من ملفات المخابرات السورية من انتاج تلفزيون أورينت ومقابلة مع الضابط السابق في المخابرات العسكرية العقيد عبد الحميد حرّاق
]المقدمة[
المذيع: فرع البادية، فرع تابع للمخابرات العسكرية السورية مقره تدمر المدينة التي ارتبط اسمها في سوريا بسجنٍ اعتقل به الكثير من السياسيين السوريين، منطقة غنية بالآثار شهدت خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي عملة تهريب واسعة للآثار وعمليات تهريب للمخدرات اضافة الى دفن النفايات النووية الشهيرة في تلك البادية. (موسيقى تصويرية) المذيع: شعبة المخابرات العسكرية أحد أهم اركان النظام السوري تدرّج على رئاسة هذا الجهاز بين عهد الأسد الأب والابن شخصيات أثارت الرعب في نفوس السوريين لسنوات طويلة كعلي دوبة وعاصف شوكت وآخرين كان لهذا الجهاز نشاطه الواسع خلال الأحداث المفصلية التي مرت بها سوريا ولبنان على حد سواء فكان الشخص المكلف بإدارة هذا الجهاز هو الشخص الثاني في دولة الأسد بعد الرئيس . زرنا العقيد عبد الحميد حرّاق وهو ضابط سابق في جهاز المخابرات العسكرية السورية وهو ما زال يعيش حتى الآن مع عائلته في مسقط رأسه في ريف ادلب قابلناه في مكان ما عند الحدود السورية التركية نظراً لحساسية اللقاء وظروف الحرب في الداخل السوري ، حدثنا عندما كان رئيساً لقسم التحقيق في فرع البادية بتدمر منذ اواسط الثمانينيات حتى أواسط التسعينيات فترة زمنية طويلة ومساحة جغرافية واسعة وأحداث اكتنفها الغموض ، فمن هو رجل المخابرات ؟ المعلومة الاستخباراتية ما هو مصدرها ؟ وكيف يتم الحصول عليها ؟ (الحوار) عبد الحميد: المعلومات كنّا نحصل عليها عن طريق المندوبين الذين يتعاملون مع أجهزة الأمن (المخبرين) + النشاط ضمن الفرع الموجودين فيه لأنه عندنا أقسام ضمن الفرع : قسم معلومات ، قسم تحقيق ..... الخ كل واحد كان عنده مندوبين وبنفس الوقت عناصره نرسلها بين الناس لتحصل على المعلومات. المذيع: كيف كنتم تجندون المندوب أو المخبر؟ عبد الحميد: حقيقةً شريحة معينة من المندوبين ليست بحاجة للتجنيد فهي جاهزة للتجنيد لأننا كنا نتعامل مع طبقة أو شريحة اجتماعية عديمة الأخلاق تحب التعامل مع الأمن لتحقيق مكاسب مادية أو تحقيق مكسب معنوي. المذيع: هل أسهمت أنت بتجنيد المخبرين؟ وكم عددهم؟ عبد الحميد: في الحقيقةً أسهمنا لانه كان مطلوب من كل ضابط أن يكون لديه مندوبين. المذيع: كم عدد المندوبين الذين جندتهم ؟ عبد الحميد: مندوبين كثر بالعشرات وكل ضابط كان عنده مندوبين وهناك نوعين من المندوبين الاول صديق والثاني مندوب. المذيع: صديق بمعنى ماذا؟ عبد الحميد: صديق صداقة شخصية تسأله عن حادثة معينة ولكن لم نكن نركز على معلومات الصديق لان أغلب الأحيان الصديق وخاصتاً اذا كان يتمتع بمواصفات الصداقة الحقيقية كان ينقل الحقيقة ونحن في كثير من الأحيان لا نريد الحقيقة نريد الشيء الذي نحن بدنا ياه وليس الحقيقة. (خارج الحوار) المذيع: الى سجن تدمر قادنا الحديث أنا والعقيد عبد الحميد حرّار فكرت في االكثير من الأسئلة عن ذلك السجن الذي قضى به المئات من السياسيين السوريين والذي رويت عنه الكثير من الحكايات المروّعة لم أجد إلا النذر اليسير عن هذا السجن أثناء بحثي لما يحيط به من غموض ، يقول العقيد عبد الحميد وكان محققاً آنذاك في فرع البادية لا تنتظر الكثير فسجن تدمر كان صندوقاً مقفلاً مفاتيحه بيد من يسيطرون حقاً على البلاد ولكن ورقم ذلك اردت معرفة المزيد وسألت عن طبيعة الأشخاص كانوا يقبعون خلف قضبان سجن تدمر. (العودة للحوار) المذيع: كنت رئيساً لقسم التحقيق في فرع البادية وهو الفرع المسؤول عن سجن تدمر هل حققت مع السجناء في السجن؟ عبد الحميد: حققنا أجل كنا نحقق مع السجناء بالسجن لتدقيق معلومة وتدقيق إفادة الذي كان يأخذها وكانوا يطلبون منا لأن السجين في سجن تدمر كان منتهي من الناحية التحقيقية تحوّل لأفرع الى اللجنة الأمنية الي بالشام فتقرر توقيفه عرفي عشر سنين او خمسة عشر سنة او عشرين سنة . فيكون عندنا تدقيق فنحن ندقق في معلوماته واضبارته ونسأله عن معلومات معينة. المذيع: بأي صفة كنت تحقق مع السجناء؟ عبد الحميد: بصفتي رئيس تحقيق بالفرع. المذيع: بأي تهمة ؟ عبد الحميد: الوقوفين بتهمة الأخوان المسلمين الغالبية العظمى كانوا من الأخوان المسلمين وكنّا نحقق من الجانب العسكري ذلك الجانب الانضباطي كفرار من الجيش ، العناصر التي كانت تفر من الجيش كانت تحول لسجن تدمر ، كان هناك تحقيق أمني مع هؤلاء العناصر إذا كان لديهم فرار داخلي أو فرار خارجي وأسباب الفرار وما ارتكب من أعمال وأين قضى الفترة الزمنية أثناء الفرار وهذا ما نسميه تحقيق انضباطي أو تحقيق عسكري. المذيع: هل ساهمت في تعذيب السجناء في سجن تدمر؟ عبد الحميد: إذا كنا سنتكلم عن التعذيب أنا صدقاً كشخص أتحدى أي موقوف ضربته كف. المذيع: ما هي ملاحظاتك بينما كنت بالسجن؟ عبد الحميد: أغلب ضباط الأمن ما عندهم سوية ولا أرضية ثقافية يكونوا قادرين فيها على التحقيق، للأسف أقولها ، يأتي مليمارس عمل أمني و العمل الأمني يحتاج أن يكون لديه خلفية ثقافية أمنية معينة مثلاً KGB أو CIA فالمحقق في ال CIA يستطيع أن يحصل على المعلومة بدون لا ضرب ولا قتل طبعاً من الممكن أن يقوم بضرب الموقوف . المذيع: يعني كانت وسيلتكم للحصول على المعلومة عبد الحميد : التعذيب المذيع : فقط ..؟ عبد الحميد : عبر التعذيب ..عبر التعذيب ..والسبب هو ضعف المحققين كنّا نلجأ لانتزاع الاعتراف بالقوة المذيع : تدمر تلك المدينة الأثرية الغارقة في القدم ..ألم تكن آثارها مطمعاً لمن القوا بضلالهم على السوريين خلال تلك العقود وتحفها الفنية وايقوناتها الأثرية التي تعرض في متاحف العالم ..كيف وصلت إلى هناك ؟ ومن وقف خلف تهريبها سألأت العقيد عبد الحميد عما يعرفه عن عمليات التهريب والمتورطين فيها ... هل كانت تجري عمليات تهريب الآثار على حد علمك ؟ عبد الحميد : جرت عمليات تهريب الآثار وحققت في اكثر من عملية تهريب للآثار لكن ارجع وأقول أن الذين كانوا يقومون بتهريب الآثار هم المسؤولين ..أنا أذكر .. المذيع : مثل من ؟ عبد الحميد : كان يوجد رئيس فرع يدعى صبر ايوب خازم ..كان هو بطل التهريب ..عمليات تهريب الآثار المذيع : بطل بمعنى أنه متورّط بالكامل عبد الحميد : متورّط بالكامل بعمليات التهريب المذيع : من أيضاً غير هذا الاسم عبد الحميد : صبر ايوب خازم ..حتى رفعنا مذكرة وورفعنا كتاب أكثر من ضابط ورفعنا الى شعبة المخابرات وقدمنا شكوى بحق صبرة ايوب خازم ..وشرحنا كيف هو متورّط بتهريب المخدرات وكان عندنا أدلة كاملة ودامغة لاتقبل الشك المذيع : تعاونت مع صبر ايوب عبد الحميد : تعاونت مع صبر أيوب ..عملت معه لمدة خمس سنوات في الفرع المذيع : ما نوع التعامل مع صبر ايوب ؟ عبد الحميد : من الذين كان يتعامل معه كان هناك شخص يدعى العميد أحمد عبود وهو مسؤول قسم الضباط في شعبة المخابرات واحمد عبود شخصية معروفة لدى ضباط شعبة المخابرات ولدى المدنيين ..احمد عبود كان حاكم في شعبة المخابرات والناطق الرسمي باسم العماد علي دوبا ..