(جيش الثوار) من التأسيس حتى التمرد.. حقائق يرويها لـ (كلنا شركاء) قياديٌّ مؤسسٌ
عمار البكور: كلنا شركاء
قال علاء الشيخ أحد مؤسسي (جيش الثوار) ومدير مكتبه السياسي السابق “إن (الجيش) تحول إلى فصيل مرتزق، وأداة لتنفيذ PYD” حزب الاتحاد الديمقراطي مشروعه الانفصالي من لحظة الموافقة على الاندماج مع YPG”” الوحدات الكردية ضمن ما يسمى قوات (سوريا الديمقراطية) التي يقودها الحزب.
وكشف الشيخ في حوار خاص مع “كلنا شركاء” أن الشرط كان عند تشكيله الفصيل قتال قوات النظام، وعدم التعاون مع وحدات الحماية الكردية المعادية للثورة وبدأ انحرافه بعد تشكيل (سوريا الديمقراطية) بدعم أمريكي.
وفي إجابة عن كيفية دخول جبهة الأكراد إلى (جيش الثوار)؟ قال علاء الشيخ: في أحد الاجتماعات التحضيرية اقترح البعض دعوة أكراد وتركمان للانضمام للجيش تحت راية الجيش الحر بهدف مقاتلة قوات النظام، وبالفعل أتوا الأكراد ومن بينهم صلاح جبو، وقبلنا بهم في الجيش بناءً على تأكيداتهم بعدم الانتماء لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أو الـPKK، واتفقنا معهم على عدم الدخول إلى غرفة “الموك” أو التبعية لأي دولة أو أي منظمة وعدم قبول الدعم المشروط، وعدم الاشتباك مع أي فصيل من فصائل الجيش الحر”.
أسباب الانشقاق
وحول سبب انشقاقه عن جيش الثوار، قال الشيخ: تم تشكيل (الجيش) في شهر أيار من عام 2015 وتركت العمل في شهر حزيران وسبب انشقاقي هو عدم مقاتلة (جيش الثوار) لقوات النظام، وإعلان الاندماج مع الوحدات الكردية المعادية للثورة ضمن قوات ما يسمى (سوريا الديمقراطية) وقتال فصائل الجيش الحر، وهذا يخالف اتفاقنا عند التشكيل، وحينها لم أكن أعلم بما يخطط والخلفيات الكبيرة التي تحاك، ولكن عندما ذهبت إلى قرية مريمين الواقعة بين أعزاز وعفرين اكتشفت خلال إقامتي فيها أن الإدارة الفعلية لـ(جيش الثوار) هي بيد وحدات الحماية الكردية YPG، واكتشفت أن حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني PKK كان يسلسل المراحل تدريجياً للوصول لما يحدث الآن، حيث اتبع خطوات اعادة تشكيل الجبهة الكردية ومن ثم (جيش الثوار) من ثم أدخل فصائل عربية مثل اللواء 90 والفوج 777 واللواء 455 مهام خاصة والفرقة 30 وأحرار الزاوية، وتركمانية مثل السلاجقة، وسريانية مع الوحدات الكردية وشكل ما يسمى قوات (سوريا الديمقراطية) تجنبا لتلقيهم ضربات تركية ولعدم إيجاد ذريعة لاستهدافهم في حال الاستيلاء على مناطق عربية كما يحدث الآن شمال حلب.
وأشار إلى انشقاق الكثير بينهم قياديون مثل “أبو عرب” قائد الفوج 777، ويوجد الكثير من العناصر يرغبون في الانشقاق عن (جيش الثوار) وتمنعهم قيادة (سوريا الديمقراطية) من الانشقاق، ومن يحاول الانشقاق تقتله الوحدات الكردية وتدعي أنها قتلت عناصر الجيش الحر أو جبهة النصرة أو أحرار الشام على وسائل الاعلام، وبعد تشكيل (سوريا الديمقراطية) أصبح ممنوع للعنصر أن يتحرك من نقطته إلا بإذن من القيادة، وبنفس الوقت يتخوف من يرغب بالانشقاق من أن تعتقله جبهة النصرة لأنهم قاتلوا ضدها في حال تمكنوا من الهرب من عفرين.
خلافات بعد أيام من التأسيس
ورداً على سؤال حول تاريخ بدء الخلافات داخل جيش الثوار، أجاب أنه بعد تأسيس الفصيل بأيام خلال شهر أيار من عام 2015 بدأت الخلافات على شكل الشعار، وماذا يتضمن حيث رفض صلاح جبو حينها وضع قبة المسجد ضمن الشعار، ومن ثم رفض أيضاً تشكيل مكتب شرعي لمنع التجاوزات وضبط الأمور من الفوضى.
وأوضح الشيخ أن صلاح جبو الذي ينحدر من قرية “دوديان” في حلب هو القائد الحقيقي لـ(جيش الثوار) ويتلقى الأوامر من “عمه” الذي له الكلمة العليا وبيده السلطة العليا المطلقة ويزود ابن أخيه “جبو” بالتعليمات دائماً، ولا أحد يعرف اسمه الحقيقي، وهو يعد صلة الوصل بين الأمريكان و(جيش الثوار) والوحدات الكردية، أما أبو علي برد قائد الفصيل على الاعلام هو مجرد أداة يمتطيها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD أمام الرأي العام لتنفيذ مشروعه الانفصالي، وكي يدعي بأن قوات (سوريا الديمقراطية) تضمن قوميات متعددة، حيث يمنع على “أبو علي” التنقل دون مرافقة من الوحدات الكردية.
