بسم الله الرحمن الرحيم
*** مشروع دستور لسوريا الجديدة المباركة،، وارثة سوريا اللعينة المتهالكة ***
...............................................................................
الهوية...سوريا إسلامية على الطريقة العربية، أي المتوازنة الموفقة بين السلطتين، غير المضخمة للسلطة التنفيذية كما هو ميل القومية الطورانية و لا المضخمة للسلطة التشريعية كما هو ميل الطريقة الفارسية.
الماهية... الدستور عقل إضافي مستمد من المصادر الشرعية يوضح حقيقة سوريا و شقيقاتها العربيات، يوجه مشاريع القوانين و المراسيم الإدارية،
إنسانية كل أمه هي نسبية باعتبار أن أمة جزئية من الاجتماع البشري، جزئية أصيلة مكلفة بجزئية من الإبداع الانساني ، تكتمل بإقتباس إبداعات أمم الشرق و الغرب.
الإبداع الفضولي.. بعضه تحسيني و ما يتعدى الاستعداد الحازم في مجال الصناعات العسكرية التي من شأنها الاعتماد على الجهود المحلية في تجهيز الجيوش الوطنية بالأسلحة الكافية للدفاع عن البلاد، بعضه ترف أي ممارسة كمالية، عندما يمتد الطموح إلى التفوق الصناعي غلى الغرب في العلوم و الصناعات العسكرية، حتى و لو يكن بقصد الإعتماد عليها لتحقيق النصر، لضعف الثقة بالله و التوكل عليه.
ضرورة الاجتهاد الابداع المتعالى على ظروف المكان و الزمان المقيد بحد العروبة المقارب للمطلق في سعته و سموه و أصالته، و التحسين الحضاري التاريخي، و كمالية الاكتشاف و الإختراع و التوطن و التوسع.
أي جماعة من البشر مقبلة على عهد جديد تحتاج إلى تعيين ماهيتها المعبرة عن هويتها الغائبة عن وعي سواها، و ربما عن وعيها أيضا، إذ أن الفرد أو الجماغة عرضة للغفلة و نسيان هويته، و صياغة الدستور هو تعريف بوظيفة الجماعة في الحياة الإبداعية و الإقتباسية، هذه الوظيفة القومية التي يمكن إرجاعها إلى الموقع أو الوطن، الوطنية بأحسن معناها هي الإحساس بتأثير المكان، أكثر من الإحساس بالولاء و الحنين لمسقط الرأس في الغربة. تعيش كل أمة حياة جزئية، مشاركة متجددة منها في حياة إنسانية تتصف بالكمال و السمو، و بالتالي تتطلب منها تكميل حياتها بالاقتباس من سائر الأمم، و الحرص على التمييز في الإقتباس بين الأصيل الجديد و بين الزائف الذي عندها المقابل الحقيقي منه، الدستور يعين للجماعة أمة أو قوم أو شعب المستحقات و المتوجبات في داخل موطنها و على وجه الأرض، ليستقيم الوضع و يرتاح بين مكوناتها المختلفة في الوطن، و ليستقيم الوضع و يرتاح على مستوى العالم.
دستور الجماعة الانسانية يجب أن يكون إنساني، و الإنسانية معنى مطلق يتسع لما هو اختصاص الأمة التي منها جماعة القوم أو الشعب أو البلد الذي يسكنه بعض الشعب، و هو الإختصاص الذي يوجب على الأمة التجديد فيه إبداعا و اكتشافا و اجتهادا، و أيضا يتسع لاختصاص سائر الأمم الذي يوجب على الأمة الإقتباس لتكميل ثقافتها الإنسانية من الواردات.
و يجب ألا يغيب عن تمييز أية أمه أنها مهما أبدعت في إختصاص غيرها من الأمم لا يجوز لها أن تغفل عن حقيقة وضع أنها مقلدة في اختصاص غيرها و لو تقدمت عليه، إذي يبقى للغير فضل السبق إلى فتح مشروعه الإنساني الخاص، و بالتالي لا يجوز للأمة المقتبسة مفاخرة الأمة الفاتحة باعتبار أن الابتداء و السبق أفضل من التقدم فيما بعد. و سبب التقدم اللاحق في غير الإختصاص هو تعب الأمة الأصيلة و نشاط الأمة المفتبسة التي تبذل فائض جهدها في الإبداع الفضولي، أو تجديد الموروث الوارد من إبداعات الأمة الأصيلة المهزومة.
