هذه الهدنة .. أنقمة هي أم نعمة .؟؟
1 / 1 / 2017
أبو ياسر السوري
==============
هذه الهدنة وما سيتبعها من هدن يمكن النظر إليها باعتبارين :
فقد تكون الهدنة ( نقمة ) :
إذا اعتبرناها فترة للقعود والنوم ، إذا اعتقدنا أن الحرب قد وضعت أوزارها ، وأن روسيا الضامنة لها سوف ترعاها بقوة ، وأن نظام الأسد سيفي لنا بوقف إطلاق النار ، وأنه لن يعيد ترتيب صفوفه ، والاستعداد للانقضاض على المواقع المحررة .. وأن إيران لن تغدر وتحاول خرق هذه الهدنة أو إلغاءها ..
أقول : إذا اعتقدنا الوفاء من أعدائنا ، كانت الهدنة سيفا مصلتا على أعناق الثورة .. فقد ينقض الأسد وإيران العهد وتلك طبيعتهم ، فهم ينقضون عهدهم في كل مرة ولا يتقون .. ثم إن روسيا الضامنة لهما ، هم أقرب إليها منا . وروسيا متعاطفة مع الأسد وإيران .. فالحذر الحذر من إبرام هذه الهدنة والنوم بعد ذلك .. بل علينا أن نكون يقظين وأيدينا على الزناد ، لكيلا نؤخذ على حين غرة ..
وقد تكون الهدنة ( نعمة ) :
إذا جعلنا منها معركة سياسية لكسب الجولة على النظام وإيران .. فواضح أن إيران وروسيا غير متفقتين تمام الاتفاق على هذه الهدنة .. فإيران ترفضها .. وروسيا ميالة على إنهاء الأزمة ، وفرض وقف لإطلاق النار ، لتثبت للعالم أنها استطاعت أن تفعل ما عجزت عنه أمريكا والغرب الأوربي .. وفي الحقيقة ، روسيا لا يهمها تحقيق رغباتالأسد ، ولا يعنيها تحقيق مطالب إيران ..وإنما يهمها أشياء أخرى تخصها هي بالذات ، وسوف تحصل عليها من خلال أخذها بزمام الأمر ، وفرض سيطرتها على الوضع في سوريا ... وهذا يتيح لنا فرصة سانحة لحرف مسيرة المباحثات لصالحنا .. ولعله من قصر النظر الآن أن نفكر بإفساد هذه الهدنة ، لأن إفسادها سيقدم للنظام المجرم وإيران أعظم الخدمات .. وكما يقول أهل الحكمة : " لكي تخدم عدوك فيكفي أن تكون غبيا لتقدم له أعظم الخدمات " .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت يناير 21, 2017 2:04 pm عدل 2 مرات