رد على مقال : ـJacob Harris ـ في الصورة المرفقة أسفل هذا الرد
بقلم : أبو ياسر السوري
14 / 9 / 2016
==========
ما جرى في داريا نصر .. وليس هزيمة يا جاكوب :
سأفترض أنك محايد وغير منحاز في حديثك هذا .. واعذرني أيضا عن الإطالة .. واسمح لي قبل الرد عليك أن أقول لك يا عزيزي : إنك طالبت القارئ بأن يفكر ويحلل بالمنطق ثم يحكم بالعقل .. ولكنك تكلمت بدون تفكير وأخطأت في التحليل ولم تحتكم للعقل في حديثك عن داريا ، التي اتخذتها مثالا ، لتنطلق منها إلى ما يشابهها من مواقع أخرى قد يتم الانسحاب منها لاحقا - لا سمح الله - وإليك ردودي على مغالطاتك التي لم تتقيد فيها بمعايير المنطق ..
1 - أنت ترى أن ما جرى في داريا ليس نصرا ، وإنما هو استسلام بكل المعايير .. وقد يخالفك كثيرون فيما قلته ، ويرون أن صمود 700 مقاتل فقط من أبناء داريا ، وتصديهم لجيش النظام الجرار، ومن انضموا إليه من ميليشيات إيران ، وحزب اللات .. ومنعهم من اقتحام داريا على مدى خمس سنوات ، يعتبر غاية في البطولة والصمود ، نظرا لعدم التكافؤ في السلاح والعتاد وأعداد الرجال ، ورجوح الكفة في ذلك كله لصالح النظام .. ولو تمكن النظام من اقتحام المدينة عليهم لما فاوضهم ولما عقد هدنة بينه وبينهم تحت رعاية الأمم المتحدة .. فلجوء النظام إلى الهدنة إقرار ضمني بعجزه عن قمع هؤلا الثلة من المقاتلين في داريا .. وهذا عار يسجل على النظام . ووسام شرف للثوار ..
2 - وقد زعمت أن الباصات الخضراء هي باصات عسكرية ، وهي ليست كذلك ، وإنما هي باصات الأمم المتحدة راعية اتفاق الهدنة بين الطرفين المتنازعين .. ولنفرض جدلا أنها باصات النظام ، وفي هذه الحال نسجل عارا آخر على النظام ، الذي رضخ لمطالب أولئك الأبطال ، الذين أعجزوه وأذلوه ، واضطروه إلى النزول عند مطالبهم ، وتقديم وسيلة النقل لهم ، فامتطوها وهم يرفعون إشارات النصر في وجوه عساكر النظام ، ويهللون ويكبرون ، وعدوهم صامت على مضض ، صموت الجبان الذي لم يصدق أنه سيرتاح من كابوس هؤلاء المجاهدين الأبطال ، الذين دوخوه على مدى خمس سنوات ..
3 - أنت تعيب على أبناء داريا أنهم لم يبعدوا الحرب عن بلدهم، وإنما قاتلوا متمترسين في بيوتهم ومدينتهم ، وترى أنهم عرضوا بلدتهم بذلك للخراب والدمار .. وقد اعتبرت هذا منهم قمة الغباء .. ولست أدري لماذا تعيب على أهل الدار تمسكهم بمدينتهم ، وبقاءهم فيها مدافعين عن أعراضهم وأبنائهم وأرزاقهم .. ثم تغض الطرف عن النظام الذي جلب كل مرتزقة الدنيا لإخراجهم من بلدهم .؟؟ ماذا تريد من هؤلاء المواطنين أن يفعلوا .؟ أتريد منهم أن يخرجوا بعائلاتهم ويتركوا دورهم لشبيحة النظام ومرتزقة إيران .؟ وإلى أين يذهبون بنسائهم وأطفالهم وأهليهم .؟ ثم لماذا لم تر إجرام النظام الذي يقصفهم ببراميل الموت وبالقنابل العنقودية والفوسفورية والكيماوي .. لماذا لم تقل إن أهل داريا لم يهاجموا النظام بل النظام هو الذي هاجمهم .؟ ولم يبدؤوه بالعدوان بل هو الذي بدأهم .؟ فهم معذورون في البقاء ، والنظام غير معذور في شن الحرب عليهم .. سبحان الله كيف انقلبت المفاهيم لديك يا أيها الناقد المحايد .؟
4 - أما تهجير أهل داريا من ديارهم إلى إدلب ، فهذا هو العار الذي لا تغسله كل مياه البحار .. وأما تباكيك على شباب داريا وزعمك أنهم كانوا ضحية وَهْمٍ سمّيته " اقتحام دمشق " فهذا منك أشبه ببكاء التماسيح ..لأن هؤلاء الشباب لم يُقتلوا أثناء هجوم لهم على دمشق ، وإنما قتلوا في بيوتهم وشوارع مدينتهم ، ولم يكونوا في وارد الهجوم على دمشق ، وإنما كانوا يقاتلون نظاما مجرما يحاربهم من دمشق بكل آلة دماره وإجرامه ..
5 - وأما قولك إن داريا زالت من الخارطة . وأصبحت مكانا لمشروع سكني لمن جاء لقتالهم من شيعة إيران وأفغانستان والعراق والباكستان . أما هذه يا صاحبي فهي القشة التي قصمت ظهر البعير ، وهي الشاهد على أن هذا النظام ليس وطنيا ، وإنما هو نظام محتل مجرم نذل حقير .. وأحقر منه من يدافع عنه ، ولا يرى ما يقوم به من جرائم يندى لها الجبين ..***