يا قوم الحذر الحذر .. فمؤامرة تقسيم سوريا قيد التنفيذ :
2 / 1 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
==============
يرى بعض الضالعين في السياسة ، أن التآمر الدولي على العرب والمسلمين ، يتم غالبا بعد وقوع أحداث كبرى ...
فمثلا ، بعد الحرب العالمية الأولى ، كان إلغاء الخلافة العثمانية الإسلامية ، التي كانت شوكة في حلوق الأعداء في مشارق الأرض ومغاربها . ثم أعقب ذلك تحول تركيا إلى دولة علمانية تعادي الإسلام والمسلمين ...
وبعد الحرب العالمية الثانية ، كانت مؤامرة سايكس – بيكو التي قسمت البلاد العربية إلى كيانات متعددة متناحرة .. وأقيمت الجامعة العربية لترسيخ الفرقة فيما بينها، والحيلولة دون قيام وحدة عربية..
وبعد نشوب حرب الثمان سنوات بين إيران والعراق ، التي انتهت بهزيمة إيران ، وتجرع الخميني كاس السم الناقع فيها .. أراد الغرب القضاء على العراق ، فاخترع خلافا بين العراق والكويت ، ما لبث أن انتهى باحتلال العراق للكويت ، فكان ذلك مبررا لإسقاط صدام وتدمير العراق ، وإسقاط الدولة فيه ، وتسليمه على طبق من فضة لإيران ..
وبعد ثورات الربيع العربي ، فكر أبالسة السياسة في استغلال هذا الربيع لتمرير أحداث كبرى في المنطقة .. ولا شك أنهم كانوا يمهدون لقيام هذا الربيع ، بتغذية أسبابه ، التي يعلمون أنها ستؤدي إليه في يوم قادم بَعُدَ أم قَرُب .. فقد رَعَوا الأنظمة المستبدة في الوطن العربي كله ، وساعدوها على الاستمرار وطول البقاء . حتى مرَّت حقبة من الزمن تقدر بـ 70 عاما ، ذاقت الشعوب العربية خلالها من حكامها الأمرَّين . إلى أن انفجر البركان من تونس . وانتقل مده الثوري إلى مصر فليبيا فاليمن فسوريا .. ولعب المتآمرون ألاعيبهم ، وقاموا بتنفيذ الأدوار بكل خبث وإصرار . فتونس لم يحدث فيها سوى تغيير طفيف نحو الأحسن .. ومصرُ لم تفرح برفع الكابوس عن نفسها حتى عادت إلى أسوأ مما كانت عليه بعشرات المرات .. وليبيا لم تكن أحسن حظا منهما .. واليمن لم ينته فيها الصراع حتى الآن . وسوريا هي أسوأ دول الربيع العربي حالاً ، فربيعها بات جحيما ، يحرق بناره الأخضر واليابس ..
لقد نجح المتآمرون في إفشال الربيع العربي بصورة أو بأخرى ، ثم خططوا لقطف الثمار ، فنجحوا في وضع السيسي تحت إمرتهم ، فلا يتنفس إلا كما يحبون ، ولا يتصرف إلا كما يرغبون . فضمنوا بذلك التحكم بنصف الأمة العربية ، وتحييد القوة الفاعلة فيها .. ونجحوا في تقسيم العراق بين عرب وكرد ، وقد يتعرض العراق لاحقاً لتقسيم آخر بين المكونين الشيعي والسني .. وأما اليمن ، فقد تتحوَّل إلى يمنين جنوبي وشمالي كما كان قبل الوحدة . أما ليبيا ، فلصوص النفط ينهشونها وسوف يمزقونها أشلاء . وكذلك سوريا لن تسلم من التقسيم .. إن المخطط الذي يرسم لسوريا مخيف ، إنهم يريدون تمزيقها إلى كيانات متناحرة كما يلي :
1 - دولة سوريا المفيدة للنصيريين ، وتشمل ما بين الساحل غربا ، والعاصي شرقا ، وكسب شمالا ، ودمشق جنوبا ..
2 – دولة الدروز وحوران ..
3 – دولة داعش الإرهابية في شرق سوريا ووسطها ..
4 – دولة الكرد في شمال سوريا ..
ولو تم لهم ما أرادوا فسوف تبقى سوريا في حروب داخلية واقتتال ، قد لا ينتهي إلا بعد عشرات السنين ..
ولا سبيل للخلاص من هذا المصير الأسود الذي ندفع إليه دفعا ، إلَّا بتوحيد الصف ، ومتابعة الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الدين والنفس والعرض والمال والوطن .. والصبر والمصابرة في سبيل الله ..
لا تقولوا اجتمع علينا العالم كله ، واقرؤوا قوله تعالى : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ* إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*) ..
أما إخوتنا في المعارضة السياسية ، فالذي يفرضه عايهم العقل والمنطق ، ويتفق مع الكرامة والرجولة ، هو أن يصارحوا الدول الشقيقة والصديقة ، ويعملوا على إقناعها بأن تمدنا بصواريخ مضادة للطيران ، لإيقاف الروس عند حدهم ، فلا يفل الحديد إلا الحديد .. وإلَّا كفانا ما زرعنا من الآمال في فراغ الوهم ، فلم نجن منها سوى الحزن والإحباط .. فقط مائةُ صاروخ مضاد للطيران يخرجنا من محنتنا وينهي كل معاناتنا ...
لا تنتظروا أيها الإخوة أيَّ خير من المجتمع الدولي ، فكل دوله الكبرى صاحبة القرار ، تُدير لنا ظهورها ، وتتركنا نواجه مصيرنا عزلا من دون سلاح ، وترفض أن نحصل على أية مضادات جوية لكبح جماح الطيران الروسي والسوري والإسرائيلي ، ومنعه من قصفنا ببراميل الموت والقنابل الفراغية ، والقنابل العنقودية ، والفوسفورية ، التي تتساقط فوق أبنائنا ورؤوس أهلينا ، وتُهَدِّم منازلنا ومدارسنا ومشافينا ومساجدنا ومرافقنا العامة في المدن والأرياف ..