مضايا تصارع الموت جوعا .. فالغوث .. الغوث :
2 / 1 / 2016
أبو ياسر السوري

=========

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا يُؤْمِنُ مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ طاوٍ إِلَى جَنْبِهِ.

مضايا .. تتهددها مجاعة ، قد يذهب فيها مئات الضحايا من الجوع .. مضايا محاصرة حصارا ليس له مثيل . منع عنها الطعام والدواء والكهرباء وحتى الماء لا يجدونه إلا بشق الأنفس .. يقول بعض الأطباء : الوضع أكثر من مأساوي . الوضع كارثي مخيف .. لقد بلغ بهم الجوع مبلغا لا يطاق . حتى بات يغمى على الناس ، فيحملون إلى المشفى الميداني ، فيتبين أنه ليس فيهم إلا الجوع ..
الأمُّ تفيق من إغمائها ، فتنظر إلى أطفالها ، يتضاغون من الجوع قريبا منها ، فلا تعرف ما تصنع لهم . ليس لديها طعام ولا حتى الخبز اليابس .. فتمر هذه المسكينة بلحظات تفقد فيها أعصابها ، فتبدأ بالصراخ والنحيب .. وتتصرف كما المجنونة ، تخمش وجهها ، أو تشد شعرها وهي تجأر بأعلى صوتها : يا الله .. يا الله .. يا الله ..
يقول من اطلع على أحوالهم : بعد ثلاثة أيام ، بعد هذه العاصفة التي تضرب سوريا الآن ، إذا لم يدخل طعام إلى مضايا ، فمن المتوقع ، أن يدخل الداخلون بعدها إلى المنازل ، فيجدوا عوائل بكامل أفرادها قد ماتت من الجوع .. مضايا على ابواب مجزرة جماعية يا مسلمون .. ارفعوا الصوت .. اطلبوا الغوث لهم . أسرعوا لنجدتهم قبل فوات الأوان ..

رحم الله عبدا تصدق بديناره .. بدرهمه .. باليسير من طعامه . رحم الله امرءا اتقى النار ولو بشق تمرة . فإن لم يجد فبكلمة طيبة .. اللهم كن لأهل مضايا ولكل الجياع في سوريا .. اللهم أطعم جائعهم . وأمن خائفهم .. وأدفئ برداهم .. واشف مرضاهم . يا أرحم الراحمين .