لا يجوز للعرب مفاخرة الغرب بعلماء مبدعين في اختصاصه، أي بعلماء الابداع الفضولي مثل إبن الهيثم و إبن النفيس و الخوارزمي الذي جددوا في الرياضيات و الطب و سائر العلوم و الصناعات المتعلقة بتكييف الطبيعة و تعبيدها لتحسينن الحياة المدنية للناس.
واجب سوريا كجزء من الأمة الإسلامية، تعدد الطوائف و الأعراق و المناطق في بلد هو فرصة للثراء و الإبداع الإنساني، و لا يصح تضييع هذه الفرصة و من باب أولى لا يصح جعل التنوع سببا للخصومة و العداء، فيصير نقمة و هو نعمة و فرصة للتكامل و التسامي.
من أجل إحياء الأمة الإسلامية يجب تنقية مذاهبها ليس من الإجتهادات المتضاربة في الأحكام الشرعية التي تخص المعاملات و حتى العبادات، فهذه من : "إختلاف أمتي رحمة"، لكن من العقائد السوداء الموضوعة المستقلة و الجزئية أي الموضوعة بكاملها أو المدسوسة في المرويات الصحيحة عن الرسول و أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه، بل و المدسوسة و الموضوعة في القرآن الكريم نفسه.
هدية للشيعة المغالين و المتمادين في الغلو.
الغلو سوء إعراب يستحيل استقلاله، لا يكون إلا مضافا نقيضه، بينه و بين البخس و الهدر و التشنيع وضع تلازم، و الغلو نوبة أي هو حتما مضاف زماني إلى نوبه شك، التعصب نقيض الضياع، و كل يستدعي الآخر في وقته نوبته،
**من العقل المستفاد ينبوع الطيبة و الخير أو الخبث و الشر**
"العقول أئمة الأفكار، الأفكار أئمة القلوب، القلوب أئمة الحواس، الحواس أئمة الأعضاء"
لو أن العقول الفطرية هي وحدها فقط المستعملة في توجهه الفكر لاستقام التفكير و لكانت جميع الآراء الناتجة عن التفكير، صوابا خاليا من الكذب و الخطأ، لكن العقل مثل اليد يخترع أدوات ليستعين بها في التوجيه التخصصي، أي الخاص بأمة أو مذهب أو حتى الخاص بفرد واحد، كل أدوات و آلات اليد حقيقية بغض النظر عن وظيفتها الطائرة العسكرية التي وظيفتها الأذي هي حقيقية بمعنى أنه يمكنها الطيران و التدمير، بينما العقل الموهوب الفطري ربما و هو على الأكثر يستعين بعقل مفرداته معظمها كذب و خطأ. من شأنه تضليل النطق، عند استقراء الوقائع الحكم عليها، و بالتالي يشحن القلوب بالعواطف السوداء من تبري و حقد و غل.
أمثلة على سوء اصطناع العقل الإضافي:..
أرجع الفرس ما يحدث من وقائع مترددة بين الخير و الشر إلى وجود إلهين إثنين، إله نور و إله ظلام، ثم اخترعوا إله والد، و أرجعوا وجود إله الشر إلى أن والده انتجه و هو في حال شك و بؤس، بينما أنتج إله النور و هو في حال ثقة و انتعاش، و قد استصحبوا هذا العقل المصطنع في الإسلام، و فهموا الاسلام من هذا المنظور الجاهلي المجوسي، أي عقدوا مناظرة بين الإله الوالد و بين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و بين إله النور و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، و بين إله الشر و الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
و رفعوا من شأن علي عليه السلام لدرجة أنهم اعتقدوا أنه: "في بروج مشيدة يقسم الأرزاق و يخلق في الأرحام"، و في المقابل بهتوا الخليفة عمر رضي الله عنه حتى أشاعوا أنه اجتاح بيتها و عصرها وراء الباب فكسر ضلع فاطمة عليها السلام و أجهضها، و هو الذي قال: "لو قيل لي صف رسول الله ما استطعت"، بسبب أنه كان يهاب الرسول و لم يكن يجرؤ على النظر إلى وجهه الكريم، و من هنا كان الخليفة الفاروق مهيبا، فلم يكن محتاجا لمرافقة مسلحة حين يسير في الطرقات و لم يكن يتوسل بأكثر من درة، و لمن يكن يتردد في ضرب قائد الجيوش على رأسه عند يبدر منه ما يعيب عليه.
