لايوجد إلا مكيال واحد
بقلم حسام الثورة
الكيل بمكيالين عبارة تضرب على أعصابي كلما سمعتها , عبارة تتردد على مسامعنا  عشرات المرات بل مئات المرات  في اليوم تتردد هذه العبارة كلما أحب أحد التعبير عن إزدواجية التعامل بين طرف وأخر ولنفس الحالة لكن كل ما غاب عن فهم المرددين لهذه العبارة هو المقارنة الصحيحة بين المتعاملين ولاسيما أن من يردد هذه الكلمات يدعون مفكرين ومحللين سياسين واستراتيجين ولاسيما عند الحديث عن لجان حقوق الإنسان ولكن غاب عنهم الفهم الصحيح لحقيقة تطبيق المعنىى الصحيح للمكايل وهنا لابد لنا من التساؤل .
هل الإنسان الأسود له نفس حقوق الإنسان  الأبيض؟ ولابد هنا من أن  نسأل رعاة البقر سادة العالم اليوم ربما يخجل الأسود أوباما ويخبرنا .
هل الأنسان الأفريقي أو الشرقي له حقوق الرجل الأوربي ؟ ربما يجيبنا عن هذا السؤال رؤوساء الاتحاد الأوربي أو زعماء الأحزاب العنصرية الجديدة .
هل الإنسان المسلم له حقوق الإنسان النصراني ؟ وهنا يمكن سؤال أوباما ثانية عند دعمه لدولة مينامار وهي تبيد المسلمين السنة ويمكن أن نسأل فرنسا وهي تقتل حفظة القرآن في مالي ونسأل روسيا داعية الحرب المقدسة عن مئات المسلمين الذي تقتلهم صباح مساء .
ما رأيكم أن نسأل منطمة حقوق الإنسان التابعة لبشار الأسد والتي ثبت تزويرها للتقارير الدولية بما يساعد بشار الأسد على إبادة السنة في سوريا
ترى إذا كانت هذه الآسئلة تبين لنا بوضوح عدم تساوي البيض مع السود والأوربين مع غيرهم من البشر والمسلمين مع النصارى واليهود فعن أي مكايل نتحدث ؟ لا بد أن تكون الوحدات متساوية ليتم الجمع والطرح والمقارنة فيما بينها ولا بد أن يكون البشر متساوون حتى نتحدث عن التساوي في الحقوق فيما بينهم وإلا فإنه لايمكن التحدث عن مكايل مختلفة وهذا هو الواقع العملي وبالتالي فإن المشكلة ليست في المكايل بل المشكلة في عقولنا التي لم تفهم بعد أو التي تحاول ألا تفهم فهناك مكيالين مستقلين لايجوز الخلط بينهما وإذا كان ولابد فإنه يجب تغير الأسماء للتخلص من اللبس لإنه حقيقة لايوجد إلا مكيال واحد يضع فيه جميع المسلمين وإذا كان هناك مكيال آخر فهو ربما يكون للسود على ألا يكونوا نصارى أو يهود ومع هذا  فمكيال هؤلاء صغير  جداً بحيث  لايمكن أستخدامه كما يجب .
وهنا أطالب دعاة حقوق الإنسان والحيوان والجماد وممن يسمون أنفسهم مفكرين ومحللين أن يتوقفوا عن أستخدام هذه العبارة الكاذبة الخادعة والتي تصور أنه هناك من يهتم بحقوق الإنسان بناء على أنه إنسان فقط فهذه كذبة فجة لم تعد مقبولة وإذا كان لهولاء من بقية ضمير أن يسموا الأشياء بمسمياتها وأن يعلنوا أن كل ما يدور في العالم اليوم هو حرب شرسة تدور علىى مستوى العالم هدفها الأول والأخير استئصال شأفة المسلمين .
إننا مع هذا وبعد كل هذا لازلنا نؤمن أن هذه الحرب لن تزيد المسلمين إلا تمسكاً بدينهم بل هي نعمة بعودة المسلمين إلى دينهم ومن يقتل منهم فإنهم يرجون الله أن يكونوا من الشهداء وبهذا فإن كل مسلم في هذا العالم يسأل الله إحدى الحسنيين وصبراً جميل وبالله المستعان .
26-1-2016