حلب نيوز – حصاد عام 2016
حشود عسكرية، معارك وملاحم، وحصار يخنق أقدم مدن العالم
دخلت المعارك في ركود مع بداية دخول العام 2016 على مدينة حلب وريفها، حيث لم تشهد الساحة العسكرية أية تطورات تذكر ما عدا تقدم الجيش الحر نحو عدة قرى وتحريرها من قوات الأسد في الريف الجنوبي ومن تنظيم داعش في الريف الشمالي، واستمرت المعارك على نحو الكر والفر طوال الأشهر الثلاثة الأولى حتى بدأت قوات الأسد تحشد قواها العسكرية بكافة ما تملك من جنود ومرتزقة وعصابات طائفية محاولةً اقتحام المدينة من بوابتها الشمالية المتمثلة في الملاح والكاستيلو مع دخول الشهر الرابع، وبدأت المعارك تشتد وتحتدم في الشمال يرافقها قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف أحرق المنطقة، واستطاع الجيش الحر الصمود فيها بوجه الطائرات والصواريخ والحشود العسكرية لكن اشتداد القصف حول المنطقة إلى منطقة عسكرية مشتعلة تم فيها حظر عبور المدنيين.
ومع دخول الشهر السادس نال طريق الكاستيلو لقب أخطر طريق في العالم وبات يُعرف بطريق الموت نتيجة اشتداد القصف والمعارك فيه، وظل الجيش الحر صامداً فيه مرابطاً على كافة نقاطه في مخيم حندرات والملاح وطريق الكاستيلو، واستمرت المعارك بهجمات تتقدم فيها قوات الأسد ويصدها دفاع قوي للجيش الحر استعاد فيها مواقعه حتى نهاية الشهر السابع الذي تمكنت فيه أخيراً قوات الأسد وحشودها العسكرية من المرتزقة والعصابات الإيرانية من التقدم إلى طريق الكاستيلو وقطعه بعد معارك دامت عدة شهور دفع فيها الجيش الحر أكثر من 400 شهيداً قدموا أرواحهم دفاعاً عن المدينة.
حلب مدينة محاصرة ثم منكوبة ثم خالية من أهلها
بعد قطع طريق الكاستيلو أعلنت قوات الأسد أول حصار يُفرض على مدينة حلب بتاريخ 26-7-2016، وهو أول حصار تشهده المدينة في تاريخها بعد حرقها بمئات الغارات الصاروخية والمحملة بقنابل عنقودية وفوسفورية ومواد سامة.
ومع فرض أول حصار على مدينة حلب التي تحوي نحو 400 ألف مدنياً، بدأت الفصائل العسكرية تتجهز لفك الحصار عن المدينة وإعادة الحياة إليها فانطلقت معركة كسر الحصار التي حملت اسم “ملحمة حلب الكبرى”، وبدأ العمل فيها أول الشهر الثامن باستهداف المناطق الغربية لمدينة حلب حيث واستطاع الثوار كسر الحصار في سادس أيام الشهر بعد فتح طريق الراموسة من الغرب والتقاء الثوار المقتحمين برفاقهم المحاصرين.
وامتدت المعارك ليكبر حلم أهالي حلب من كسر الحصار إلى تحرير كامل المدينة بعد فتح طريق الراموسة حيث بدأت عمليات تحرير الكليات العسكرية هناك والوصول إلى أطراف حي الحمدانية حتى منطقة 3000 شقة و1070 شقة، إلا أن الضغط الجوي واشتداد القصف حال دون استمرار المعارك، بل وأجبر الثوار على التراجع لتتوقف الملحمة وتعود قضبان الحصار لخنق المدينة مرة ثانية بتاريخ 22-8-2016.
ومع أن الثوار أعادوا هجومهم لفك الحصار عن حلب إلا أن المعارك لم تصب لصالحهم وحال استمرار القصف الجوي العنيف دون نجاح أية ملحمة، بل واشتدت المجازر على مدينة حلب المحررة بمعدل يومي خلف مئات الشهداء، واستهدف القصف بشكل خاص المشافي الميداني فدمر جميع المشافي والمراكز الطبية في المدينة المحاصرة كما دمر أيضاً مقرات الدفاع المدني وأخرجها عن الخدمة واستهدف كافة المناطق الحيوية في المدينة حتى باتت حلب مدينة منكوبة بالكامل وتوقفت كافة أشكال الحياة فيها فتوقفت المدارس وتعطلت صلاة الجمعة عدة مرات وأغلقت الأسواق خوفاً من المجازر اليومية المستمرة.
