معذرة يا سادة ، فنحن شعب لا يستحي
3 / 7 / 2016
أبو ياسر السوري
=============
أنا سوري بن سوري لمئة جد ، وأقترح على الرئيس أردوغان أن يقوم بطرد جميع السوريين من تركيا .. لأننا شعب لا يستحي ..
بعضنا يتكلم ويظن أنه منظر سياسي عبقري " خرطه الخراط ، وقَلَبْ مات .. " .. وهو في الحقيقة كالجالس في ( دان الكر ) يعني هو أشبه بمن يفكر بمنطق حمار صغير ..
فحين قال أردوغان " أنتم المهاجرون ونحن الأنصار " واستقبلنا الإخوة الأتراك بالترحاب ، كانوا في ذلك يضربون مثلا في الإخاء وحسن الجوار .. وقدموا لنا جهد طاقتهم ، بل وفوق ما يطيقون .. ولكن إرضاءنا نحن السوريين غاية لا تدرك ..
فصار كل سوري اجتاز الحدود إلى تركيا ، يرى أن من حقه أن يكون كابن البلد في كل شيء ، وأنه يجب أن يعفى من أي واجب ، وأن يكون فوق القانون .. ونسي السوري أن هذا ليس من كرم الأخلاق ، ونسي السوري أيضا أن تركيا ليست كلها أردوغان .. ففي تركيا النصيري والشيعي والشيوعي والأرمني والعنصري الطوراني .. وحتى فيها من عباد الشيطان .. وكل هؤلاء هم من أنصار الأسد .. وكلهم من معارضي أردغان ، وكلهم أيضا يرفضون الوجود السوري في تركيا ..
يا سادة ، إن الغريق الذي ترمي بنفسك في الماء لإنقاذه ، قد يغرقك برعونته وسوء تقديره للموقف ..
لقد فتح أردوغان منافذ الحدود التركية على مصراعيها أمامنا نحن السوريين الهاربين من براميل الموت الأسدية .. ووقف الأتراك منا أنبل موقف في التاريخ .. ومنحتنا تركيا تسهيلات وخدمات كانت غاية في الإكرام .. فقد سمح للسوري أن يدخل إلى تركيا سيارة بدون نمرة ، وأعطي الحق في استخدامها تكسي أجرة .. وحتى أعفي من كل مخالفات المرور .. وسنت الحكومة قوانين إجرائية لتسهيل عمل السوريين ، فأعفت التركي الذي يشغل سوريا من الضرائب .. وعلى المستوى الدولي ، فقد أعلنت الحكومة التركية وقوفها الكامل مع حقوق الشعب السوري ، وطالبت بإسقاط الأسد وإسقاط نظامه الاستبدادي الطائفي ، وأعلنت عداءها الكامل للأسد.. فاجتمع العالم كله على حرب تركيا جراء هذا الموقف المضاد لربيب إسرائيل بشار الأسد ، وبدأ المجتمع الدولي الظالم يفكر جديا بإسقاط تركيا وخرابها وإثارة القلاقل فيها لاتخاذها هذا الموقف النبيل مع السوريين الثائرين على ربيب اليهود وخادم الصليبية العالمية في منطقة الشرق الأوسط ..
وبكل أسف فنحن السوريين ، وخاصة المتفلسفين منا ، الذين يزعمون أنهم مثقفون ، لم يقدروا الوضع الدولي المعادي لأردوغان بسببنا .. ولم يقصروا لحظة في رد الإحسان له بالسوء والبجاحة وقلة الحياء .. هذه حقيقة ، يجب أن تقال ، ليكف هؤلاء المنظرون عنا شرهم ، ويريحونا من آرائهم التي لن تجر على السوريين أخيرا سوى الوبال .. فنحن غرقى ، وعلينا أن لا نغرق صاحب المروءة الذي نزل في الماء لإنقاذنا من الموت ..
نعم لقد قال أردوغان أنتم المهاجرون ونحن الأنصار ...
فلماذا نطالبه بما لا يستطيع .. بل لماذا نحاول إغراقه وإغراق أنفسنا في اليمِّ ..
روى أنس رضي الله عنه أن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد ابن الربيع الأنصاري، فقال له سعد : أي أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان فانظر أيهما أعجب إليك حتى أطلقها. فإذا حلت فتزوجها. قال ابن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك يا سعد . ولكن دلوني على السوق . فذهب عبد الرحمن إلى السوق وكان تاجرا ماهرا ، فلم تمض عليه أيام حتى أثرى وتزوج امرأة من الأنصار .
إن موقف سعد بن الربيع هو قمة في الإيثار .. ولكن موقف عبد الرحمن بن عوف هو أيضا قمة في التعفف والامتناع عن الاستغلال .
فلماذا نطالب أردوغان والشعب التركي أن يكونوا كالأنصار في الإيثار .. ولا نطالب أنفسنا أن نكون كالمهاجرين في التعفف وعدم الاستغلال ، والتخلي عن الأنانية وحب الذات .؟؟؟ حقا نحن شعب لا يستحي ..!!!!
