الأخ الشمقمق الدمشقي :
لماذا هذه النظرة السوداوية .؟ لماذا هذا التشاؤم .؟ لماذا هذا التشكيك بكل الناس؟ نحن مقبلون على خير يا رجل، وأراك لا تبشر إلا بمستقبل مظلم بغيض . ومن يقرأ كلامك فحري أن يصاب بالإحباط والقنوط .!!
كيف يمكن أن تنتصر وأنت تدعو إلى تجييش كل العالم شرقه وغربه ، قاصيه ودانيه ضدك .؟ هل من الحكمة أن نشتم أهل الأرض جميعا ونرميهم بالوحشية والهمجية والإجرام .؟ هل من الحكمة أن نشتم كل الدول العربية ، ونسوي بين المحسن منها والمسيء ؟ كيف يمكن أن نعادي أهل الأرض جميعا وننتصر عليهم ؟ وهل الإسلام يأمرنا بهذا ؟
لقد أبرم النبي صلى الله عليه وسلم معاهدة دفاع مشترك مع اليهود في المدينة ، وعقد صلحاً سِلْمِيًّا مع نصارى تغلب ونجران ، وكانوا يعيشون فى شبه الجزيرة العربية ، ثم أقرهم على عقائدهم النصرانية ، وكفل لهم حرياتهم الاجتماعية والدينية . بل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعفى عرب تغلب من دفع الجزية حين دخلوا في الجند ، وشاركوا في الدفاع عن دار الإسلام ، يتألفهم بذلك ، ويكف أذاهم عن المسلمين . وقد فعل مثل ذلك مع بعض نصارى الشام ... وهذه وقائع ثابتة في تاريخ أمتنا ، وهي تعلن عن سماحة الإسلام ، وسعة أفق المسلمين في السياسة الشرعية .
فلماذا يجب علينا أن نتبنى سياسة حمل السُّلّم بالعرض ، وإلا رمينا بالجبن والخيانة والبلاهة والخروج من الدين .!!
نحن نسلم لك بإن كل شياطين السياسة وأبالستها يتآمرون علينا .. ولكنهم لن ينالوا خيرا ، وسوف ننتزع منهم استقلالنا وحريتنا وكرامتنا .. وكما روضنا أجدادهم بالأمس ، يمكن أن نروض أبناءهم اليوم ، وإن عادت العقرب عدنا لها .. ولكن يلزمنا شيء من الجرأة والإقدام والثقة بالنفس ، وتناسي مآسي القرن الماضي .. فقد تغيرت المدخلات ، ولا بد أن تتغير النتائج .. فسنة التغيير تبع لشرطها وجودا وعدما ، " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وتغيير ما بالأنفس حاصل ، والتغيير الإلهي الآن واقع معاش .. وسيتم الله نصره ، ويخذل عدونا وعدوه .. واعلم أن النصر مع الصبر . وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا ..
أرجو أن تتقبل مروري ولك مني فائق الاحترام .