وقفات حول الخلافة الإسلامية
=================
اسمحوا لي إخوتي الأعزاء ، أن أنشر لكم لمحات سريعة عن الخلافة الإسلامية ، لنكوِّن فكرة أولية عنها .. ونتعرف على نشأتها .. وما يتعلق بنظامها .. ثم نقارن بعد ذلك بين الخلافة الإسلامية على مدار التاريخ .. وبدعة الخلافة الداعشية ..
وسوف أنشر ما يتعلق بهذا الموضوع على وقفات سريعة .. وأنصح بالاطلاع عليها .. لنتبين الفرق بينها وبين خلافة البغدادي التي تختبئ تحت راية إسلامية ، لتغتال المسلمين ، وتقضي على كل آمالهم في الحرية والعزة والعيش الكريم ..
::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::
الوقفة الأولى : قصة الخلافة منذ النشأة إلى الزوال :
21 / 4 / 2016
بقلم : أبو ياسر :
==============
ترجع نشأة الخلافة إلى تلك اللحظة ، التي قال تعالى فيها لملائكته في السماء : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) . حيث اتجهت المشيئة الإلهية إلى استخلاف آدم عليه السلام في الأرض ، وإطلاق يده في هذا الملك العريض ، بما فيه من جماد ونبات وحيوان وإنسان ، وثروات ظاهرة وباطنة ، لينعم هو وذريته بما يرزقهم الله من الثمرات ، ويسعدوا بما يسخر لهم من فلك تجري في البحر بأمره ، وشمس وقمر دائبين، على تعاقب الليل والنهار ..
مملكة استخلف آدم فيها ، لتكون له ولذريته دارا .. بعد ما أسكنه وزوجه في جنته جارا .. وصار عليه أن يقود فيها مسيرة الإعمار ، ويتجشم التكليف الذي هو عنوان التشريف ، عبر المحاولة والتجريب ، والهدم والبناء ، والتعثر والابتكار ، والممارسة والمدارسة ، وتفسير الظواهر ، واكتشاف الأسرار . وضبط الخطى وفق تعاليم الله الذي استخلفه فيها ، ليسوس من فيها .. على النحو الذي يرضي ربه .. لتكون له ولذريته مستقرا ومتاعا إلى حين ..
مملكة عنوانها العبادة ، وغايتها السعادة ، ومحرابها الحرث والغرس ، والصبر على البلاء واللأواء ، والسعادة والشقاء . ليست شعائر محدودة تؤدى في المساجد ، وإنما انطلاق في ميادين الحياة الرحيبة ، لغرس الشجر وبناء الحجر ، وشق الطرق ، وتشييد المدن ، واختراع السفن والغواصات ، وصناعة الطائرات والسيارات ، وكل عمل يقدم للبشرية خيرا أو يدفع عنها شرا ..
ولئلا ينحرف مسار البشرية ، أو تضل الطريق ، فقد أرسل الله لها الرسل ، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، وجعل لكل منهم شرعة ومنهاجا .. وجعلهم خلفاء في الأرض من بعد آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام . قرنا بعد قرن ، وجيلا بعد جيل . حتى تعاقب على هذه الخلافة آلاف الأنبياء والمرسلين .. وكان لأنبياء بني إسرائيل منها النصيب الأوفر . فقد استخلف منهم يوسف وداود وسليمان ، وقد جمع الله لهؤلاء بين النبوة والملك ، ثم استخلفهم في الأرض بعد هلاك فرعون قال تعالى ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ، وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ، وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ) .
ثم كانت الرسالة الخاتمة ، فحمل راية الخلافة خاتم الأنبياء والمرسلين . فمكنه الله من صناديد قريش ، وجيء بهم إليه يوم الفتح ، فوقفوا أمامه أذلاء صاغرين ، فقال لهم : ما تظنون أني فاعل بكم .؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم . قال صلى الله عليه وسلم : اذهبوا فأنتم الطلقاء ..
ثم مكن الله لأصحابه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في الأرض ، فاستخلفهم فيها بعد الإطاحة بكسرى وجيوشه ، وقيصر وجنوده . وتحقق وعد الله الكريم لهم : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذي من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) ..
واستمرت الخلافة الإسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتداولها الخلفاء الراشدون حتى سنة 40 هـ ، وتلاهم الخلفاء الأمويون حتى سنة 121هـ ، وتلاهم خلفاء بني العباس في المشرق العربي والإسلامي إلى أن سقطت خلافتهم في سنة 656 هـ على أيدي التتار .. وقتل الخليفة العباسي هو وحاشيته وأبناؤه .. وبدأ نجم الأمة الإسلامية بالانحدار .. وصارت نهبا لأعدائها ، الذين باتوا يغزونها من مشارق الأرض ومغاربها ..
ثم سقطت أخيرا خلافة بني أمية في الأندلس على يد الصليبيين ، بعد مائتي عام من سقوط بغداد .. وخلت الأرض من خليفة يسوس أمر الناس ..
ثم جيء بابن للخليفة العباسي المغدور في بغداد ، كان نجا من الذبح على أيدي التتار ، فبويع له بالخلافة في بلاد الشام ، ثم تخلص منه المماليك بقتله . ثم جاء العهد الأيوبي ، فالعهد العثماني .
فاستعاد العثمانيون الخلافة الإسلامية ، فعادت لتمكث في الأرض 600 عام ، إلى أن أطاح بها مصطفى كمال أتاتورك سنة 1924بعد الحرب العالمية الأولى .. ولم تقم لها قائمة – بكل أسف - حتى الآن ..
