أهالي ريف حمص الشمالي يعيدون إنتاج بيوتهم المدمّرة و"عسكري" الرستن يوقف ترحيل البيوت القديمة
======================================
عمد بعض سكان ريف حمص الشمالي مؤخرا، بهدف تحدّي الحصار المفروض على منطقتهم منذ قرابة 3 أعوام، عمدوا إلى تحويل بقايا منازلهم المدمّرة من قبل النظام، إلى مواد أولية للبناء،كالبحص والرمل والنحاتة، لترميم منازلهم، التي تتعرض للقصف باستمرار.
وأمّنت مهنة ترحيل وتكسير بقايا المنازل المدمّرة العديد من فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل، بالإضافة لتأمينها مستلزمات ترميم المنازل، بعد فقدانها من الريف الشمالي لمدة تزيد عن العامين والنصف، حتى ولو كانت بأسعار غالية جدا.
يقول أبو أحمد -صاحب أحد معامل "البلوك"- بقرية "غجر أمير" إن معمله متوقف عن العمل منذ نهاية العام 2012، لعدم توفر الحصى والاسمنت المكونتين لصناعة "الخفّان" أو "البلوك".
وأشار في حديث لـ"زمان الوصل"، إلى أن الحياة عادت إلى معمله تدريجيا، بعد زيادة عدد الكسارات بمدينتي الرستن وتلبيسة، مشيرا إلى أن ارتفاع تكاليف تجهيز الحصى، وغلاء الاسمنت، رفعا ثمن القطعة الواحدة من الخفّان، إلى أكثر من 6 أضعاف سعرها بالعام 2011م، وأوصلا سعرها إلى ما يقارب 100 ليرة سورية حاليا.
من جانبه قال مهندس مدني من مدينة الرستن لـ"زمان الوصل"، إن استخدام مخلفات المباني المدمّرة في عملية التشييد، تأتي ضمن الحاجة الماسة جدا لبعض السكان، لافتا إلى أن ركام المباني من الناحية الفنّية، لا يصلح لعمليات تشييد القواعد والأعمدة الأساسية للأبنية، وإنما يصلح للإنشاءات التكميلية المؤقتة.
*مكاسر الحجر
بعد انتشار كسارات الحجر، نصف الآلية في مدن وقرى وبلدات الريف الشمالي بالعام 2015م، يخرج أبو تيسير كل يوم مع أبنائه الخمسة من بيته في قرية "الغجر"، إلى مدينة الرستن القريبة منهم، يحمّلون بقايا الأبنية المدمّرة من قبل جيش النظام، في سيارة شحن كبيرة، وينقلونها إلى مكاسر الحجر المتواجدة بمحيط الرستن، لطحنها، وتحويلها إلى حصى كبيرة وصغيرة وناعمة جدا، واستخدامها في صناعة "البلوك"، أو صب أسقف بناء جديدة.
وأوضح أبو تيسير في حديث لـ"زمان الوصل"، أن عملية التحويل تعتمد على آلات بسيطة (كسارات)، يتم فيها طحن مخلفات البناء بآلات بدائية.
* 20 ألفا كلفة المتر2
أبو ياسر من بلدة "كفرلاها" بمنطقة "الحولة" المحاصرة، قام مؤخرا بتشييد سقف صغير مساحته لا تتجاوز 12 مترا مربعا، بكلفة وصلت إلى قرابة 200 ألف ليرة، أي 18 ألف ليرة للمتر المربع الواحد.
يقول أبو ياسر لـ"زمان الوصل": "تضاعفت أسعارمواد البناء (أسمنت -بحص -رمل) في ظل الحصار من 8-6 مرات تقريبا، فمتر البحص أشتريناه بـ6 آلاف ليرة، ومتر الرمل بـ14 ألف ليرة، وكيس الاسمنت بـ2000 ليرة سورية.
*"عسكري" الرستن يوقف الترحيل
في السياق ذاته، وبعد أن كثرت الكسارات بمدينة الرستن خلال العام الحالي، والتي تعمل على ترحيل بقايا المنازل المدمرة، وهي كثيرة في مدينة الرستن، ثم تحويلها إلى مواد أولية للبناء، كثرت الشكاوى من القاطنيين بالرستن، بعد تغيير ملامح بعض الأحياء القديمة، التي دمّرتها طائرات النظام.
ما دفع المجلس العسكري بالرستن لإصدار قرار بوقف عملية إزالة مخلفات البيوت المدمّرة من أحياء الرستن القديمة من قبل أصحاب الكسارات.
وحذّر المجلس العسكري من خطورة العمل، التي تقوم به الكسارات، عازيا ذلك إلى تخوفه من إخفاء معالم وحدود المنازل القديمة.
ولفت إلى أن معظم سكان الرستن القديمة، لا يملكون سندات تمليك لمنازلهم، مشيرا إلى أن إزالة الجدران مع أساسات البيوت، تؤدي إلى ضياع حقوقهم.
وطلب المجلس العسكري من أصحاب الكسارات، الحصول على موافقة المجلس قبل القيام بجرف، ونقل بقايا المنازل المدمّرة.