فهو قريب لعلي دوبا وكان يمسك بمفاصل شعبة المخابرات لدرجة أي عمل يريد أي شخص أن يقوم فيه وخاصة الضابط يجب أن يمر على أحمد عبود باعتباره رئيس القسم فقمنا بتوصيل المعلومة وكنّا ثلاثة ضباط ومن طوائف مختلفة . المذيع : أنت ومن ؟ هل تتذكّر أسماؤهم ؟ عبد الحميد : أتذكر طبعاً ولكن أخشى عليهم ..كنّا ثلاثة ضباط وكل واحد من طائفة المذيع : بالإضافة لعمليات تهريب الآثار هل كانت تجري عمليات تهريب من نوع آخر ؟ عبد الحميد : كان هناك خط تهريب للمخدرات باتجاه دول الخليج المذيع : أي نوع من المخدارات ؟ عبد الحميد : حبوب الكبتاغون والحشيش فكان يتم عمليات تهريب ..وحتى نحن كنّا نملك أدلة ..وقد قلت سابقاً عندما تقدّمنا بشكوى لشعبة المخابرات مثلاً بحق صبر ايوب خازم وكنّا نملك أدلة كافية وقاطعة على تورطه في تهريب المخدرات والآثار ولكنه استطاع أن ينهي التقرير أو بالأحرى أن ينهي التقرير بحكم نفوذه حيث كان له صلة مباشرة بأحمد عبود واللواء حسن خليل .. المذيع : حسناً ؟..علي دوبا كان رئيس شعبة المخابرات في تلك الفترة ..هل التقيت به ..بشكل مستمر ..وماهي طبيعة علاقتك معه ؟ عبد الحميد : بالنسبة لعلي دوبا لايستطع أي شخص مقابلة علي دوبا إنما أنا التقيت به أكثر من مرة ..مثلاً كان هناك موقف ..عندما طلبت مقابلة علي دوبا بسبب مرض زوجتي حيث تمكن منها مرض السرطان وبحاجة لعلاج فتمكنت من مقابلة علي دوبا .وعلي دوبا يتمتع بشخصية قوية جداً وكان يهابه كل شعبة المخابرات وليس فقط شعبة المخابرات بل كل شخص في الدولة ..علي دوبا بيده اعدام الناس ..علي دوبا الرجل الأول في سورية بعد حافظ أسد المذيع : قلت التقيت به من أجل طلب شخصي ..ماذا حدث .؟ عبد الحميد : فدخلت اليه وشرحت له حالة زوجتي فأجابني لاأستطيع مساعدتك فقلت له ياسيدي أنا ضابط ..ضابط عندك بشعبة المخابرات ..إذا زوجتي مريضة سأكون مشوش وغير مرتاح نفسياً في العمل ..قال لي لايوجد إمكانية وصار يهوّن علي بأن هذا المرض قاتل فقلت له ياسيدي أعرف ولكن لايمكن أن أن أقف مكتوف الأيدي ..طلبت منه أن يقدّم لي مساعدة للسفر إلى المملكة العربية السعودية لعلاج زوجتي في مشفى الملك فيصل فاتصل بالعماد مصطفى طلاس وزير الدفاع وقال لي سنزودك بكتاب للأمير سلطان الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع حينها ودخلت لمقابلة العماد مصطفى طلاس المذيع : في أي عام كان ؟ عبد الحميد : هذا الكلام كان في عام 2000 م ..أعطاني رسالة دبلوماسية موجّهة لوزير الدفاع في المملكة العربية السعودية ..صدقاً مسافة الطريق بين قيادة الجيش وحين وصولي لسفارة المملكة العربية السعودية كنت أمنّي النفس بانتهاء الامر واخراج جواز السفر حتى أنني تصوّرت نفسي بالطائرة ..دخلت الى السفارة ولم يعيرني احد ورفضوا استقبالي أو حتى ادخالي فتكلمت كلام كثير بحرقة فأنا ضابط ومعي رسالة من وزير الدفاع ..فأدخلوني السفارة وقابلني شخص الذي قدّم نفسه كملحق ثقافي وبعد استلامه الرسالة أخبرني أن الرد سيكون بعد 48 ساعة المذيع : لماذا برأيك قام علي دوبا بتحويلك الى مصطفى طلاس بينما يستطيع هو أن يساعدك شخصياً بشكل مباشر ؟ عبد الحميد : لو كان يريد مساعدتي لفعل ..مثلاً كان بامكانه أن يرسلني إلى أوروبا كباريس مثلاً للعلاج ولكن العلاقات الشخصية تلعب دور والقرب والبعد يلعب دور والمعرفة الشخصية تلعب دور خلفية موسيقية المذيع : لم يتلق عبد الحميد ردّاً من السفارة السعودية فأيقن ان رسالة وزير الدفاع آنذاك العماد مصطفى طلاس لم تك إلا وسيلة للتخلص من طلبه لاأكثر .. وأدرك بعد تلك التجربة أن الإدارة التي ينتمي إليها لو أرادت مساعدته حقّاً لأنهت المسألة من داخل الشعبة ..