[rtl] *قصة الحاج سعيد*
*) فما ظنكم برب العالمين (*
29 / 8 / 2017
==============
ويحكي الحاج سعيد
وهو ينتظر في مطار جدة الدولي
قصته مع الحج :
لقد انتظرت سنين طويلة حتى حججت ، فبعد ثلاثين عامًا من العمل معالجًا فيزيائيًّا في مستشفى خاص، استطعت أن أجمع كلفة الحج، وفي نفس اليوم الذي ذهبت لأخذ حسابي من المستشفى صادفت إحدى الأمهات التي أعالج ابنها المشلول، وقد كسا وجهَها الهم والغم، وقالت لي: أستودعك الله يا أخ سعيد، فهذه آخر زيارة لنا لهذا المستشفى, فتعجبت من كلامها، وحسبت بأنها غير راضية عن علاجي لابنها، وتفكر في نقله لمكان آخر، فقالت لي: لا يا أخ سعيد، يشهد الله إنك كنت لابني أحن من الأب، وقد ساعده علاجُك كثيرًا بعد أن كنا قد فقدنا الأمل به. ومشت حزينة!!! فذهبت إلى الإدارة وسألت، فتبين أن والد الصبي فقد وظيفته ولم يعد يتحمل نفقة العلاج، فذهبت إلى المدير ورجوته أن يستمر بعلاج الصبي على نفقة المستشفى، ولكنه رفض رفضًا قاطعًا، وقال لي: هذه مؤسسة خاصة وليست جمعية خيرية.
خرجت من عند المدير حزينًا مكسور الخاطر على المرأة, وفجأة وضعت يدي على جيبي الذي فيه نقود الحج، فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي إلى السماء وخاطبت ربي قائلاً: "اللهم أنت تعلم بمكنون نفسي، وتعلم أنه لاشيء أحب إلى قلبي من حج بيتك، وزيارة مسجد نبيك صلى الله عليه وسلم، وقد سعيت لذلك طوال عمري، ولكني آثرت هذه المسكينة وابنها على نفسي فلا تحرمني فضلك، وذهبت إلى المحاسب ودفعت كل ما معي له عن أجرة علاج الصبي لستة أشهر مقدمًا، وتوسلت إليه أن يقول للمرأة بأن المستشفى لديها ميزانية خاصة للحالات المشابهة.
رجعت يومها إلى بيتي حزينًا على ضياع فرصة عمري في الحج، ولكن الفرح ملأ قلبي لأني فرّجت كربة المرأة وابنها، فنمت ليلتها ودمعتي على خدي فرأيت في المنام أنني أطوف حول الكعبة، والناس يسلمون عليَّ ويقولون لي: حجًا مبرورًا يا حاج سعيد، فقد حججت في السماء قبل أن تحج على الأرض, دعواتك لنا يا حاج سعيد, فاستيقظت من النوم، وأنا أشعر بسعادة غير طبيعية، فحمدت الله على كل شيء ورضيت بأمره.
وما إن نهضت من النوم حتى رنَّ الهاتف، وإذا به مدير المستشفى الذي قال لي: أنجدني فصاحب المستشفى يريد الذهاب إلى الحج هذا العام وهو لا يذهب دون معالجه الخاص، لكن زوجة معالجه في أيام حملها الأخيرة ولا يستطيع تركها، فهلا أسديتني خدمة.. ورافقته في حجه.. فسجدت لله شكرًا فقد رزقني الله حج بيته دون أن أدفع شيئًا، والحمد لله وفوق ذلك فقد أصر الرجل على إعطائي مكافأة مجزية؛ لرضاه عن خدمتي له، وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة فأمر بأن يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة، وأن يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء، وفوق ذلك فقد عيَّن زوجها بوظيفة في إحدى شركاته، وأرجع إليَّ مالي الذي دفعته..
