سلاح التنازع فيما بيننا أخطر علينا من كل قنابل الأعداء
12 / 3 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
===========
1 - قرأت في بعض الصفحات الموالية للنظام [ أن أحد شبيحتهم يعترف بأنه لولا اختلاف فصائل المعارضة المسلحة فيما بينها ، لكان بإمكان هذه الفصائل أن تهزم جيش النظام وكل الميليشيات المساندة له .. حتى ترمي بهم إلى إيران ... ولكن خلاف المعارضة فيما بينها هو السلاح الوحيد ، الذي يعمل على بقاء النظام ..] .
2 - لقد نجح النظام وشياطينه في إلقاء بذور التفرقة بيننا ، بتقسيمنا إلى معارضة خارجية وداخلية .. ومعارضة سياسية ومسلحة .. ومعارضة معتدلة ومتطرفة .. وإسلاميين وعلمانيين .. ومعارضة ريف ومدينة .. ثم قسمونا عرقيا إلى كرد وعرب وتركمان وآشور وأزيديين .. وهكذا لعب النظام على سياسة " فرق تسد " ونحن – بكل أسف – كنا أداة طيعة في يديه .. فعضضنا على أسباب الفرقة بالنواجذ . وصار ولاء كل فصيل لقائده وجماعته مع انتقاص الفصائل الأخرى . وصار كل فصيل منا يرى أنه الأحق بحكم سوريا بعد الأسد . حتى بلغ التنافس بين هذه الفصائل إلى درجة الاقتتال وسفك الدماء فيما بينها أحيانا ..
3 - وكان من أولى ثمار هذا التنازع البغيض ، أن سقط اعتبار المعارضة بقضها وقضيضها ، وصار المحللون السياسيون لا يعيرون المعارضة أي اعتبار أثناء ++.3الحديث في الشأن السوري ، ويكتفون بتصريحات الساسة الروس والأمريكان والفرنسيين والبريطانيين ، وكأننا شعب قاصر ليس من حقه أن يطالب بحقه .. ولولا تفرقنا لما كان ذلك كذلك، وتبدل حالنا إلى ما نريد، يقول خبراء العسكريين ، إن من أوائل أبجديات الصراع بين الخصوم ، أن الحق ينتزع انتزاعا ، ولا يُطلب استجداء ، وأن لك من الحق بمقدار ما تملك من قوة على الأرض ، وينتهي سلطانك حيث تنتهي قذائف مدفعيتك على الأرض ...
4 – أيها الناس إن ثورتنا قامت لإسقاط نظام الفساد والاستبداد .. فلماذا نتشاغل عن هذا الهدف النبيل ببُنيّات الطريق .؟ لماذا نختلف على شكل الحكم قبل أوانه .؟ وكأننا نشتري الرسن قبل الفرس ، ونضع الحصان خلف العربة .. ما هكذا تورد الإبل يا سادة ، وليس من الحكمة أن ننشغل بالمهم عن الأهم ، وبالتحسيني عن الضروري ، وبشكل الحكم بعد الطاغوت الأسدي قبل إسقاط هذا الطاغوت .. فعند تغيير بناء متهدم مثلا ، لا بد لنا من إزالة الأنقاض من موضع البناء ، وتمهيد المكان لإقامة البناء الذي نريد من جديد ..
5 – أيها المقاتلون إن حمل السلاح لا يخوّلُ المقاتلَ أن يحكم الناس ، ولا يمنحه الحق في ذلك ، فالحكم له رجاله ، والقتال له أبطاله . ولعلكم تذكرون أن سعد بن أبي وقاص فتح العراق ولم يحكمها ، وأن خالد بن الوليد فتح بلاد الشام ولم يعين نفسه أميرا عليها .. وأن عمرو بن العاص فتح مصر وأقره عُمَرُ أميراً عليها ، ثم استدعاه ليحاكمه بسبب ظلامة من ولده وقعت على قبطي من أهل الذمة ، ثم عزل عمرو من منصبه أخيرا في خلافة عثمان ، وحل محله عبد الله بن أبي السَّرْح ، ولم يتمرد عمرو على عثمان ، ولم يقل له هذي بلاد أنا فتحتها وأنا أحق بحكمها .!!
ما هذا الذي نحن فيه يا قوم ؟ أو كلما أطلق أحدنا رصاصتين أو مخزنين من الذخيرة في سبيل الله ، رأى أنه بات من حقه أن يقول ويسمع الناس ، ويحكم وتنقاد له الرعية .؟ لعمر الله إن هذا لهو الفساد في الأرض ، وإنها لفكرة ألقى بها الشيطان في روع إخوتنا المجاهدين ، لتفويت النصر عليهم في الدنيا ، ولإبطال جهادهم في سبيل الله ، وحرمانهم من الأجر الذي ينتظرهم عند الله ..
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : [ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ .؟ ]
قَالَ صلى الله عليه وسلم مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ..
فلا تبيعوا جهادكم بزعامة ولا بغنيمة ولا بإمارة .. فهذه مطالب دنيوية تحرمكم من جنة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. وإن لأقل واحد من أهل الجنة مثل ملك عشرة ملوك من أعز ملوك الدنيا .. اللهم اجعلنا من أهلها ، وأخلص جهادنا إليك ، وارزقنا شهادة في سبيلك .
