أخي الشمقمق الدمشقي :
هذا الخبر ينظر إليه من عدة زوايا :
أولا : إن كان الأردن يصم الكتائب المقاتلة في سوريا بالإرهاب بناء على موقفها من داعش ، واعتبار كل من يتعاطف بداعش إرهابيا .. فالذي أراه أن نفوت الفرصة على المجتمع الدولي المتآمر ، بأن تعلن هذه الفصائل براءتها من داعش ، وعداءها لها قلبا وقالبا .. ونخرج بذلك من التهمة التي يراد لها أن توجه إلينا ، وتثبت علينا ..
أما إذا كان الوصم بالإرهاب بسبب كون هذه الكتائب إسلامية ، فتلك مسألة أخرى .. لا جواب لنا عليها إلا مواجهة الغرب الصليبي المسير من قبل اليهود ، ومصارحته بخطئه في موقفه المعادي للإسلام والمسلمين ، وأن موقفه هذا بمثابة إعلان حرب عالمية على مليار ونصف المليار مسلم في العالم . وهذا العداء الديني ليس في صالح أحد من سكان هذا الكوكب الذي يتسع لأن يتعايش فيه جميع أبناء الملل والنحل بسلام ووئام .. فإن أصروا على هذه الحرب فإنها لن تكون في صالح أعداء الإسلام ، لأن المسلمين موعودون بالنصر على أعدائهم ، وأن العاقبة لهم ، وأن دينهم باق إلى قيام الساعة ، شاء من شاء ، وأبى من أبى .. وكان حقا علينا نصر المؤمنين ..
ثانيا : من الذي كلف الأردن بهذه المهمة .؟ وبأي قانون أو حق ديني أو دولي أو اجتماعي ، يوكل إلى دولة ما أن تقوم بتقييم الثوار السوريين ، المدافعين عن دينهم وعرضهم ووجوهم ؟
ثالثا : آمنا بأن المجتمع الدولي صار بعين عوراء ، وهي عين مصابة بعمى الألوان ، لم تر حتى الآن إرهاب حزب الله .. ولا إرهاب إيران .. ولا إرهاب روسيا .. ولا إرهاب داعش الذي تدعي الدول الكبرى كذبا أنها تحاربه ، مع أنها حتى الآن تمده سرا بكل أسباب البقاء .. والسؤال : هل أوكلت هذه المهمة للأردن ليبوء بسواد الوجه أكثر من سواده المزمن على مر التاريخ .؟؟
رابعا : إذا كانت الأردن تؤدي خدمة لليهود ولبشار الخنزير ، فما هو موقف السعودية من الأردن التي تحاول بهذه الخطوة إفشال مؤتمر الرياض ، وتقويض بنيانه من القواعد .؟؟