ثائر القلموني
الآن ·
كيلو الحليب بـ 250 دولار… مضايا الجائعة تستغيث
“ما في شي ناكله”، بهذه الجملة يجيب القابعون خلف أسوار الحواجز في بلدة مضايا بريف دمشق الغربي، ثالوث الموت يحيط بهم الجوع والبرد والألغام المزروعة حول البلدة والتي أودت بحياة المدنيين الباحثين عن الدفء والغذاء فحصدهم الموت.
الجوع والحصار منذ قرابة خمسة أشهر، دفع البعض بحياتهم ثمنا لبعض المواد أثناء تهريب الأغذية، ما يبرر غلاء المواد التي تدخل. وكل يوم يزداد سعر المواد مع ازدياد الحصار وسجلت أسعار المواد في مضايا اعلى سعر حول العالم.
فسعر الكيلو الواحد من مادة حليب الأطفال المجفف وصل إلى 100 ألف ليرة )250 دولار(، والحبوب إلى 30 ألفاً، ولتر المازوت للتدفئة 1100 ليرة، وبرميل الماء بـ 700 ليرة.
هذه الاسعار لا يستطع المحاصرين دفعها فلا عمل ولا مدخول شهري يسد الرمق، إلا من بعض الحوالات النقدية التي يرسلها قريب عبر وسطاء والتي لا تكفي لعدة ايام بالنسبة لهذه الأسعار.
ووجه نشطاء نداءات استغاثة وحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للفت النظر إلى ما يحصل وإلى جيش الفتح والنظام لتطبيق بنود الهدنة المبرمة منذ أشهر.
ويزداد الأمر سوء بانفجار الالغام في مضايا أو الزبداني في رحلة البحث عن الطعام، وأسماها البعض رحلة الموت، فيوم أمس الجمعة قضى شاب من مضايا عند محاولة تهريب الغذاء إلى الزبداني بالإضافة لجرح خمسة شبان غيره.
وسجل نشطاء 150 حالة إغماء من سوء التغذية تم نقلهم للمستشفى الميداني في مضايا، في حين سجل مكتب التوثيقفي مدينة الزبداني وفاة شاب معاق لنقص الدواء وسيدة مسنة لنفس السبب، طفلة من مضايا بعمر سبع سنوات قضت نتيجة نقص الغذاء