* المكذوب على عمر من أنه كسر ضلع فاطمة عليها السلام و أجهضها،
* المنحول سيدنا الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق من أنه كلّــف شيعته أن يغتالوا المسلمين بالاغراق في النهر أو الخنق بجبل أو التهشيم بحجر، و المروي عن النبي صىلى الله عليه و آله و سلم قوله: "الإيمان قيد الفتك"، و الغدر أشنع من الفتك، الفاتك يترك لقتيله فرصة الإسلام عند الاحتضار، بينما الإغتيال قتل مع غدر من شأنه تسريع الموت، و لا فرصة فيه.
*التمييز بين السلطانين أو الإمارتين أو الإمامتين، سلطان الحجة و سلطان القدرة الولاية و الخلافة، سهل و ضرورة لحل معظم الخلاف بين المسلمين، و هو خلاف عجيب، الشيخ علي عبد الرزاق يزعم أن لا نظام حكم في الإسلام، و الخلاف بين المسلمين مرجعه نظام الحكم، كيف يختلف الناس على شيء غير موجود، ربما لا يوجد نظام حكم واحد، و لكن يوجد حكم أي سلطة سياسية أي شأن دنيوي اجتماعي هو مرجع خلاف المسلمين. و إلا فإن الشأن الديني أي الولاية ليست محل اختلاف و خلاف بين جماعات الأمة الإسلامية.
كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في مكة سلطان حجة و لم يكن ملكا سلطان قدرة، و كان مصعب بن عمير في المدينة ملكا سلطان قدرة،
سلطان القدرة يتأسس و ينتقل باختيار الأمة من شخص إلى شخص، إذ يجوز عزل الخليفة قاقد الصلاحية، لكن سلطان الحجة هو اختيار إلهي بيعة الخليفة انتخاب للمسلمين الخيرة فيه، يمكنهم أن يختاروا أكثر من واحد و يرجحوا واحدا منهم، و يمكنهم أن يعينوا واحدا كما فعل الصديق أو بضعة رجال كما فعل عمر، و يمكن أن يكون التعيين بوساطة وجهاء الأمة أهل الحل و العقد ملوك و رؤساء الدول العربية و فقهاءها الأعلام، و المتمولين المشهود لهم بالصلاح و التقوى أصحاب المشاريع التنموية، و أصحاب الأمجاد الجهادية،، الخ..، بينما بيعة الإمام استجابة من جنس تصديق الرسول،
دائما كان أمير المؤمنين مولى المسلمين، و أخر حياته صار خليفة أيضا،
و الخلافة رتبة زمنية دنيوية دون الولاية و هي رتبة أممية متعالية على ظروف الزمان و المكان. و مستمرة إلى يوم القيامة، بينما الخلافة منقطعة، نحن الآن لا نبايع الصديق و الفاروق لكنن نصحح بيعة المسلمين لهمما.
ما تقدم هدية علمية لجماعات الشيعة المغالين و المتمادي هوسهم في الغلو، هدية من شأنها مساعدتهم على تصحيح إسلامهم على مستوبات الإعتقاد و الأحكام و وصف الأعمال بالطيبة أو الخبث. و هم بتقبلهم هذه الهدية يشغلوا ذمتهم لإخوانهم بدين أدبي، يوجب عليهم مساعدة فقهاء السنة المتسرسبين، الذين لا يتركون نصب المحاكم العقلية لجزر رؤوس ما يستوعبونه من أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم. على أساس أن كل حديث حكمت عقولهم القاصرة بوضعه، يجدون معناه أو مبناه مكررا في آثار علماء أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه، يؤكد بطلان الحكم بالوضع، مما يوجب عليهم إخبار السنة به، وفاء بدينهم، و ربما يتقدموا في الفضل فيكتسبوا دائنية أدبية.
