سوريا لن تُقزَّم بالفيدرالية ، ولن تُقسَّم إلى دويلات مجهرية :
19 / 3 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
=====================
الفيدرالية يمكن تطبيقها ما بين دول متجاورة لكل منها رئيسها ، ويمكن اعتمادها بين أقاليم واسعة في دولة واحدة لكل منها  حاكمها ، على غرار المعمول به في الدول المتحدة فيدراليا في العالم .. أمريكا مثالا ..
أما أن يصار إلى تجزئة سوريا، وهي دولة صغيرة المساحة إلى أقاليم مجهرية المساحة ، فهذه طعنة كبرى لسوريا ، وتقزيم لهذا البلد العريق .. وقد يترتب على تقسيمها فيدراليا مفاسد لا يعلم بها إلا الله .. فليس لأي مكون عرقي أو مذهبي في سوريا أرض خاصة به ، ولا بلد مستقل فيه عن غيره . فالأكراد مثلا موزعون ما بين عفرين وعين العرب والحسكة والقامشلي ودمشق ومنهم من يسكن حلب وحماة .. وهكذا .. والذي يصدق على الأكراد من ناحية التوزيع ينطبق على النصيرية أيضا ، فقديما كان مساكن النصيرية في الجبال شرق اللاذقية ، وهم الآن منتشرون ما بين دمشق وحمص وريف حماة وسهل الغاب .. وحتى يوجد منهم الآن من يقيم في الرقة ودير الزور وحلب والقامشلي .. وأبناء السنة الذين يسكنون في مدن الساحل هم أكثر عددا من النصيريين أنفسهم ..
ولهذا وذاك ، لا يمكن تقسيم سوريا فيدراليا ، فهو إجراء غير قابل للتطبيق . ثم إنه سوف يمزق عرى العلاقات الاجتماعية بين المكونات السورية .. ويخلق بينهم صراعات لن تنتهي أبدا.
فالأكراد لا تجاوز نسبتهم الـ 4%  والنصيرية لا تجاوز نسبتهم الـ 6% والمكون السني نسبته 86% من التعداد العام من سكان سوريا.
والتقسيم سوف يخلق حزازات بين هذه المكونات ، لأن أهل السنة سوف تهضم حقوقهم ، وسوف يسلب جزء كبير من التراب السوري فيعطى للأقليات على حساب المكون السني .. وهذا ما سوف يدفع أبناء السنة إلى مقاومة كل مكون آخر، أخذ من الأرض أكثر مما يستحق . وسوف يستمر الصراع جراء ذلك ، بين هذه المكونات إلى ما نهاية له من الأعوام ..
ونحن ليس لدينا ذرة من الشك في أن الاستعمار سوف يحابي الأقليات على حساب الأكثرية ، وقد رأينا بأعيننا كيف تعامل معنا المجتمع الدولي بكل الخسة واللؤم .. وكيف سمح للأقلية النصيرية أن تخرب سوريا وتبيد أكثر من 500 ألف سوري لتضمن لنفسها الاستمرار في الحكم .. ولهذا الغرض تقوم الدول صاحبة القرار بالتلاعب في النسب العددية للمكونات السورية ، فيُكبرون عدد كل أقلية ، ويصغرون عدد الأكثرية ليتوصلوا بذلك إلى الفيدرالية أو التقسيم .. وليحابوا الأقليات فيعطوا الأقليات أكثر مما يستحقون من التراب السوري ، على حساب الأكثرية التي سوف تظلم بأي من هذه الإجراءات الخبيثة الماكرة ..
لهذا هنالك ثلاثة أشياء هي خطوط حمراء عند السوريين ، لن يقبلوا بها ، وسوف يحاربون للحيلولة دونها :
1 - لن نقبل ببقاء هذا النظام الطائفي المجرم في السلطة ..
2 - ولن نقبل بأن يكافأ المجرمون على تخريبهم لسوريا بأن تكون له دويلة على ترابها ..
3 - ولن نقبل باستقلال الأكراد بأي جزء من سوريا .. فهم في الأصل غرباء عندنا ، جاؤوا إلينا طريدين من كردستان ونحن آويناهم ، وقبلناهم في بلدنا باعتبارهم إخوة لنا في الدين ، فلماذا يجازوننا اليوم بالإساءة ، ويطالبون بتمزيق البلد الذي آواهم واحتضنهم منذ عشرات العقود .؟؟
وللعلم .. الأكراد 95% منهم ضد الفيدرالية وضد التقسيم .. وليس فيهم من يطالب بالفيدرالية سوى 5% من الأكراد يعني هم بضعة آلاف فقط . ولن نسمح لهم بسن هذه السنة السيئة لا اليوم ولا غدا .. وسوريا سوف ترجع - بإذن الله - دولة واحدة ، ولن يقبل أبناؤها بتقسيمها ، ولا بتجزئتها تحت أي مسمى ..
ولتخسأ روسيا .. وأمريكا .. وإسرائيل .. وكل من يتآمر معهم على وحدة التراب السوري .. فهؤلاء ليسوا أربابا يقولون فيطاعوا ، هؤلاء بشر ضعاف ، وليس بإمكانهم أن يكرهونا على ما لا نريد ..