بسم الله الرحمن الرحيم
الصيام والتحرر من الاستعباد
الصيام والتحرر من الاستعباد :ما الصلة بين الأمرين وهل يدل أحدهما على الآخر أويحرض أولهما على الثاني .
ذكر الله الجليل في نهاية آية الصيام عبارة(...لعلكم تتقون ) وأن نصوم لعلنا نتقي الله في جانبي تهيب لقائه ثم اتقاء عذابه فأمر أكيد وهو النتيجة النهائية المرجوة ويبدو أننا للوصول لهذه النتيجة لا بد أن نتقي امورا تفصيلية نتقيها بالصيام .أمورا خطيرة يدفعها الصيام ويقي الفرد والمجتمع منها,هذا إن وجه المسلمون صيامهم وجهته الصحيحة الشاملة العظيمة.وتبقى عبارة (لعلكم تتقون ) عبارة فيها انفتاح ومفتاح لكثير من معاني الوقاية ..........,.الوقاية بالصيام .
وقد تكلم الكثيرون عن الوقاية الصحية والوقاية الاجتماعية والوقاية النفسية و غير ذلك .
ولكن هناك أكبر من كل ذلك وأجلّ من كل ذلك انها الوقاية من الاستعباد .انه التحرر الكامل الشامل من هيمنة ما سوى الله تبارك وتعالى .....كيف ذلك ؟.
الصيام عن الطعام والشراب والامتناع عن التزاوج اثناء الصيام .ولشهر كامل مفروض ملزم لكل المسلمين وأكثر من الشهر لمن أراد السنن والمندوبات .هذا الصيام فيه تدريب وترويض ولجم لأكثر عضوين يتحكمان بالانسان وهما المعدة والفرج . وهذا التحكم موجود كثير منتشر بل يكاد يتحكم بمعظمنا لمعظم الوقت .وهذا التحكم شديد عند بعضنا أو أبعاضنا لدرجة توصف ولا توصف .منها ماهو علني مكشوف يوصف ومنها ما هو غير مكشوف مريع لايوصف .
(أفرأيت من اتخذ الهه هواه ...) والإله كل ما يخضع له الانسان الى حد التحكم والهوى كثير من أخطر أبوابه المعدة والفرج .
ويصل تحكم المعدة والفرج الى استعباد أصحابهما ان تُرك لهما العنان .ومن تحكم المعدة الى درجة الاستعباد أن يخشى الانسان زوال الطعام أمامه وأمام عياله ويصبح بالتدريج ذليلا يقول لك ان استنهضته ( يا أخي العيشة صعبة وبدنا ناكل خبز ونطعمي أولادنا) وبعد الذلّة فلا حاجز أمام السرقة والرشوة وبيع الذمة ووو.
ويصل استعباد المعدة الى استعباد جماعي ان منع الطعام عن دولة بأسرها لترضخ لشروط وهيمنة .كما رأينا في منطقتنا ولو وجّه الناس صيامهم واستخدموا ما دربوا عليه ولأجله لأسكتوا بطونهم بتمرات كيلا تطأطئ رؤسهم لغير الله .
ومن تحكم الفرج الى درجة الاستعباد كلام كثير كثير وأمثلته كثيرة في الفضائيات المشفرة وغير المشفرة وغير الفضائيات .استعباد حقيقي جعل الكثيرين لا هم لهم و لا هدف الا إرضاء وإشباع المتحكم.
ويأبى الله على المسلم ان يكون كذلك فيأمره ان يسيطر على العضوين وأن يروضهما ويتحكم بهما ويدربهما بشهر على الاقل كل سنة .فلا اذعان ولاخضوع الا لله وليس للمسلم ان يخضع من دون الله لأحد .هاهو العزيز الجليل لم يقبل ان يخضع المسلم حتى لأعضائه من جسده فكيف يرضى أن يخضع لحاكم ظالم فاجر مجرم وزبانيته المتحولين .حاكم قدم مالا وخبزا ليُسكت الناس فذهل عنما سمع الشعب الثائر يهدر ويهتف (....الشعب السوري مو جوعان ).
ومن أراد أن يرى مشهد الصيام كاملا تاما فلينظر الى سوريا في رمضان القادم لينظر للجموع السورية المباركة التي تتحرر من الاستعباد بكل انواعه .لينظر للجموع وألوفها كيف ستصوم وتتابع ثورتها بل كيف ستوجه صيامها الى ثورتها .ستوجه صيامها الى ثورتها لتكون بإذن الله ثورة عارمة مزلزلة.
انتظروا رمضان وانظروا مليا الى الثوار في رمضان وتعلموا جيدا من الثورة في رمضان فهي والله ثورة ليس كمثلها ثورة منذ قرون ...........سلام على الشهداء والله أكبر .
د.أسامة الملوحي