في النهاية لا يستقيم معاني المدنية و الحضارة و الثقافة و لا يصح القول بتحقق الحرية، و لا يستقر النظام السياسي، و لا يرتاح الوضع الإجتماعي، إلا بتمكين الأكثرية من التعبير عن أمانيها، مع حفظ حقوق الأقليات المذهبية و العرقية.
أكثرية الشعب السوري عرب مسلمون سنة، و هذه الحقيقة تعين هوية سوريا، أو الغالب على هوية سوريا، و الدستور لا يكون صحيحا إلا بإبراز الماهية العربية الإسلامية السنية، و التعبير عنها في المشاريع الإبداعية و التقليدية.
في سوريا أقليات عرقية كردية و أرمنية، الخ. و أقليات مذهبية علوية و إسماعيلية، و لا يجوز للأكثرية العربية السنية أن تفرض ثقافتها من جهة اللسان أو جهة الثقافة المذهبية على أي من الأقليات المواطنة، لكن هذا لا يعني إعفاء الأكراد مثلا من التعريب، فهو ضرورة لتواصل الشعب السوري و تجانسه ليكون جميع أفراده أشقاء، و العربية لسان، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ليس العربية بأحدكم من أم أو أب، من تكلم العربية فهو عربي".
الأهم من العمل على تحقيق التجانس الشكلي اللساني، هو العمل على تحقيق التجانس المعنوي، ليس بفرض الأكثرية رؤاها المذهبية على الأقليات الإسلامية، بل بترقية المذاهب جميعا إلى مستوى الأصالة حيث الرسالة و الإمامة و الخلافة، و الأولى بالعناية بداهة مذهب الأكثرية قبل مذاهب الأقليات، و الترقية تكون باستئناف الجديد بعقل موجه للفكر نحو صائب الآراء، و قلب طيب خال من أمراض من الإغترار و العجب و الهوس و الغلو و البخس و الهدر و العجب و الإحتقار، بتنقيتها من الجهل المركب أي الوضع و الدس، حتى يخلو الاسلام من الكذب المجوسي اليهودي، و بغير ذلك يستحيل تآخي الشعب السوري، فلا تآخي إلا بتجانس الثقافي، و التجانس يعنى الأختلاف المتسع لجميع الإسلام، الطارح منه الدخيل عليه.
الإستقامة بعد الايمان، و مجافاة الإستقامة تورط حتما في تناقض الإضافة الأرسطية، المعجب بنفسه المغتر حتما مصيره أن يبخس نفسه و يهدرها و يشنع عليها معطيا إياها قيمة سلبية، بعد أن كان يسخو عليها في إعرابها. و العكس صحيح فكل من المضافين يعود على صاحبه بالتكافؤ و من التكافؤ احتمال التقدم في الحدوث، فربما حدث فقدان الثقة بالنفس أولا، و أعقبه العجب. و العجب ليس مرض فقط بل إنه شر من المعصية، من شأنه نزع العصمة عن المسلم، من الحديث القدسي: "لولا أن الذنب خير من العجب، ما خليت بين عبدي المؤمن و بين الذنب".
...زؤان كثير شان قمح الإسلام، دسه أعداء الله فيه، حتى غلب عليه عند جماعات بسبب الهوس...
مصدر الخصومة و العداوة هو ما أدخله اليهود و المجوس على الإسلام، و ليس الآراء العربية التي هي نتيجة اجتهادات فقهاء صالحين : "لا خير في عبادة لا فقه فيها، و لا خير في قراءة لا تدبر فيها".
......................
