إلى إخوتنا في الدين والتراب .. الإخوة الكورد :
23 / 10 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
==============
يا إخوتنا الكورد :
كنا نحن وإياكم جيرانا على مدى مئات السنين .. التراب متاخم للتراب .. كرومنا .. أراضينا .. مزارعنا .. حتى أسواقنا في عزاز وعفرين كانت تعج بالمتبضعين من عرب وكورد وتركمان ، نعصر الزيت معا ..
نحوش القطن معا .. نحصد القمح .. نتبادل تجارة المحاصيل .. كان بازار عزاز يوم الثلاثاء .. وبازار عفرين يوم الأربعاء .. وكنا نتبادل المصالح والمنافع ، ونتقاسم المسرات والأحزان .. ألا تذكرون .؟؟
كثير من الصداقات كانت قديما بيننا ، بل وكثير من المصاهرات ، بل أذكر أن كراج السيارات في باب الفرج كان مشتركا بيننا وبينكم .. فسيارات عزاز إلى جوار سيارات عفرين .. حتى الطريق إلى حلب كان مشتركا بيننا .. ليت شعري .!! فما الذي غير الحال . من الحسنى إلى السوءى .؟ وما الذي حدث حتى انقلب الحبيب بغيضا ، والجار عدوا .؟ ::::
لقد نزغ الشيطان بيننا وبينكم ..
ولا أعني هنا شيطان الجن .. وإنما أعني شيطان الإنس ، وهو أشد خبثا من إبليس .. إنه صالح مسلم .. ووالله ما هو بصالح .. ولا هو بمسلم .. أنا لا أتكلم عمن لا أعرف .. معاذ الله ، أنا أعرف أنه من أسرة مسلمة متمسكة بدينها .. ولكن كان كابن نوح .. شذ عن العائلة ، وسلك درب الغواية ، ودان بالشيوعية . فعاش مارقا لا يؤمن بدين ولا بقيم ولا بأخلاق .. إنه ولد عاق ، أبوه ساخط عليه .. وأخوه الأكبر ساخط عليه أيضا .. فهو ملحد في اسرة متدينة .. فلماذا تتركون له أولادكم يعرضهم للقتل ، ويتاجر بحياتهم لتحقيق أغراضه الشخصية .. صالح مسلم أحد عملاء النظام النصيري الذي ظلمنا وإياكم ؟؟ صالح مسلم شيوعي لا يخدم إلا نفسه ، ولا مانع لديه أن يقطع بيننا وبينكم كل أواصر القربى والجوار والدين ، وحسبه أن ترضى عنه موسكو الشيوعية، ويرضى عنه بشار الملحد النصيري.!!
يا جيراننا الكورد ..
أحب أن أذكركم أنه بيننا وبينكم جوار يسالنا الله وإياكم عنه ، وينهانا وإياكم عن ضياعه ، وكذلك بيننا وبينكم أنساب وأرحام لا يجوز قطعها .. كفى ما قتل من أبنائنا وابنائكم .. اخرجوا من أراضينا وقرانا وارجعوا من حيث أتيتم إلى قراكم وأراضيكم .. ولا تسمحوا للحرب بيننا وبينكم أن تطول .. ارجعوا ولن يمسكم أحد منا بسوء .. ارجعوا وعيشوا بأمان واستقرار كما كنتم سابقا ، ولا تنقادوا لهذا الشيطان الذي يجركم إلى الفناء والهلاك .. ونحن لا يسرنا أن نتفانى .. ولا يريحنا أن لا يبقى بيننا وبينكم مكان للصلح .. اخرجوا من أراضينا ومدوا أيديكم للصلح قبل فوات الأوان ..
يا جيراننا الكورد :
أنتم تعلمون أننا لن نتخلى عن أراضينا وقرانا التي كانت مهدا لجدودنا ففيها قبورهم وتاريخهم .. ثم كانت مربعا لنا ومرتعا لأبنائنا ، على أرضها درجنا وفوق ترابها تجولنا ، ومن زروعها وثمارها أكلنا وتفكهنا .. ولنا في كل زاوية منها وبكل طريق ألف ذكرى وذكرى ..
ولا يمكن العيش بسعادة إلا بالعودة إليها .. وكلنا مصممون إما العودة إلى قرانا وأراضينا ، وإما القتال حتى إخراجكم منها ، ولو اقتضانا ذلك أن نقاتل لمئات السنين ..
يا جيراننا الكورد :
نحن لم نظلمكم فتنتقموا منا .. إنكم الآن ، وبفعلكم هذا ، تقفون ضدنا مع من ظلمكم وظلمنا قبلكم .. فقد كانت أرجلنا وأرجلكم محزومة في فلق واحدة ، وكان النظام يجلدنا وإياكم معا .. وكنا وإياكم في الهم والغم والقهر سواء .. فعجبا لكم لاختياركم عداوتنا ، والوقوف إلى جانب عدونا وعدوكم ..
يا جيراننا الكورد :
جرت بيننا وبينكم دماء .. وحتى الآن يمكن تلافيها ، ونحن نعلم أن العقلاء لا يختارون العداوة على الصلح ، ولا يفضلون استمرار الحرب على السلام .. ولذلك عمد عقلاؤكم إلى التبرؤ من صالح مسلم ، ودعوا إلى الصلح .. ونحن بالمقابل نعلن لكم أن أيدينا ممدودة إليكم أيضا .. فالصلح خير من التمادي في الشر والقتل والعداوة وسفك الدماء ..
اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنا لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ».