أعرجُ العُرْج ركَّبناه وراءنا مدّ يده إلى الخُرج :
4 / 2 / 2016
===========
هذا مثل عامي سوري ، ولعله مثل حلبي فقط .. وهو مثل يضرب لمن تساعده في أمره ، فلا يقنع منك بحجم المساعدة التي تقدمها له ، وإنما يطالبك بالمزيد ، وقد يتمادى فيطالبك بالقيام بحاجته نيابة عنه فإن لم تستجب لمطالبه اتهمك بالتقصير .  
هذا هو حالنا نحن السوريين مع أصدقائنا . إننا نتقمص حالة " أعرج العرج " بكل تفاصيلها .. فتركيا والسعودية ركبونا وراءهم فمددنا أيدينا إلى الخرج .
تركيا آوتنا وأنقذت 3 مليون سوري من الإبادة والتشريد ، وأحسنت معاملتنا ، وتحملت ، وما زالت تتحمل الكثير من أجلنا .. حتى إن الغرب بات يتآمر عليها بسببنا ، وهو يحاول الآن أن يجرها إلى حرب مع روسيا ، ليفقرها ويدمرها ...
والسعودية ساعدتنا وقدمت لنا السلاح والذخيرة ، وما زالت تفعل ، وهذا الكلام حقيقة وليس مجاملة .. ثم إن السعودية تقف إلى جانبنا سياسيا ، وقد احتضنت المعارضة ، ووحدت بينها ، وشكلت وفدا لها ، جعلت مقرا دائما له في الرياض ، ذهب إلى جنيف3 وتمكن من إحراج النظام ، بل عراه وفضحه ، وتبين للمجتمع الدولي أن نظام الأسد وحلفاءه "روسيا وإيران " هم من أفشل مؤتمر جنيف3 .. وهذا مكسب سياسي نحن بحاجة إليه ..
وبعد هذا كله ، وبكل اسف ، تجد كثيرا من السوريين ، ينسون عدوهم الذي تسبب في معاناتهم ، فيسكتون عن بشار وبوتن ولافروف وخامنئي وقاسم سليماني وحسن زميرة .. ولا يكفون عن شتم تركيا والسعودية على القيام والقعود .!!
إن أصدقاءنا ضعاف مثلنا ، وليس بإمكانهم أن يفعلوا أكثر مما فعلوا . فلماذا نشتمهم .؟ لماذا نتهمهم بالتقصير .؟ لماذا نعرض بكذبهم في الوعود .؟ لماذا نحاول إحراجهم .؟
قالوا " صاحب الحاجة أرعن لا يهمه إلا قضاؤها " حقا إن من يطالب أصدقاءنا ( تركيا والسعودية ) بما ليس بمقدورهم ليس له شبيه إلا "أعرج العرج "