أي بيان هذا يا جامعة الدول العربية .؟؟؟
11 / 1 / 2016
أبو ياسر السوري
===========
ما كان المرجو من جامعة الدول العربية أن تخرج من اجتماعها الأخير بخصوص الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد ، وتدخلها العدواني في كل من سوريا واليمن والعراق ولبنان والعديد من الدول العربية ..  ما كان المأمول من الجامعة العربية أن  تخرج بمثل هذا البيان الذي لا طعم له ولا لون ولا رائحة ... ويصدق فيه قول القائل " تمخض الجبل فولد فأرا " ...
اثنتان وعشرون دولة عربية ، تخشى أن تقول لمجوس إيران ( لا ) .؟؟؟؟؟؟
( لا ) لتدخلكم في شؤون الدول العربية والنيل من أمنها واستقرارها .
( لا ) للاعتداء على بعثاتنا الدبلوماسية وسفاراتنا ..  
( لا ) لتدخلكم في سوريا واليمن والعراق ولبنان .. أخرجوا فورا من هذه الدول .. وكفاكم ما سعيتم فيها من فساد ودمار وخراب ...
اثنتان وعشرون دولة عربية ، تجتمع بهيلها وهيلمانها  ثم لا تخرج من اجتماعها إلا بهذا القرار الهزيل ، الذي لا يذكرنا إلا بتلك القرارات التي طالما صدرت على مدى 70 سنة بخصوص القضية الفلسطينية فلم تحرك ساكنا ، ولم تساو قيمة الحبر الذي كتبتْ به ، ولا الورق الذي سطرت عليه ..!!! وإلا فماذا يعني إمهال إيران أسبوعين أو شهرا لتوقف عدوانها على العرب .؟؟ وماذا تعني الجامعة بتشكيل ما سمته " لجنة متابعة " .؟؟  وما المهمة التي أسندت إلى هذه اللجنة الصورية التي ليس لها مهمة محددة .؟
ولنفترض أن إيران ضربت بكلامنا عرض الحائط .. فما الرد الذي اتفق عليه أعضاء الجامعة العربية في مواجهة الغطرسة الإيرانية .؟؟ لقد عودتنا إيران أن تسيء ولا تعتذر لمن أساءت إليه ، ولهذا فهي رغم عدوانها الهمجي على السفارة والقنصية السعوديتين ما زالت تهدد . وتتوعد . وترغي . وتزبد . وكأنها لا ترى للعرب وزنا ولا اعتبارا . ومع هذا لم تقم الجامعة حيال ذلك بجديد . سوى قرار سجلت فيه عبارات الشجب والاستنكار والمطالبة بعدم تكرار مثل هذه التجاوزات ، وبصيغة تطغى عليها العمومية في التعبير ، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الشفافية والوضوح ، والحزم والعزم .. وتجنب الحلم ، الذي لا تفسره إيران إلا عجزا وضعفا وخوفا .
ثم لماذا إمهال إيران أسابيع للرد على مطالبنا المشروعة .؟؟ ولماذا لم تطالب الجامعة العربية إيران بالاعتذار عن إساءاتها للعرب جميعا .. بل لماذا لا تطالب بتعويضات عن الأضرار التي تسببت بها للأمة العربية جمعاء ، وليس للسعودية وحسب .؟
كان المفروض أن تطالب إيران بالخروج الفوري من الصراع في سوريا ، وفي اليمن ومن كل دولة عربية تتدخل فيها بغير وجه حق ، خلال فترة لا تتجاوز الشهر ، وأن توقف كل أعمالها العدوانية ، وتسحب ميليشياتها فورا من كل بلد عربي تمارس العدوان والتخريب فيه  .. وإلا فسوف تقوم كافة هذه الدول بقطع علاقاتها الدبلوماسية معها كخطوة أولى .. فإذا رفضت الانصياع لمطالبنا ، صعدنا بقطع العلاقات التجارية وأغلقنا في وجه إيران حدودنا برا وبحرا وجوا ..
الحقيقة ، كنا ننتظر موقفا عربيا مغايرا ، وكنا نأمل أن تُعرَضَ في هذا الاجتماع فكرةُ إنشاء مشروع عربي ، لمقاومة المشروع الفارسي في المنطقة ، وأن لا نكتفي كالعادة بردود أفعال آنية ، وقرارات ارتجالية ، لا تقدم ولا تؤخر ...
أيها العرب أيها المسلمون ، إن الأمر جد خطير ، وخلافنا مع إيران ليس من أجل هجوم على سفارة أو قنصلية وحسب .. خلافنا معها أكبر من ذلك بكثير ، إنه صراع على وجود أو لا وجود . فإما أن نكون أو لا نكون .. وإما أن ننتبه للخطر الإيراني ، ونعد له العدة الرادعة ، وإلا فإن إيران ستأكل الأمة العربية دولة بعد دولة . وعندها نندم ولات حين مندم ..