المسلخ_البشري
#شهادة
مع كل كلمةٍ وسطرٍ أنهيه أتذكر دقاتِ قلبي حين كنت يوماً مِثلهم، أنتظرُ سلخي!
عن تقرير العفو الدولية أتحدث!
لم أستطع إكماله! فأصواتُ أبي خالدٍ وعلاءٍ ومحمودٍ وأبي صالحٍ مازالتْ متسمِّرةً في ذاكرتي تأبى الرحيل!
أصواتهم النازفة يومها حين قرروا افتتاح يومهم بتعذيبنا صباحاً، وقبل شرب قهوتهم حتى!
كاظم، رعد، أبو علي، ومحقق آخر لم نعرفه يومها..
تناوبوا على نهش لحومنا بطرق تعذيبهم التي اخترعوها خصيصاً لنا..
كانت التهمة السابقة كغيرنا من المعتقلين، وكان تعذيبنا [محمولاً] إلى حدٍّ ما..
أما اليوم، فتهمتنا أننا كنا نصلي جماعةً في زنزانتا، وتجاوزنا أكبر الخطوط الحمراء هناك..
كنتُ الإمامَ حينها، وكان بعدها ما كان!
كانت لحيتي قد طالت أكثر وأكثر، فابتدأ بها ينتفها بيديه..
مرة تلو مرة، وأنا معصوب العينين مقيدٌ للخلف، حتى بدأت دمائي تسيل على خدي وكفيه، ليشتاظ غضباً على غضب..
أصواتنا وآهاتُنا ممزوجة بشنيع شتائمهم وكفرهم!
ما زال جسدي يرتجف حين أتذكر شتمه للصحابي الجليل عبادة بن الصامت بأقذر ما سمعته يوما!!
لا لشيء سوى أن والدي كان خطيباً لمسجد يحمل اسمه!
رضٌّ في وجهي، كسرٌ في كفي وفكي، دماء هنا وهناك..
يلقينا أرضاً، ليصعد بحذائه على رقابنا قافزاً!
على أضعف نقاط جسدنا وحناجرنا..
ضحكهم وشتائمهم ما زالت هنا، في ذاكرة المظلومين..
أخشاب ومعادنُ نُضربُ بها لا ندري كيف ومتى..
صعقٌ وشبح وسحلٌ ولَكمٌ وحرق..
كانت عناوين يومنا حينها..
وعلى هذا المنوال أكملنا ساعتنا السابعة بين أياديهم النجسة..
ليعلنوا أنهم قد عفوا عنا وسامحونا، لا لشيء سوى أنهم قد أنهكوا وتعبوا من تعذيبنا وضربنا..
يأمروننا بالاصطفاف واقفين..
أتذكر تماماً، حين كانت أعيننا خارج الخدمة فما بالكم بأقدامنا!
لم أستطع الوقوف..
حاولت النظر إلى نصف جسدي السفلي العاري المدمّى..
أزرقٌ وأسودٌ منتفخٌ رأيتُه..
محمولاً ومستنداً على رفاقي أعادونا إلى جنتنا، إلى زنزانتنا أقصد..
حيث الأمان والراحة والسلامة..
على الأقل حتى إشعارٍ آخر، وصلاةٍ أخرى!
شهادتي على يوم واحد هناك، ويا قهر السنين لمن لم يخرج!
#المسلخ_البشري
#شهادة
خانتني لغتي في الوصف، فلتعذروا ضعفنا..
Ala'a Khweled
شبكة الثورة السورية
#شهادة
مع كل كلمةٍ وسطرٍ أنهيه أتذكر دقاتِ قلبي حين كنت يوماً مِثلهم، أنتظرُ سلخي!
عن تقرير العفو الدولية أتحدث!
لم أستطع إكماله! فأصواتُ أبي خالدٍ وعلاءٍ ومحمودٍ وأبي صالحٍ مازالتْ متسمِّرةً في ذاكرتي تأبى الرحيل!
أصواتهم النازفة يومها حين قرروا افتتاح يومهم بتعذيبنا صباحاً، وقبل شرب قهوتهم حتى!
كاظم، رعد، أبو علي، ومحقق آخر لم نعرفه يومها..
تناوبوا على نهش لحومنا بطرق تعذيبهم التي اخترعوها خصيصاً لنا..
كانت التهمة السابقة كغيرنا من المعتقلين، وكان تعذيبنا [محمولاً] إلى حدٍّ ما..
أما اليوم، فتهمتنا أننا كنا نصلي جماعةً في زنزانتا، وتجاوزنا أكبر الخطوط الحمراء هناك..
كنتُ الإمامَ حينها، وكان بعدها ما كان!
كانت لحيتي قد طالت أكثر وأكثر، فابتدأ بها ينتفها بيديه..
مرة تلو مرة، وأنا معصوب العينين مقيدٌ للخلف، حتى بدأت دمائي تسيل على خدي وكفيه، ليشتاظ غضباً على غضب..
أصواتنا وآهاتُنا ممزوجة بشنيع شتائمهم وكفرهم!
ما زال جسدي يرتجف حين أتذكر شتمه للصحابي الجليل عبادة بن الصامت بأقذر ما سمعته يوما!!
لا لشيء سوى أن والدي كان خطيباً لمسجد يحمل اسمه!
رضٌّ في وجهي، كسرٌ في كفي وفكي، دماء هنا وهناك..
يلقينا أرضاً، ليصعد بحذائه على رقابنا قافزاً!
على أضعف نقاط جسدنا وحناجرنا..
ضحكهم وشتائمهم ما زالت هنا، في ذاكرة المظلومين..
أخشاب ومعادنُ نُضربُ بها لا ندري كيف ومتى..
صعقٌ وشبح وسحلٌ ولَكمٌ وحرق..
كانت عناوين يومنا حينها..
وعلى هذا المنوال أكملنا ساعتنا السابعة بين أياديهم النجسة..
ليعلنوا أنهم قد عفوا عنا وسامحونا، لا لشيء سوى أنهم قد أنهكوا وتعبوا من تعذيبنا وضربنا..
يأمروننا بالاصطفاف واقفين..
أتذكر تماماً، حين كانت أعيننا خارج الخدمة فما بالكم بأقدامنا!
لم أستطع الوقوف..
حاولت النظر إلى نصف جسدي السفلي العاري المدمّى..
أزرقٌ وأسودٌ منتفخٌ رأيتُه..
محمولاً ومستنداً على رفاقي أعادونا إلى جنتنا، إلى زنزانتنا أقصد..
حيث الأمان والراحة والسلامة..
على الأقل حتى إشعارٍ آخر، وصلاةٍ أخرى!
شهادتي على يوم واحد هناك، ويا قهر السنين لمن لم يخرج!
#المسلخ_البشري
#شهادة
خانتني لغتي في الوصف، فلتعذروا ضعفنا..
Ala'a Khweled
شبكة الثورة السورية