يجب الخروج من حالة الضياع التي نحن فيها :
8 / 3 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
==========
هناك حالة من الضياع يعيشها كثير من السوريين .. وضعتنا فيها الأحداث المتشابكة التي أعقبت الثورة السورية ، لنخرج من حالة الضياع هذه علينا أن ننتبه لما يلي :

أولا : أن نعرف أن أزمتنا يشارك في صنعها :
1- نظام طائفي مجرم ، يرفض التخلي عن السلطة ، ويصر على البقاء جاثما فوق صدورنا بفساده واستبداده ، ولا مانع لديه أن يقتل أو يشرد كل معارضيه ولو بلغوا الملايين ..
2 - قوى داخلية وخارجية ، تؤيد هذا النظام وتسانده بالقول والعمل ، بعضها دول ، وبعضها الآخر أفراد . من هذه القوى الداخلية مثلا وزير الدفاع وكل وزير سني ، وكل عضو في مجلس الشعب ، وكل خطيب في مسجد يشيد بالنظام ..
ومن هذه القوى الخارجية : إيران وأذنابها ، كحزب اللات ، وفيلق بدر وفيلق أبو الفضل عباس ، والحرس الثوري ... ومن هذه القوى الخارجية روسيا والصين وفنزويلا .. وأمريكا بقيادة أوباما وكيري ومستشار الرئيس اليهودي بايضون .. ومن هذه القوى المعادية لنا السيسي والمقبور أخيرا حسنين هيكل وكل علماني يدعي المقاومة والممانعة كذبا وزورا .
3 - قوى دولية كبرى ، كان يمكنها أن تمنع ما حصل في سوريا ، ولكنها رفضت أن تساعد الشعب السوري للخروج من محنته ، ووقفت على الحياد .. فاستفاد النظام من حيادها وتمادى في إجرامه . من هذا الصنف ، كل الدول التي تزعم أنها صديقة للشعب السوري ، فهذه الدول ادعت الصداقة ولم تقم بموجباتها ، واكتفت بإدارة الأزمة ، ولم تكن جادة في إنهائها .. حتى وصلت إليها النار أخيرا ، فهي الآن تحاول إصلاح ما أفسدت علينا وعلى أنفسها .. ولو وقف أصدقاؤنا معنا بقوة وأمدونا بالسلاح النوعي لما استطاع الأسد تدمير سوريا بطيرانه .. ولما تدخلت روسيا لمساعدته في التدمير ..

ثانيا : أن نعرف كيف نقف مع أنفسنا بشكل صحيح في هذه الأزمة :
1 - فكل من يقاتل أو يقف في صف النظام النصيري من غير طائفته ، فهو في المكان الخطأ . ولو قتل وهو على هذه الحال ، فإنه يقتل عاصيا ، ومصيره النار وبئس القرار .. ومن هذا الصنف كل شبيح يعين النظام بأية صور من صور التعاون الخياني ..
2 - وكل من ينشر أكاذيب النظام ويضخم من شأنه ويزرع اليأس في نفوس المعارضين فهو عدو لنفسه ، ويعمل لصالح عدوه . وهذا ما يسميه الفقهاء بالإرجاف وحرب الشائعات المغرضة .
3 - وكل من يتشاغل عن محاربة هذا النظام إما بالبندقية أو بالكلمة أو بالمال .. فهو متشاغل بما يضره ولا ينفعه .. ويمكن أن نعتبر وعاظ الثورة من هذا الصنف .. فنحن الآن لسنا بحاجة إلى وعظ وإرشاد ، نحن بحاجة ماسة إلى الإطاحة بنظام الفساد والاستبداد .
4 - الذي يختصر الشأن السوري في الظرف الخاص الذي وضعته المقادير فيه ، هذا نعذره إن تأفف مما هو فيه من ضنك وكرب وضيق .. ولكن لا نعذره في الغفلة عن النظام الشرير الذي ساقه إلى هذا المصير .. ولا نعذره أن يشتم الثورة ومن قام بها ، لأن الثورة كانت لأجل الخلاص من الذل والقهر والظلم والفقر والجهل .. وكل ذلك كان يمارس علينا ونحن لا ندري ..
أيها السوريون .. اعرفوا أعداءكم الحقيقيين .. واعرفوا كيف تحاربوهم .. ولا تكثروا أعداءكم ما استطعتم .. ولا تياسوا من روح الله .. فالنصر قادم . وما تأخر إلا بذنوبنا