وبعد تدمير المدينة بدأت مرتزقة النظام وجيوش حلفائه بحملة عسكرية مدعومة بالطيران على أحياء حلب الشرقية فشنوا هجمات عنيفة على حي مساكن هنانو واقتحموا المدينة تحت نيران الطائرات التي أجبرت سكان الأحياء الشرقية على النزوح هرباً من ويلات القصف، وتقدمت قوات النظام فيها حتى فرضت سيطرتها على أحياء مساكن هنانو والشعار وطريق الباب والصاخور وأحياء حلب القديمة بعدما أحالتها دماراً وهجرت سكانها، ثم امتد الاجتياح بعد ذلك إلى أن سيطر حلفاء الأسد على منطقة جسر الحج وحيَ الكلاسة وبستان القصر، وحاصروا من تبقى من المدنيين والثوار حصاراً خانقاً في 5 أحياء (العامرية، السكري، الزبدية، المشهد، الإذاعة، وأجزاء من سيف الدولة وصلاح الدين ).
وبعد حصر المدنيين مع المقاتلين في تلك المناطق واستهدافهم بالصواريخ والبراميل بغية إبادة أكثر من 100 ألف مدني محاصر، بدأت المناشدات والحملات لإنقاذ المدنيين العالقين وانطلقت المظاهرات في دول ومناطق عدة تطالب بفتح الطريق للمحاصرين لينتهي الحصار بهدنة ترأستها تركيا وروسيا اقتضت فتح الطريق أمام المحاصرين إلى ريف حلب الغربي لتهجيرهم من بيوتهم ومدينتهم بعد أن صمدوا فيها 5 سنوات تحت القصف والمجازر والحصار.
هدنة عسيرة.. تعترضها إيران وتستأنفها تركيا وروسيا
أولى خطوات الهدنة بدأت عملياً بعد المفاوضات التي اقتضت تهجير أهالي حلب من مدينتهم حيث أوقفت نيران طائراتها عن المدنيين وقامت لجنة التفاوض (المتمثلة بـ”الفاروق أبو بكر” كناطق رسمي باسم الثوار والهلال الأحمر وبرعاية تركية روسية) بالعمل على تهجير من تبقى من المدنيين والثوار في حلب المحاصرة إلى ريف حلب الغربي بمعزل عن نظام الأسد وتخطي رأي ايران، وتم إجلاء الدفعة الأولى من حلب المحاصرة في 15/ كانون الأول/2016.
لكن الهدنة المفترضة اعترضتها إيران التي لم تقف مكتوفة الأيدي فقامت بعرقلة هذه المفاوضات واعتراض قوافل المهجرين والاعتداء عليهم ليستمر الحصار على المدنيين في ظل ظروف مناخية سيئة في حلب المحاصرة من برد قارص وهطول الثلوج ما تسبب بوفاة 7 أشخاص برداً وجوعاً، وعلى إثر ذلك عادت تركيا وروسيا لاستئناف المفاوضات بعد إضافة بنود جديدة طرحتها إيران وهي إجلاء 3500 جريح مع عائلاتهم من بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين وإيصالهم إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في مدينة حلب.
وفي 22/كانون الأول/2016 تم تهجير آخر دفعة من المدنيين والثوار من حلب المحاصرة إلى الريف الغربي، وتسليم ما تبقى من مدينة حلب المحاصرة إلى قوات الأسد لتسقط بذلك كامل المدينة بأيدي حلفاء النظام بعد تدمير أغلب معالمها وتهجير كافة أهلها.
ريف حلب.. الصراع الكردي والداعشي على أهم مدن الريف
أما في الريف الحلبي فبعد تقدم الأكراد وتوسيع رقعتهم الصفراء على الخارطة الحلبية بدعم أميركي استطاعت الأحزاب الكردية السيطرة على مدينة منبج وأريافها بعد حصارها لنحو شهرين وطرد تنظيم الدولة منها أول الشهر الثامن لتصبح بذلك واحدة من أكبر المدن التي تحتلها التنظيمات الكردية بالإضافة إلى مدينة تل رفعت والقرى المجاورة لها.
الدعم الأمريكي للأحزاب الكردية مكنها أيضاً من احتلال عدة قرى ومدن كانت تحت سيطرة الجيش الحر، ومع اجتياح حلفاء النظام لمدينة حلب من شرقها، تمكنت الأحزاب الكردية أيضاً من السيطرة على عدة أحياء بدءًا من الشيخ مقصود وصولاً إلى أحياء والهلك وبستان الباشا والحيدرية وبعيدين والأشرفية.
