غموض الهدف هو ما يحول دون إجابة الداعين للنفير العام للقتال في سوريا
1 / 1 / 2016
بقلم : أبو ياسر السوري
==============
1 - ليس هنالك سوري مسلم أو وطني شريف لا يتمنى زوال حكم بيت الأسد ، والإطاحة بهذا الكابوس المخيف لكل سكان سوريا، لهذا شارك في الثورة السورية أفراد من مختلف مكونات الشعب السوري ، فكان منهم المسلم السني والمسيحي والدرزي والآشوري والكردي والتركماني وبعض النصيريين . ونظرا لكون غالبية السوريين هم من المكون السني ، فهذا ما حملهم العبء الأكبر في هذه الثورة ..
2 – كل ثائر على الحكم الأسدي الطائفي الاستبدادي القمعي الفاسد .. كان هدفه من ثورته واضحا جدا . يتلخص في مطلبين اثنين :
أولا : ( إسقاط هذا النظام القمعي الفاسد ) ..
ثانيا : ( الاستبدال به نظاما مدنيا ديمقراطيا دستوريا برلمانيا ) ..
3 – طرأ تحول في مؤشر البوصلة الثورية ، منذ دخول جبهة النصرة ثم داعش بعدها على خط الثورة ، فمنذ دخول داعش بالتحديد بدأ الحديث عن " دولة الإسلام في العراق والشام " ثم تطور الموقف فصار الهدف هو " إقامة الخلافة الإسلامية " ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين .. وأن من لم يبايعه فهو مرتد حلال الدم والعرض والمال .. وبدأت داعش بإقامة الحدود على الشبهة لإثبات هيبة الخلافة ، فرجموا المتهمين بالزنا ، وقطعوا أيدي السارقين ، وصلبوا بعض مخالفيهم بتهمة الإفساد في الأرض ..
4 – وازداد الهدف غموضا بانضمام بعض الشباب السوريين إلى النصرة ، وبعضهم الآخر إلى دولة داعش ، ومما زاد الطين بلة وفود كثير من الشباب الإسلامي للقتال في سوريا قادمين من أوربا وبعض البلاد العربية .. ونشوء تشكيلات مقاتلة أخرى ، كان أغلبها يجاري داعش بصبغة التطرف الديني ، ويرفعون رايات إسلامية وشعارات إسلامية ، مما جعل الغرب يحجم عن تأييد الثورة ، بل لم يلبث طويلا حتى وقف ضد الثورة سرا وعلانية ، وأطلق العنان لبشار الأسد وعصابته ليقمعوا الثورة ويعيدوا الثائرين إلى بيت الطاعة بأية وسيلة ، مشروعة أو غير مشروعة ، تحت سمع المجتمع الدولي وبصره .
5 – بعد دخول داعش وضح أن هدف الثورة أصبح في خبر كان ، وأن البغدادي جاء مستعمرا ، يريد أن يقيم لنفسه ولمن معه دولة ، يزعم أنها إسلامية والإسلام منها براء . وأنه لم يأت محررا لهم من النظام النصيري الحاكم ، كما أن هذا البغدادي لن يسمح لهم بإقامة دولتهم المدنية الديمقراطية الدستورية التي ثاروا لإقامتها ..
6 – منذ أيام بدأت تنطلق دعوات للنفير العام ، وحث للشباب السوري أن يجيئوا لقتال النظام ، الذي تؤازره كل قوى الشر في العالم .. وقد نشرت كلمة للشيخ المحيسني يدعو فيها إلى النفير العام ، ونبذ كل أسباب الخلاف بين أبناء السنة .. وهي خطوة طيبة من المحيسني ، ولكنها لن تؤتي أكلها إلا بأمرين اثنين :
الأول : أن يعلن المحيسني براءته من القاعدة ، لئلا يعطي الآخرين المبرر في قصفنا بالطيران بذريعة الحرب على الإرهاب ..
الثاني : أن يعلن عن عدم تدخل النصرة بشكل الحكم في سوريا بعد إسقاط النظام .. وأن يترك هذا الأمر للسوريين وحدهم ..
أما بعد : فإن داعش أساءت إلى الإسلام والمسلمين بتبنيها فكر الخوارج ، وقيامها بممارسات همجية نفرت السوريين منها ومن مشروعها الإجرامي مختبئا تحت عباءة الإسلام .. ولن يقتنع السوريون بالقتال مع أي متطرف ، يمكن أن يذلهم مستقبلا باسم الإسلام كائنا من كان ..