إبن رجب الشافعي
الجمعة 29\7\2011 مـــــــــ
*** مشروع دستور لسوريا الجديدة المباركة،، وارثة سوريا اللعينة المتهالكة ***
...............................................................................
هوية سوريا و ماهيتها
الهوية...سوريا إسلامية على الطريقة العربية، أي المتوازنة الموفقة بين السلطتين، غير المضخمة للسلطة التنفيذية كما هو ميل القومية الطورانية و لا المضخمة للسلطة التشريعية كما هو ميل الطريقة الفارسية.
الماهية... الدستور عقل إضافي مستمد من المصادر الشرعية يوضح حقيقة سوريا و شقيقاتها العربيات، يوجه مشاريع القوانين و المراسيم الإدارية،
إنسانية كل أمه هي نسبية باعتبار أن أمة جزئية من الاجتماع البشري، جزئية أصيلة مكلفة بجزئية من الإبداع الانساني ، تكتمل بإقتباس إبداعات أمم الشرق و الغرب.
الإبداع الفضولي.. بعضه تحسيني و ما يتعدى الاستعداد الحازم في مجال الصناعات العسكرية التي من شأنها الاعتماد على الجهود المحلية في تجهيز الجيوش الوطنية بالأسلحة الكافية للدفاع عن البلاد، بعضه ترف أي ممارسة كمالية، عندما يمتد الطموح إلى التفوق الصناعي غلى الغرب في العلوم و الصناعات العسكرية، حتى و لو يكن بقصد الإعتماد عليها لتحقيق النصر، لضعف الثقة بالله و التوكل عليه.
ضرورة الاجتهاد الابداع المتعالى على ظروف المكان و الزمان المقيد بحد العروبة المقارب للمطلق في سعته و سموه و أصالته، و التحسين الحضاري التاريخي، و كمالية الاكتشاف و الإختراع و التوطن و التوسع.
أي جماعة من البشر مقبلة على عهد جديد تحتاج إلى تعيين ماهيتها المعبرة عن هويتها الغائبة عن وعي سواها، و ربما عن وعيها أيضا، إذ أن الفرد أو الجماغة عرضة للغفلة و نسيان هويته، و صياغة الدستور هو تعريف بوظيفة الجماعة في الحياة الإبداعية و الإقتباسية، هذه الوظيفة القومية التي يمكن إرجاعها إلى الموقع أو الوطن، الوطنية بأحسن معناها هي الإحساس بتأثير المكان، أكثر من الإحساس بالولاء و الحنين لمسقط الرأس في الغربة. تعيش كل أمة حياة جزئية، مشاركة متجددة منها في حياة إنسانية تتصف بالكمال و السمو، و بالتالي تتطلب منها تكميل حياتها بالاقتباس من سائر الأمم، و الحرص على التمييز في الإقتباس بين الأصيل الجديد و بين الزائف الذي عندها المقابل الحقيقي منه، الدستور يعين للجماعة أمة أو قوم أو شعب المستحقات و المتوجبات في داخل موطنها و على وجه الأرض، ليستقيم الوضع و يرتاح بين مكوناتها المختلفة في الوطن، و ليستقيم الوضع و يرتاح على مستوى العالم.
دستور الجماعة الانسانية يجب أن يكون إنساني، و الإنسانية معنى مطلق يتسع لما هو اختصاص الأمة التي منها جماعة القوم أو الشعب أو البلد الذي يسكنه بعض الشعب، و هو الإختصاص الذي يوجب على الأمة التجديد فيه إبداعا و اكتشافا و اجتهادا، و أيضا يتسع لاختصاص سائر الأمم الذي يوجب على الأمة الإقتباس لتكميل ثقافتها الإنسانية من الواردات.
و يجب ألا يغيب عن تمييز أية أمه أنها مهما أبدعت في إختصاص غيرها من الأمم لا يجوز لها أن تغفل عن حقيقة وضع أنها مقلدة في اختصاص غيرها و لو تقدمت عليه، إذي يبقى للغير فضل السبق إلى فتح مشروعه الإنساني الخاص، و بالتالي لا يجوز للأمة المقتبسة مفاخرة الأمة الفاتحة باعتبار أن الابتداء و السبق أفضل من التقدم فيما بعد. و سبب التقدم اللاحق في غير الإختصاص هو تعب الأمة الأصيلة و نشاط الأمة المفتبسة التي تبذل فائض جهدها في الإبداع الفضولي، أو تجديد الموروث الوارد من إبداعات الأمة الأصيلة المهزومة.
