( خاطرة ) - الدنيا دولاب ..
21 / 1 / 2017
بقلم : ابو ياسر السوري
================
هذه العبارة - فيما أظن - يعرفها 90% من القراء .. وهي تعني فيما تعنيه أن دوام الحال من المحال ، وأن السنن الطبيعية تحتم التغيير ، وعدم استمرار الوضع على ما هو عليه .. وبما أن الأرض التي نعيش عليها كروية وتدور ، فقد جاز أن تشبه بالعجلة المستديرة ، التي تدور بمن عليها . فيرتفع بدورانها أقوام ، وينخفض آخرون ..
فرعون كان يزعم أنه الرب الأعلى ، ثم دارت عجلة الزمن ففطس غرقا في البحر ..
وشاه إيران كان زعيم المحفل الماسوني الأكبر ، وكان الأقوى مركزا في منطقة الشرق الأوسط .. ثم سلط الله عليه ، ففر هاربا من إيران فلم تستقبله دولة، وأخيرا استقبلته مصر على مضض، ثم وافاه أجله ، فمات غير مأسوف عليه ..
وتشاوشيسكو .. كان الحاكم الذي تحدثه الجدران عما يكون بين الرجل وزوجته في مخدعه السري ، فقد ركب كاميرات في كل المجمعات السكنية ، وكان بمقدوره أن يراقب أي شخص في زومانيا مراقبة دقيقة .. حتى قيل له : أما تخشى أن يثور الشعب عليك يوما .؟ فقال : إذا حملت أشجار الزيتون الأنجاص ، أمكن أن تقوم علي ثورة .. ثم ثار الشعب عليه وأسقطه ، وعلق الثوار له الأنجاص على أشجار الزيتون .. وأعدموه هو وزوجته رميا بالرصاص ..
والقذافي كان ملك ملوك أفريقيا .. وعميد زعماء الأمة العربية لأنه أطولهم بقاء في الحكم .. ثم في لحظة وقع أسيرا بأيدي من لم يرحموه ، فقتلوه شر قتلة ..
ونحن ننتظر لحظة سقوط حكم بشار الوحش ، وكشف هذه الغمة عن الشعب السوري .. وهي لحظة لا بد من قدومها .. سيسقط طاغية سوريا كما سقط الطغاة من قبله .. وسوف يصير كما صاروا إلى مزابل التاريخ .. فلا يذكر إلا مقرونا باللعن كما لعن الذين من قبله ..