سوريا لا تتسع لبشار البراميلي ولا لأيّ مجرم قاتل :
4 / 11 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
==============
انظر إلى الحركة التعبيرية من ديميستورا ، إنها قمة التحدي والغطرسة من عجوز لا يليق بأمثاله أن يتصرف على هذا النحو .. وكأني به يقول : راهن الكثيرون على إبعاد إيران عن المشاركة في حل القضية السورية ، وأصروا على ضرورة إقصائها بعنف ، لأنها في نظرهم جزء من المشكلة ، وهم لا يرون أن تكون طرفا في الحل .. وكنت أرى عكس ما يرون ، فنجحت وخابوا .. هذا ما يقوله ديمستورا برفعه وثيقة فيينا الأخيرة ..
ثم انظروا - يا رعاكم الله - إلى تلك الضحكة البلهاء من العجوز الآخر " كيري " الذي يزعم أنه يمثل دولة ، تزعم أنها في مقدمة أصدقاء سوريا .. وكان ينبغي أن لا يظهر هذه السعادة العارمة ، بعد نتائج لقاء فيينا ، الذي أسفر عن فرض إرادة روسيا ، كما أسفر عن أن إيران ، التي تشارك في قتل السوريين على أرضهم ، قد استطاعت أن تنتزع لنفسها اعترافا دوليا بأنها طرف في أي حل يخص القضية السورية .!! فلو كان كيري يتحلى بأقل قدر من المروءة والشرف لما اتسعت ابتسامته هكذا ، وكا أولى به أن يبكي لخيبته ، التي أسفر عنها لقاء فيينا .
واليوم كل من تابع المؤتمر الصحفي ، الذي انعقد بين الوزير الروسي وديمستورا ، ليتأكد أن هذين الرجلين الأشيبين الخشبيين متفقان على وأد مقررات مؤتمر جنيف ، وإشغال المجتمع الدولي بدوامة جديدة تدور في حلقة مفرغة حول تصنيفات الإرهاب ، وأن الكلام الملغوم يعني أن هذين العجوزين ما زالا يتحدثان باللغة الخشبية التي هي كطعام أهل النار الضريع ، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ..
والسؤال الضاغط في هذه اللحظة : أين الأشقاء العرب من هذا الذي يجري .؟ إن الإرادة الأمريكية تتقاطع – فيما يبدو - مع كرامة الأمة ، فسيد البيت الأبيض أوباما ووزير خارجيته كيري ، قد اختارا إدارة الظهر إلى المنطقة العربية ، وأغمضا الطرف عن تجاوزات إيران أولا ، وروسيا أخيرا ، وما زالا يقولان شيئا ويفعلان نقيضه ، حتى استفحل أمر إيران وأمر روسيا ، وتماديا في عدوانهما على الشعب السوري ، وتحدي إرادته في المحافل الدولية ، ثم تمادوا في عدوانهم إلى أن انتهوا إلى خوض حرب ظالمة على هذا الشعب الأعزل ، وفي كل يوم يقتلون عشرات السوريين بل المئات .. خلافا لكل الأعراف والقوانين الدولية ..
فهل سيرضخ أشقاؤنا العرب لهذه الإرادة الأمريكية المزيفة .؟
نعم إنها إرادة مزيفة ، لأن كثيرا من أعضاء مجلس الشيوخ غير راض بما يحدث في عهد أوباما وكيري .. والحقيقة أنه لا ينبغي أن يرضى بما يحدث في سوريا إنسان يعيش على هذا الكوكب ، يملك ذرة من القيم الإنسانية . لأن هذا الذي يجري في سوريا شيء فظيع ، شيء يلحق المهانة بكل من انتمى إلى البشرية على ممر التاريخ .. إن ما يجري في سوريا إجرام يشارك فيه طيران دول عظمى في قصف المدنيين ، الذين لا حول لهم ولا طول . سوى انتظار الموت ، الذي يجيء به قذيفة أو برميل أو صاروخ في أية لحظة..
الطيران الروسي والإيراني والإسرائيلي والأسدي كله يقوم بقصف المدنيين السوريين صباح مساء .. وهذا ليس اعتداء ظالما على الشعب السوري وحسب ، وإنما هو إذلال لأمريكا أم الحرية ، وهي التي تزعم أنها الراعية لحقوق الإنسان .. إنه إذلال لمنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن .. إنه نسف للقانون الدولي بأكمله .. إنه عودة إلى قانون الغاب " القوي يأكل الضعيف "..
وقبل هذا كله وبعده ، إن ما يجري في سوريا عارٌ على الأمة العربية ومن ورائها الأمة الإسلامية .. وعارٌ على كل إنسان يعيش على هذا الكوكب الذي أراده الله لأن يكون مستقرا مشتركا لكل بني الإنسان .
لماذا اللف والدوران .؟ لماذا اتباع أساليب الثعالب في الحوار .؟ لماذا الكذب والتزوير وطمس الحقائق .؟
القضية بكل اختصار ، هي أن شعبا ضاق بسياسة الاستبداد ، وخرج يطالب بالتغيير إلى حياة حرة كريمة ، تتحقق فيها العدالة والمساواة بين جميع المكونات السورية ، لتعيش بسلام وأمان كما عاشت من قبل عشرات السنين .. فتصدى النظام المستبد للشعب المطالب بالتغيير الإيجابي ، ومارس عليه كل أساليب القمع ، بل واستخدم كل وسائل القتل والإبادة . فصبر الشعب وصابر وأصر على انتزاع حقه في الحرية والكرامة .. فوقف العالم كله - بكل أسف - مع القاتل ، وشحذ سكاكينه للإجهاز على الضحية مع الجزار ..
القضية بكل اختصار ، هي أن شعبا ضاق بسياسة الاستبداد ، وخرج يطالب بالتغيير إلى حياة حرة كريمة ، تتحقق فيها العدالة والمساواة بين جميع المكونات السورية ، لتعيش بسلام وأمان كما عاشت من قبل عشرات السنين .. فتصدى النظام المستبد للشعب المطالب بالتغيير الإيجابي ، ومارس عليه كل أساليب القمع ، بل واستخدم كل وسائل القتل والإبادة . فصبر الشعب وصابر وأصر على انتزاع حقه في الحرية والكرامة .. فوقف العالم كله - بكل أسف - مع القاتل ، وشحذ سكاكينه للإجهاز على الضحية مع الجزار ..
ويجهل هذا العالم المتغابي أن السوريين الأحرار قالوا كلمتهم بكل صراحة " سوريا لا تتسع لبشار البراميلي ولا لأي من القتلة الذي خاضوا بدماء الأبرياء "...
هذه هي القضية ، وهي ظلم صارخ ، لشعب مظلوم لا سند له إلا الله .. فإما أن يراجع العالم موقفه من هذه القضية ، وإما أن ينتظر ضربة إلهية قاصمة ، تحرق كل أهل الأرض .. وتدمرهم .. فإن لهذا الكون ربا متصرفا فيه ،يؤمن بوجوده المسلم واليهودي والمسيحي ... وقد أمر سبحانه وتعالى أن يساس الناس بالعدل والإنصاف ، فإذا تمادى الظلمة واستبدوا ، وعجز المظلومون عن انتزاع حقوقهم من ظالميهم ، تولى الله الملك القهار الأمر ، وحسم القضية لصالح المظلومين .. فقد يكون عقابه للظالمين على صورة إعصار فيه نار ، وقد يكون على صورة زلازل تضرب مناطق واسعة من الأرض .. وقد يكون على صورة حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر .
( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) .