لا يجوز للعرب مفاخرة الغرب بعلماء مبدعين في اختصاصه، أي بعلماء الابداع الفضولي مثل إبن الهيثم و إبن النفيس و الخوارزمي الذي جددوا في الرياضيات و الطب و سائر العلوم و الصناعات المتعلقة بتكييف الطبيعة و تعبيدها لتحسينن الحياة المدنية للناس.
واجب سوريا كجزء من الأمة الإسلامية، تعدد الطوائف و الأعراق و المناطق في بلد هو فرصة للثراء و الإبداع الإنساني، و لا يصح تضييع هذه الفرصة و من باب أولى لا يصح جعل التنوع سببا للخصومة و العداء، فيصير نقمة و هو نعمة و فرصة للتكامل و التسامي.
من أجل إحياء الأمة الإسلامية يجب تنقية مذاهبها ليس من الإجتهادات المتضاربة في الأحكام الشرعية التي تخص المعاملات و حتى العبادات، فهذه من : "إختلاف أمتي رحمة"، لكن من العقائد السوداء الموضوعة المستقلة و الجزئية أي الموضوعة بكاملها أو المدسوسة في المرويات الصحيحة عن الرسول و أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه، بل و المدسوسة و الموضوعة في القرآن الكريم نفسه.
هدية للشيعة المغالين و المتمادين في الغلو.
الغلو سوء إعراب يستحيل استقلاله، لا يكون إلا مضافا نقيضه، بينه و بين البخس و الهدر و التشنيع وضع تلازم، و الغلو نوبة أي هو حتما مضاف زماني إلى نوبه شك، التعصب نقيض الضياع، و كل يستدعي الآخر في وقته نوبته،
**من العقل المستفاد ينبوع الطيبة و الخير أو الخبث و الشر**
"العقول أئمة الأفكار، الأفكار أئمة القلوب، القلوب أئمة الحواس، الحواس أئمة الأعضاء"
لو أن العقول الفطرية هي وحدها فقط المستعملة في توجهه الفكر لاستقام التفكير و لكانت جميع الآراء الناتجة عن التفكير، صوابا خاليا من الكذب و الخطأ، لكن العقل مثل اليد يخترع أدوات ليستعين بها في التوجيه التخصصي، أي الخاص بأمة أو مذهب أو حتى الخاص بفرد واحد، كل أدوات و آلات اليد حقيقية بغض النظر عن وظيفتها الطائرة العسكرية التي وظيفتها الأذي هي حقيقية بمعنى أنه يمكنها الطيران و التدمير، بينما العقل الموهوب الفطري ربما و هو على الأكثر يستعين بعقل مفرداته معظمها كذب و خطأ. من شأنه تضليل النطق، عند استقراء الوقائع الحكم عليها، و بالتالي يشحن القلوب بالعواطف السوداء من تبري و حقد و غل.
أمثلة على سوء اصطناع العقل الإضافي:..
أرجع الفرس ما يحدث من وقائع مترددة بين الخير و الشر إلى وجود إلهين إثنين، إله نور و إله ظلام، ثم اخترعوا إله والد، و أرجعوا وجود إله الشر إلى أن والده انتجه و هو في حال شك و بؤس، بينما أنتج إله النور و هو في حال ثقة و انتعاش، و قد استصحبوا هذا العقل المصطنع في الإسلام، و فهموا الاسلام من هذا المنظور الجاهلي المجوسي، أي عقدوا مناظرة بين الإله الوالد و بين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و بين إله النور و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، و بين إله الشر و الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
و رفعوا من شأن علي عليه السلام لدرجة أنهم اعتقدوا أنه: "في بروج مشيدة يقسم الأرزاق و يخلق في الأرحام"، و في المقابل بهتوا الخليفة عمر رضي الله عنه حتى أشاعوا أنه اجتاح بيتها و عصرها وراء الباب فكسر ضلع فاطمة عليها السلام و أجهضها، و هو الذي قال: "لو قيل لي صف رسول الله ما استطعت"، بسبب أنه كان يهاب الرسول و لم يكن يجرؤ على النظر إلى وجهه الكريم، و من هنا كان الخليفة الفاروق مهيبا، فلم يكن محتاجا لمرافقة مسلحة حين يسير في الطرقات و لم يكن يتوسل بأكثر من درة، و لمن يكن يتردد في ضرب قائد الجيوش على رأسه عند يبدر منه ما يعيب عليه.
