ليلة في # الملاح بحلب .!!
منقول -
25 / 6 / 2016
=================
" شد الإخوة رحالهم نحو الريف الشمالي لحلب، حيث تُسطَّر البطولات والكرامات، سمُّوا الله وانطلقوا مكبرين..
بدأ الرباط بعد أذان المغرب، وما هي إلا لحظات حتى امتلأ المكان بالطائرات الحربية، وفجأة صمتت صمت المقابر، وما هي إلا دقيقتين حتى اشتعلت الأرض نارا بانفجار كقنبلة نووية، تلاه عدة انفجارات غطت عموم منطقة الرباط إيذانا ببدء "التمشيط" الليلي للثغور، كان هذا الانفجار الضخم وما تلاه من عدة انفجارات بقنابل الفسفور -ذات المنظر الجميل!- بداية "الحفلة" في هذه الليلة..
على تخوم الملاح لا يسكت الطيران، وكذلك القصف بسائر أنواع القذائف كالفوسفور والنيبالم والحرارية والدخانية، ولا تنسَ الطيران الرشاش، وطيران الاستطلاع الذي يلقي القنابل "إسقاطا" فوق رأسك مباشرة، ومن غير الطيران: المدفعية والدبابات، فضلا عن الهاونات التي لا تعد أنواعها من كثرة قذائفها..
في ليلةٍ واحدة فقط عددتُ ما لا يقل عن 500 قذيفة نزلت منفجرة بصوتٍ مدوٍّ على أرضنا ونقاط رباطنا، وما جاورها من الثغور على تخوم #الملاح..
لكن -وبصراحة- كان يسلينا في نقاط الرباط تنوع القصوفات والمقذوفات، حقا كان شيئا ممتعا ، ففي إحدى المرات أغارت الطائرة فوق رؤوسنا تحمل جرات الغاز المعبأة بالمتفجرات، التي تساطقت كقنبلة عنقودية بأكثر من عشرين انفجارا، ناتجا عن 20 جرة تحملها الطائرة، بصوتٍ أشبه ما يكون بالمفرقعات، لكن على ثغر من ثغور الإسلام، والحمد لله لم يُصب أحدٌ بأذى، وخسر النصيرية ثمن الجرر ..
ما إن طلع الصباح حتى بدأ الجو يهدو، وكما بُدئت الليلة بالانفجار الضخم الحراري، خُتمت بالقنابل الفسورية ذات المنظر الجميل، لكن لم يهدأ الهاون طبعا رغم صمت الطيران -نسبيا- خوفا من إسقاطه، وفي تمام السادسة صباحًا سقطت قذيفة هاون بقربنا لمسافة ثلاثة أمتار فقط، والحمد لله كان الإخوة "مريحين" فلم يصبهم غير الغبار، وتقليب وجوههم الساهرة على صغور الإسلام إلى الجهة الأخرى، غير مبالين..
بعد عدة ساعاتٍ من هذا التمهيد الشرس -الذي استمر على هذه الوتيرة قرابة شهرٍ وأكثر-، بدأ النصيرية بشن هجومهم على عددٍ من النقاط؛ فانبرت لهم الأسود التي لم تتزحزح من مكانها، ولم تتراجع خطوة للخلف، وانقضت عليهم تفطر نهارها فيهم، لم يستمر صد الهجوم ساعة حتى رجع النصيرية بقرابة 70 بين قتيلٍ وجريح في مخيم حندرات..
وبعد ساعتين من هذا الهجوم الفاشل على مخيم حندرات، عاد النصيرية مرة أخرى بهجوم لا يقل عنفا على # الملاح، لكنها نصف ساعة، وكان هجومهم مدحورا بفضل الله تعالى، وعادوا مدحورين مخذولين، خذلهم الله ولا رفع لهم راية..
أفيدكم أخيرًا أن هذه الغارات الكثيرة جدا لم يقتل فيها أي أخ ولله الحمد، فقط بعض الإصابات الخفيفية، التي ضُمدَّت ورجع أصحابها للمعركة..
بطولات يومية يسطرها أهل الشام، ويستمر النصر للمؤمنين، بإذن الله تعالى..
كُتبت في التاسع عشر من رمضان، على ثغر الملاح..
