لكيلا تتكرر المأساة .. يا زعماء العرب والمسلمين :
أبو ياسر السوري
17 / 2 / 2016
==============
يا زعماء العرب والمسلمين ...
إن التنازع والخيانة هما السببان الرئيسيان لكل مصيبة عامة ، نزلت بالأمة العربية والإسلامية على مدار التاريخ .. بدءا من سقوط بغداد على أيدي التتار المغول . ومرورا بسقوط الأندلس في قبضة الصليبيين . وانتهاء بسقوط الخلافة العثمانية على أيدي الغرب الصليبي . وتحول فلسطين المسلمة العربية إلى دولة يهودية عنصرية لم نستردها حتى الآن ..
فبغداد كانت عاصمة الإمبراطورية الإسلامية ، التي تهيمن على العالم كله ، ويخشاها كل ملوك الدنيا وأباطرتهم . حتى قال خليفتها العباسي هارون الرشيد يوما للسحابة " أمطري حيث شئت ، فإن خراجك سيأتيني .."
وبخيانة الوزير الشيعي ابن العلقمي للخليفة العباسي ، تمكن هولاكو من قتل الخليفة ، وإسقاط بغداد واستباحتها 40 يوما ، قتل فيها من المسلمين أكثر من (1,000,000) مليون مسلم . في وقت ما كان عدد المسلمين في العالم كله يزيد عن 4 ملايين . يعني إن تلك الخيانة حصدت ربع الأمة الإسلامية في حينها .. كان ذلك في عام 656 هـ ..
والأندلس قامت فيها خلافة إسلامية أموية ، شادت أجمل وأرقى حضارة عمرانية في العالم ، استمرت قرابة 800 سنة ، ثم سقطت ومحيت آثارها ، وكأنْ لم تكن . وكان تنازع المسلمين واختلافهم فيما بينهم هو السبب الأبرز لسقوط تلك الخلافة الرائعة ، في أيدي الفرنجة عام 1492م . وقام الفرنجة بقتل كل المسلمين هناك وذبحوا أغلبهم ذبحا بالسكاكين . وكان عدد المسلمين قبيل سقوط الأندلس بالملايين . مضى على ذلك الآن 524 سنة ولم ترجع الأندلس إلى أحضان الإسلام .
وبالخيانة نفسها تمكن الغرب من إسقاط الخلافة العثمانية ، وكان سقوطها هو الطريق الأسرع إلى تقسيم الأمة العربية والإسلامية إلى دويلات متناحرة مفككة ، اقتضمت روسيا بعضها ، وبسط الغرب نفوذه على بعضها الآخر .. وكان من أولى ثمار هذا السقوط ، أن تمكن اليهود من احتلال فلسطين عام 1948 ومضى على احتلالها 68عاما ولم ترجع لأصحابها حتى الآن .
يا زعماء العرب والمسلمين ...
فيما مضى أضعنا كل شيء بمرض الخيانة ، ثم لم نستطع استرداد أي شيء مما أضعناه بمرض التنازع فيما بيننا ..
وها أنتم ترون معنا الآن أننا مهددون بضياعٍ أكبر ألف مرة مما مضى من ضياع ..
فإن ضاعت بلاد الشام لم يبق خير في أمة الإسلام عربها وعجمها . والمقصود ببلاد الشام هنا كل من [ فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ] ، وها أنتم ترون فلسطين ضاعت بيد اليهود ، والأردن معها شبه ضائعة ضياعا خفيا بيد اليهود كذلك ، ولبنان ضاعت في يد المجوس منذ سنوات ، وسوريا الآن أصبحت تحت احتلالين اثنين ، مجوسي إيراني ، وصليبي روسي .. إذن فبلاد الشام الآن على شفا جرف هار يوشك أن ينهار ...
وما زلنا نرى العرب وتركيا يراوحون في المكان ، كمن يقف فوق مرتفع عال ، وأمامه بحيرة ماء ، ومن خلفه سبع مفترس يهاجمه .. فإن بقي مترددا فهو مقتول مأكول بأنياب الحيوان المفترس . وإن قفز إلى الماء نجا ..
يا قوم ، انسوا صداقة أمريكا ، وانسوا صداقة الغرب ، فهؤلاء ليسوا بأصدقاء . فلو كانت أمريكا صديقة لما حالفت إيران على تسليمها مفاتيح المنطقة العربية وتخلت عن أشقائنا في الخليج .. ولو كانت أوربا صديقة لما سمحت لروسيا أن تعربد وتتحرش بتركيا وهي عضو في الناتو ..
كلهم يتذرع بمحاربة " داعش " ويتخذونها ذريعة لقتل السوريين . بل ثبت أخيرا أنهم هم من صنع داعش . إن هيلاري كلينتون فضحت أوباما وقالت إن أوباما طرف في صناعة تنظيم داعش .. والروس وإيران كذلك هم أصدقاء داعش ومشاركون في صناعتها ..
يا قوم ، نحن الآن بين خيارين ، إما أن نرضخ للإرادة الأمريكية ونسلم رقابنا لإيران وروسيا .. وإما أن نقول لها (لا) ونقاتل دون حقنا السليب ونملك قرارنا وحريتنا ..
الرضوخ للإرادة الأمريكية يعني الرضوخ لمجوس إيران ، التي تتربص بنا ريب المنون .
والرضوخ للإرادة الروسية يعني الرضوخ للكرد الشيوعيين ، الذين يعادون كل الأديان ..
التاريخ مرآة لا تكذب .. فإما أن تراكم الأجيال من خلاله أبطالا خالدين . وإما أن تكونوا شيئا آخر ، فيقال فيكم ما لا يرضيكم .
يا زعماء الأمة ، إن كنتم مترددين في دخول سوريا لحمايتها من الضياع والتقسيم ، وإن كان هنالك أمور لا ندريها تمنعكم من هذا الدخول ، فنطالبكم بشيء هين لين ، ونقول لكم : [ وحدوا صفوف المعارضة العسكرية ، ومكنوها من مضادات الطيران ومضادات الدروع ، وأبناء سوريا كفيلون بأداء المهمة على ما يرام ] ..