* المكذوب على عمر من أنه كسر ضلع فاطمة عليها السلام و أجهضها،
* المنحول سيدنا الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق من أنه كلّــف شيعته أن يغتالوا المسلمين بالاغراق في النهر أو الخنق بجبل أو التهشيم بحجر، و المروي عن النبي صىلى الله عليه و آله و سلم قوله: "الإيمان قيد الفتك"، و الغدر أشنع من الفتك، الفاتك يترك لقتيله فرصة الإسلام عند الاحتضار، بينما الإغتيال قتل مع غدر من شأنه تسريع الموت، و لا فرصة فيه.
*التمييز بين السلطانين أو الإمارتين أو الإمامتين، سلطان الحجة و سلطان القدرة الولاية و الخلافة، سهل و ضرورة لحل معظم الخلاف بين المسلمين، و هو خلاف عجيب، الشيخ علي عبد الرزاق يزعم أن لا نظام حكم في الإسلام، و الخلاف بين المسلمين مرجعه نظام الحكم، كيف يختلف الناس على شيء غير موجود، ربما لا يوجد نظام حكم واحد، و لكن يوجد حكم أي سلطة سياسية أي شأن دنيوي اجتماعي هو مرجع خلاف المسلمين. و إلا فإن الشأن الديني أي الولاية ليست محل اختلاف و خلاف بين جماعات الأمة الإسلامية.
كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في مكة سلطان حجة و لم يكن ملكا سلطان قدرة، و كان مصعب بن عمير في المدينة ملكا سلطان قدرة،
سلطان القدرة يتأسس و ينتقل باختيار الأمة من شخص إلى شخص، إذ يجوز عزل الخليفة قاقد الصلاحية، لكن سلطان الحجة هو اختيار إلهي بيعة الخليفة انتخاب للمسلمين الخيرة فيه، يمكنهم أن يختاروا أكثر من واحد و يرجحوا واحدا منهم، و يمكنهم أن يعينوا واحدا كما فعل الصديق أو بضعة رجال كما فعل عمر، و يمكن أن يكون التعيين بوساطة وجهاء الأمة أهل الحل و العقد ملوك و رؤساء الدول العربية و فقهاءها الأعلام، و المتمولين المشهود لهم بالصلاح و التقوى أصحاب المشاريع التنموية، و أصحاب الأمجاد الجهادية،، الخ..، بينما بيعة الإمام استجابة من جنس تصديق الرسول،
دائما كان أمير المؤمنين مولى المسلمين، و أخر حياته صار خليفة أيضا،
و الخلافة رتبة زمنية دنيوية دون الولاية و هي رتبة أممية متعالية على ظروف الزمان و المكان. و مستمرة إلى يوم القيامة، بينما الخلافة منقطعة، نحن الآن لا نبايع الصديق و الفاروق لكنن نصحح بيعة المسلمين لهمما.
ما تقدم هدية علمية لجماعات الشيعة المغالين و المتمادي هوسهم في الغلو، هدية من شأنها مساعدتهم على تصحيح إسلامهم على مستوبات الإعتقاد و الأحكام و وصف الأعمال بالطيبة أو الخبث. و هم بتقبلهم هذه الهدية يشغلوا ذمتهم لإخوانهم بدين أدبي، يوجب عليهم مساعدة فقهاء السنة المتسرسبين، الذين لا يتركون نصب المحاكم العقلية لجزر رؤوس ما يستوعبونه من أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم. على أساس أن كل حديث حكمت عقولهم القاصرة بوضعه، يجدون معناه أو مبناه مكررا في آثار علماء أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه، يؤكد بطلان الحكم بالوضع، مما يوجب عليهم إخبار السنة به، وفاء بدينهم، و ربما يتقدموا في الفضل فيكتسبوا دائنية أدبية.
