمعتُ خطابكَ ، والجواب ما ترى لا ما تسمع ، {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ}»، ثم زحف عليهم وكان فتح عمورية في سنة 838م .
3 - من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس : « أما بعد فالحمد لله الذي حلّ نظامكم، ووهن كيدكم ، وفرّق كلمتكم، وأوهن بأسكم ، وسلب أموالكم ، وأزال عزّكم ، فإذا أتاكم كتابي ، فأسلموا ، تسلموا ، أو اعتقدوا منا الذمّة ، وأجيبوا إلى الجزية ، وإلاّ والله الذي لا إله إلا هو لأسيرنّ إليكم بقوم يحبّون الموت كما تحبّون الحياة ، ويرغبون في الآخرة كما ترغبون في الدُّنيا » .
4 - بعث ريتشارد قلب الأسد برسالة إلى صلاح الدين الأيوبي جاء فيها :
«من ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنجليز إلى صلاح الدين الأيوبي ملك العرب
أيها المَولَى ..
حامل خطابي هذا بطل باسل صنديد ، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى ، وأبلى في القتال البلاء الحسن ، وقد وقعت أخته أسيرة ، فقد كانت تدعى (ماري) وصار اسمها (ثريا) ، وأن لملك الإنجليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب وهو : إما أن تُعيدوا إلى الأخ أخته ، وإما أن تحتفظوا به أسيراً معها ، لا تفرِّقوا بينهما ولا تحكموا على عصفور أن يعيش بعيداً عن أليفه ، وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن ، أذكِّركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب ـ وقد سمعته من صديقي الأمير حارث ـ وهو : «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟».
فردَّ عليه صلاح الدين على رسالة ريتشارد ..
من السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى ريكاردوس ملك الإنجليز
أيها الملك: «صافحتُ البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولاً إليّ، فليحمل إليكم المصافحة مما عرف قدركم في ميادين الكفاح.
وإني لأحب أن تعلموا بأنني لم أحتفظ بالأخ أسيراً مع أخته ؛ لأننا لا نُبقي في بيوتنا سوى أسلاب المعارك، لقد أعدنا للأخ أخته . وإذا ما عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريكاردوس بقولٍ عندكم : (أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله) ، فرُدَّ أيها الملك الأرضَ التي اعتصبتَها إلى أصحابها، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام » .
5 - بعث جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد برسالة إلى السلطان الأموي هشام الثالث في الأندلس، جاء فيها :
«إلى صاحب العظمة / خليفة المسلمين / هشام الثالث الجليل المقام ....
من جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد ...
بعد التعظيم والتوقير ، فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة ، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل ... لتكون بداية حسنة لاقتفاء أثركم ، لنشر العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة ، وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة (دوبانت) على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز ، لتتشرف بلثم أهداب العرش، والتماس العطف ، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم ، وفي حماية الحاشية الكريمة ، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل ، أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص ».
من خادمكم المطيع
جورج الثاني
6 - الحاجب المنصور من أبطال المسلمين ، حكم الأندلس من 978 إلى 1002 ولم تهزم له راية قط حتى يوم توفي في مدينة سليم وهو في الجهاد ، ووقعت له قصة عجيبة مع «البشكنج» وهم ساكنو حدود فرنسا وإليكم القصة : «زار الحاجب المنصور بلاد البشكنس فدخل في أعماق بلادهم وأصبح وراء الجبال وفي أثناء عودته سالماً غانماً وقفعل الأفاعيل في أرضهم وأملاكهم كان القوط النصارى قد تجمعوا في مضيق ضيق جداً وحازوا على أطراف وهيئوا سبلاً كثيرة لمنع الحاجب وجنوده من عبوره ، ومن أصعب المواجهات مواجهة عدو تمكن بممر إجباري ، فلم يقتحم المنصور بجنده ولم يقاتل بل اختار مدينة قريبة من ذلك المكان فنزلها ووزع جنوده في أرجائها يعملون ويحرثون ويبيعون ويشترون ويقومون بكل متطلبات الحياة فيها وبعث الحاجب الجند سرايا يميناً وشمالاً يقتلون ويأسرون ويغنمون حتى ضج القوط من غاراتهم وأرسلوا إليه أن أعبر المضيق أنت وجنودك إلا أن المنصور رفض قائلاً :
«لقد طابت لنا المعيشة هنا وإن هذه البلاد جميلة يطيب سكناها وسأبقى إلى السنة القادمة لأغزوا في الصيف القادم إن شاء الله تعالى ، وكان جنده يأتون بقتلى النصارى القوط ومن القرى فيلقون بهم أمام الوادي حتى ضج سكان المنطقة إلى الذين في الوادي أن دعوه يعبر فأرسلوا إلى المنصور الذي قبل لكن بشرطين :
1- أن يحمل النصارى ما معه من الغنائم على دوابهم ويمشون أمامه 2- أن يقوم النصارى بإزالة الجثث التي ألقاها جنوده في فم الوادي ، رضي القوط بذلك تخلصاً منه ، وذلك هو العزم والحزم من المنصور رحمة الله تعالى ».
7 - رسالة بين الصحابي معاوية بن أبي سفيان ، وملك الروم
من قيصر الروم لمعاوية :
«علمنا بما وقع بينكم وبين على بن أبي طالب ، وإنّا لنرى أنكم أحق منه بالخلافة ، فلو أمرتني أرسلت لك جيشاً يأتون إليك برأس علي»
وردّ معاوية على هرقل ، قائلًا: « أخّان وتشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما ، إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وآخره عندي يأتونني برأسك أُقدِّمه لعلي ».
8 - رسالة الخليفة العثماني سليمان القانوني إلى ملك فرنسا ، فرانسوا الأول عندما استنجد به
«بعناية حضرة عزة الله جّلت قدرته وعلت كلمته ، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء ، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرة البركات ، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وجميع أولياء الله، أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين ، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم، وولاية ذي القدرية ، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر .
أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد
إلى فرنسيس ملك ولاية فرنسا .
وصل إلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم (فرانقبان) ، وأعلمنا أن عدوكم أستولى على بلادكم ، وأنكم الآن محبوسون ، وتستدعون من هذا الجانب مدد العناية بخصوص خلاصكم ، وكل ما قلتموه عرض على أعتاب سرير سدتنا الملوكانية ، وأحاط به علمي الشريف على وجه التفصيل ، فصار بتمامه معلوما ، فلا عجب من حبس الملوك وضيقهم ، فكن منشرح الصدر ، ولا تكن مشغول الخاطر ، فإننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنّة وهازمون أعدائنا ، وإن خيولنا ليلا ونهارا مسروجة ، وسيوفنا مسلولة ، فالحقّ سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته ، وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور ، فليكن معلومكم هذا ».