#إيران تعلن جهاد المتعة في #سوريا لدعم “المجهود الإلهي الثوري” !!
كشف الكاتب الصحفي نبيل العتوم، رئيس وحدة الدراسات الإيرانية مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، عن السبب وراء إصدار إيران فتوى جهاد المتعة في سوريا في هذا التوقيت.
وقال “العتوم” في مقاله المنشور على إحدى صفحات المركز بالموقع الإلكتروني، إن الحديث عن فتوى “جهاد المتعة” بعد الهزائم التي لحقت بإيران ومليشياتها، جاء بعد ورود أنباء عن هروب جماعي لمقاتليها ، فجاءت هذه الفتوى للمساهمة “في المجهود الإلهي الثوري ” ، من خلال التطوع للترفيه عن “المجاهدين”، وإشباع رغباتهم الجنسية التي حرموا منها من خلال تواجدهم في ساحات “الجهاد المقدس ” وهم يقاتلون مع النظام الدموي السوري ، ويرتكبوا أبشع المجازر .
وفيما يلي نص المقال كاملاً:
“أوقفت مؤقتًا إيران إرسال المزيد من قوات الحرس الثوري وميليشيات البسيج التابعة لها إلى سوريا، بعد عريضة احتجاجية وجهها مقاتلون لقائد فيلق القدس سليماني حملوه فيها مسؤولية مئات القتلى من الحرس الثوري والميليشيات الشيعية في معارك خان طومان الأخيرة، هذا ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الإيرانية.
وقد أعادت طهران التذكير أن التطورات المتسارعة في سوريا بعد خسارتها البشرية الكبيرة هدفها خلط الأوراق من جانب السعودية وتركيا، اللتين باتتا تهددان الأمن القومي الإيراني في الصميم . لكن السؤال الذي باتت تطرحه مؤسسات صنع القرار الأمني والعسكري والسياسي في طهران ، إلى متى ستتمكن إيران من ضخ المزيد من قواتها ومليشياتها للحفاظ على النظام السوري ، وضمان بقاء هذه القوات للحفاظ على النظام في سورية، وأن لا تصبح الأزمة السورية مستنقعاً لاستنزاف قواتها في ظل التعقيدات الذي باتت تشهدها الأزمتان السورية والعراقية ؟.
مضمون فتوى جهاد المتعة
دخل مراجع التقليد العظام على خط الأزمة بقوة بتوجيه مباشر من المرشد خامنئي، لضمان استمرار ضخ القوات المقاتلة إلى الميدان السوري ، وضمان بقائهم ، فأصدر عدد من المراجع فتواهم قبل أيام قليلة حول أهمية تطوع الفتيات الإيرانيات والمؤمنات من أبناء الشيعة للذهاب للقتال في سوريا تحت عنوان ” جهاد المتعة ” ، حيث التقط الحرس الثوري هذه الدعوة ، وبدأ ببثها في أبواقه الإعلامية بشكل واسع اليوم .
نحن لا نستغرب صدور فتوى جهاد المتعة وفي هذا التوقيت بالذات ، والتي تتعلق بموضوع الجهاد المقدس ، بحجة تثبيت المجاهدين الذين يقاتلون حتى يمهدوا لعودة إمام الزمان .
تنص هذه الفتوى على ” أن يقوم المجاهد بالزواج لساعات معدودة ، ولكن مع تعذر الوصول إلى الفتيات هناك ،لا بد من هجرة المؤمنات إلى سوريا من ” من الشيعة الإيرانيين وغيرهم ” اللواتي سيقمن بدور جهادي عظيم من خلال متعة الجهاد ، ذلك أن مثل هذا الزواج سوف يشد من عزيمة المجاهدين المرابطين ، ويثبت أقدامهم ، وسيدفع الشباب المؤمن للالتحاق بساحات الجهاد في سوريا ؛ خصوصاً من فئات الشباب ، ومن فئة المتزوجين الذين لا يطيقون الابتعاد عن زوجاتهم ، ويعتبر ممارسة متعة الجهاد من موجبات الجنة لمن يقمن به من النساء؛ خاصة من البنات أو الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن في ساحات الجهاد ، وأجرهن لا يقل عن الشهيد المدافع عن الحسين وآل البيت الأطهار” هذا ما تنصّ عليه هذه الفتوى .
“جهاد المتعة ” هي آخر “الموضات والابتكارات الشيطانية ” التي يمكن أن تخطر عل بال أي أحد ، إنها دعوة إلى نساء إيران و فتياتها ، و الشيعيات بصورة عامة ، للتوجه إلى سوريا من اجل التخفيف عن “المجاهدين المؤمنين ” والترفيه عنهم، والقيام على إمتاعهم جنسيا حتى يرتوا قبل صعود “أرواحهم الطاهرة” إلى السماء للقاء الأئمة المنتجبين.
