الشهيد شامل الأحمد .. رفض الهجرة إلى أوربا ..
فهاجر إلى جنة عرضها السماوات والأرض إن شاء الله ..
3 / 9 / 2016
=============
كتب الشهيد شامل في مذكراته الخاصة .. يقول :
" من غير المعقول أن أخاطر بحياة طفليّ الصغيرين في هذه الرحلة الانتحارية، فهم كل ما أملك في هذه الدنيا." هكذا يقول شامل الأحمد من حلب.
اسمي شامل الأحمد، 35 سنة، متزوج، ولدي ولدان.
تغيّرت حياتي كلياً منذ أن شاهدت مقطعاً لقوات الأمن التابعة لنظام الأسد وهي تذل السوريين وتدوس على رؤوسهم في بلدة البيضا في الساحل.
في تموز/يوليو 2012 دخل الجيش الحر إلى مدينة حلب، راحت تلك الهواجس التي تنتابني مساء كل يوم أنّ قوات النظام ستداهم منزلي وتعتقلني، أصبحنا خارج سلطة النظام، ولم أعد بحاجة لإخفاء هويتي.
انتهى خطر الاعتقال، لكن حلب، مدينتي، أصبحت ساحة مفتوحة ليصفي النظام حسابه على كل من يعارضه. من قذائف مدفعية إلى طائرات حربيّة براميل متفجرة حتى صواريخ السكود. جرّبنا كل أنواع القصف، التي وثقتها بعدستي، كنت أعتقد أنّ هذه الصور ستحرك المجتمع الدولي أو تخفف من معاناة المدنيين، لاحقاً اكتشفت أن ذلك كان دون جدوى.
دخلت "داعش" إلى سوريا، حينها علمت أن كفاحنا سيكون طويلاً، وليس الأسد مشكلتنا الوحيدة في هذا البلد.
ودخلت في العمل مع فريق صناع الحياة، على تنمية المجتمع وأقلمتهم مع واقع الحرب، وتأمين الدعم النفسي لهم.
ينتابني شعور بالإحباط والخيبة في كثير من الأحيان، وأفقد الأمل تماماً، أتغلب على ذلك بقضاء الوقت مع رفاق الدرب والثورة، هم أملي ووجودهم معي يمنحني الكثير من القوّة.
قبل أشهر، عرض علي أحدهم الهجرة إلى أوروبا معه، تحاورنا كثيراً في هذا الخصوص، كنت على وشك القبول بالعرض، فقد كان أحد أكثر أصدقائي قرباً، رفضت في النهاية، سوريا هي بلدي وقضيتي، ليس ذلك وحسب، فمن غير المعقول أن أخاطر بحياة طفليي الصغيرين في هذه الرحلة الانتحارية، فهم كل ما أملك في هذه الدنيا.
وصل صديقي إلى ألمانيا قبل في اواخر عام 2015. للوهلة الأولى يبدو أنه سعيد هناك، يكلمني على السكايب كل أسبوع، ويحثني على المجيء إليه، لكنني أرفض.
وبعيداً عن كل الأسباب التي تزداد يوماً بعد يوم وتدفعني للهجرة، أنا من الأشخاص الذين تصعب عليهم الحياة خارج أحيائهم وأزقتهم الضيقة، فأنا متعلق للغاية في مدينتي حلب، يصعب علي تركها وحيدة، أشعر بالأسف حيال الأوضاع التي آلت اليها مدينتي، لكنني أعزي نفسي أنني أتنفس الحرية في نسيم هوائها.
رحيل الكثير من أصدقائي أصابني بالأسى والحزن أحياناً، خاصةً أولئك المقربين مني والذين كانت تربطني بهم علاقات وثيقة خلال الثورة، الكثير منهم فقد الأمل، لم يعودوا قادرين على الاستمرار في النضال، لا ألوم أحدهم بل اشعر بخيبة أمل عندما يغادرون.
لست ضد من يقرر الرحيل واللجوء، فالكثيرون أجبروا على ذلك، لكنني أرفض أن يذهب السوريون إلى بلاد اللجوء فقط من أجل الاستمتاع بالحياة دون عمل أو مشروع يسعون من أجله، أو دون نية أو رغبة في مساعدة وطنهم. أرفض أن يكونوا عالة على غيرهم ويسببوا عبئاً" على من يستضيفهم.“
نهايةً لم يعد من السهل البقاء في سوريا، فلا أحد يدري كيف ستنتهي هذه القصة المعقدة، لكن ما زال هنالك من أمل لنواصل الكفاح...