إلا أن التوسع الكردي لم يرض تركيا فأعلنت بدء حملة عسكرية لحماية حدودها ومنه بدأت قواتها بدخول الأراضي السورية لتبدأ معاركها ضد التنظيمين” داعش” و”قسد” في الريف الحلبي.
درع الفرات.. أمل يتجدد من الشمال
في 24 /8/ 2016 أعلن الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي انطلاق معركة “درع الفرات ” بهدف استعادة المناطق التي يحتلها تنظيم الدولة في ريفي حلب الشمالي والشرقي، وإبعاد امتداد ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” الذي سيطر علي كامل مدينة منبج في 10-8-2016.
وبعد أربعة أيام فقط من إعلان المعارك أعلن الجيش الحر بسط كامل سيطرته على مدينة جرابلس ووصل المدينة ببلدة الراعي بعد تحرير جميع القرى الممتدة على الحدود مع تركيا لتصبح مدينة جرابلس محررة رسمياً بتاريخ 28-8-2016.
واستمرت عمليات درع الفرات حتى بدأ الجيش الحر يستعيد عشرات القرى والمدن في ريف الشمالي والشرقي مروراً ببلدة دابق التي كانت تحظى باهتمام داعش، وتجاوزت عمليات التحرير بلدة دابق وصولاً إلى مدينة الباب التي استعصى في التنظيم واتخذ من أهلها دروعاً بشرية يحتمي فيها من القصف التركي ما أدى لاستشهاد عشرات المدنيين المحتجزين قسراً في المدينة والممنوعين من النزوح.
ومنذ التاسع من شهر كانون الأول حيث أعلنت درع الفرات بدء معارك تحرير مدينة الباب التي تعتبر أهم وأبرز وآخر معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب، تمكن الجيش الحر من تحرير الأطراف الغربية والشمالية للمدينة ودخل أطراف المدينة، فيما لا تزال المعارك دائرة داخل المدينة التي تشهد قصفاً عنيفاً في آخر أيام العام فيما بلغت حصيلة القرى التي حررتها درع الفرات 173 قرية، لتكون بذلك قد بسطت سيطرتها على مساحة تقارب ألفًا و365 كيلو مترًا مربعًا منذ انطلاق العملية.
------------
حشود عسكرية، معارك وملاحم، وحصار يخنق أقدم مدن العالم
دخلت المعارك في ركود مع بداية دخول العام 2016 على مدينة حلب وريفها، حيث لم تشهد الساحة العسكرية أية تطورات تذكر ما عدا تقدم الجيش الحر نحو عدة قرى وتحريرها من قوات الأسد في الريف الجنوبي ومن تنظيم داعش في الريف الشمالي، واستمرت المعارك على نحو الكر والفر طوال الأشهر الثلاثة الأولى حتى بدأت قوات الأسد تحشد قواها العسكرية بكافة ما تملك من جنود ومرتزقة وعصابات طائفية محاولةً اقتحام المدينة من بوابتها الشمالية المتمثلة في الملاح والكاستيلو مع دخول الشهر الرابع، وبدأت المعارك تشتد وتحتدم في الشمال يرافقها قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف أحرق المنطقة، واستطاع الجيش الحر الصمود فيها بوجه الطائرات والصواريخ والحشود العسكرية لكن اشتداد القصف حول المنطقة إلى منطقة عسكرية مشتعلة تم فيها حظر عبور المدنيين.
ومع دخول الشهر السادس نال طريق الكاستيلو لقب أخطر طريق في العالم وبات يُعرف بطريق الموت نتيجة اشتداد القصف والمعارك فيه، وظل الجيش الحر صامداً فيه مرابطاً على كافة نقاطه في مخيم حندرات والملاح وطريق الكاستيلو، واستمرت المعارك بهجمات تتقدم فيها قوات الأسد ويصدها دفاع قوي للجيش الحر استعاد فيها مواقعه حتى نهاية الشهر السابع الذي تمكنت فيه أخيراً قوات الأسد وحشودها العسكرية من المرتزقة والعصابات الإيرانية من التقدم إلى طريق الكاستيلو وقطعه بعد معارك دامت عدة شهور دفع فيها الجيش الحر أكثر من 400 شهيداً قدموا أرواحهم دفاعاً عن المدينة.
حلب مدينة محاصرة ثم منكوبة ثم خالية من أهلها
بعد قطع طريق الكاستيلو أعلنت قوات الأسد أول حصار يُفرض على مدينة حلب بتاريخ 26-7-2016، وهو أول حصار تشهده المدينة في تاريخها بعد حرقها بمئات الغارات الصاروخية والمحملة بقنابل عنقودية وفوسفورية ومواد سامة.
