ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن اختلفنا في مسألة؟
15 / 5 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
============
هذا العنوان هو عبارة قالها الإمام الشافعي رحمه الله ، لأحد طلابه يونس بن عبد الأعلى الصفدي ، بعد مناظرة كانت بينهما في مسألة علمية اختلفا فيها . فانقطع على أثرها يونس عن الشافعي أياما ، ثم جمع بينهما طريق عام ، فأشاح يونس بوجهه عن الشافعي ، وهم بأن يتجاوزه دون السلام عليه .. فأخذ الشافعي بيده ، ثم قال له: ( يا يونس ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة ) .
اختلف الشافعي مع أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة أثناء إقامته في بغداد في كثير من المسائل ، ولم يؤثر عن أي منهم كلمة نابية وجهها إلى مخالفه في الرأي ..
واختلف الشافعي وتلميذه أحمد بن حنبل في عدد من المسائل ، ولم يفسد الخلاف بينهما للود قضية . بل بقي أحمد مقيما على ولائه لإمامه ، ويثني عليه ، ويكثر من الدعاء له حتى في صلاته ، فسأله ابنه يوما : يا أبت أي رجل كان الشافعي ، فإني أراك لا تنفك تدعو له .؟ فقال أحمد لابنه يا بني : أرأيت الشمس للدنيا والعافية للبدن ، هل لأحد غنى عنهما .؟ قال ابنه : لا . ليس لأحد غنى عن الشمس ولا عن العافية .. فقال أحمد : يا بني كان الشافعي للناس كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن .
ليس في البشر معصوم إلا الأنبياء . وسواهم مخطئ ومصيب ، العلماء وغيرهم في ذلك سواء . فلا يكن همنا غيبة العلماء ولا تتبع عوراتهم ، فهم أدلاء على طريق الخير ، وغيبتك لهم ، ومحاولة تشويه سمعتهم فيها محاولة لصرف وجوه المسلمين عنهم ، وحرمان لهم من الانتفاع بعلمهم ..
فإن خالفك أحدهم في مسألة فرعية ، فتذكر أنك وإياه تعبدان ربا واحدا ، وتؤمنان بدين واحد ارتضاه لكما ولكل المؤمنين .. ولو لم يكن بينك وبين مخالفك سوى هذه الآصرة الإيمانية ، لكانت جديرة بأن تجعلكما تغفران لبعضكما كثيراً من الزلات ، والهنات الهينات ..
يا سبحان الله .. ما أقدر الشيطان على النزغ بين المؤمنين في هذه الأيام .!!!!
15 / 5 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
============
هذا العنوان هو عبارة قالها الإمام الشافعي رحمه الله ، لأحد طلابه يونس بن عبد الأعلى الصفدي ، بعد مناظرة كانت بينهما في مسألة علمية اختلفا فيها . فانقطع على أثرها يونس عن الشافعي أياما ، ثم جمع بينهما طريق عام ، فأشاح يونس بوجهه عن الشافعي ، وهم بأن يتجاوزه دون السلام عليه .. فأخذ الشافعي بيده ، ثم قال له: ( يا يونس ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة ) .
اختلف الشافعي مع أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة أثناء إقامته في بغداد في كثير من المسائل ، ولم يؤثر عن أي منهم كلمة نابية وجهها إلى مخالفه في الرأي ..
واختلف الشافعي وتلميذه أحمد بن حنبل في عدد من المسائل ، ولم يفسد الخلاف بينهما للود قضية . بل بقي أحمد مقيما على ولائه لإمامه ، ويثني عليه ، ويكثر من الدعاء له حتى في صلاته ، فسأله ابنه يوما : يا أبت أي رجل كان الشافعي ، فإني أراك لا تنفك تدعو له .؟ فقال أحمد لابنه يا بني : أرأيت الشمس للدنيا والعافية للبدن ، هل لأحد غنى عنهما .؟ قال ابنه : لا . ليس لأحد غنى عن الشمس ولا عن العافية .. فقال أحمد : يا بني كان الشافعي للناس كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن .
ليس في البشر معصوم إلا الأنبياء . وسواهم مخطئ ومصيب ، العلماء وغيرهم في ذلك سواء . فلا يكن همنا غيبة العلماء ولا تتبع عوراتهم ، فهم أدلاء على طريق الخير ، وغيبتك لهم ، ومحاولة تشويه سمعتهم فيها محاولة لصرف وجوه المسلمين عنهم ، وحرمان لهم من الانتفاع بعلمهم ..
فإن خالفك أحدهم في مسألة فرعية ، فتذكر أنك وإياه تعبدان ربا واحدا ، وتؤمنان بدين واحد ارتضاه لكما ولكل المؤمنين .. ولو لم يكن بينك وبين مخالفك سوى هذه الآصرة الإيمانية ، لكانت جديرة بأن تجعلكما تغفران لبعضكما كثيراً من الزلات ، والهنات الهينات ..
يا سبحان الله .. ما أقدر الشيطان على النزغ بين المؤمنين في هذه الأيام .!!!!