آن الأوان لكسر قرون إيران :
4 / 1 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
==========
1 - إيران منذ ثورة الخميني عام 1979 وهي تعمل جاهدة لإقناع الغرب بأنها قادرة على فرض كلمتها على كافة الدول العربية ، والتحكم بقراراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والدينية ، على نحو يرضى عنه اليهود والصليبية العالمية والمجوس والبوذية معا .. وقد وضعت إيران لهذه الغاية خطة تقوم بتنفيذ كامل بنودها خلال 50 سنة ، وتحسب أنها ستصبح قوة فارسية عظمى في عام 2020 م .
2 - ويبدو أن اتفاقا ما قد تم بين إيران وأمريكا وإسرائيل ، كشف عنه تريتا بارزي في كتابه الشهير [ التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة ] والذي ترجم إلى العربية بعنوان " حلف المصالح المشتركة " وجاء في مقدمة طبعته العربية قول الناشر : " تبقى السياسة بشكل عام مثل جبل الجليد لا يظهر منه على السطح سوى قمته في حين يظل الهول الأكبر منه قابعاً في الأسفل مهدداً بالغرق من جراء الاصطدام به . ولعل ما يجري على ساحة الأحداث في الشرق الأوسط سيما ما هو متعلق بالمواجهات الأمريكية الإسرائيلية من جهة وإيران من جهة ثانية يؤكد على صدق نظرية السياسة البراجماتية الضاربة في الجذور الأمريكية وتابعتها إسرائيل في الشرق الأوسط.
في هذا السياق يأتي هذا الكتاب كأول كتاب يفك ألغاز العلاقات المعقدة والغامضة غالبا بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة. . "
كانت هذه العلاقات أيام الشاه معلنة . فلما سقط الشاه ، بدا على السطح خسارة إستراتيجية لكل من أمريكا وإسرائيل . في الوقت الذي كانت فيه القنوات السرية مستمرة لم تنقطع ، وثبت أن العداء ما بين هذا الثالوث ، ما هو إلا لذر الرماد في العيون ، وأن وحدة الهدف الفارسية الإسرائيلية تتجاوز كل الخصومات ، إذا كان الهدف تحطيم قوة العرب .. وأن الشعارات التي رفعتها إيران " الموت لأمريكا " و " الموت لإسرائيل " و " أمريكا هي الشيطان الأكبر " كلها كاذبة ، ولا تعني بها إيران ما تقول ..
فمثلاً ، أزمةُ الرهائن الأمريكية الذين احتجزتهم إيران عام 1980، لم تكن أزمة أصلا ، وإنما هي جزء من الخطة الشيطانية ، التي اتفق عليها ثالوث الشر ، لإقناع العرب أن الغزل بين إيران وأمريكا وإسرائيل قد انتهى إلى غير رجعة . وأن إيران الخميني هي دولة إسلامية تتحدى الإمبريالية الغربية وربيبتها إسرائيل ، وأن آية الله الخميني قد أتى بما لم تستطعه الأوائل .
وحتى ضرب إسرائيل للمفاعل النووي العراقي ، لم يكن إلا بناء على تعاون إسرائيلي إيراني في مواجهة بغداد . وبالمقابل كان تمرير المشروع النووي الإيراني خدمة أمريكية إسرائيلية للحليف الإيراني .
ويمكن القول بجرأة أكبر ، إن احتلال صدام للكويت ، كذلك بناء على تآمر بين إيران وإسرائيل وأمريكا لإنهاء العراق كقوة عربية ، والقضاء على صدام حسين بصورة بشعة تمنع كل زعيم عربي أن يفكر بالخروج عن الطاعة .
3 – من أوائل بنود الخطة الاستعمارية الإيرانية ، إنشاء حزب الله في لبنان سنة 1982 .. وقد أكدت ورقة بحثية ، صادرة عن المركز الأورشليمي للدراسات العامة والسياسية الصهيوني ، قام بكتابتها " شيمعون شابيرا " اليهودي : قال فيها إن حزب الله في الأساس هو تنظيم من صنع إسرائيل ، وأنه أنشئ ليكون الذراع الطولى للثورة الإيرانية في الدول العربية السنية ... وقال " شابيرا " في ختام ورقته : إنه منذ عام 2006 وعلى خلفية التحالف الاستراتيجي بين سوريا وإيران ، أسهم هذا التحالف في زيادة تعاظم قوة حزب الله العسكرية ، حتى أصبح الحاكم الحقيقي في لبنان . ولن يمضي كبير وقت على هذا الحزب ، حتى يضع حجر الأساس للجمهورية الإيرانية في لبنان ... بل إن حزب الله – بحسب تقديره - سوف يتمكن ، وبعد زمن يسير ، من نشر الفكر الشيعي في كافة الدول العربية ذات الأغلبية السنية .
وهذا ما يفسر إنشاء فروع لحزب الله في كل دولة عربية سنية ، فهناك فرع له في العراق بقيادة الوطواط .. وآخر في اليمن بقيادة الحوثي . وثالث في البحرين .. وقد أنشئ له فرع رابع في سوريا مؤخرا .. حتى المعمم الشيعي الهالك " نمر باقر النمر " هو أيضا قائد لأحد فروع " حزب الله الإيراني" في السعودية . وقد أراح الله منه أخيرا .. وبهذا تكون المملكة السعودية قد وفقت بحمد الله إلى كسر ثلاثة من قرون إيران في المنطقة العربية ، أولهما في البحرين ، والثاني في اليمن ، والثالث في السعودية نفسها ... وباقي قرون إيران في طريقها إلى التحطيم والتكسير .
4 – هناك سؤال كبير يوجه إلى المجتمع الدولي يقول : بأي صفة يسمح لإيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية .؟ فهي تتدخل بالشأن اليمني ، وتمد الحوثيين بالمال والسلاح .. وتتدخل في الشأن العراقي تدخلا سافرا ، يسمح معه لقاسم سليماني أن يتحدث وكأنه ولي أمر العراقيين .. وتتدخل إيران في الشأن اللبناني ، وتعطل استحقاق منصب رئاسة الجمهورية لأكثر من سنتين .. وهي تتدخل في الشأن البحريني وتصرح بما يسيء للبحرين حكومة وشعبا .. وأخيرا تحتج على المملكة السعودية لأنها اقتصت من بعض القتلة ومثيري الشغب والإجرام لديها ، وكان تدخلها هذه المرة في منتهى الحمق والغباء ، فقد قامت بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران ، وقنصليتها في مشهد ، فاقتحمت مبانيها ، وسرقت وأحرقت ما فيها . متجاوزة في ذلك كل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية .؟
أليس هذا الذي ترتكبه إيران هو مما يخالف القانون الدولي .؟ أليس هذا تدخلا فيما لا يعنيها .؟ فلماذا التعامي عن تجاوزاتها وجرائمها ؟
5 – أما بعد فقد صار لزاما على الأمة أن تعير هذه المؤامرة كل اهتمامها ، وأن لا تصيخ آذانا لمن يستخف بفكرة المؤامرة ، وهي موجودة منذ كان الإنسان في الوجود ، ولكن المتآمرين نجحوا في إقناع كثير من المثقفين بعدم الإيمان بها ليستغفلوهم ، ويمرروا مخططاتهم دون تعب ولا عناء .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الإثنين يناير 04, 2016 6:36 pm عدل 1 مرات