الضربة الأمريكية لنظام الأسد قرب دير الزور .. لماذا .؟
19 / 9 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
=============
هل صحيح أن هذه الضربة جاءت تعبيرا عن استياء جنرالات الجيش الأمريكي من التعاظم الروسي .؟؟ وهل هنالك مواجهة فعلية بين القطبين .. أم أنها رسالة أمريكية لكافة الأطراف أن أمريكا ما زالت موجودة .؟؟
القصة يا سادة ، هي أنه منذ قيام الثورة السورية ، والآراء الأمريكية في اتخاذ الموقف المناسب حيال ثورتنا متضارب ، فالبيت الأبيض ومستشاره بايضون اليهودي اختاروا الحياد ظاهرا ، والوقوف إلى جانب الأسد باطنا .. واختاروا إشراك روسيا معهم في نصرة الأسد ، وأطلقت أمريكا العنان للأسد ولحلفائه وأنصاره ، وأعطت الضوء الأخضر لكل مشارك في الصراع السوري ، أن يعمل ما شاء لقمع الثورة ، وبقاء الأسد على كرسيه إلى الأبد ..وفي البداية كانت وزارة الدفاع صامتة ، لم تتخذ موقفا صريحا حيال الثورة .. ولكن وكالة الـ C.I.A الاستخباراتية في أمريكا كان لها رأي مخالف . فكان رأيها أنَّ تخلي أمريكا عن دورها في الأزمة السورية ، سوف يتيح المجال لروسيا لتكون اللاعب الأقوى في القضايا العالمية ، وهذا من شأنه إسقاط هيبة أمريكا في العالم ..
ولكن أوباما وبايضمون واللوبي اليهودي أصروا على خذلان الشعب السوري ، ومناصرة الدكتاتور بشار الأسد ، وغض الطرف عن كل جرائمه ، وحتى عن استخدامه لسلاح الكيمياوي ، وارتكابه به أكبر مجزرة في الغوطة الشرقية قرب دمشق ، ذهب ضحيتها عشرات المئات ممن ماتوا خنقا ، وبضعة آلاف أصيبوا ثم نجوا بعدما أصبح الموت منهم قاب قوسين أو أدنى ..
وفعلا حدث ما توقعته وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ C.I.A فقد ارتفعت مكانة بوتن ولافروف وروسيا ، وصار لهم شأن يذكر ولا يشكر ، وهبط أوباما إلى الحضيض وتدهدى كيري إلى أعماق وادي السفالة .. وأصبحت أمريكا سخرية الساخرين بخطوطها الحمراء التي باتت تداس بالحذاء ..
ومنذ يومين نشر في الفضاء الإلكتروني وعلى قنوات الإعلام أن الطيران الأمريكي وجه ضربة لجيش النظام قرب دير الزور ، فقتل 62 عنصرا ، كان من بينهم عدد من الضباط ، بينهم سبعة من روسيا ..
وادعت أمريكا أن هذا حدث عن طريق الخطأ ، ولم تصدقها روسيا ، واعتبرته من الخطأ المقصود ، لذلك دعت روسيا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة ، وتبادلت المتحدثة باسم الكريملين ، والمتحدثة باسم البيت الأبيض ، فيها الشتائم والمهاترات الكلامية على الهواء ، وحدث ما لم يحدث مثله منذ عشرات السنين ..
وكالعادة ، عند وقوع أي حدث من هذا النوع ، يكثر الكلام وتتوالى التحليلات .. فمال أغلب المحللين إلى أن هذه الضربة كانت مقصودة ، وأنها تمت دون مشورة أوباما وكيري ، بل كانت خلافا مقصودا لهما ، لأن أوباما وكيري قد تخليا عن آخر قطرة من هيبة أمريكا لصالح روسيا ، وهذا ما أغضب جنرالات أمريكا .. فضربوا ضربتهم .. وأثبتوا أنهم الأقوى إن أرادوا ..
والحقيقة إن أزمتنا مع أمريكا كانت وما زالت ، في أن أمريكا ليست عاجزة عن الحل ، وإنما هي لا تريد الحل .. حتى وإن كلفها ذلك التخلي عن كرامتها كدولة عظمى ..
فهل سيفرض الجنرالات والـ [ سي . آي . إي ] رأيهم على اسود البيت الأبيض واليهودي العجوز بايضون ؟ والعراب الخائب كيري ، ويتغير المسار .؟
ربما .. ولكني أشك في أن تتصرف أمريكا بخلاف رغبة اللوبي اليهودي .. فهي أعجز من ذلك .. على الأقل هي كذلك حتى الآن ..
***
a