...... يتبع .........
=================
اسمحوا لي إخوتي الأعزاء ، أن أنشر لكم لمحات سريعة عن الخلافة الإسلامية ، لنكوِّن فكرة أولية عنها .. ونتعرف على نشأتها .. وما يتعلق بنظامها .. ثم نقارن بعد ذلك بين الخلافة الإسلامية على مدار التاريخ .. وبدعة الخلافة الداعشية ..
وسوف أنشر ما يتعلق بهذا الموضوع على وقفات سريعة .. وأنصح بالاطلاع عليها .. لنتبين الفرق بينها وبين خلافة البغدادي التي تختبئ تحت راية إسلامية ، لتغتال المسلمين ، وتقضي على كل آمالهم في الحرية والعزة والعيش الكريم ..
::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::
الوقفة الأولى : قصة الخلافة منذ النشأة إلى الزوال :
21 / 4 / 2016
بقلم : أبو ياسر :
==============
ترجع نشأة الخلافة إلى تلك اللحظة ، التي قال تعالى فيها لملائكته في السماء : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) . حيث اتجهت المشيئة الإلهية إلى استخلاف آدم عليه السلام في الأرض ، وإطلاق يده في هذا الملك العريض ، بما فيه من جماد ونبات وحيوان وإنسان ، وثروات ظاهرة وباطنة ، لينعم هو وذريته بما يرزقهم الله من الثمرات ، ويسعدوا بما يسخر لهم من فلك تجري في البحر بأمره ، وشمس وقمر دائبين، على تعاقب الليل والنهار ..
مملكة استخلف آدم فيها ، لتكون له ولذريته دارا .. بعد ما أسكنه وزوجه في جنته جارا .. وصار عليه أن يقود فيها مسيرة الإعمار ، ويتجشم التكليف الذي هو عنوان التشريف ، عبر المحاولة والتجريب ، والهدم والبناء ، والتعثر والابتكار ، والممارسة والمدارسة ، وتفسير الظواهر ، واكتشاف الأسرار . وضبط الخطى وفق تعاليم الله الذي استخلفه فيها ، ليسوس من فيها .. على النحو الذي يرضي ربه .. لتكون له ولذريته مستقرا ومتاعا إلى حين ..
مملكة عنوانها العبادة ، وغايتها السعادة ، ومحرابها الحرث والغرس ، والصبر على البلاء واللأواء ، والسعادة والشقاء . ليست شعائر محدودة تؤدى في المساجد ، وإنما انطلاق في ميادين الحياة الرحيبة ، لغرس الشجر وبناء الحجر ، وشق الطرق ، وتشييد المدن ، واختراع السفن والغواصات ، وصناعة الطائرات والسيارات ، وكل عمل يقدم للبشرية خيرا أو يدفع عنها شرا ..
ولئلا ينحرف مسار البشرية ، أو تضل الطريق ، فقد أرسل الله لها الرسل ، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، وجعل لكل منهم شرعة ومنهاجا .. وجعلهم خلفاء في الأرض من بعد آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام . قرنا بعد قرن ، وجيلا بعد جيل . حتى تعاقب على هذه الخلافة آلاف الأنبياء والمرسلين .. وكان لأنبياء بني إسرائيل منها النصيب الأوفر . فقد استخلف منهم يوسف وداود وسليمان ، وقد جمع الله لهؤلاء بين النبوة والملك ، ثم استخلفهم في الأرض بعد هلاك فرعون قال تعالى ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ، وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ، وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ) .
ثم كانت الرسالة الخاتمة ، فحمل راية الخلافة خاتم الأنبياء والمرسلين . فمكنه الله من صناديد قريش ، وجيء بهم إليه يوم الفتح ، فوقفوا أمامه أذلاء صاغرين ، فقال لهم : ما تظنون أني فاعل بكم .؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم . قال صلى الله عليه وسلم : اذهبوا فأنتم الطلقاء ..
ثم مكن الله لأصحابه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في الأرض ، فاستخلفهم فيها بعد الإطاحة بكسرى وجيوشه ، وقيصر وجنوده . وتحقق وعد الله الكريم لهم : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذي من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) ..
واستمرت الخلافة الإسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتداولها الخلفاء الراشدون حتى سنة 40 هـ ، وتلاهم الخلفاء الأمويون حتى سنة 121هـ ، وتلاهم خلفاء بني العباس في المشرق العربي والإسلامي إلى أن سقطت خلافتهم في سنة 656 هـ على أيدي التتار .. وقتل الخليفة العباسي هو وحاشيته وأبناؤه .. وبدأ نجم الأمة الإسلامية بالانحدار .. وصارت نهبا لأعدائها ، الذين باتوا يغزونها من مشارق الأرض ومغاربها ..
ثم سقطت أخيرا خلافة بني أمية في الأندلس على يد الصليبيين ، بعد مائتي عام من سقوط بغداد .. وخلت الأرض من خليفة يسوس أمر الناس ..
ثم جيء بابن للخليفة العباسي المغدور في بغداد ، كان نجا من الذبح على أيدي التتار ، فبويع له بالخلافة في بلاد الشام ، ثم تخلص منه المماليك بقتله . ثم جاء العهد الأيوبي ، فالعهد العثماني .
فاستعاد العثمانيون الخلافة الإسلامية ، فعادت لتمكث في الأرض 600 عام ، إلى أن أطاح بها مصطفى كمال أتاتورك سنة 1924بعد الحرب العالمية الأولى .. ولم تقم لها قائمة – بكل أسف - حتى الآن ..
...... يتبع .........