ستة تحالفات في الشرق الأوسط قد تعيد تشكيل المنطقة
مقال منقول
6 / 1 / 2016
يعيش الشرق الأوسط حالة شديدة من الاستقطاب على مستوى الدول، العربية وغير العربية، ويمثل ساحة لعدد من التحالفات التي يحمل غالبها الطابع العسكري بعضها بقيادة عربية، والبعض الآخر بقيادة أجنبية.
وأول التحالفات كان التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، تلاه التحالف العربي ضد المتمردين في اليمن، وتحالفات أخرى قد تعتبر فرعية مقارنة بالتحالفين آنفي الذكر.
يضم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة قرابة الـ60 دولة بما فيها إيران التي لم تنضم رسميا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها صرحت بأنها تعمل ضد التنظيم في العراق لكنها لا تنسق مع التحالف.
وبدأ التحالف أولى عملياته العسكرية في 19 أيلول/ سبتمبر 2014، ويشن غارات في كل من العراق وسوريا، وبعض أطرافه تشن غارات في العراق فقط ولا تشارك في سوريا، في حين أن أغلب الدول المشاركة فيه لا تقاتل عسكريا وتقدم خدمات لوجستية، أو تبرعات مالية.
وعقد الاجتماع الأول لوزراء خارجية التحالف في العاصمة البلجيكية بروكسل، وترأس الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
نشأ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إثر سقوط اليمن بيد مليشيات أنصار الله (الحوثي) وبعض القوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وبدأت عملياته العسكرية في 25 آذار/ مارس 2015 تحت اسم “عملية عاصفة الحزم” بطلب من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
ودعمت الولايات المتحدة الأمريكية التحالف، وأمدت دول التحالف بالأسلحة، وأنشأت مركزا للتنسيق في السعودية، بحسب تصريح لنائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين.
يضم التحالف الإسلامي ضد الإرهاب قرابة 34 دولة إسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية، ولا يحمل طابعا عسكريا بحتا، بل يهدف بشكل أكبر إلى عمليات تنسيق لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله والقضاء على مسبباته.
وقالت وكالة “واس” السعودية، الاثنين، إن التحالف جاء “انطلاقا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداء لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها ومسمّاها، والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادا، وتهدف إلى ترويع الآمنين”.
وقال وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن “التحالف الإسلامي العسكري الجديد يتصدى لأي منظمة إرهابية، وليس للدولة الإسلامية فحسب”.
ولا يضم التحالف إيران والعراق، فيما تفكر عدة دول إسلامية في الانضمام للتحالف أبرزها باكستان.
نشأ التحالف الرباعي في أيلول/ سبتمبر 2015، بعد قرار روسيا التدخل عسكريا في سوريا بطلب من رئيس النظام السوري بشار الأسد ويضم أربعة دول، هي روسيا وإيران والعراق وسوريا.
ويقوم التحالف على مركز معلوماتي مركزه بغداد، ويهدف لتعاون عسكري واستخباراتي، ويضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع.
وتلعب روسيا الدور الأكبر في التحالف بشن ضربات جوية على مناطق المعارضة السورية وتنظيم الدولة، غير أن دولا كثيرة شككت في جدية روسيا بضرب تنظيم الدولة، وتوجيهها أغلب الضربات للمقاومة السورية المعارضة لنظام الأسد.
وقال السفير الإيراني لدى بغداد حسن دانائي، إن اللجنة المشتركة بين بلاده وروسيا والعراق وسوريا، وهي لجنة لتبادل المعلومات، قد تتحول إلى تحالف رباعي في المستقبل القريب.
يقوم التحالف القطري التركي السعودي على توحيد وجهات نظر الدول الثلاث للحل في سوريا والذي يرفض أي تواجد للأسد في العملية الانتقالية، ويدعم المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات الأسد، ويعارض التحالف الرباعي هناك بقيادة سوريا.
وعقد وزراء خارجية كل من تركيا مولود جاويش أوغلو، والمملكة العربية السعودية عادل الجبير، وقطر خالد العطية، اجتماعا مغلقا في مدينة نيويورك، قبيل اجتماعات المجموعة الدولية بشأن سوريا.
وجاء الاجتماعات عقب اجتماع للفصائل المختلفة للمعارضة السورية التي تدعمها الدول الثلاث، استضافته السعودية لاختيار ممثلي الفصائل السورية المعارضة.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأن بلاده لا تستبعد الخيار العسكري للحسم في سوريا، وقال وزير خارجية قطر إن بلاده مع أي أمر “يمكنه أن يؤدي إلى حماية الشعب السوري وحماية سوريا من التقسيم.. لن نستبعد أي عرض من إخوتنا في السعودية وتركيا في سبيل تحقيق ذلك”.
تحالف غير معلن من الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، لكنه واضح للجميع ويؤيد التدخل الروسي في سوريا، بل وينسق معه مثل الأردن الذي أعلن أن التنسيق يهدف لحماية حدوده مع سوريا.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الدكتور محمد المومني، أن آلية التنسيق العسكري بين الأردن وروسيا تأتي بشأن الأوضاع في جنوب سوريا وبما يضمن أمن حدود المملكة الشمالية.
من جهته، اعتبر المفكر الكويتي، د. عبدالله النفيسي، أن تحالف “الإمارات مصر الأردن” يؤيد التدخل الروسي في سوريا على عكس وجهة نظر تحالف “قطر السعودية تركيا”، وذلك في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
ويؤيده في ذلك الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي ذكر في مقال له، أنه وبعد التدخل الروسي في سوريا فإن السعودية ستقاوم ذلك وستسعى لتشكيل موقف عربي رافض له، غير أن مصر مثلا متحمسة للعدوان الروسي: “إعلامها لا يخفي ذلك، ولكن لا يمكن صدور قرار من الجامعة العربية من دون مصر، ولن تقبل السعودية بأن تقف حليفتها بدعم غير مسبوق مع الخصم الروسي”.
وزار كل من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موسكو، والتقوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هناك.
عربي 21
مقال منقول
6 / 1 / 2016
يعيش الشرق الأوسط حالة شديدة من الاستقطاب على مستوى الدول، العربية وغير العربية، ويمثل ساحة لعدد من التحالفات التي يحمل غالبها الطابع العسكري بعضها بقيادة عربية، والبعض الآخر بقيادة أجنبية.
وأول التحالفات كان التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، تلاه التحالف العربي ضد المتمردين في اليمن، وتحالفات أخرى قد تعتبر فرعية مقارنة بالتحالفين آنفي الذكر.
يضم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة قرابة الـ60 دولة بما فيها إيران التي لم تنضم رسميا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها صرحت بأنها تعمل ضد التنظيم في العراق لكنها لا تنسق مع التحالف.
وبدأ التحالف أولى عملياته العسكرية في 19 أيلول/ سبتمبر 2014، ويشن غارات في كل من العراق وسوريا، وبعض أطرافه تشن غارات في العراق فقط ولا تشارك في سوريا، في حين أن أغلب الدول المشاركة فيه لا تقاتل عسكريا وتقدم خدمات لوجستية، أو تبرعات مالية.
وعقد الاجتماع الأول لوزراء خارجية التحالف في العاصمة البلجيكية بروكسل، وترأس الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
نشأ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إثر سقوط اليمن بيد مليشيات أنصار الله (الحوثي) وبعض القوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وبدأت عملياته العسكرية في 25 آذار/ مارس 2015 تحت اسم “عملية عاصفة الحزم” بطلب من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
ودعمت الولايات المتحدة الأمريكية التحالف، وأمدت دول التحالف بالأسلحة، وأنشأت مركزا للتنسيق في السعودية، بحسب تصريح لنائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين.
يضم التحالف الإسلامي ضد الإرهاب قرابة 34 دولة إسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية، ولا يحمل طابعا عسكريا بحتا، بل يهدف بشكل أكبر إلى عمليات تنسيق لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله والقضاء على مسبباته.