و خلال تذكّره لعمله في شعبة المخابرات العسكرية تطرّق العميد عبد الحميد إلى اجتماع حدث بين المخابرات العراقية من جهة والمخابرات السورية من جهة أخرى أثناء فترة الخلافات التي حدثت بين النظامين في احدى مناطق البادية على الحدود العراقية السورية . استئناف الحوار من جديد المذيع : حضرت اجتماعاً بين السبعاوي شقيق صدّام حسين وعلي دوبا ماذا جرى خلال الاجتماع ؟ عبد الحميد : الاجتماع تم في عام 1988 م في منطقة تدعى الزويرية على المثلث السوري العراقي الأردني وكان الغاية من الاجتماع البحث بمسألة التفجيرات في كلا البلدين في العراق وسورية وبرعاية سعودية حيث كان من المفترض حضور الأمير سعود الفيصل الاجتماع ..فذهبنا الى منطقة الزويرية لنزول علي دوبا فيها وحضر السبعاوي من الجانب العراقي ولكن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لم يحضر وحضر الاجتماع من الجانب السوري اللواء حسن خليل واللواء هشام الاختيار وهؤلاء مقربين من علي دوبا حسن خليل يرأس فرع مخابرات وكذلك هشام اختيار ودام الاجتماع حوالي 6 ساعات وتناولوا فيه التفجيرات في البلدين وأقرّ الاثنين بالمسؤولية عن تغذية التفجيرات في البلدين وسمعت اقرارهم من السبعاوي وعلي دوبا ومن جملة الأمور التي شهدتها عندما توجّه علي دوبا للسبعاوي قائلاً أنا مخوّل أن أعلن الوحدة بين الحكومتين والشعبين والحزبين وسأل سبعاوي ماهي امكانياتك وماهي صلاحياتك في هذا الاجتماع تبسّم سبعاوي قائلاً : نحن لم نأتي لبحث اعلان الوحدة ولكن البحث في أمور التفجيرات وتحسين العلاقات .. تذكرّت حادثة أخرى ..حيث خرج علي دوبا الى الصيد في تدمر حيث وقد قلت المقابلات الشخصية شيء والرؤى شيء آخر ..حيث كان معه أبو مفلح وهو محمود الزعبي رئيس الحكومة وكان معه عز الدين ناصر عضو القيادة القطرية وكان معه اكثر من شخصية من الحكومة ..لقد رأيت رئيس الحكومة يتودّد ويتذلّل لعلي دوبا في طلب ودّه مع أن رئيس الحكومة كنظام هو رئيس السلطة التنفيذية وجهاز الأمن من السلطة التنفيذية فكان علي دوباً يسخر ويتهكم على رئيس الحكومة محمود الزعبي وعز الدين ناص حيث قال لعز الدين ناصر بالحرف الواحد : قررد جبناك عامل جحش ..كر من معمل الاسمنت وحطيناك عضو قيادة قطرية بالفصحى (قررد أتينا بك من عامل مستواك جحش ابن حمار بمعمل الاسمنت وصنعنا منك عضو قيادة قطرية ) خلفية موسيقية يقول المذيع خلال حديثي المطوّل عن البادية السورية لم يغب عني هاجس السؤال عما جرى في الثمانينيات حول عملية دفن النفايات النووية في مكان ما بقلب البادية السورية , تلك المواد القاتلة التي تم حملها عبر سفن ايطالية لترسو في ميناء طرطوس لم تأتي السفن دفعة واحدة وإنما على دفعات وكانت حمولتها عشرات الآلاف من الأطنان تم نقلها الى البادية السورية بواسطة شاحنات كبيرة دون ان يعيقها سائل أو رقيب ..هذه الجريمة من كان وراء تنفيذها ؟ وكيف مرّت دون أن يكشف أمرها حتى اليوم ؟ فكل ماقيل عنها أكثر من توجيه اتهامات لم تؤكّد من يقف وراء تنفيذها فسألت العميد عبد الحميد عن الأسماء المتورّطة آنذاك بدفن النفايات النووية في البادية السورية المذيع متوجّهاً للعميد عبد الحميد : هل لديك معلومات عنها ؟ عبد الحميد : كمعلومات دقيقة مثل المكان والزمان لا لا نعرف ..لكن نعرف أن هناك نفايات نووية .. المذيع مقاطعاً : ولكنك كنت مسؤول في المنطقة .. عبد الحميد : كنت مسؤول في المنطقة ..النفايات النووية .. المذيع مقاطعاً : مسؤول استخباري ..