إن مضمون فتوى ” جهاد المتعة ” حسب ما يمكن فهمه من نص الفتوى ؛ هو أن يقوم “المجاهد الشيعي وليس الروسي أو السوري ” بعقد الزواج على الفتاة من المهاجرات المجاهدات ، حيث يقضي حاجته الجنسية بطريقة “شرعية”، ثم يتم بعد ذلك إلغاء العقد، ليعقد لذات الفتاة على “مجاهد مؤمن ” آخر.
إذاً هي ترويج للدعارة بغطاء شرعي ، لأن هذا الامتياز الجديد سوف يسهم في تثبيت المقاتلين الإيرانيين ، والشيعة عموماً للقتال وعدم الهرب ،بحثاً عن الملذات والشهوات .
التوقيت التي تزامنت مع إصدار فتوى جهاد المتعة
الحديث عن فتوى “جهاد المتعة ” بعد الهزائم التي لحقت بإيران ومليشياتها ، جاء بعد ورود أنباء عن هروب جماعي لمقاتليها ، فجاءت هذه الفتوى للمساهمة “في المجهود الإلهي الثوري ” ، من خلال التطوع للترفيه عن “المجاهدين”، وإشباع رغباتهم الجنسية التي حرموا منها من خلال تواجدهم في ساحات “الجهاد المقدس ” وهم يقاتلون مع النظام الدموي السوري ، ويرتكبوا أبشع المجازر .
هذه الفتوى بلا شك ستدفع زعيم مليشيا حزب الله حسن نصرالله ومن شايعه من مليشيا المرتزقة من لبنان والعراق وأفغانستان و….. لإرسال فتيات البغاء لجنودهم ، لضمان بقائهم لقتال الشعب السوري .
لا شك بأن إيران باتت تعيش الآن حالة تخبط غير مسبوقة ، فهذه الفتوى جاءت بعد نفى نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي، خفض قوات حرس الثورة وقوات البسيج في سوريا، مؤكداً أن إستراتيجية إيران حول سوريا لم تتغير مطلقاً ؛ وأن عملية خفض أو زيادة القوات في أية ساحة أمر طبيعي في القوانين العسكرية، إلا إننا في سوريا لم نقم بهذا الأمر ولا زالت قواتنا وعدد من كبير من المستشارين متواجدين في سوريا لدعم القوات السورية لمكافحة الإرهاب .
اعتبر العميد سلامي أن مهمة الحرس الثوري بأنها أوسع بكثير من مجرد الدفاع العسكري في سوريا ، معتبراً أن رسالة ومهمة الحرس الثوري هي الدفاع عن مبادئ وقيم الثورة الإسلامية ، والتي هي أوسع من الدفاع العسكري ، معتبراً أنها ذات نطاق واسع جدا من حيث الجغرافيا وكذلك من حيث طبيعة المعركة وأهدافها الإلهية من هنا يمكن فهم أسباب صدور فتوى جهاد المتعة .
الظروف والمتغيرات و التي أسهمت بإصدار فتوى جهاد المتعة
لا شك بأن التدخل الروسي في الأزمة السورية ، جعل طهران تسارع الخطى في إرسال و حشد الحرس الثوري الإيراني تعزيزاً للحملة الروسية ومن أجل ترسيخ أقدام الإيرانيين من خلال دعم وجودها في العمق الميداني، وانتقلت إيران من الدعم الاستشاري لجيش النظام، إلى الانخراط المباشر، والتواجد على الخطوط الأمامية في ساحة المعركة.، والتي من أهم أهدافها سحق المعارضة السورية ، وإحداث أكبر عملية تهجير للشعب السوري ” السني ” لخلق وتجسيد مفهوم دولة الأقليات ، تمهيداً لتسوية سياسية سوف يتمخض عنها إقرار دستور على غرار العراق ولبنان .
نتيجة الخسائر التي تكبدتها إيران أثناء المعارك كانت فادحة ، وهو ما دفع الرئيس حسن روحاني إلى تخفيض عدد المقاتلين التابعين للحرس الثوري الإيراني ، فضلا عن تخوف طهران من انزلاقها في المستنقع السوري ، وهذا سيعرضها لمشاكل خطيرة في الاستمرار على المدى الطويل، حيث أشار عدد من المسئولين الإيرانيين عن إحباطهم من أداء جيش النظام السوري الذي أصابه الوهن والإعياء ، ولكن ربما المقصود هنا أيضاً قوات الحرس الثوري والمليشيات الإيرانية التي أصابها الأمر نفسه ، وهو ما عبرت عنه صحيفة ابتكار في لقاءاتها مع بعض العائدين من القتال في سوريا .
عاشت إيران حالة من الشائعات بين النفي والإثبات حول تراجع إيران في سوريا من خلال جدلية تخفيض وتعزيز قواتها ، في الوقت الذي لم تحقق الحملة الروسية السورية المشتركة مكاسب كبيرة ، وفي الوقت نفسه لم تعان من خسائر فادحة على غرار إيران التي تحشد وتقاتل على الأرض ، وكأن طهران تريد إيصال رسالة للجميع أن الإيرانيين لا يقلون دفاعاً عن رأس النظام، بل هم ماضون في حربهم للحفاظ على الأسد في السلطة ، وعلى مصالحهم في المنطقة حتى النهاية .