12 / 3 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
===========
1 - قرأت في بعض الصفحات الموالية للنظام [ أن أحد شبيحتهم يعترف بأنه لولا اختلاف فصائل المعارضة المسلحة فيما بينها ، لكان بإمكان هذه الفصائل أن تهزم جيش النظام وكل الميليشيات المساندة له .. حتى ترمي بهم إلى إيران ... ولكن خلاف المعارضة فيما بينها هو السلاح الوحيد ، الذي يعمل على بقاء النظام ..] .
2 - لقد نجح النظام وشياطينه في إلقاء بذور التفرقة بيننا ، بتقسيمنا إلى معارضة خارجية وداخلية .. ومعارضة سياسية ومسلحة .. ومعارضة معتدلة ومتطرفة .. وإسلاميين وعلمانيين .. ومعارضة ريف ومدينة .. ثم قسمونا عرقيا إلى كرد وعرب وتركمان وآشور وأزيديين .. وهكذا لعب النظام على سياسة " فرق تسد " ونحن – بكل أسف – كنا أداة طيعة في يديه .. فعضضنا على أسباب الفرقة بالنواجذ . وصار ولاء كل فصيل لقائده وجماعته مع انتقاص الفصائل الأخرى . وصار كل فصيل منا يرى أنه الأحق بحكم سوريا بعد الأسد . حتى بلغ التنافس بين هذه الفصائل إلى درجة الاقتتال وسفك الدماء فيما بينها أحيانا ..
3 - وكان من أولى ثمار هذا التنازع البغيض ، أن سقط اعتبار المعارضة بقضها وقضيضها ، وصار المحللون السياسيون لا يعيرون المعارضة أي اعتبار أثناء ++.3الحديث في الشأن السوري ، ويكتفون بتصريحات الساسة الروس والأمريكان والفرنسيين والبريطانيين ، وكأننا شعب قاصر ليس من حقه أن يطالب بحقه .. ولولا تفرقنا لما كان ذلك كذلك، وتبدل حالنا إلى ما نريد، يقول خبراء العسكريين ، إن من أوائل أبجديات الصراع بين الخصوم ، أن الحق ينتزع انتزاعا ، ولا يُطلب استجداء ، وأن لك من الحق بمقدار ما تملك من قوة على الأرض ، وينتهي سلطانك حيث تنتهي قذائف مدفعيتك على الأرض ...
4 – أيها الناس إن ثورتنا قامت لإسقاط نظام الفساد والاستبداد .. فلماذا نتشاغل عن هذا الهدف النبيل ببُنيّات الطريق .؟ لماذا نختلف على شكل الحكم قبل أوانه .؟ وكأننا نشتري الرسن قبل الفرس ، ونضع الحصان خلف العربة .. ما هكذا تورد الإبل يا سادة ، وليس من الحكمة أن ننشغل بالمهم عن الأهم ، وبالتحسيني عن الضروري ، وبشكل الحكم بعد الطاغوت الأسدي قبل إسقاط هذا الطاغوت .. فعند تغيير بناء متهدم مثلا ، لا بد لنا من إزالة الأنقاض من موضع البناء ، وتمهيد المكان لإقامة البناء الذي نريد من جديد ..
5 – أيها المقاتلون إن حمل السلاح لا يخوّلُ المقاتلَ أن يحكم الناس ، ولا يمنحه الحق في ذلك ، فالحكم له رجاله ، والقتال له أبطاله . ولعلكم تذكرون أن سعد بن أبي وقاص فتح العراق ولم يحكمها ، وأن خالد بن الوليد فتح بلاد الشام ولم يعين نفسه أميرا عليها .. وأن عمرو بن العاص فتح مصر وأقره عُمَرُ أميراً عليها ، ثم استدعاه ليحاكمه بسبب ظلامة من ولده وقعت على قبطي من أهل الذمة ، ثم عزل عمرو من منصبه أخيرا في خلافة عثمان ، وحل محله عبد الله بن أبي السَّرْح ، ولم يتمرد عمرو على عثمان ، ولم يقل له هذي بلاد أنا فتحتها وأنا أحق بحكمها .!!
ما هذا الذي نحن فيه يا قوم ؟ أو كلما أطلق أحدنا رصاصتين أو مخزنين من الذخيرة في سبيل الله ، رأى أنه بات من حقه أن يقول ويسمع الناس ، ويحكم وتنقاد له الرعية .؟ لعمر الله إن هذا لهو الفساد في الأرض ، وإنها لفكرة ألقى بها الشيطان في روع إخوتنا المجاهدين ، لتفويت النصر عليهم في الدنيا ، ولإبطال جهادهم في سبيل الله ، وحرمانهم من الأجر الذي ينتظرهم عند الله ..
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : [ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ .؟ ]
قَالَ صلى الله عليه وسلم مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ..
فلا تبيعوا جهادكم بزعامة ولا بغنيمة ولا بإمارة .. فهذه مطالب دنيوية تحرمكم من جنة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. وإن لأقل واحد من أهل الجنة مثل ملك عشرة ملوك من أعز ملوك الدنيا .. اللهم اجعلنا من أهلها ، وأخلص جهادنا إليك ، وارزقنا شهادة في سبيلك .