*أرأيت فضلاً أعظم من فضل ربي؟!*
[/rtl]
*) فما ظنكم برب العالمين (*
29 / 8 / 2017
==============
ويحكي الحاج سعيد
وهو ينتظر في مطار جدة الدولي
قصته مع الحج :
لقد انتظرت سنين طويلة حتى حججت ، فبعد ثلاثين عامًا من العمل معالجًا فيزيائيًّا في مستشفى خاص، استطعت أن أجمع كلفة الحج، وفي نفس اليوم الذي ذهبت لأخذ حسابي من المستشفى صادفت إحدى الأمهات التي أعالج ابنها المشلول، وقد كسا وجهَها الهم والغم، وقالت لي: أستودعك الله يا أخ سعيد، فهذه آخر زيارة لنا لهذا المستشفى, فتعجبت من كلامها، وحسبت بأنها غير راضية عن علاجي لابنها، وتفكر في نقله لمكان آخر، فقالت لي: لا يا أخ سعيد، يشهد الله إنك كنت لابني أحن من الأب، وقد ساعده علاجُك كثيرًا بعد أن كنا قد فقدنا الأمل به. ومشت حزينة!!! فذهبت إلى الإدارة وسألت، فتبين أن والد الصبي فقد وظيفته ولم يعد يتحمل نفقة العلاج، فذهبت إلى المدير ورجوته أن يستمر بعلاج الصبي على نفقة المستشفى، ولكنه رفض رفضًا قاطعًا، وقال لي: هذه مؤسسة خاصة وليست جمعية خيرية.
خرجت من عند المدير حزينًا مكسور الخاطر على المرأة, وفجأة وضعت يدي على جيبي الذي فيه نقود الحج، فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي إلى السماء وخاطبت ربي قائلاً: "اللهم أنت تعلم بمكنون نفسي، وتعلم أنه لاشيء أحب إلى قلبي من حج بيتك، وزيارة مسجد نبيك صلى الله عليه وسلم، وقد سعيت لذلك طوال عمري، ولكني آثرت هذه المسكينة وابنها على نفسي فلا تحرمني فضلك، وذهبت إلى المحاسب ودفعت كل ما معي له عن أجرة علاج الصبي لستة أشهر مقدمًا، وتوسلت إليه أن يقول للمرأة بأن المستشفى لديها ميزانية خاصة للحالات المشابهة.
رجعت يومها إلى بيتي حزينًا على ضياع فرصة عمري في الحج، ولكن الفرح ملأ قلبي لأني فرّجت كربة المرأة وابنها، فنمت ليلتها ودمعتي على خدي فرأيت في المنام أنني أطوف حول الكعبة، والناس يسلمون عليَّ ويقولون لي: حجًا مبرورًا يا حاج سعيد، فقد حججت في السماء قبل أن تحج على الأرض, دعواتك لنا يا حاج سعيد, فاستيقظت من النوم، وأنا أشعر بسعادة غير طبيعية، فحمدت الله على كل شيء ورضيت بأمره.
وما إن نهضت من النوم حتى رنَّ الهاتف، وإذا به مدير المستشفى الذي قال لي: أنجدني فصاحب المستشفى يريد الذهاب إلى الحج هذا العام وهو لا يذهب دون معالجه الخاص، لكن زوجة معالجه في أيام حملها الأخيرة ولا يستطيع تركها، فهلا أسديتني خدمة.. ورافقته في حجه.. فسجدت لله شكرًا فقد رزقني الله حج بيته دون أن أدفع شيئًا، والحمد لله وفوق ذلك فقد أصر الرجل على إعطائي مكافأة مجزية؛ لرضاه عن خدمتي له، وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة فأمر بأن يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة، وأن يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء، وفوق ذلك فقد عيَّن زوجها بوظيفة في إحدى شركاته، وأرجع إليَّ مالي الذي دفعته..
*أرأيت فضلاً أعظم من فضل ربي؟!*
[/rtl]