كنت تعمل في الاستخبارات عبد الحميد مقاطعاً : أعمل في الاستخبارات ولكن هناك أكثر من جهة استخباراتية ..استخبارات على استخبارات الأمور العظيمة لم يك يطّلع عليها عناصر المخابرات وحتى ضباط المخابرات ..هناك خطوط حمراء ..يعني يوجد حد معيّن لايجب أن تتجاوزه . المذيع : ماالذي سمعته عن دفن النفايات النووية ؟ عبد الحميد : النفايات النووية دفنت في منطقة بالبادية السورية طبعاً معلوماتي غير موثّقة لأنها استخباراتية ..بحيث سمعت من ناس .. المذيع : من هم الناس الذين سمعت منهم ؟ عبد الحميد : المواطنين والمندوبين المذيع : المخبرين عبد الحميد : المخبرين الذين كانوا يتعاملوا معنا حيث صرّحوا لنا بأنه تم دفن النفايات النووية في منطقة البادية السورية شرق منطقة القريتين وكما علمت عن طريق معلومات استخباراتية ان المسؤول عن دفن النفايات النووية العميد أحمد عبود رئيس قسم الضباط في الفرع 293 وليس عبد الحليم خدام كما أشيع . المذيع : من غير أحمد عبود من الأسماء المتورّطة في دفن النفايات النووية ؟ عبد الحميد : كمعلومة لااملك ولكن أحمد عبود هو الناطق الرسمي باسم العماد علي دوبا أي اننا اذا اردنا ذكر علي دوبا اذكر أحمد عبود المذيع : احتمال أن يكون علي دوبا متورطاً عبد الحميد : احتمال .. المذيع سمعت هذا الشيء .. عبد الحميد : سمعت وأقرب الى الواقع المذيع : من مخبرين أم من زملاء في القسم ؟ عبد الحميد : طبعاً هناك همس بيننا نحن الضباط مفاده أنه اذا كان أحمد عبود متورّط فالعماد علي دوبا متورّط هذا استنتاج لأن أحمد عبود هو .. المذيع مقاطعاً : يعني كنتم مقتنعين ان علي دوبا وأحمد عبود متورطين في هذا الشيء عبد الحميد : أنا عندي قناعة بهذا الامر لأن احمد عبود كان يسافر الى فرنسة ليلعب القمار ..يذهب بالطائرة من دمشق لمونتي كارلو ليلعب القمار المذيع : زار مصطفى طلاس تدمر ..هل التقيت به ؟ عبد الحميد : التقيت به وكان اللقاء الثاني به حيث كنت قد التقيت به في عام 1978 م على الجبهة السورية ..في حينها جاء عدنان خير الله وزير الدفاع العراقي والفريق اول عبد الجبار شنشل رئيس اركان الجيش العراقي زارا الجبهة السورية في 77-78 فرأيت مصطفى طلاس عن قرب وكنت ضابط استطلاع والتقيت فيه وسمعت حديثه مع وزير الدفاع العراقي عدنان خير الله والفريق ا|ول عبد الجبار شنشل المذيع : عن ماذا كان يدور الحديث ؟ عبد الحميد : الحديث كان يدور عن أمور عسكرية عن واقع الجبهة واسرائيل والخط الأول حيث قدّمت لهم شرح عن الخط الأول ضمن قطاع الفرقة السابعة لأني كنت ضابط استطلاع في فوج المدفعية ومن المعروف ان ضباط الاستطلاع يعرفون الخطوط بشكل دقيق ..أما اللقاء الثاني كان في تدمر عن قرب لأن مهمتنا البقاء بجانبه من الصباح حتى آخر الليل المذيع : ماهي طبيعة زيارة طلاس لتدمر ؟ عبد الحميد : استجمام ..حتى أنه تم دعوته الى بلدة السخنة حيث يقول أهلها أن مصطفى طلاس له صلة قرابة بأهلها فتناول الغداء في السخنة بعد ذبح جمل على شرفه وفاجئته الزائدة فنل الى المشفى بعد ثلاثة أيام المذيع : أنت كنت مرافق له من ناحية امنية يعني ؟ عبد الحميد : مرافق له من الناحية الأمنية .فهناك باستمرار مرافقين امنيين لأي مسؤل يأتي ..مثلاً انا لازمت جيمي كارتر وفرانسوا ميتران والمارشال أوستانوف وزير الدفاع في الاتحاد السوفييتي في التسعينات ..يعني كل ماجاءت شخصية الى تدمر كنّا نكون مرافقين لها كمسؤولين امنيين المذيع : كنت تحظى بثقة كبيرة لطالما كانت توكل اليك مثل هذه الشخصيات الكبيرة عبد الحميد : هؤلاء ياتون الى منطقتنا أي تدمر فنكون نحن المسؤولين كفرع تدمر فيما اذا ذهبت شخثية إلى حلب تكون المسؤولية على فرع حلب لطالما ضمن البعد الجغرافي الذين نحن نتواجد به نكون نحن المسؤولين عن امنه ..