تقول هيلين توماس .. إنهم يشعلون حربا عالمية ثالثة :
1 / 12 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
===========
هيلين توماس : صحفية أمريكية ، من أصل لبناني ، كانت تقول : " إذا أردت أن تكون محبوبا فابحث لك عن مهنة أخرى بعيدا عن مهنة الصحافة " .. عاصرت 10 رؤساء أمريكيين فلم ترحم أحدا منهم من صراحتها الموجعة أحيانا .. حتى شهد لها زملاؤها في الصحافة الأمريكية بأنها أجرأ صحفية على الإطلاق ..
فتعالوا بنا نتتبع المواقف الجريئة لهذه الصحفية لنعرف السر من وراء إحرازها ثقة زملائها الصحفيين في أمريكا ، وانتزاعها منهم اعترافا بأنها الصحفية الأجرأ في العالم ..
1 – هيلين لعلها الوحيدة التي تحدت اليهود والبيت الأبيض معا ، حين قالت بكل صراحة : " اليهود يسيطرون على الإعلام الأمريكي ، ويسيطرون كذلك على البيت الأبيض ..
2 – هيلين صرحت بما هو أخطر من ذلك حين قالت : " إن الإسرائيليين يحتلون فلسطين ، وفلسطين ليست بلادهم .. فقولوا لهم ارجعوا لبلادكم التي كنتم فيها ، واتركوا فلسطين لأهلها ..
3 – هيلين بوصفها عميدة الصحفيين الأمريكيين، كانت ترافق رؤساء أمريكا في زياراتهم الخارجية ، وتغطي نشاطهم السياسي .. رافقت نكسون في زيارته للصين عام 1971 م ولكنها رفضت أن ترافق بوش الابن في أية جولة عالمية ، وكانت تقول عنه " إنه أسوأ رئيس يحكم الولايات المتحدة الأمريكية " وتلك صراحة تحسب لها ..
4 – في رأي هيلين : أن الغرب يعيش على غباء العرب ، ولا يخيفه شيء كخوفه من وحدتهم فيما بينهم . لهذا تخوفوا من مشروع الوحدة الذي قام به عبد الناصر . انتهى كلامها ..
ونحن نضيف إيضاحا لم تقله هيلين توماس ، نقول : نعم إنهم حاربوا الوحدة ، وتآمروا عليها حتى أسقطوها ، وكان الأسد أحد أدواتهم الفعالة في القضاء على مشروع الوحدة العربية الذي بدأ بوحدة مصر وسوريا ، وكان الأسد أحد أعضاء اللجنة العسكرية المكونة من [ 3علويين - سماعيلي - درزي ] وأطلقوا عليها لقب لجنة ( عدس ) وهي لجنة طائفية متآمرة ، ليس من مصلحتها قيام وحدة عربية كبرى ، لئلا يذوبوا في خضم سكاني كبير ، يعجزون عن السيطرة عليه . لذلك قاموا بالانفصال عن مصر ، وقاموا بعد ذلك بانقلاب 8 آذار 1963 الذي بدأ به حكم العلويين . وصار زمام الأمر في أيديهم .
5 – ونرجع من هذا الاستطراد المختصر ، إلى بقية كلام هيلين توماس ، الذي كشفت به عن مخطط يرمي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة ، تنسج خيوطه في تل أبيب ووكالة الاستخبارات الأمريكية . وترى هذه الصحفية [ أن الربيع العربي .. وسماح البيت الأبيض للإخوان المسلمين بالوصول إلى الحكم .. وظهور التنظيمات المتطرفة من أمثال " النصرة " .. كل ذلك كان بتخطيط وتمويل يهودي أمريكي يراد به زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط ، ومحو دول منها ، وتقسيم دول أخرى .. وترى هيلين أن هذا الهدف سوف يدعو كلا من بريطانيا وفرنسا وروسيا إلى التدخل مستقبلا ، ليكون لهم جزء من الغنيمة .. وتضيف هيلين قائلة : إنهم يزعمون محاربة الإرهاب ، وهم الذين صنعوا الإرهاب في العالم .. والإعلام اليهودي يسوق لهم أكاذيبهم .. صدقوني إنهم يكذبون . كلهم يكذبون . ] .
::::
وما يهمنا من تصريحات هيلين توماس هو هذا البند الأخير ، لأننا نحرق الآن في أتونه ، فالمتآمرون الذين أشارت إليهم قد نجحوا في المحاور الثلاثة ، نجحوا في تحويل ربيعنا العربي إلى خريف .. ونجحوا في الإيقاع بالإخوان المسلمين والانتقام منهم شر انتقام .. ونجحوا في صنع تنظيم داعش المخابراتي ، الذي يعد أكبر محنة أصيبت بها الأمة العربية بشكل عام ، وسوريا والعراق بشكل خاص ..
واللافت للنظر في تصريحات هذه الصحفية ، أنها قيلت قبل وفاتها في 20 تموز 2013 وها هي الوقائع الحالية تصدق توقعاتها وقد مضى عليها سنتان ونصف السنة تقريبا ..
إذن ، فأمريكا التي اخترعت تنظيم داعش الإرهابي ، هي غير جادة في حربها له .. وإسرائيل تقصف الجيش الحر وتتعامى عن داعش . وروسيا تفعل نفس الشيء تضرب السوريين وتعف عن ضرب داعش ، حتى فرنسا هرعت أخيرا لقتل السوريين بذريعة داعش ، وسوف تلحق بها بريطانيا قريبا ، وكل يريد أن ينهش جزءا من الفريسة ، تحت عنوان " محاربة الإرهاب " .. وكلهم يكذبون .. فإنهم لا يريدون حرب الإرهاب الذي صنعوه بأيديهم . وإنما يريدون ممارسة الإرهاب علينا ، وإلقائنا في أحضان الموت والتشريد والمعاناة .. وسوف ينتقم الله منهم ، فيضربهم أخيرا ببعضهم . فيتفانوا كما تفانوا من قبل مرتين ..
فهل حقا هم يجمعون الحطب لإشعال حرب عالمية ثالثة يكونون وقودا لها .؟ ربما .. ولا أرى ذلك بعيدا .!! فإن الله ليملي للظلمة حتى إذا أخذهم لم يفلتهم .
( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إن أخذه أليم شديد * )
***