[ استخلاف أبي بكر لعمر رضي الله عنهما ]
=======================
أحضر أبو بكر عثمان بن عفان فخلا به ، وهو يجود بنفسه ، ليكتب عهد عمر ، فقال له :
اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بنُ أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد ..ثم أغمي عليه ، فكتب عثمان : أما بعد فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً .. ثم أفاق أبو بكر ، فقال : اقرأ علي . فقرأ عليه ، فكبر أبو بكر وقال : أراك خفتَ أن يختلف الناسُ إن متُّ في غشيتي ؟ قال : نعم . قال : جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله .
=======================
أحضر أبو بكر عثمان بن عفان فخلا به ، وهو يجود بنفسه ، ليكتب عهد عمر ، فقال له :
اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بنُ أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد ..ثم أغمي عليه ، فكتب عثمان : أما بعد فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً .. ثم أفاق أبو بكر ، فقال : اقرأ علي . فقرأ عليه ، فكبر أبو بكر وقال : أراك خفتَ أن يختلف الناسُ إن متُّ في غشيتي ؟ قال : نعم . قال : جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله .
فلما كتب العهد أمر به أن يقرأ على الناس، فجمعهم وأرسل الكتاب مع مولى له ومعه عمر، فكان عمر يقول للناس: أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يألكم نصحاً. فسكن الناس، فلما قرىء عليهم الكتاب سمعوا وأطاعوا، وكان أبو بكر أشرف على الناس وقال: أترضون بمن استخلفت عليكم ؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة ، وإني قد استخلفت عليكم عمر فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما ألَوْتُ من جهد الرأي . فقالوا : سمعنا وأطعنا.
ثم أحضر أبو بكر عمر فقال له: إني قد استخلفتك على أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأوصاه بتقوى الله ثم قال: يا عمر إن لله حقاً بالليل لا يقبله في النهار، وحقاً في النهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة، ألم تر يا عمرُ أنما ثَقُلَتْ موازينُ من ثَقُلَتْ موازينُهُ يوم القيامة باتّباعهم الحقَّ وثقله عليهم، وحَقٌّ لميزان لا يوضع فيه غداً إلا حقٌّ أن يكون ثقيلاً. ألم تر يا عمرُ أنما خفَّتْ موازينُ من خَفَّتْ موازينُهُ يوم القيامة باتّباعهم الباطل وخِفَّتِهِ عليهم ، وحقٌّ لميزانٍ لا يُوضَعَ فيه غداً إلا باطلٌ أن يكون خفيفاً . ألم تَرَ يا عمرُ أنما نزلتْ آيةُ الرخاء مع آية الشدّة ؛ وآية الشدّة مع آية الرخاء ؛ ليكون المؤمن راغباً راهباً ، لا يرغبُ رغبةً يتمنى فيها على الله ما ليس له ، ولا يرهب رهبةً يلقي فيها بيديه . أو لم تَرَ يا عمرُ أنما ذُكِرَ أهل النار بأسوإ أعمالهم ، فإذا ذكرتَهُمْ قلتَ إني لأرجو أن لا أكون منهم ، وأنه إنما ذُكِرَ أهلُ الجنة بأحسن أعمالهم لأنه يُجاوَزُ لهم ما كان من سيء فإذا ذكرتَهُمْ قلتَ أين عملي من أعمالهم ؟ فإن حفظتَ وصيتي فلا يكوننَّ غائبٌ أحبَّ إليك من حاضرٍ من الموت ، ولستَ بمعجزه . ثم توفي أبو بكر رضي الله عنه .