والعماد مصطفى مشهور بصحبته للنساء ..يعني وزير الدفاع كان يتواجد معه مجموعة (جروب) من النساء في فندق الميريديان المذيع : أي نوع من النساء ؟ عبد الحميد ضاحكاً : لم نحصل على بطاقاتهم الشخصية لنعرف ولكن يشك بأخلاقيتهن وأقولها بصدق ..حتى مدير الفندق وقتها كان شخص فرنسي يدعى رودون سألني معقول وزير دفاعكم يجلس مع النساء لأنه يومياً يجلس في بهو الفندق مع النساء ويمازحهن ويداعبهن ..ويوجد قصة حدثت بيني وبين العماد مصطفى ..كان برفقتي ضابط يدعى هيثم نزهة فقررنا أن نستفيد من وجود العماد مصطفى بتمرير طلب اليه ..فأنا حصلت على بيت من المؤسسة الاجتماعية العسكرية بحلب فقررت تقديم طلب بموافقة العماد مصطفى على تأجيره الى الخبراء الروس ومن المعروف ان العماد مصطفى يوقع على اي طلب في ساعات الفرفشة بدون أن يقرأ فكتب موافق أنا قدمت طلب لتأجير بيتي وزميلي قدم طلباً للحصول على بطاقتي سفر من الخطوط الجوية السورية مجاناً لأنه يريد زيارة اخيه في فرنسة فكتب العماد الموافقة على طلبينا وصرنا نحلم ..يعني سأقوم بتأجير بيتي بمائة ألف ليرة ..ومبلغ مائة ألف كبير في ذلك الوقت فالبيت سعره مائتي ألف ..فذهبت إلى حلب فاعطيت الطلب الى العميد المسؤول عن الممثلية كي أؤجر بيتي للخبراء الروس ..فقال لي بالحرف الواجد : انت متوسم خيراً من هذه الموافقة فأخرج من مكتبه مائة طلب مثل طلبي ومكتوب عليه موافق من العماد المذيع : في الحادي والعشرين من كانون الثاني من عام 1994 م قتل باسل الاسد الولد البكر لحافظ الاسد في حادث سير على طريق مطار دمشق الدولي ..كان باسل قبل موته أشبه بحاكم لسورية ..سوّق له حافظ أسد منذ دورة المتوسط الرياضية عام 1987 م على أنه أمل سورية القادم ووجهها المشرق فشكّل موته صدمة للأسد الأب وقد صوّر الاعلام السوري يوم موته على أنه يوم بؤس على سورية بيد أن الأمل مازال قائماً لطالما الأب ومن بقي من الأسرة مازال على قيد الحياة كل العاملين في الدولة آنذاك أجبروا على حضور العزاء والعقيد عبد الحميد حرار كان من بينهم ..استذكر حادثةً أثناء العزاء فرواها لي مستسخفاً عقول أبناء ذلك النظام استئناف الحوار المذيع : في عام 1994 م ذهبت للتعزية بوفاة باسل الأسد قلت لي ذلك قبل أن ابدأ بتسجيل الحلقة وقلت أنه يوجد موقف حدث معك ..ماذا حدث ؟ عبد الحميد : بوفاة باسل أسد ..رأيت سورية تؤم الى القرداحة ..طبعاً الشاطر من المسؤولين من يذهب ليثبت وجوده (يضحك) يعني محافظ وأمين فرع ..لأن باسل أسد ارفع مستوى عند الدولة من كل من ذهب الى العزاء ..باسل هو الحاكم ..الحاكم بالظل فالذي يستطيع الوصول لباسل اسد كأنه وصل لحافظ أسد ..كان عندنا تعليمات أننا سنمر من أمام شخص الرئيس ..الرئيس واقف على السدة ..وأعتقد شاهدها الناس على شاشات التلفزيون فيقوم بالمرور المحافظون وأمناء الأفرع وضباط شعبة المخابرات والوزراء وقد تم توزيعنا على مجموعات لمدة ثلاث أيام ..وقد كنّا من فرعنا ثلاثة ضباط فمررنا من أمام الرئيس حافظ أسد وعزّيناه ..طبعاً هو لم يسمعنا (ضاحكاً ) يعني مرور كرام فسألني الضابط الذي برفقتنا : مالاحظت شيء سيدي فقلت له : مثل ماذا ؟ فقال : ألم يرعى انتباهك أمر ..قطعاً لم يلفت انتباهي شيء مميز لأنه لايوجد شيء يلفت نظرنا والناس بالآلاف المؤلفة مسؤولين وغير مسؤولين وجماعة حزب اللات والعزة كانوا موجودين وكانوا يقومون بتقديم عرض عسكري ..قال لي :ألم تلاحظ وجود نور ربّاني في وجه الرئيس ؟ فقلت له : نور رباني ؟ فقال لي : ألم تلاحظ النور الذي يشعّ من وجهه نور رباني ..فكان مقرون الرئيس بالرب فقلت له : لم ألاحظ هذا الشيء (ضحكاً) المذيع : من هو الشخص الذي قال لك هذا الكلام ؟ عبد الحميد : أتحفّظ على اسمه ..خوفاً عليه .وأنا أكن له كل المحبة ..هو من الطائفة العلوية ولكني أكن له كل المحبة وكل الاحترام خلفية موسيقية المذيع : جهاز المخابرات والذي يفترض أن يكون جهازاً خارجياً موجّهاً لأعداء البلاد كان قد ألقى بثقله على كاهل المواطنين وسخّر كل إمكانياته في ملاحقة المواطنين في كل مكان حتى داخل غرف نومهم ..قال العقيد لي وهو يؤكّد سمعة الاستخبارات السورية إنما تشكّلت من بطشها وهول جرائمها بحق أبناء البلاد وقال أن جهاز الاستخبارات الخارجي لم يكن يعني لهم شيئاً فالخارج لم يكن يهدّد عرش النظام لأنه قد عقد صفقاته مع كل الجهات الخارجية على حساب شعبه هذا التركيز على ضعف الجهاز الخارجي دفعني للتفكير بأن قناعة العقيد عبد الحميد لم تأتي من فراغ وإنما من مواقف حصلت بالفعل استئناف الحوار المذيع : هل أرسلك النظام في مهمات خارجية ؟ عبد الحميد : مهمات خارجية في عام 1988 سافرت مع صديق لي وهو دكتور من آل الخضرة ابن عم اللواء طارق خضرة رئيس أركان جيش التحرير الفلسطيني إلى النمسا ..لم أكلف بمهمة ولكني سافرت برحلة استجمام ذهبنا الى المجر ومن ثم فيينا المذيع : من دفع تكاليف الاستجمام ؟ عبد الحميد : على نفقتي المذيع : ولكنك قلت من قبل انك كنت تواجه مشكلة في علاج زوجتك ؟ عبد الحميد : هذا الكلام في عام 1988 وعلاج زوجتي في عام 2000 يوجد فارق 12 سنة وأنا سافرت والدكتور سيستضيفني في منزله هناك لأنني استضقته في منزلي بسورية ..عندما هبطنا في مطار بودابست قاموا بتحويل ركاب الطائرة الى بوابة وأنا الى بوابة أخرى وكأنهم شعروا بأني ضابط مخابرات ..تعرف الأمن عندهم ..اضطريت أن أقف مدة ربع ساعة أمام ضابط الاستخبارات الموجود في المطار ..وفي حينها كان موجود معنا القائم بالأعمال السوري علي الصالح في الطائرة فقال لهم هذا مواطن سوري ولايحق لكم معاملته هذه المعاملة فكان جوابهم الأمن هو الأمن أنا أدركت أنهم عرفوا أنني ضابط مخابرات ولكني لست مكلف بمهمة على أراضيهم ..وهناك حصلت معنا حادثة في فندق( الفور أم ) بمدينة بودابيست ..نزلنا لتناول الإفطار أنا وصديقي فشاهدنا فريق كرة قدم اسرائيلي فقال صديقي هذا فريق كرة قدم اسرائيلي وتعرف أنه نحن كعرب يتملكنا شعور غريب تجاه الاسرائيليين واليهود ..فسألتنا سائحة أمريكية هل أنتم من فريق كرة القدم الاسرائيلي فقلنا لهم لا نحن فلسطينيين ..طبعاً أنا قلت ذلك من باب الدعابة ..فقلت لصديقي مارأيك إذا جعلت كل واحد منهم يذهب باتجاه ..فقال لي كيف : فقلت لاتأتي ولاتتفوه بشيء فتقدمنا من موظف الاستقبال فقلت من واحد إلى ثلاثة الهدف ضمن المدى المجدي ..طبعاً هم يعرفون العربي ..بعد خمس دقائق لم يبق احد من فريق كرة القدم الاسرائيلي في الفندق وصارت الشرطة تبحث عنّا بعد ماخرجنا المذيع : أنت رجل مخابرات ..فالكلام الذي قلته ممكن يؤثّر على سلامتك عبد الحميد : لقد كان قصدنا المزاح لحتى نرى رد فعل اليهود ..دفعنا الضريبة ..صدقاً ..في اليوم الثاني نريد السفر إلى فيينا فعندما وصلت الى البوابة عاملوني كضابط مخابرات ..