مكونات (الجيش)
تقدر نسبة العرب داخل (جيش الثوار) بـ60 % معظمهم من الفرقة 30 وفصائل جبهة ثوار سوريا، ومعظمهم يتسمون بالجهل.. انخرطوا في جيش الثوار بعد هروبها من قتال جبهة النصرة في إدلب، وبسبب عدم امتلاكها المال لاعتزال القتال والسفر إلى أوربا، وبنفس الوقت لا يستطيعون العودة إلى قراهم خوفاً، والسبب الأهم أنهم خدعوا كما خدعت أنا أيضاً بأن (جيش الثوار) سيقاتل قوات النظام، وعليه انخرطوا فيه عند تشكيله عوضاً عن الإقامة في تركيا، هذا إضافة إلى الملاذ الآمن والاستقرار في عفرين لأنها محيّده عن القصف الجوي، وتقديم رواتب لا يتقاضاها عناصر الجيش الحر، بحسب الشيخ.
وتزيد أعداد عناصر (جيش الثوار) في منطقة عفرين عن الآلف عنصر بينهم بين 200 أو300 عنصر من الجبهة الكردية، وبعض العناصر التركمانية الذين كان اسمهم السلاجقة، وما تبقى عرب مكون من تشكيلات قاتلت جبهة النصرة معظمها من تجمع ثوار سوريا، ولا علاقة لجمال معروف بـ (جيش الثوار)، ويوجد أكثر من 300 عنصر في منطقة تل أبيض يتبعون للفصيل.
100 ألف ليرة راتب شهري
وأكد مدير المكتب السياسي الأسبق في (جيش الثوار) أن الدعم الرئيس لهذا الفصيل يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي التي تذخر (جيش الثوار) بشكل يفوق الخيال، تدفع المصاريف والرواتب الشهرية للعناصر عبر الوحدات الكردية كون العناصر اندمجوا ضمن قوات (سوريا الديمقراطية)، ويتقاضى العنصر شهرياً 60 ألف ل س إضافة إلى المكافأة التي تعطى لهم كل يومين تقريباً وتتراوح بين 1000 و3000 ل س، ناهيك عن السماح لهم بسرقة ما يحلو لهم في المناطق التي يستولون عليها، ليصل دخل العنصر لأكثر من 100 آلف ليرة سورية.
وبما أن (جيش الثوار) أصبح جزءً من قوات (سوريا الديمقراطية) والولايات المتحدة الأمريكية تقدم لهم الدعم بشكل كبير، حيث تزودها بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة عبر هبوط المروحيات الأمريكية في منطقة عفرين، وما أعرفه أن (سوريا الديمقراطية) باتت تمتلك مضادات، وقاعدة “تاو” مع صواريخ، ومدافع 57، 23، و14.5، والكثير من سيارات تحمل مدافع دوشكا، ورشاشات أمريكية، وقناصات 5.5، و”سكستين” وعدد قليل من الدبابات وعربات BMB وآلية التسليم والتوزيع تكون حصراً عبر “عمه” لصلاح جبو.
(الجيش) والفرقة 30
يضيف علاء الشيخ: بدأت الولايات المتحدة بالتنسيق ودعم جيش الثوار بعد شهر من اعتقال جبهة النصرة لقائد الفرقة 30، ومجموعة برفقته في أعزاز، وأصبح الدعم الأمريكي المشروط بعدم قتال قوات النظام يأتي بشكل كبير لقتال جبهة النصرة وأحرار الشام وأي فصيل من الجيش الحر يتعامل معهم، لأن الفرقة 30 كانت تبعيتها لأمريكا، وأمريكا ترى أنها أهينت بحادثة الاعتقال لذلك وجدت في هذا الدعم تحقيقاً لمصالحها في سوريا.
هل هو معارض للنظام؟
(جيش الثوار) بلا هدف ويعمل على تحقيق هدف الوحدات الكردية عن جهل، حيث لا يستطيع أحد من الفصيل اتخاذ أي قرار، وحتى أبو علي برد هو مجرد أداة والقائد الفعلي والكلمة العليا لعم صلاح جبو الذي لا يعرف أحد اسمه، وكل البيانات تصدر باسم (جيش الثوار) تكتبها الوحدات الكردية وتقدمها للرأي العام، ومن لحظة اندماج (جيش الثوار) مع قوات (سوريا الديمقراطية) أصبح معادياً للشعب السوري لأن وحدات YPG هدفها واضح سلخ كانتون من سورية وإقامة دويلة عنصرية وهذا معادي لأهداف الثورة السورية.
وختم “الشيخ” الحوار لـ”كلنا شركاء” بالقول: فكرة (جيش الثوار) دون ترتيب وتنسيق مع جهة ودون ودعم خارجي، وتشكيله في البداية تم من قبل شباب سوريين بسطاء كانوا يقيمون في تركيا، وتم تنظيمهم للاستفادة من قدراتهم والمساهمة بقتال قوات النظام، وكانت الفكرة كما بدأنا في العمل العسكري بالثورة دون تبعية لأحد، وليس كما يحدث الآن تنفيذاً لأجندات انفصالية لحزب الاتحاد الديمقراطي بدعم أمريكي وبالتعاون مع قوات النظام عوضاً من قتالها”.