آلية ترويض الجنود: في كل قطعة عسكرية يطلب منها مواجهة الحراك الشعبي، يكون هناك مراقبون أو جنود "عواينية" بين العساكر، مهمتهم المشاركة بفاعلية بإطلاق النار بشكلٍ ملفتٍ للبقية من أجل تفتيت أي شكل من أشكال الخوف والقيم الأخلاقية والإنسانية التي قد يتمتع بها أي مجندٍ جديد. ومع كثرة إطلاق النار، ورؤية العساكر الجدد للمجازر والفظاعات، وكيف أن زملاءهم يضربون المعتقلين ويشتمونهم "لأنهم يتعاملون مع إسرائيل أو الحريري أو امريكا" فان هؤلاء الجنود يُوهمون - فعلاً - بوجود عصابات إرهابية مسلحة، وأن هؤلاء المعتقلين تابعون لجهاتٍ خارجية تٌريد خراب البلاد، ومع تكرار المآسي والمجازر وإمطار الجنود بالأوامر المتلاحقة وضيق وقت التنفيذ، فان العسكري يفقد ببساطة القدرة على التمييز، ويصدّق ما يقوله الضباط وزملاؤه العساكر.

من الأساليب المتبعة مع الجنود أيضاً، أنه وقبل دخولهم إلى أي مدينة، يقوم أحد الضباط بتعبئتهم تجاه المتظاهرين، ويخبرهم أنّهم مسلحون، وأنّ إسرائيل تدفع لهم.. الخ، وعندما يصل الجنود إلى منطقة التظاهرات، يحصل إطلاق نار من أحد الأطراف، ويسقط أحد الجنود نتيجة لإطلاق النار الذي يظنّ أنه أتى من المتظاهرين، فيبدأ زملاؤه بإطلاق النار على المتظاهرين انتقاماً لزميلهم، ويوقنون أن ما أُخبروا به من قبل الضابط كان صحيحاً.

كيفية قتل الجنود: إذا لاحظ الجندي العوايني أو الضابط المسؤول أن احد الجنود لا يتعاون بالشكل المطلوب، كأن يتباطأ في تنفيذ الأوامر، أو أن يُطلق النار في الهواء، فيتم على الفور استدعاؤه من قبل أحد رؤسائه لاستيضاح الأمر أكثر، وإذا اقتنع الضابط أن الجندي يتعمّد أن لا يكون فاعلاً، فيتم اقتياده لجهة مجهولة في وقت معين، ولا يتم قتله أمام زملائه بأي شكل من الأشكال.