حورانُ هبّت ، روحها العلياء......... فلها تُزَفُ قصيدتي العصماءُ
ترنو لمجدٍ لا يروم عرينه................ أنصاف أُُسْدٍ للشآم بلاءُ
و العزّ ثوبٌ لا يفارق وصفها........... و عَلا الجبينَ حميّةٌ و إباءُ
أهل البلاغة، والفصاحةُ رسمها،.. أنسابها صدحت بها الشّعراءُ
أطفالها شمسٌ تزيل ظلامنا............ لتُنِيرَ ليلَ بِلادنا الأضواءُ
فيُمَدّ نور الفجرِ في أنحائها............ و تَبُثُ أشجاناً بها الورقاءُ
ورجالها ونساؤها وشيوخها....... أسدُ الوغى و تهابها الهيجاءُ
منها البشائر هلهلت برّاقةً........... لتثور شامٌ والسّلاح دُعاءُ
من مسجد العمريّ في درعا البلد.. مجدٌ بَدَا تحدو به الخُلفاءُ
لنشم منه نسائماً تُحيِي بنا........ قولاً - لفاروقٍ - له أصداءُ :
النّاس أحرارٌ و ما رِقٌ بهم........... أَيُرَقُّ من أجدادهم عظماءُ
يا من على أمر البلاد تجبّروا........ لسنا العبيد وأنتم الطلقاءُ
لسنا رعاةً في مزارع ملككم.... ظهر الطّريق فما به استخفاءُ
سيزيلكم سيل الضّحايا جارفاً...... لجذور بغيٍ مدّها استعلاءُ
فالخوف هدّ رموزه الوهناءُ ....... و دمشق ليس تطالها الجوزاءُ
و الرّيف يزأر و الذّئاب عواءُ......... و بحمص قومٌ سَيفُهُم مَضّاءُ
ذرعات تروي أرضها الحمراءَ............ فتثور بركاناً لها الشهباءُ
واللاذقية درةٌ براقةٌ..................... و ببانياس مفاخرٌ شمّاءُ
و الدّير لبّى ،شيبه و شبابهُ.......... و حماة أجمعُ عزّةٌ و فداءُ
والبوكمال عزيزةٌ برجالها،........... رغم الحصار سيفرح الأبناءُ
وجزيرة الخيرات تُرسِل مُزنها .......... فتُرَى زهور الرّقة الغنّاءُ
جسر الشغور أزال ربي همها..... و وقاك إدلب ما نوى الجٌبناءُ
وتلال كلخٍ للعُلا توَّاقةً............. فتُجيبها طرطوس نحن سواءُ
وبني السّويدا كالصّخور صلابةً ....... و برستنٍ تتحطم الصّماءُ
والتل أختُ رجولةٍ ومفاخرٍ................ و بها لكلِّ عصابةٍ انهاءُ
- ياحرة - أنا من شَرُفت بذكرها.......... فلتهنأِ العينان ياحوراءُ
ومعظّميةُ أختها ، وجوارها.............. داريّةٌ ، ذُلّت بها الأعداءُ
ولأهل قابونٍ أرق تحيةٍ ............... فَلَكَم ثراها قد روته دماءُ
ورجال دوما نخوةً وشهامةً.......... ياشام تيهي ، بيتك العلياءُ
والعذر من باقي البلاد جميعها.. فلئِن نسيت ،سيصفح الكرماءُ
ماكان قصدي -والذي رفع السما-... جُهد المُقِل يشُوبه الإعياءُ
يا من أليتَ بأن تصومَ تعبداً.......... شكراً ،،إذا ما ذُلّتِ العملاءُ
النّصر آتٍ فاستعدّ لصومهِ....... - شهراً - فقول الصّادقين وفاءُ
و أرى الرؤوس تَيَنَّعت وتلوَّنت.... وأتى القطافُ وانْضَجَ استِغباءُ
أفعالهم لحتوفهم قد اضمرت... فاسعد أخي ولتَحتَفِ الشّعراءُ
الله يجعل بغيهم في نحرهم ........ فالحق أبلجُ والظّلوم هباءُ
يا صاح لو خَذَل الجميع شآمنا... فالخذلُ للشامِ الشّريف شقاءُ
لا لن يَضُرَ الشّام خذلةَ خاذلٍ...... وعْدُ الرّسول لشامنا الفيحاءُ
فملائك الرّحمن تحرس فوقها........... بجناحها إن حلت الأرزاءُ
و دَعَا لها خير الخلائق واصفاً.......... شام النبوة أنها الروضاءُ
أرضٌ مباركةٌ ، وخيرٌ أهلها................. للدّين فيها رايةٌ و لواءُ
فالله حسبي لن نذلّ لغيره.......... حتّى وإن صَحِبَ الإباءَ فناءُ
والموت حقٌ والمنايا قُدِّرت........... ما كُلّ حال الرّاحلين سواءُ
فاختر لنفسك حالةً تَرقى بها..... يوم الحساب و ظالموك هباءُ
فادفع بحقّ ظلمهم و افخر به........... الحقّ باقٍ لا يَشُبْهُ فناءُ
والخير في أرض الشآم و أهلها....... و الحقّ فينا والبُغاةُ خواءُ
أهل الكرامة لا ننام على الرّدى......... نحيا بعزٍ والممات فِداءُ
حرّيةٌ بيضاء فاح أريجها................. و بظلم أوغادٍ لنا ، حمراءُ
والشّام أمٌّ للبلاد وركنها........... والفضل ماشهدت به الأعداءُ
سيزول ظلم الظّالمين وجورهم........ ما ضاع حقّ أهله أحياءُ
فالباب يُفتَحُ إن تلاحق قرعه...... والصبر تُشمَمُ بعده الصعداءُ
لكنَّه يومٌ يَدُولُ و محنةٌ ............. نرقى بها و يُزَلزل السّفهاءُ
فيُعَزّ قومٌ بالإله ونصره............... و يَرَى المذلة ظالمٌ و يُسَاءُ