الشهيد النبيل شامل الأحمد
فهاجر إلى جنة عرضها السماوات والأرض إن شاء الله ..
3 / 9 / 2016
=============
كتب الشهيد شامل في مذكراته الخاصة .. يقول :
" من غير المعقول أن أخاطر بحياة طفليّ الصغيرين في هذه الرحلة الانتحارية، فهم كل ما أملك في هذه الدنيا." هكذا يقول شامل الأحمد من حلب.
اسمي شامل الأحمد، 35 سنة، متزوج، ولدي ولدان.
تغيّرت حياتي كلياً منذ أن شاهدت مقطعاً لقوات الأمن التابعة لنظام الأسد وهي تذل السوريين وتدوس على رؤوسهم في بلدة البيضا في الساحل.
في تموز/يوليو 2012 دخل الجيش الحر إلى مدينة حلب، راحت تلك الهواجس التي تنتابني مساء كل يوم أنّ قوات النظام ستداهم منزلي وتعتقلني، أصبحنا خارج سلطة النظام، ولم أعد بحاجة لإخفاء هويتي.
انتهى خطر الاعتقال، لكن حلب، مدينتي، أصبحت ساحة مفتوحة ليصفي النظام حسابه على كل من يعارضه. من قذائف مدفعية إلى طائرات حربيّة براميل متفجرة حتى صواريخ السكود. جرّبنا كل أنواع القصف، التي وثقتها بعدستي، كنت أعتقد أنّ هذه الصور ستحرك المجتمع الدولي أو تخفف من معاناة المدنيين، لاحقاً اكتشفت أن ذلك كان دون جدوى.
دخلت "داعش" إلى سوريا، حينها علمت أن كفاحنا سيكون طويلاً، وليس الأسد مشكلتنا الوحيدة في هذا البلد.
ودخلت في العمل مع فريق صناع الحياة، على تنمية المجتمع وأقلمتهم مع واقع الحرب، وتأمين الدعم النفسي لهم.
ينتابني شعور بالإحباط والخيبة في كثير من الأحيان، وأفقد الأمل تماماً، أتغلب على ذلك بقضاء الوقت مع رفاق الدرب والثورة، هم أملي ووجودهم معي يمنحني الكثير من القوّة.
قبل أشهر، عرض علي أحدهم الهجرة إلى أوروبا معه، تحاورنا كثيراً في هذا الخصوص، كنت على وشك القبول بالعرض، فقد كان أحد أكثر أصدقائي قرباً، رفضت في النهاية، سوريا هي بلدي وقضيتي، ليس ذلك وحسب، فمن غير المعقول أن أخاطر بحياة طفليي الصغيرين في هذه الرحلة الانتحارية، فهم كل ما أملك في هذه الدنيا.
وصل صديقي إلى ألمانيا قبل في اواخر عام 2015. للوهلة الأولى يبدو أنه سعيد هناك، يكلمني على السكايب كل أسبوع، ويحثني على المجيء إليه، لكنني أرفض.
وبعيداً عن كل الأسباب التي تزداد يوماً بعد يوم وتدفعني للهجرة، أنا من الأشخاص الذين تصعب عليهم الحياة خارج أحيائهم وأزقتهم الضيقة، فأنا متعلق للغاية في مدينتي حلب، يصعب علي تركها وحيدة، أشعر بالأسف حيال الأوضاع التي آلت اليها مدينتي، لكنني أعزي نفسي أنني أتنفس الحرية في نسيم هوائها.
رحيل الكثير من أصدقائي أصابني بالأسى والحزن أحياناً، خاصةً أولئك المقربين مني والذين كانت تربطني بهم علاقات وثيقة خلال الثورة، الكثير منهم فقد الأمل، لم يعودوا قادرين على الاستمرار في النضال، لا ألوم أحدهم بل اشعر بخيبة أمل عندما يغادرون.
لست ضد من يقرر الرحيل واللجوء، فالكثيرون أجبروا على ذلك، لكنني أرفض أن يذهب السوريون إلى بلاد اللجوء فقط من أجل الاستمتاع بالحياة دون عمل أو مشروع يسعون من أجله، أو دون نية أو رغبة في مساعدة وطنهم. أرفض أن يكونوا عالة على غيرهم ويسببوا عبئاً" على من يستضيفهم.“
نهايةً لم يعد من السهل البقاء في سوريا، فلا أحد يدري كيف ستنتهي هذه القصة المعقدة، لكن ما زال هنالك من أمل لنواصل الكفاح...
الشهيد النبيل شامل الأحمد