(اليس هذا هو الإستغفال )
مقال " منقول " رائع اعجبني :
==================


( عمرة في رمضان تعدل حجة معي ) ؟
هل يكفي هذا الحديث لحمل كل هؤلاء الناس من كافة أنحاء العالم الإسلامي لأداء عمرة رمضان ، فمكة شرفها الله في هذه الأيام تزدحم بالمعتمرين وكأن الناس لأول مرة تكتشف الكعبة ، او كأن الناس ﻷول مرة يتعرفون على البيت الحرام ، 
هل هذا هو صورة من صور الاستغفال الديني الذي تكلم عنه د. شريعتي في كتابه المشهور ( النباهة والاستغفال ) استغفال جعل من قيمة إيجار الغرفة في فندق مجاور للحرم ، بعشرة آلاف لليلة الواحدة في العشرة الأولى من رمضان ، ولتصل إلى أكثر من سبعين الف ريال لليلة الواحدة في العشر الأواخر ، أليس هو استغفال عندما يدفع إنسان الف ريال لحجز مكان له في الصف الأول في الحرم لأداء صلاة التراويح ، 
ماذا يا ترى قال د. شريعتي عن الاستغفال في كتابه . ( فالاستغفال قد لا يدعوك إلى القبائح والانحراف بشكل دائم ، بل وعلى العكس قد يدعوك إلى المحاسن ، ليصرفك عن الحقيقة التي يشعر هو بخطرها ، كيلا تفكر فيها فتنبهك أنت والناس )
ليس بالضرورة أن يدعوك من يريد أن يستغفلك الى فعل القبائح والمنكرات ، فيكفيه أن تنقلب عندك الأوليات فتصير كل الخيرات من جملة الشرور كما يقول الشيخ محمد الغزالي ( عدم ترتيب الخيرات من جملة الشرور ) كم نطنطن بالتوحيد ( وقل هو الله أحد نقرأها عشرات المرات في اليوم الواحد ) وكأن العدل المفقود عندنا وبيننا ليس هو من أصول ديننا أليس هو نفس النبي الذي قال عن فضل العمرة في رمضان قد قال ( النظافة من الإيمان ) فما بالنا نرضى بكل هذا القبح في ازقتنا ومدننا ، هل نحرص على إيماننا بالنظافة بقدر حرصنا على إيماننا بأداء العمرة ..
ألم يقل النبي ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَن بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا ) 
فهل صارت صحبة النبي في العمرة أهم عندنا من صحبته في الجنة ، أليس هو من الاستغفال أن تتكفل أوروبا بإستقبال وكفالة 5000 يتيم مسلم ونحن ندفع عشرة آلاف دولار ثمن لغرفة تطل على الحرم وكأن الله سبحانه قد نقل عرشه إلى الحرم ليستمتع المعتمر بالنظر إليه من شباك غرفته المطلة على الحرم ، ألم يقل رسول الله (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَن قَضَى لأخِيهِ المسلمِ حاجة ً، كان له من الأجرِ كمَن حَجَّ واعْتَمَرَ ) هل عندنا همة للتعاون فيما بيننا كما هي همتنا لأداء عمرة رمضان ، 
أليس من الاستغفال أن نظن بأننا نستطيع أن نستغفل الله بعمرة رمضانية ليدخلنا جنته ، ونحن على ما عليه من أخلاق سيئة وكأن النبي لم يقل ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) 
هل هي نباهة دينية ، أم إستغفال ديني ، أن نقبل على الله بتدين مملوء إلى آخره بالعبادات ، وتدين فارغ إلى آخره من الأعمال الصالحة ، أليس هو هذا الإمتلاء الديني الزائف ، الذي يجعل الشيطان يرقص ويغني فرحا ، لا بل ربما نجد الشيطان يدفعنا للمزيد من هذه العبادات الشكلية ، حتى يطمئن بأن نومتنا ستمتد حتى موتنا ، 
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )
هل هناك فرق من استغفال إنسان يدفع الف ريال ثمن مكان في الصف الأول في الحرم لصلاة التراويح ، من استغفال إنسان يصوم لعدة ساعات ليفطر بطعام يكلفه ما يقارب الخمسمائة ريال ، صوم لساعات وإفطار بطعام يكفي لعدة أيام ،( اللهم لا حسد ) في مقابل كل هذا نجد رئيس الوزراء الكندي ( الكافر !! ) يصوم رمضان للسنة الثانية مشاركة لمواطنيه من المسلمين ، ومن ثم يجمع ما يوفره من مال في صومه ليتبرع به للجمعيات الخيرية ، فيا ترى من هو المغفل ومن هو الإنسان .


تقبل الله طاعاتكم