وقالت وكالة “واس” السعودية، الاثنين، إن التحالف جاء “انطلاقا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداء لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها ومسمّاها، والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادا، وتهدف إلى ترويع الآمنين”.
وقال وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن “التحالف الإسلامي العسكري الجديد يتصدى لأي منظمة إرهابية، وليس للدولة الإسلامية فحسب”.
ولا يضم التحالف إيران والعراق، فيما تفكر عدة دول إسلامية في الانضمام للتحالف أبرزها باكستان.
نشأ التحالف الرباعي في أيلول/ سبتمبر 2015، بعد قرار روسيا التدخل عسكريا في سوريا بطلب من رئيس النظام السوري بشار الأسد ويضم أربعة دول، هي روسيا وإيران والعراق وسوريا.
ويقوم التحالف على مركز معلوماتي مركزه بغداد، ويهدف لتعاون عسكري واستخباراتي، ويضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع.
وتلعب روسيا الدور الأكبر في التحالف بشن ضربات جوية على مناطق المعارضة السورية وتنظيم الدولة، غير أن دولا كثيرة شككت في جدية روسيا بضرب تنظيم الدولة، وتوجيهها أغلب الضربات للمقاومة السورية المعارضة لنظام الأسد.
وقال السفير الإيراني لدى بغداد حسن دانائي، إن اللجنة المشتركة بين بلاده وروسيا والعراق وسوريا، وهي لجنة لتبادل المعلومات، قد تتحول إلى تحالف رباعي في المستقبل القريب.
يقوم التحالف القطري التركي السعودي على توحيد وجهات نظر الدول الثلاث للحل في سوريا والذي يرفض أي تواجد للأسد في العملية الانتقالية، ويدعم المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات الأسد، ويعارض التحالف الرباعي هناك بقيادة سوريا.
وعقد وزراء خارجية كل من تركيا مولود جاويش أوغلو، والمملكة العربية السعودية عادل الجبير، وقطر خالد العطية، اجتماعا مغلقا في مدينة نيويورك، قبيل اجتماعات المجموعة الدولية بشأن سوريا.
وجاء الاجتماعات عقب اجتماع للفصائل المختلفة للمعارضة السورية التي تدعمها الدول الثلاث، استضافته السعودية لاختيار ممثلي الفصائل السورية المعارضة.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأن بلاده لا تستبعد الخيار العسكري للحسم في سوريا، وقال وزير خارجية قطر إن بلاده مع أي أمر “يمكنه أن يؤدي إلى حماية الشعب السوري وحماية سوريا من التقسيم.. لن نستبعد أي عرض من إخوتنا في السعودية وتركيا في سبيل تحقيق ذلك”.
تحالف غير معلن من الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، لكنه واضح للجميع ويؤيد التدخل الروسي في سوريا، بل وينسق معه مثل الأردن الذي أعلن أن التنسيق يهدف لحماية حدوده مع سوريا.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الدكتور محمد المومني، أن آلية التنسيق العسكري بين الأردن وروسيا تأتي بشأن الأوضاع في جنوب سوريا وبما يضمن أمن حدود المملكة الشمالية.
من جهته، اعتبر المفكر الكويتي، د. عبدالله النفيسي، أن تحالف “الإمارات مصر الأردن” يؤيد التدخل الروسي في سوريا على عكس وجهة نظر تحالف “قطر السعودية تركيا”، وذلك في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
ويؤيده في ذلك الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي ذكر في مقال له، أنه وبعد التدخل الروسي في سوريا فإن السعودية ستقاوم ذلك وستسعى لتشكيل موقف عربي رافض له، غير أن مصر مثلا متحمسة للعدوان الروسي: “إعلامها لا يخفي ذلك، ولكن لا يمكن صدور قرار من الجامعة العربية من دون مصر، ولن تقبل السعودية بأن تقف حليفتها بدعم غير مسبوق مع الخصم الروسي”.
وزار كل من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موسكو، والتقوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هناك.
عربي 21