كارهابي قاد الى المجر واستضافنا مدير المطار ومدير أمن المطار وصعد الركاب الى الطائرة إلا أنا وقد رافقوني الى باب الطائرة وتوجهنا إلى بودابست وصلنا الى فيينا مساءً رنّ الهاتف عند الساعة الثامنة والنصف فأجاب صديقي لنه يجيد اللغة الألمانية وهي لغة النمسا وبعد اكثر من نصف ساعة أغلق السماعة وقال لي : تصوّر انا عندي صديقي ضابط أمن نمساوي اسمه فينينغ فقلت لصديقي من الممكن أنه يراقبنا صديقي ليس له خبرة أمنية فقال لي أنه دعانا الى رحلة ومائدة طعام رغم أنني لم أره منذ اكثر من سنتين التقينا بالفعل مع فينينغ وعلمت أنه المسؤول عن نشاط أوروبا الشرقية في الأمن النمساوي حاولت أن أستثمر اللقاء المذيع : مانوع الاستفادة عبد الحميد : المعلومات ..فهو مسؤول عن نشاط المخابرات في أوروبا الشرقية في مكافحة المخابرات ..على فكرة المعلومات الاستخباراتية تقدّم للصديق وتقدّم للعدو ..التقيت به في اليوم التالي فسألني ماهو عملك ؟ طبعاً صديقي الدكتور كان المترجم لأنه لايجيد العربية فقلت له محامي لأنني لاأستطيع البوح بعملي لنني لست في مهمة واخشى من الحساب في بلدي إن افصحت عن عملي ولكنه أصرّ أنني ضابط مخابرات ولكني أصريت ..فطلب مني التحدث باللغة الروسية لأن عندهم قناعة بالنمسا بأن سورية مستعمرة للإتحاد السوفييتي أكثر من دول أوروبا الشرقية فنشأت علاقة وقد فهمت انه مكلف بمراقبتي باعتباري ضابط أمن فأحد المرات من أجل اختصار الموضوع وعدناه في (الكوفي يورب) لأنه أخذنا في رحلة نهرية سابقاً عبر نهر الدانوب إلى المدينة التي انطلق منها ريتشارد قلب الأسد فاستغرب من دعوتنا له إلى (الكوفي يورب ) فقال هنا مركز الموساد الإسرائيلي فأنا استغرب كيف أنتم العرب تأتوا إلى هنا وتبوحوا بمشاكلكم وتشتمون بعضكم البعض ..وقال لي هل تعلم أن كل العاملين هنا في المقهى يهودي وعميل للموساد الإسرائيلي ويجيد اللغة العربية فصرت أتصل بالسوريين واحذّرهم من هذا المقهى ..حتى أنه بعد فترة لاحظ وقال لقد قمت بتحذير السوريين ويجب عليك الانتباه والحذر ..لاتتحرّك بمفردك ..وأنت تحت المراقبة والحراسة المشدّدة من قبلنا ..طبعاً الموساد علمت لن العرب بدأوا يتناقلون التحذيرات ..عزمت على الاستفادة من هذا الضابط في النمسا خدمةً لبلدي وقد وضّح لي هو بنفسه قال لي أنا اكره اليهود وجدي كان ضابط بالجيش النازي وأنا على استعداد أن أزوّدك باي معلومة تريدها ماعدا عن النمسا وإذا كنت في اي مهمة مستعد أن أتعاون معك ولكن ليس ضد بلدي المذيع : أنت فكرت بتجنيده في تلك الفترة عبد الحميد : صرت أفكر بتجنيد هذا الضابط لصالح المخابرات السورية ..أمضينا فترة الشهر في فيينا فرجعت إلى سورية ..وقد جاء لتوديعي في المطار المذيع : ماالذي حدث بعد أن قدمت تقريرك عن فنينغر للمخابرات السورية عبد الحميد : صدمت ..صدمت فعلاً صدمة قوية ..ضابط بالمخابرات النمساوية من الممكن أن يرتبط معنا ومتعاطف مع القضية الفلسطينية ومن الممكن أن يعطينا معلومات عن الموساد ونشاطه ..أهمل هذا التقرير نهائياً والسبب ..أنا أعطيك السبب ..ان المخابرات السورية لايعنيها ان تزرع أصدقاء لها او مندوبين أو من يتعامل معها خدمةً للقضية الفلسطينية بقدر ماكان يهمها أن تكون سيف سلطة مسلط على رقاب الشعب ..يهمها النظام فقط ضمن حدود سورية فقط المذيع : بعد اكتشاف العقيد عبد الحميد حرّاق وبعض زملائه ارتباط المهربين برئيس فرع البادية صبر ايوب وبعد عشرات التقارير التي رفعوها بحقه الى قيادة شعبة المخابرات العسكرية ارتأت القيادة التي هي اصلاً متورّطة بقضايا الفساد تلك على حد قوله ارتأت ارساله إلى دمشق ..حيث أمضى بها أشهراً ليتم نقله إلى حماه وعن حماه سنفتح سيرةً أخرى وبعض الملفات من هناك في حلقة اخرى من ذاكرة المخابرات السورية انتهى سنتابع الموضوع بإذن الله