"هيومن رايتس": الصور المسربة لقتلى التعذيب في معتقلات النظام بسوريا أدلة دامغة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الأربعاء، إن آلاف الصور التي سربت لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام بسوريا، "تشكل أدلة دامغة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة "نديم حواري"، إنه لاشك أن من ظهروا في تلك الصور قد جوعوا وضربوا وعذبو بطريقة منهجية وعلى نطاق جماعي، مضيفاً أن الصور لا تمثل سوى شريحة ضئيلة من الذين قتلوا في عهد النظام السوري، وأن الآلاف غيرهم يعانون المصير ذاته.
وأصدرت المنظمة تقريراً مؤلفاً من 63 صفحة، بعنوان "لو تكلم الموتى: الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية"، قدمت فيه أدلة جديدة تؤكد صحة صور سربت من شخص أطلق عليه أسم "قيصر"، وحددت هوية عدد من الضحايا، كما سلطت الضوء على بعض الأسباب الرئيسة لوفاتهم.
وأضاف "نديم حوري"، أنه "قد يكون كل معتقل في هذه الصور ولد أو زوج أو صديق لأحد ما، وقضى أصدقاؤه وعائلته شهوراً أو سنوات في البحث عنه، وأنهم حققوا بدقة عشرات الحالات والشهادات، مؤكداً أنهم واثقون أن صور "قيصر تقدم دليلاً دامغاً على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا".
وأكدت المنظمة في تقريرها، أن تلك الصور تظهر ما لا يقل عن 6786 معتقلاً قضوا إما في المعتقلات أو بعد نقلهم إلى مستشفى عسكري، بعد اعتقالهم جميعاً في خمسة أفرع مخابرات مختلفة بدمشق.
وأشارت المنظمة أنها وجدت أدلة على تفشي التعذيب والتجويع والضرب، والأمراض في معتقلات قوات النظام، وأن الباحثين تعرفوا على 27 شخصاً ظهروا في الصور ووثقوا القبض عليهم من جانب أجهزة المخابرات السورية، وفي بعض الحالات وثقوا سوء معاملتهم وتعذيبهم في المعتقلات.
ومن الضحايا الذين وثقهم تقرير "هيومن رايتس ووتش" طفل في الـ14 من عمره، وفتاة في العشرينات، مؤكداً التقرير أن أسر الضحايا قضوا شهوراً وأعواماً في البحث عن أخبار أقربائهم المعتقلين، وفي حالات عديدة دفعوا مبالغ مالية كبيرة لوسطاء لمعرفة مصيرهم وأخبارهم.
وتابع "حوري"، أن حكومة النظام سجلت هذه الوفيات، وجمعت عشرات الجثث معاً، دون إتخاذ أي اجراء للتحقيق في سبب الوفاة، أو حتى منعت وفاة المزيد من المعتقلين، منوهاً أن العديد من المعتقلين السابقين قالوا إنهم تمنوا الموت بدلاً من استمرار معاناتهم.
وفي ختام التقرير، طالبت "هيومن رايتس ووتش" الدول التي تجتمع بشأن مفاوضات السلام في سوريا، بما فيها روسيا "أكبر داعم للنظام السوري"، إعطاء الأولوية لمصير آلاف المعتقلين في سوريا، مؤكدةً أنه على الدول المعنية أن "تصر" على ضرورة منح مراقبيين دوليين حق الوصول الفوري إلى كل مراكز الاعتقال، وأن تكف أجهزة المخابرات السورية عن إخفاء المعتقلين قسراً وتعذيبهم.
وشددت أنه على النظام السوري الإفراج عن كل السجناء السياسيين والمعتقلين تعسفيا، وأنه ثمة مسؤولية خاصة على عاتق روسيا وإيران، الداعمين الأساسيين للنظام، من أجل الضغط على الأخير كي يمنح "فوراً ودون عوائق"، قدرة الوصول إلى مراكز الاعتقال لمراقبين دوليين معترف بهم.