ومع فرض أول حصار على مدينة حلب التي تحوي نحو 400 ألف مدنياً، بدأت الفصائل العسكرية تتجهز لفك الحصار عن المدينة وإعادة الحياة إليها فانطلقت معركة كسر الحصار التي حملت اسم “ملحمة حلب الكبرى”، وبدأ العمل فيها أول الشهر الثامن باستهداف المناطق الغربية لمدينة حلب حيث واستطاع الثوار كسر الحصار في سادس أيام الشهر بعد فتح طريق الراموسة من الغرب والتقاء الثوار المقتحمين برفاقهم المحاصرين.
وامتدت المعارك ليكبر حلم أهالي حلب من كسر الحصار إلى تحرير كامل المدينة بعد فتح طريق الراموسة حيث بدأت عمليات تحرير الكليات العسكرية هناك والوصول إلى أطراف حي الحمدانية حتى منطقة 3000 شقة و1070 شقة، إلا أن الضغط الجوي واشتداد القصف حال دون استمرار المعارك، بل وأجبر الثوار على التراجع لتتوقف الملحمة وتعود قضبان الحصار لخنق المدينة مرة ثانية بتاريخ 22-8-2016.
ومع أن الثوار أعادوا هجومهم لفك الحصار عن حلب إلا أن المعارك لم تصب لصالحهم وحال استمرار القصف الجوي العنيف دون نجاح أية ملحمة، بل واشتدت المجازر على مدينة حلب المحررة بمعدل يومي خلف مئات الشهداء، واستهدف القصف بشكل خاص المشافي الميداني فدمر جميع المشافي والمراكز الطبية في المدينة المحاصرة كما دمر أيضاً مقرات الدفاع المدني وأخرجها عن الخدمة واستهدف كافة المناطق الحيوية في المدينة حتى باتت حلب مدينة منكوبة بالكامل وتوقفت كافة أشكال الحياة فيها فتوقفت المدارس وتعطلت صلاة الجمعة عدة مرات وأغلقت الأسواق خوفاً من المجازر اليومية المستمرة.
وبعد تدمير المدينة بدأت مرتزقة النظام وجيوش حلفائه بحملة عسكرية مدعومة بالطيران على أحياء حلب الشرقية فشنوا هجمات عنيفة على حي مساكن هنانو واقتحموا المدينة تحت نيران الطائرات التي أجبرت سكان الأحياء الشرقية على النزوح هرباً من ويلات القصف، وتقدمت قوات النظام فيها حتى فرضت سيطرتها على أحياء مساكن هنانو والشعار وطريق الباب والصاخور وأحياء حلب القديمة بعدما أحالتها دماراً وهجرت سكانها، ثم امتد الاجتياح بعد ذلك إلى أن سيطر حلفاء الأسد على منطقة جسر الحج وحيَ الكلاسة وبستان القصر، وحاصروا من تبقى من المدنيين والثوار حصاراً خانقاً في 5 أحياء (العامرية، السكري، الزبدية، المشهد، الإذاعة، وأجزاء من سيف الدولة وصلاح الدين ).
وبعد حصر المدنيين مع المقاتلين في تلك المناطق واستهدافهم بالصواريخ والبراميل بغية إبادة أكثر من 100 ألف مدني محاصر، بدأت المناشدات والحملات لإنقاذ المدنيين العالقين وانطلقت المظاهرات في دول ومناطق عدة تطالب بفتح الطريق للمحاصرين لينتهي الحصار بهدنة ترأستها تركيا وروسيا اقتضت فتح الطريق أمام المحاصرين إلى ريف حلب الغربي لتهجيرهم من بيوتهم ومدينتهم بعد أن صمدوا فيها 5 سنوات تحت القصف والمجازر والحصار.
هدنة عسيرة.. تعترضها إيران وتستأنفها تركيا وروسيا
أولى خطوات الهدنة بدأت عملياً بعد المفاوضات التي اقتضت تهجير أهالي حلب من مدينتهم حيث أوقفت نيران طائراتها عن المدنيين وقامت لجنة التفاوض (المتمثلة بـ”الفاروق أبو بكر” كناطق رسمي باسم الثوار والهلال الأحمر وبرعاية تركية روسية) بالعمل على تهجير من تبقى من المدنيين والثوار في حلب المحاصرة إلى ريف حلب الغربي بمعزل عن نظام الأسد وتخطي رأي ايران، وتم إجلاء الدفعة الأولى من حلب المحاصرة في 15/ كانون الأول/2016.