و قد أعلنت إيران مراراً وتكراراً عن التزامها تجاه نظام بشار الأسد من أجل المحافظة عليه، رغم النكسات التي تعرضت لها ، مع محاولة إعادة تقييم ووضع استراتيجيات جديدة ، نتج عنه تغيير في قياداتها الميدانية ، لعل وعسى يتم إحداث اختراقات وانجازات ميدانية ، خاصة من خلال بوابة حلب التي باتت تشكل تحدياً استراتيجًيا بالنسبة لإيران .
من خلال متابعتنا للإستراتيجية الإيرانية ، وتعبئتها الداخلية بشتى الوسائل ، وبطريقة غير مسبوقة ؛ نعتقد جازمين أن مقولة “الانسحاب الإيراني” لا تعدو كونها شائعات هدفها تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي من جانب طهران؛ بغية تحقيق مكاسب سياسية ، خصوصاً بعد إعلان السعودية عن خطط للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها للتدخل في سوريا لمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
عزمت طهران على تدعيم وجودها بعد ترحيب واشنطن باستعداد السعودية للمشاركة بقوات برية في الحرب على الدولة الإسلامية في سوريا، واعتبار طهران ،مشاركة السعودية في عملية برية محتملة في سوريا سيسهم في تعقيد تسوية الأزمة، وأن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي ، معتبرين ذلك تهديداً مباشراً لأمنها القومي ، سيما و أن هدف التدخل السعودي هو تغيير النظام السوري بالقوة، وهو ما لن تسمح به إيران مطلقاً وتحت أي ظرف كان .
من هنا فإن مزاعم الانسحاب العسكري الإيراني الجزئي ، لا تعدو عن كونها خدعة تهدف إلى أن إيران ملتزمة بتحقيق حل سياسي في سوريا انسجاماً مع المطالبات الدولية ، خاصة في ظل المحادثات في جنيف وفينا حول وقف إطلاق النار المحتمل ، تمهيداً لأية حلول سياسية. بعد أن طالب المبعوث الأممي دي مستورا بتخفيض الوجود العسكري والأمني لمختلف الدول لغرض دعم أية تسوية سياسية.
ويعد ما قامت به إيران فعلاً إعادة انتشار لقوات الحرس الثوري ومليشياتها بالتنسيق مع مليشيا حزب الله ، وليس تراجعاً استراتيجياً عن هدفهم العسكري في تأمين دولة سورية قابلة للحياة تحت قيادة الأسد ولو مرحلياً حتى تتم عملية التفاوض النهائي ، وتحسين موقفهم التفاوضي في التسوية السياسية المحتملة ، والتي تضمن لإيران قطف ثمار ما ضحت به في أتون الأزمة السورية .
النتيجة أن إيران التي تعلن يومياً عن ضحاياها ليست مستعدة على الإطلاق للتخلي عن مقعدها على طاولة المفاوضات ، والتي فرضت نفسها عنوة كطرف فاعل في المشكلة السورية .
من هنا يمكن فهم وشرح تعنت و تصلب الموقف الإيراني في سوريا انطلاقا من عوامل عدة: حماية واحدة من الدول الحليفة لها في المنطقة تحت زعم شعار دول الممانعة ، والسعي لبناء مجالها الحيوي الإستراتيجي والمذهبي ، وبحجة الحفاظ على نفوذها وتوسيعه إذا أمكن لتأكيد دورها كقوة إقليمية عظمى في مواجهة غرمائها في المنطقة، لا سيما المملكة العربية السعودية ،وتركيا و من أجل فرض نفسها حامية لشيعة المنطقة على اعتبار أن الطائفة العلوية جزءا من الشيعة ، وخوفها من تمدد وحكم الإسلام السني لسوريا ، و ذهنية الانتقام المذهبي الموجودة لديها على ضوء الشعارات التي ابتكرتها بحجة الدفاع عن أضرحة آل البيت ، و الشعار القائل إن زينب لن تسبى مرتين ،ولإيران أهداف ومصالح عليا أيضا؛ فهي تؤكد على أن روسيا لن تستطيع الاستمرار في القتال حتى النهاية ، وسوف تنسحب في نهاية المطاف بعد تحقيق أكبر قدر من المكاسب التي ستكون لصالحها في النهاية ، وسوف يقدمون سوريا لإيران على طبق من ذهب ، كما قدم الأميركيون إلى إيران العراق بعد غزوه على طبق من فضة بعد ضمان تسوية سياسية تحافظ فيه على دور الأقلية العلوية ” الشيعية ” في النظام السياسي الجديد في سوريا . من هنا فإن فتوى جهاد المتعة ستسهم في ضخ إيران لمزيد من مرتزقتها ، وستؤدي إلى ضمان بقائهم في ساحات القتال لأكبر مدة ممكنة .