والله ولي التوفيق"
منقول -
25 / 6 / 2016
=================
" شد الإخوة رحالهم نحو الريف الشمالي لحلب، حيث تُسطَّر البطولات والكرامات، سمُّوا الله وانطلقوا مكبرين..
بدأ الرباط بعد أذان المغرب، وما هي إلا لحظات حتى امتلأ المكان بالطائرات الحربية، وفجأة صمتت صمت المقابر، وما هي إلا دقيقتين حتى اشتعلت الأرض نارا بانفجار كقنبلة نووية، تلاه عدة انفجارات غطت عموم منطقة الرباط إيذانا ببدء "التمشيط" الليلي للثغور، كان هذا الانفجار الضخم وما تلاه من عدة انفجارات بقنابل الفسفور -ذات المنظر الجميل!- بداية "الحفلة" في هذه الليلة..
على تخوم الملاح لا يسكت الطيران، وكذلك القصف بسائر أنواع القذائف كالفوسفور والنيبالم والحرارية والدخانية، ولا تنسَ الطيران الرشاش، وطيران الاستطلاع الذي يلقي القنابل "إسقاطا" فوق رأسك مباشرة، ومن غير الطيران: المدفعية والدبابات، فضلا عن الهاونات التي لا تعد أنواعها من كثرة قذائفها..
في ليلةٍ واحدة فقط عددتُ ما لا يقل عن 500 قذيفة نزلت منفجرة بصوتٍ مدوٍّ على أرضنا ونقاط رباطنا، وما جاورها من الثغور على تخوم #الملاح..
لكن -وبصراحة- كان يسلينا في نقاط الرباط تنوع القصوفات والمقذوفات، حقا كان شيئا ممتعا ، ففي إحدى المرات أغارت الطائرة فوق رؤوسنا تحمل جرات الغاز المعبأة بالمتفجرات، التي تساطقت كقنبلة عنقودية بأكثر من عشرين انفجارا، ناتجا عن 20 جرة تحملها الطائرة، بصوتٍ أشبه ما يكون بالمفرقعات، لكن على ثغر من ثغور الإسلام، والحمد لله لم يُصب أحدٌ بأذى، وخسر النصيرية ثمن الجرر ..
ما إن طلع الصباح حتى بدأ الجو يهدو، وكما بُدئت الليلة بالانفجار الضخم الحراري، خُتمت بالقنابل الفسورية ذات المنظر الجميل، لكن لم يهدأ الهاون طبعا رغم صمت الطيران -نسبيا- خوفا من إسقاطه، وفي تمام السادسة صباحًا سقطت قذيفة هاون بقربنا لمسافة ثلاثة أمتار فقط، والحمد لله كان الإخوة "مريحين" فلم يصبهم غير الغبار، وتقليب وجوههم الساهرة على صغور الإسلام إلى الجهة الأخرى، غير مبالين..
بعد عدة ساعاتٍ من هذا التمهيد الشرس -الذي استمر على هذه الوتيرة قرابة شهرٍ وأكثر-، بدأ النصيرية بشن هجومهم على عددٍ من النقاط؛ فانبرت لهم الأسود التي لم تتزحزح من مكانها، ولم تتراجع خطوة للخلف، وانقضت عليهم تفطر نهارها فيهم، لم يستمر صد الهجوم ساعة حتى رجع النصيرية بقرابة 70 بين قتيلٍ وجريح في مخيم حندرات..
وبعد ساعتين من هذا الهجوم الفاشل على مخيم حندرات، عاد النصيرية مرة أخرى بهجوم لا يقل عنفا على # الملاح، لكنها نصف ساعة، وكان هجومهم مدحورا بفضل الله تعالى، وعادوا مدحورين مخذولين، خذلهم الله ولا رفع لهم راية..
أفيدكم أخيرًا أن هذه الغارات الكثيرة جدا لم يقتل فيها أي أخ ولله الحمد، فقط بعض الإصابات الخفيفية، التي ضُمدَّت ورجع أصحابها للمعركة..
بطولات يومية يسطرها أهل الشام، ويستمر النصر للمؤمنين، بإذن الله تعالى..
كُتبت في التاسع عشر من رمضان، على ثغر الملاح..
والله ولي التوفيق"