الأسئلة الكبرى حول ( الحل ) .. والـ ( لا حل ) .!؟
14 / 11 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
===============
هل حان وقت التدخل العسكري في سوريا .؟ أم ليس بعد .؟
أم أن التدخل حاصل ، ممثلا بتدخل روسيا وإيران لمساعدة النظام .
وهل هنالك نية غربية للتدخل من أجل رفع المعاناة عن الشعب السوري .؟
وإذا كان هنالك نية غربية صادقة للوقوف مع الشعب السوري فما الذي يمنعهم ؟
:::::التدخل الذي تطالب به المعارضة السورية من الدول الغربية ، يتمحور حول عدد من الخيارات ، التي من شأنها أن تسرع في عملية إسقاط نظام الأسد ، وتوفر كثيرا من الخسائر البشرية والمادية ، وتحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها ، وتحميها من السقوط .. من أبرز هذه الخيارات :
1 - التدخل عسكريا على الطريقة الليبية ، وذلك بأن يقوم الناتو بتوجيه ضربات جوية ، تستهدف مقرات الفروع الأمنية ، والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ، والقصور الجمهورية ، وبعض القرى العلوية ، التي تمد الأسد بالرجال ، وتحمل معه السلاح ... يرافق ذلك تزويد الجيش الحر بالأسلحة النوعية ، من مضادات للطيران ، ومضادات للدروع ، وأجهزة اتصال وتصنت مطورة ، ومناظير ليلية ، وبنادق قناصة حديثة جدا ... وحسب التقديرات القريبة من الواقع ، أن النظام سيسقط بهذا الحل في أقل من أسبوعين .
2 – أن يكون التدخل الغربي ، وذلك بفرض حظر جوي على الأجواء السورية ، ومنع الطيران من التحليق في فضاء سوريا .. سواء أكان مدنيا أم حربيا ، وسواء أكان من الطائرات النفاثة بالأجنحة الثابتة، أم من الطيران المروحي "الحوامات" .. وبعد قيام الناتو بنشر صواريخ الباتريوت على الحدود السورية التركية ، بات هذا الحظر الجوي في الإمكان ، وسهل للغاية ...
يرافق هذا الحظر الجوي ، السماح للجيش السوري الحر بالحصول على السلاح النوعي والعتاد والذخائر اللازمة ... ومنع أي تدخل خارجي لصالح النظام ، وخاصة روسيا وإيران ، لأن النظام هو الجانب الأقوى في المعادلة ، وأي مساندة له سوف تطيل من عمر الأزمة ، وتذهب بسوريا إلى المجهول .. وبناء على هذا الحل لا يستمر النظام سوى شهرين ويسقط ... لأن من شأن الحظر الجوي ، أن يشجع كثيرا من الوحدات العسكرية على الانشقاق ، الذي لا يمنعها منه في الوقت الحاضر إلا الخوف من طيران الأسد ، الذي سيدمر الوحدة المنشقة في الحال ...
3 – أن يكون التدخل الدولي إنسانيا ، وذلك بفرض منطقة آمنة ، يلوذ بها الفارون من مناطق الصراع ، ويكون فيها المدنيون في مأمن من عدوان جيش الأسد ، بمنع طيرانه ومدفعيته وصواريخه من تهديد هذه المنطقة ، تحت طائلة الرد الفوري عليه من قبل الدول المتكفلة بفرض المنطقة الآمنة ...
وهنا لا بد من عدم حظر السلاح النوعي عن الجيش السوري الحر .. ليتمكن من الدفاع عن نفسه .. لأن الواجب يفرض على المجتمع الدولي ، أحد أمرين : إما أن يتكفل بحماية المدنيين ، أو يقدم لهم السلاح النوعي الذي يجعلهم قادرين على حماية أنفسهم بأنفسهم .
4 – يمكن تلخيص الموقف الغربي بالتالي :
بريطانيا وفرنسا وعدد من السياسيين رفيعي المستوى في أمريكا ، باتوا على يقين بأنه لم يعد هنالك مستقبل للأسد في حكم سوريا ، بعد كل هذه المجازر الدموية ، التي مارسها ضد شعبه الأعزل ... بيد أنهم رغم ذلك هم غير متشجعين لتزويد المعارضة بالأسلحة النوعية لإسقاط نظام الأسد ، لأنهم يعتقدون أن هذه الأسلحة ستكون قوة تهدد أمن إسرائيل بعد سقوط النظام بشكل أو بآخر .
وهذه الدول على يقين أيضا أنهم لو تدخلوا بضربات جوية تسرع في سقوط الأسد ، فسوف تتعافى سوريا في ظل الدولة الثورية البديلة ، وسوف تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل ..
لذلك حين يسالون : هل أنتم أصدقاء للشعب السوري ؟ هل تؤيدون مطالبه في الحرية والديمقراطية ؟ هل أنتم جادون في حل هذه الأزمة ؟ تجدهم يجيبون على هذه التساؤلات بالإيجاب .. ولكنهم يكتفون بالكلام ، ولا يتقدمون عمليا باتجاه الحل حتى الآن قيد أنملة ..!!
5 – متى يسرع المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية ؟
الجواب : حين يشعر أن شيئا ما بات يهدد أمن إسرائيل بشكل أو بآخر .. فأي تهديد لإسرائيل .. ومهما كان مصدره ، سوف يحمل المجتمع الدولي إلى حل الأزمة ، وإعادة الهدوء إلى ربوع سوريا ، بل إن المجتمع الدولي في هذه الحال سوف يفرض الحل في غضون أيام ، وإذا حالفه التوفيق اختار صورة من الحل تلبي مطالب الشعب السوري، لأنه هو ابن هذا الجزء من العالم المسمى "سوريا " وهو الأقدر على إعادة الاستقرار إليه من جديد ..