3 / 7 / 2016
أبو ياسر السوري
=============
أنا سوري بن سوري لمئة جد ، وأقترح على الرئيس أردوغان أن يقوم بطرد جميع السوريين من تركيا .. لأننا شعب لا يستحي ..
بعضنا يتكلم ويظن أنه منظر سياسي عبقري " خرطه الخراط ، وقَلَبْ مات .. " .. وهو في الحقيقة كالجالس في ( دان الكر ) يعني هو أشبه بمن يفكر بمنطق حمار صغير ..
فحين قال أردوغان " أنتم المهاجرون ونحن الأنصار " واستقبلنا الإخوة الأتراك بالترحاب ، كانوا في ذلك يضربون مثلا في الإخاء وحسن الجوار .. وقدموا لنا جهد طاقتهم ، بل وفوق ما يطيقون .. ولكن إرضاءنا نحن السوريين غاية لا تدرك ..
فصار كل سوري اجتاز الحدود إلى تركيا ، يرى أن من حقه أن يكون كابن البلد في كل شيء ، وأنه يجب أن يعفى من أي واجب ، وأن يكون فوق القانون .. ونسي السوري أن هذا ليس من كرم الأخلاق ، ونسي السوري أيضا أن تركيا ليست كلها أردوغان .. ففي تركيا النصيري والشيعي والشيوعي والأرمني والعنصري الطوراني .. وحتى فيها من عباد الشيطان .. وكل هؤلاء هم من أنصار الأسد .. وكلهم من معارضي أردغان ، وكلهم أيضا يرفضون الوجود السوري في تركيا ..
يا سادة ، إن الغريق الذي ترمي بنفسك في الماء لإنقاذه ، قد يغرقك برعونته وسوء تقديره للموقف ..
لقد فتح أردوغان منافذ الحدود التركية على مصراعيها أمامنا نحن السوريين الهاربين من براميل الموت الأسدية .. ووقف الأتراك منا أنبل موقف في التاريخ .. ومنحتنا تركيا تسهيلات وخدمات كانت غاية في الإكرام .. فقد سمح للسوري أن يدخل إلى تركيا سيارة بدون نمرة ، وأعطي الحق في استخدامها تكسي أجرة .. وحتى أعفي من كل مخالفات المرور .. وسنت الحكومة قوانين إجرائية لتسهيل عمل السوريين ، فأعفت التركي الذي يشغل سوريا من الضرائب .. وعلى المستوى الدولي ، فقد أعلنت الحكومة التركية وقوفها الكامل مع حقوق الشعب السوري ، وطالبت بإسقاط الأسد وإسقاط نظامه الاستبدادي الطائفي ، وأعلنت عداءها الكامل للأسد.. فاجتمع العالم كله على حرب تركيا جراء هذا الموقف المضاد لربيب إسرائيل بشار الأسد ، وبدأ المجتمع الدولي الظالم يفكر جديا بإسقاط تركيا وخرابها وإثارة القلاقل فيها لاتخاذها هذا الموقف النبيل مع السوريين الثائرين على ربيب اليهود وخادم الصليبية العالمية في منطقة الشرق الأوسط ..
وبكل أسف فنحن السوريين ، وخاصة المتفلسفين منا ، الذين يزعمون أنهم مثقفون ، لم يقدروا الوضع الدولي المعادي لأردوغان بسببنا .. ولم يقصروا لحظة في رد الإحسان له بالسوء والبجاحة وقلة الحياء .. هذه حقيقة ، يجب أن تقال ، ليكف هؤلاء المنظرون عنا شرهم ، ويريحونا من آرائهم التي لن تجر على السوريين أخيرا سوى الوبال .. فنحن غرقى ، وعلينا أن لا نغرق صاحب المروءة الذي نزل في الماء لإنقاذنا من الموت ..
نعم لقد قال أردوغان أنتم المهاجرون ونحن الأنصار ...
فلماذا نطالبه بما لا يستطيع .. بل لماذا نحاول إغراقه وإغراق أنفسنا في اليمِّ ..
روى أنس رضي الله عنه أن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد ابن الربيع الأنصاري، فقال له سعد : أي أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان فانظر أيهما أعجب إليك حتى أطلقها. فإذا حلت فتزوجها. قال ابن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك يا سعد . ولكن دلوني على السوق . فذهب عبد الرحمن إلى السوق وكان تاجرا ماهرا ، فلم تمض عليه أيام حتى أثرى وتزوج امرأة من الأنصار .
إن موقف سعد بن الربيع هو قمة في الإيثار .. ولكن موقف عبد الرحمن بن عوف هو أيضا قمة في التعفف والامتناع عن الاستغلال .
فلماذا نطالب أردوغان والشعب التركي أن يكونوا كالأنصار في الإيثار .. ولا نطالب أنفسنا أن نكون كالمهاجرين في التعفف وعدم الاستغلال ، والتخلي عن الأنانية وحب الذات .؟؟؟ حقا نحن شعب لا يستحي ..!!!!