سوريا حالة خاصة مخالفة لكل الدول في العالم (3) :
27 / 3 / 2017
حكاية بقلم : أبو ياسر السوري
=================
27 / 3 / 2017
حكاية بقلم : أبو ياسر السوري
=================
سوريا في عهد عائلة " بيت الجحش " صارت دار كفر بكل ما لهذه الكلمة من معنى .. لم يعد فيها مكان لقيم ولا لدين .. بل صار الكفر بالله عنوان حضارة ، فالشاعر يكفر ليصفق له الملحدون ، والأديب يتحدث عن الله كما يتحدث عن صنم ليفوز بجائزة الدولة التقديرية , والضابط يكفر ليخافه الجنود ، والمدرس يكفر لينضبط طلابه في الفصل ، والمدير يكفر .. والوزير يكفر .. والرئيس نفسه يزعم أنه إله ، ويطالب المواطنين بعبادته .. فهو بهذا يكفر أيضا .. وإليكم هذه الحكاية الطريفة .. فهي أصدق تصوير لواقع الحال في أيام حكم بيت الوحش أو الجحش .. شكَّ الراوي ..
تقول الحكاية " كانت خطبة الجمعة عن فلسطين واليهود الذين يريدون إقامة دولتهم من الفرات إلى النيل ، واستطرد الخطيب يومها ، فعرج على احتلال الجولان ، ودعا إلى الجهاد والاستشهاد .. وكانت خطبة مجلجلة .. كما يقال ..
ثم أقيمت الصلاة ، وما أن انتهى الإمام من صلاة الجمعة ، وما كاد يسلم التسليمة الأولى إيذانا بإنهاء الصلاة ، حتى سمع الناس صوت مجنون يعرفونه وهو يتحدث إليهم بالميكرفون من فوق المنبر ، قائلا : " على مهلكم يا جماعة دقيقتين بس .. عندي كلمتين اسمعوها وبعدين ستعرفون لماذا سلط الله علينا اليهود والقرود السود .. "
وجلس الناس في أماكنهم ، فالحدثُ جدير بالجلوس والانتظار ,!! إنه مجنون يتحدث من فوق منبر مسجد . فما عسى أن يقول .؟
ولكن الرجل فاجأ الجميع ، فراح يحكي حكاية جرت له ، ويسرد أحداثها بلسان عربي فصيح ، وكأنه أعقل العقلاء .. قال صاحبنا : " كنت منذ أيام في سوق الخضرة ، فسمعت أحدهم يشتم ( الله ) سبحانه وتعالى بأبشع الشتائم ، على أثر خلاف بينه وبين بائع البقدونس .. قال : فتقدمت منه فصفعته ولطمته .. وفعل بي مثل ذلك ، وكان هنالك دورية شرطة فأمسكوا بي وبالرجل .. ولما علموا السبب ، قال لي الشرطي : وهل وكلك الله مدافعا عنه في الأرض .؟ قال : قلت نعم .. قال الشرطي : ( تيك وتيك من الله تبعك ) وشتم البارئ عز وجل .. فما كان مني إلا أن صفعت الشرطي وصفعني .. ثم اقتادوني إلى المخفر .. فلما علم رئيس المخفر بما جرى ، قال لي : ( شو ولك رب تيك وتيك من ربك ) قال صاحبنا : فصفعت رئيس المخفر .. ولقيت جزائي تعذيبا استمر عدة أيام لقيت فيها أشد العذاب .. وسمع محافظ المدينة بالخبر .. فقال هاتوه لي .. فأخذوني إليه ، ولكني كنت هذه المرة مكتوف اليدين خلف ظهري .. ولما مثلت بين يدي المحافظ ، وقررني ، وعلم أني ضربت الرجل والشرطي ورئيس المخفر .. قال لي : يعني أنت ستتحدى الدولة دفاعا عن ( الله ) " تيك وتيك من الله تبعك " .. ولما تلفظ المحافظ بشتم الله .. تقدمت نحوه وبصقت في وجهه دفاعا عن الله ..
ثم قالوا : مجنون .. وأخلوا سبيلي ...
ثم قال صاحبنا : يا ناس أحدنا لو شتمه جاره تضارب معه .. ولو شتمه أخوه رد له الشتيمة بمثلها . ولو شتمه ابنه طرده من بيته ..
فنحن في هذه المدينة وما حولها من القرى نرفع إلى الله مليون 700 ألف شتيمة كل يوم .. ثم ندعوه سبحانه وتعالى ونطالبه بأن ينصرنا .. لن ينصرنا ونحن نشتمه .. لن ينصرنا .. لن ينصرنا .. لا تسالوا النصر من رب أنتم تشتمونه على مدار الساعة ... فدعاء الكلاب لا يستجاب ..
فتبين لي أخيرا ، أن هذا المجنون ليس بمجنون ، وإنما كان مثقفا كبيرا ، ولكنه أصيب بإحباط لسبب ما ، فاعتزل الناس ، وصاروا ينظرون إليه على أنه مجنون " ..
فقلت سبحان الله ، صدق من قال : " خذ الحكمة من أفواه المجانين"