في النهاية لا يستقيم معاني المدنية و الحضارة و الثقافة و لا يصح القول بتحقق الحرية، و لا يستقر النظام السياسي، و لا يرتاح الوضع الإجتماعي، إلا بتمكين الأكثرية من التعبير عن أمانيها، مع حفظ حقوق الأقليات المذهبية و العرقية.
أكثرية الشعب السوري عرب مسلمون سنة، و هذه الحقيقة تعين هوية سوريا، أو الغالب على هوية سوريا، و الدستور لا يكون صحيحا إلا بإبراز الماهية العربية الإسلامية السنية، و التعبير عنها في المشاريع الإبداعية و التقليدية.
في سوريا أقليات عرقية كردية و أرمنية، الخ. و أقليات مذهبية علوية و إسماعيلية، و لا يجوز للأكثرية العربية السنية أن تفرض ثقافتها من جهة اللسان أو جهة الثقافة المذهبية على أي من الأقليات المواطنة، لكن هذا لا يعني إعفاء الأكراد مثلا من التعريب، فهو ضرورة لتواصل الشعب السوري و تجانسه ليكون جميع أفراده أشقاء، و العربية لسان، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ليس العربية بأحدكم من أم أو أب، من تكلم العربية فهو عربي".
الأهم من العمل على تحقيق التجانس الشكلي اللساني، هو العمل على تحقيق التجانس المعنوي، ليس بفرض الأكثرية رؤاها المذهبية على الأقليات الإسلامية، بل بترقية المذاهب جميعا إلى مستوى الأصالة حيث الرسالة و الإمامة و الخلافة، و الأولى بالعناية بداهة مذهب الأكثرية قبل مذاهب الأقليات، و الترقية تكون باستئناف الجديد بعقل موجه للفكر نحو صائب الآراء، و قلب طيب خال من أمراض من الإغترار و العجب و الهوس و الغلو و البخس و الهدر و العجب و الإحتقار، بتنقيتها من الجهل المركب أي الوضع و الدس، حتى يخلو الاسلام من الكذب المجوسي اليهودي، و بغير ذلك يستحيل تآخي الشعب السوري، فلا تآخي إلا بتجانس الثقافي، و التجانس يعنى الأختلاف المتسع لجميع الإسلام، الطارح منه الدخيل عليه.
الإستقامة بعد الايمان، و مجافاة الإستقامة تورط حتما في تناقض الإضافة الأرسطية، المعجب بنفسه المغتر حتما مصيره أن يبخس نفسه و يهدرها و يشنع عليها معطيا إياها قيمة سلبية، بعد أن كان يسخو عليها في إعرابها. و العكس صحيح فكل من المضافين يعود على صاحبه بالتكافؤ و من التكافؤ احتمال التقدم في الحدوث، فربما حدث فقدان الثقة بالنفس أولا، و أعقبه العجب. و العجب ليس مرض فقط بل إنه شر من المعصية، من شأنه نزع العصمة عن المسلم، من الحديث القدسي: "لولا أن الذنب خير من العجب، ما خليت بين عبدي المؤمن و بين الذنب".
...زؤان كثير شان قمح الإسلام، دسه أعداء الله فيه، حتى غلب عليه عند جماعات بسبب الهوس...
مصدر الخصومة و العداوة هو ما أدخله اليهود و المجوس على الإسلام، و ليس الآراء العربية التي هي نتيجة اجتهادات فقهاء صالحين : "لا خير في عبادة لا فقه فيها، و لا خير في قراءة لا تدبر فيها".
......................
إبن رجب الشافعي
الجمعة 29\7\2011 مـــــــــ