مر اليوم في الأسكندرية ...
لن أحكي عن مغامراتنا في سان ستيفانو ولا عن سحب الغاز الخانق ولا حتي الرصاصات التي أضاءت أبواب المحلات الجرارة علي بعد أقل من 3 أمتار من رأسي المتلصصة من خلف ثلاجة المشروبات الغازية ...... مشهد تراقص طيف أخي حاتم رحمه الله فيه أمامي ... لكني رغم ذلك لن أتحدث عنه ....
لن أتحدث عن حفيدات صفية .... ولا عن هذه الصغيرة التي تركت يد أمها وعادت لي لتعطيني ما بقي في زجاجة "الفانتا " الصغيرة كي أزيل بها نهر الدموع الذي صُب في عيني فأفقدني القدرة علي تمييز اليمين من اليسار .....
لن أتحدث عن تخلفي عن المنسحبين و وقوعي في منطقة معادية ولا حتيعن اللحظة الذهبية التي استعدت فيها كل مهارات المسرح القديمة لأتقمص دور السلفنجي الشوال الفل ابن المنطقة .....
لن أتحدث عن كل ذلك ....
لكني سأتحدث عن أنه اليوم و أحتفالاً بـ"نصر أكتوبر " رفعت الجماهير صور صُباح الكويت -لا مرر الله عليه صباح آخر - و أبي رغال الحجاز و فلاديمير بوتين !!!!
رفعت الجماهير المتجهة غربًا في الأسكندرية التي ذكرتني ببرلين قبل سقوط السور لافتات علي السيارات الجامبو التي تقلهم كأنفار تنقية بذرة القطن من دودة الموسم المؤذية .....
لافتات كتب عليها "شباب شارع كذا " .."أهالي حي كذا " ...."سوبر ماركت فلان واولاده" .... "كوافير أم علانة " يؤيدون القوات المسلحة والفريق السيسي ويدعونه للقضاء علي الإرهاب و إكمال جميله !!!!
لافتات ذكرتني بلافتات المؤتمرات الشعبية فترة حكم القذافي أو لافتات شباب هتلر في مسيرات نورمبرج ....
ساعتها رنت في أذني مع رنين الطلقات الجملة الشهيرة لفيلسوف " الغرباء " عن مصر :
"أرض مسطحة و شعب مسطح "