ما اشبة اليوم بالبارحة..
الشيخ كشك يقول:
لا تظنوا أن الاعتداء علي المسجد الحرام أمر سهل .
الاعتداء علي المسجد الحرام يرجع بنا عبر القرون الخاليات إلي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي عندما وقف " المستر جلادستون " في مجلس العموم البريطاني ، وقال لأعضاء المجلس العموم .. أيها الأعضاء :
لن نستطيع القضاء علي الإسلام إلا إذا قضينا علي ثلاثة أركان .
اسمعوا تاريخكم وأفيقوا لما يدور حولكم .. يقول " المستر جلادستون " في مجلس العموم البريطاني وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي .
أيها الأعضاء : لن نستطيع القضاء علي الإسلام إلا إذا قضينا علي ثلاثة أركان .
الركن الأول : هذا المصحف .. وأخرج المصحف من جيبه ورفعه بيده أمام الأعضاء .. فقام عضو من مجلس العموم .. كأنه أصيب بـ" الهيستيرتا " وقفز من مكانه كأنه السهم المريش .. وخطف المصحف من رئيس الوزراء البريطاني .. ومزق المصحف أمام الأعضاء فقال " المستر جلادستون " أيها العضو الأحمق .. ما أردت تمزيق أوراقه .. إنما أردت تمزيق آياته من صدور المسلمين .. اسمعوا .. وأفيقوا ما أردت تمزيق أوراقه .. إنما أردت تمزيق آياته من صدور المسلمين .
الركن الثاني : بعد المصحف .. القضاء علي صلاة الجُمَع .. أمر عجيب .. عندما تعلن إشارات ضبط الوقت أذان الجمعة .. تري الآلاف المؤلفة .. والملايين في مشارق الأرض ومغاربها .. تغتسل وتتعطر .. وتتوجه إلي بيوت الله ..
من الذي دعاهم من بيوتهم ؟
من الذي وجه إليهم الدعوة بالحضور ؟
من الذي أتي بهم إلي هنا ؟
هل دعتهم أجهزة الإعلام ؟
هل وزعت عليهم تذاكر الدعوة ؟
هل ستوزع عليهم " الجاتوهات " والموائد الفاخرة وحفلات الشاي ؟
إن الذي دعاهم هو الله .
قال " المستر جلادستون " : إن هذا لشيء عجيب ثم ماذا بعد المسجد وبعد المصحف وبعد الجمعة ؟ ثم ماذا ؟
قال : ثم المسجد الحرام .. المسجد يجمعهم كل يوم خمس مرات .. فإذا ما جاءت صلاة العيدين اتسعت الجماعات في الخلاء .. فإذا ما جاء عرفات والمسجد الحرام .. جاءوا من شتي بقاع الأرض . ليقفوا أمام الواحد .. أمام الكعبة .. أمام الواحد الديان في بيت الله الحرام .. فإذا ما جاء يوم عرفات .. واجتمعوا .. الرءوس عارية والأجسام لفت في أكفانها .. والكل لا يهتف إلا للملك والملك واحد لا ملك غيره .. الكل يقول : لبيك اللهم لبيك .. لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك ..
مصحف ومسجد وعرفات .
والله الذي لا إله غيره .. لقد أمضيت ثلاثين عامًا من عمري .. أتردد علي المساجد داعيًا وخادمًا لدعوة الله .. ما شعرت بهيبة كما شعرت وأنا أضع قدمي في بيت الله الحرام .. عندما وضعت قدمي علي أول عتبة من عتباته .. شعرت كأن شعر رأسي قد اشتعل شيبًا ..
أهذا هو البيت الحرام ؟!
أأنا داخل الآن بيت الله لأزور الله ..
الشيخ كشك