لكن الهدنة المفترضة اعترضتها إيران التي لم تقف مكتوفة الأيدي فقامت بعرقلة هذه المفاوضات واعتراض قوافل المهجرين والاعتداء عليهم ليستمر الحصار على المدنيين في ظل ظروف مناخية سيئة في حلب المحاصرة من برد قارص وهطول الثلوج ما تسبب بوفاة 7 أشخاص برداً وجوعاً، وعلى إثر ذلك عادت تركيا وروسيا لاستئناف المفاوضات بعد إضافة بنود جديدة طرحتها إيران وهي إجلاء 3500 جريح مع عائلاتهم من بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين وإيصالهم إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في مدينة حلب.
وفي 22/كانون الأول/2016 تم تهجير آخر دفعة من المدنيين والثوار من حلب المحاصرة إلى الريف الغربي، وتسليم ما تبقى من مدينة حلب المحاصرة إلى قوات الأسد لتسقط بذلك كامل المدينة بأيدي حلفاء النظام بعد تدمير أغلب معالمها وتهجير كافة أهلها.
ريف حلب.. الصراع الكردي والداعشي على أهم مدن الريف
أما في الريف الحلبي فبعد تقدم الأكراد وتوسيع رقعتهم الصفراء على الخارطة الحلبية بدعم أميركي استطاعت الأحزاب الكردية السيطرة على مدينة منبج وأريافها بعد حصارها لنحو شهرين وطرد تنظيم الدولة منها أول الشهر الثامن لتصبح بذلك واحدة من أكبر المدن التي تحتلها التنظيمات الكردية بالإضافة إلى مدينة تل رفعت والقرى المجاورة لها.
الدعم الأمريكي للأحزاب الكردية مكنها أيضاً من احتلال عدة قرى ومدن كانت تحت سيطرة الجيش الحر، ومع اجتياح حلفاء النظام لمدينة حلب من شرقها، تمكنت الأحزاب الكردية أيضاً من السيطرة على عدة أحياء بدءًا من الشيخ مقصود وصولاً إلى أحياء والهلك وبستان الباشا والحيدرية وبعيدين والأشرفية.
إلا أن التوسع الكردي لم يرض تركيا فأعلنت بدء حملة عسكرية لحماية حدودها ومنه بدأت قواتها بدخول الأراضي السورية لتبدأ معاركها ضد التنظيمين” داعش” و”قسد” في الريف الحلبي.
درع الفرات.. أمل يتجدد من الشمال
في 24 /8/ 2016 أعلن الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي انطلاق معركة “درع الفرات ” بهدف استعادة المناطق التي يحتلها تنظيم الدولة في ريفي حلب الشمالي والشرقي، وإبعاد امتداد ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” الذي سيطر علي كامل مدينة منبج في 10-8-2016.
وبعد أربعة أيام فقط من إعلان المعارك أعلن الجيش الحر بسط كامل سيطرته على مدينة جرابلس ووصل المدينة ببلدة الراعي بعد تحرير جميع القرى الممتدة على الحدود مع تركيا لتصبح مدينة جرابلس محررة رسمياً بتاريخ 28-8-2016.
واستمرت عمليات درع الفرات حتى بدأ الجيش الحر يستعيد عشرات القرى والمدن في ريف الشمالي والشرقي مروراً ببلدة دابق التي كانت تحظى باهتمام داعش، وتجاوزت عمليات التحرير بلدة دابق وصولاً إلى مدينة الباب التي استعصى في التنظيم واتخذ من أهلها دروعاً بشرية يحتمي فيها من القصف التركي ما أدى لاستشهاد عشرات المدنيين المحتجزين قسراً في المدينة والممنوعين من النزوح.
ومنذ التاسع من شهر كانون الأول حيث أعلنت درع الفرات بدء معارك تحرير مدينة الباب التي تعتبر أهم وأبرز وآخر معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب، تمكن الجيش الحر من تحرير الأطراف الغربية والشمالية للمدينة ودخل أطراف المدينة، فيما لا تزال المعارك دائرة داخل المدينة التي تشهد قصفاً عنيفاً في آخر أيام العام فيما بلغت حصيلة القرى التي حررتها درع الفرات 173 قرية، لتكون بذلك قد بسطت سيطرتها على مساحة تقارب ألفًا و365 كيلو مترًا مربعًا منذ انطلاق العملية.
------------